|
تداعيات ما حدث لمسرحية العنبر الأحمر بالمسرح القومى
|
لا زال المسرح افي السودان يعاني من رقابة الدولة وواقع الحال الان يدحض إدعاءات ما يسمى بهامش الحرية. أرسل لي الأخ مثيانق سريليو المقال التالي والذي كتبه بجريدة الصحافة بتاريخ 11/2/2008، طالباً مني عرضه بالمنبر وهذا هو نص المقال:
ولد المسرح حرا وتشكلت هويته من حركة المجتمع في جل سلوكه المتناقض مع روحه وجوهره اي المجتمع، لذا كان سعي المسرح لنقل حركة الحياة الخاصة بمجتمعه، تأكيدا بأن المسرح هو نتاج الحياة، وهو في نفس الوقت نتاج للحياة، فكان السعي الدائم لمعظم مسرحيي العالم، تحقيق تلك الرؤية المثالية من وجهات نظر مختلفة، تماشيا مع موقفهم ورؤيتهم للكون او المحيط البيئي الذي شكلهم، وهو ما حدا ببعضهم الى الوقوع في فخ الايديولوجيا وبعض شتى انواع السلوك او المواقف التي ما كانت دائما تتعارض مع روح وجوهر الانظمة السيادية او غيرها، فكان من النتائج التي ترتبت على ذلك حظر بعض المسرحيات وايقافها، بححج تبدو غير منطقية بالنسبة لهم. ولم يكن ما حدث لمسرحية "العنبر الأحمر" في الاسبوع الفائت بعيدا عما ذكرته، فقد تفاجأ العاملون في الحقل المسرحي بما جاء به احد المنتمين لما يسمى بالمصنفات الفنية، بأن مسرحية "العنبر الأحمر" التي تعرض حاليا بالمسرح القومي، وهي من تأليف واخراج المسرحي حسبو محمد عبد الله، وتمثيل كل من محمد المهدي الفادني، هند راشد، كامل الرحيمة ايهاب بلاش، ياسر القاسم، نعمات اسماعيل، صبري محمد بشير، بما يمكن تسميته ببوادر اصدار قرار بايقافها بحجة ان العرض يحتوي على استعراض خليع وبالنظر لما قدمه العرض من استعراض وحسب ما شاهدته وشاهده الآخرون، فهو¬ اي الاستعراض¬ لم يكن خارجا عما يحدث في المناسبات داخل النسيج الاجتماعي لحركة المجتمع، والذي يتضمن ابراز المرأة لأنوثتها من خلال جسدها، باعتبارها احدى محفظات المجتمع والبيئة لها، فالمسرحية عندما استخدمت الاستعراض باعتباره جزءاً من اطارها الفني العام، كان ربما او تأكيدا على سعيها الى تحقيق قدر من الصورة البصرية والجمالية للعرض، وأيضا تأكيدها على عدم خروجها من الحزام البيئي الذي بنت وبه تشكلت رؤية العرض الكلية في سعيها لمقاربة مع ما يحدث في السجل اليومي للواقع الاجتماعي الذي نعيشه لنتأمله بعين او بتسمية ادق المرأة، التي من خلالها نرى سلوكنا اليومي، ومع كل هذا فإن هذا الحدث فتح الكثير من التساؤل عن حدود المصنفات وصلتها مع رقابة المسرح ومع ان المسرح السوداني قد شهد مثل هذة الواقعة تكرارا ومرارا، الا ان الحجة التي صاغتها المصنفات حول العرض تبقى خارجة عن روح المجتمع الذين هم جزء منه والى حين الحديث المستفيض حول العرض وبما تضمنه من استعراض خليع حسب رأي المصنفات، نرى من الممكن فتح حوار جاد مع جهاز المصنفات ولجعل الحوار ممكنا نرى من الضروري او الواجب عليها نشر جميع آرائها حول العرض في الصحف اليومية، بهدف إثراء الحوار وخلق فضاء ديمقراطي من أجل نقاش تسوده روح الالتزام التفكيري، بتطوير وتفعيل دور الفنون فيما بينها. وإلى أن نلتقي.
مثيانق سريليو
|
|
|
|
|
|