حوار مع فيليب سولرز: حياة اليوم معادية للكتب واللعب!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2007, 08:47 PM

NAZIM IBRAHIM ALI
<aNAZIM IBRAHIM ALI
تاريخ التسجيل: 05-21-2004
مجموع المشاركات: 594

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
حوار مع فيليب سولرز: حياة اليوم معادية للكتب واللعب!

    !
    ترجمة وتقديم: حسن أوزال

    yesterday's story

    نظرت طويلا إلي فتاة إنكليزية في إحدي الحانات فسألتني
    لماذا تنظر إلي هكذا؟
    لأني لا أريد أن أموت
    ابتسمت ولم تضف شيئا(1)
    لا ريب أن الحوار الدائر هنا يطرح أكثر من سؤال فهو إذ يقرن حاسة النظر/ العين بحدث الموت يدعونا إلي التفكير في التقاطع الحاصل ما بين الطرفين،والمعلوم أن أولي المعضلات التي واجهت بني البشر كانت مسألة الموت. فالإنسان بطبعه لا يقوي علي رؤية أخيه من جنسه ميتا،وهو إذ يخشي الجثث ويرتعش من فزعها، لم يجد بدا من التخلص منها سواء عبر عملية الدفن أو الحرق والتي تواكبها طقوس التضامن من قبيل إلقاء كلمة في حق الشخص المفقود أو وضع حفنة ورود علي قبره.
    إن العين إذن إذ تشمئز من الموت فليس لأن الجثة تتجلي لها وسط هذا النظام كعنصر يثير الرعب (المفاجئ) ويستحيل اختزاله في موضوعات معهودة فحسب بل لأنها كأداة حسية ميالة نحو رؤية منفسحة للوجود متشربة بحب الحياة. فالعين لا تريد أن تري البشاعة لا سيما بشاعة الموت باعتباره عنصرا مهلوسا ينفلت من إرادة الإنسان ويقبع خارج مشاريعه. بذلك تسعي علي الدوام متحاشية هذا المهلوس ومتوسلة الجمال بشتي أصنافه. فقد يكون جمال امرأة مثلما هو حال صديقنا الروائي الكبير محمد شكري كما قد يكون جمال الحرف المقروء أو اللوحة الفنية المعروضة وبكلمة واحدة جمالية النص ومتعته. في هذا السياق إذن ينطرح علينا سؤال الحواس كملكات ذوقية وكيفية توظيفنا لها. وبناء عليه كذلك نقدم للقراء، الترجمة الكاملة للحوار الذي خص به فليب سولرز مجلة النوفيل أوبسرفاتور معلنا من خلال مؤلفه حرب الذوق عن ثورة مسترسلة ضد بلادة الحواس. فسولرز ، هذا العاشق إلي حد الانغماس للحياة محب كذلك للكتابة والقراءة. ومثل عظام المبدعين، فهو من يذهب إلي حد اعتبار النص المقروء منبعا للذة أكثر مما هو موضوع إيديولوجي منذور للتحليل. لذلك جمع في مؤلف له بعنوان مدح اللانهائي 2 Eloge de l'infini مجموعة من الأبحاث والدراسات، هي علي حد قوله ما يسعفه علي الحياة والعراك، تخص كلا من لافونتين وباطي، وباكون ورامبو، ومالارميه وسيزان... إن كل هؤلاء الأموات بالنسبة لي يقول، أحياء يرزقون. فإلي جانبه وفي معسكر حرب الذوق هاته، ثمة أصدقاؤه ومناصروه من كتاب ورسامين وفلاسفة. فهو أحيانا يصر علي القول بأن بروست ورامبو يهاتفانه بين الفينة والأخري فيفعمانه قوة وجرأة. الظاهر أنه لا يروم من وراء هذه الحرب التي يشنها في سخرية لاذعة، غير التأسف علي زمانه البئيس، هذا الزمن الذي لا يني يبخس فعل القراءة وينظر إلي المثقفين بعين الازدراء. ومثل أغسطس يروي أنه قد سمع صوتا يناديه: خذ ! خذ الكتاب واقرأ!
    فالقراءة الممتعة غدت بالنسبة إليه الآلة الحربية بامتياز، لمواجهة هذا العصر الذي لا يعير، قصدا، أي اهتمام للكتاب ولا يكف عن ممارسة كل أشكال النبذ والاستعباد تجاههم. شأن سولرز، شأن فيلسوف الحياة نيتشه(3)، يقرأ ليحبب القراءة للآخرين. فمن منا يستطيع أن يزعم القول بأنه قد حظي بقراءة كل من جويس، وارطو، ويونغ وباطاي قبله؟

    الــحــوار

    أ ـ النوفيل اوبسرفاتور: منذ مقالكم المنشور بـ لومند سنة 1999 تحت عنوان فرنسا العفنة وقضيتكم لا تلبث تتضخم يوما بعد يوم. إنهم يهاجمونكم علي كل الجبهات، بل ويتهمونكم بتماديكم في ذلك أكثر من اللازم. لكن ها أنتم تزيدون الطين بلة بعدما أقدمتم علي نشر كتابكم الضخم هذا مدح اللانهائي مباشرة بعد حرب الذوق .
    ب ـ فيليب سولرز: لعل استمرار الصراع كما ذكرتم، لذو أهمية قصوي. فالأمر أساسا لا يتعلق إلا بالجسد في كتابي مدح اللانهائي وفي ذات السياق، أعتقد أن المسألة إنما هي مسألة مجابهة عميقة ما بين الأجساد القديم منها والجديد. وكل هذا فيزيائي للغاية. لذلك فمن العار أن يلجأ البعض إلي الاستهزاء بمقالي المعنون بـ فرنسا العفنة . فالخصم لا يجادل أبدا، وهو تحت نير ردود فعل بافلوفية. وعلي الرغم من أن عدد صفحات هذا الكتاب الذي سبق لي أن نشرت منه بعضا من النصوص، يزيد عن الألف صفحة، فإني وللأسف ما أزال في نظرهم ذاك الذي لم يكتب إلا الصفحات الست من فرنسا العفنة . لذلك فأطوار هذه القضية تجري بعيدا كل البعد عن حقيقة ما أكتبه، لا سيما وأن الخصم مصر علي اللاقراءة ومعروف بسوء ذوقه المعاند والمتزمت. وتأكد أن انخراطي في حرب الذوق هاته ليس من العبث في شيء. فالذوق بحسب لوتريامون هو ذروة الذكاء. أما فيما يخص اتهامي بالغلو في هذه القضية فبوسعي القول أن غلوي هذا رديف بغلو الحصان في الخب إلي حد الحُضر* وكما تعرف فمن الصعب الإمساك بإنسان يعدو بسرعة. هذا إذن كل ما في الأمر !فلا تعولوا علي للتشكي. فلعمر التأوه كان من صلبي.
    أ ـ نوفيل: في التقديم لروايتكم القلب المثالي نعثر علي إحدي عبارات sterne تقول : من خلال كل حرف دُون هنا، استشعر إلي أي حد تساير حياتي قلمي . كيف باعتباركم تغدو القراءة والكتابة والحياة كلمات ذات دلالة واحدة؟
    ب ـ سولرز: هذا ما لا شك فيه. فمن المتأكد منه أنك لن تعرف أن تكتب ما لم تعرف كيف تقرأ، لكن لمعرفة القراءة عليك أن تعرف كيف تعيش. فالقراءة هي أحد أروع فنون العيش. ولذلك تسعي كل الأنظمة الاستبدادية إلي الحيلولة دونما امتلاكنا لفن القراءة هذا. إنها تعرف أيما معرفة، أن فعل القراءة، أعني القراءة بحق، إنما هو فعل يوقظنا. فالقراءة هي تعاط للبحث لا مسألة إيمان. تأمل معي هذه العبارة الرائعة لباوند *: علينا أن نقرأ حتي ننمي سلطتنا. وكل قارئ هو بالضرورة إنسان يتقن فن العيش بامتياز،والكتاب مصباح وهاج بين يديه .
    أ ـ نوفيل: إن مدح اللانهائي علي حد تعبيركم، ليس مجرد كتاب بل هو عمل فريد ولا نظير له. فهل كان كل نص مرصودا بشكل مسبق للعب مع نصوص أخري في إطار مجموعة لاحقة؟
    ب ـ فيليب: أكيد أكيد. إنها فكرة قديمة أشاطر فيها بارط: يتعلق الأمر بمسألة إنشاء معجم جديد. هكذا، وبحسب الظروف، أستثمر نصوص كل من سيزان،هولدرلين، أرطو، بيكاسو وبروست، فأقحمها ضمن خرائطية جديدة. فالموسوعي غالبا ما يقترح منظورا جديدا للعالم. إلا أن هذا المنظور الشامل هو ما يرفضه الخصم. لكنه في نظري، من الواجب التخلي ضمن هذا المشروع الموسوعي عن كل من التصنيفين الأكاديمي والمعاصر علي حد سواء. إنني أنتقل دونما وساطة من لافونتين إلي باطاي ومن باكون إلي رامبو . ويبقي السؤال المحير في اعتقادي هو في أية حالة علينا أن نكون، وما الجسد الذي علينا امتلاكه حتي نضحي مرتاحين مع كل أزمنة الفن والأدب؟
    أ ـ النوفيل: إن القرن الثامن عشر أمامنا تؤكدون؟
    ب ـ سولرز: ذلك ما أتمناه من كل أعماقي. تأكد أننا اليوم جد متأخرين عن القرن 18 سواء فيما يخص حرية الإدراك أو الإحساس أو الإنصات للحواس الخمسة. ولا أظن أننا تجاوزنا موزار في شيء. لذلك فكل الأموات الذين ذكرتهم، قبل قليل إنما هم أحياء يرزقون بالنسبة لي. إنهم يكشفون لي عن تجارب معاشة بطريقة في غاية الحميمية. علي هذا الأساس فهم لا يلبثون يؤكدون لي بأننا لن نستطيع أن نقرأ ولا أن نكتب ما لم نكن قادرين علي العيش بتقنية خاصة. وإن كنت أكتب، فلكي أعيد لهم الاعتبار وأضفي علي أقوالهم صدي خاصا. يكفيك أن تفتح أحد كتبي لتري إن كان ثمة صدي أم لا.وبالمناسبة فالأذن تلعب دورا رئيسيا هنا ما دام كل شيء يكاد يكون محمولا علي نبرات موسيقية. أما الأداة فهي اللسان.
    أ ـ النوفيل : الجسد والحواس الخمس هي بلا شك الأسلحة التي تعتمدون عليها في غمار خوضكم لحرب الذوق هاته؟
    ب ـ فيليب : أجل، فما أحوجني لفهم السبب الذي جعل الخصم طيلة العصور، وبشكل أكثر احتدادا في القرن 20 ، يبذل كل ما في وسعه من أجل إقصاء الأجساد المتميزة les corps singuliers * وهذه هي إحدي مؤاخذاتي في هذا السياق باستمرار. ومما لا شك فيه أن الجسد هو المقصود علي الدوام، سواء من خلال اعتماد التجريد الميتافيزيقي أو من لدن التيار الجماعي الأصولي والهدام، الاخذ في النمو أو مثلما يجري اليوم حيث يتم السعي الحثيث إلي نشر ثقافة الحقد والكراهية الممنهجة تجاه القراءة والفن علي حد سواء. فالناس يفضلون لو تضحي اللوحات صورا ولا يروق لهم غير نوع من الإنصات المنمط. لكن لنفترض مثلا أنني جبار ودكتاتور ـ فعلينا أن نضع أحيانا أنفسنا موضع الخصم ـ فماذا ستكون أمنيتي المثلي؟ ألا يكون ثمة بطبيعة الحال غير أقل عدد ممكن من الأجساد المتميزة، وذلك بغية التمكن من تنظيم مجتمعي تسوده ردود فعل ارتكاسية. بناء علي هذا كله، أصارع تمجيدا للقوة،أعني القوة الممجدة للحواس الخمس.
    أ ـ النوفيل: تقدمون نفسكم كأوروبي من أصل فرنسي...
    ب ـ سولرز: بالطبع لكن من الغرابة بمكان أن يثير هذا زوبعة كبري. لاسيما وأن نظير هذا التعريف من وجهة نظر القرن18 عادي للغاية. فباستحضارنا مثلا لكازانوفا نجد أنه كأحد كبار الكتاب الفرنسيين، هو الذي لم يتم الاعتراف به كذلك إلا مؤخرا. أفليس هذا برهانا كافيا !
    أ ـ النوفيل: تتعقبون في قراءاتكم كل ما لا يرغب الآخرون في رؤيته حتي ولو كان أوضح من النهار.
    ب ـ سولرز: أجل إني أتعقب اللحظي والوشيك، الآتي والآتية. فالوشيك هو مثلا قصة الرسالة المسروقة * لادغاربو، والتي تفنن في ضبطها وتحليلها ، المسن لاكان . فنحن نري كل شيء،إلا ما يقع تحت أعيننا. إننا لا نرغب في رؤية الأشياء تقول سيزان باستمرار. لهذا تجد بروست كثير الحضور في هذا الكتاب. فهو أحد كبار الماهرين في الكشف عن الوشيك. في الحقيقة، كل هؤلاء الذين حظوا باهتمامي، ميتافزيقيون. لكنهم ميتافزيقيون ميدانيون.إنهم يعيشون الميتافيزيقا علي نحو ملموس.
    أ ـ النوفيل: إن لي في الحقيقة، رغبة ملحة لأصبح البهلوان المهرج المرسوم من طرف بيكاسو. فميزة المهرج كثيرا ما يجهلها المجرمون والبلداء . هذا ما كتبتموه في إحدي مقالات توديعكم للقرن 20 . فكيف يصفونكم بالمهرج وتقبلون بذلك؟
    ب ـ سولرز: إنها عظمة بيكاسو، أقصد حبه الرائع للمهرجين. أما الخصم فهو لا يفتأ يسخر من الكوميديين والبهلوانيين والمهرجين. ورغم ما قد يبدونه لكم من صدق وأصالة، فالحقيقة أن المجرمين والبلداء لا يكنون غير الحقد والكراهية سواء للعب أو لفن الضحك. فاللعب هو بلا شك الشيء الأكثر عمقا، الممكن لنا بلوغه يوما ما. لكننا غالبا ما نجرؤ علي القول احترس كفانا لعبا كما لو كان اللعب يعني أن تكون غشاشا أو بليدا حتي. وإن غدت اليوم الألفاظ من قبيل البارع و الماهر اكثر عرضة للتحقير والتبخيس، فذلك ليس بمحض الصدفة: إن المسألة هي بالأساس مسألة الذحل الأبدي الذي استفحل حد الإفراط.فالخصم متزمت من كل ما هو خلاعي إلي درجة خوفه من الشبقية.
    أ ـ النوفيل: كيف تهدون هذا الكتاب لـ موسيقيي الحياة رغم أنكم لم تكتبوا إلا القليل بخصوص الموسيقي والموسيقيين؟
    ب ـ سولرز: ذلك ما سأنكب عليه عما قريب. فلكل منا حقه في موزار كما يقال. وإن كان بوسع كل واحد اليوم، أن يدعي كونه كاتبا أو رساما، فمن الصعب عليه أن يدعي كونه موسيقارا. فمن فيفالدي حتي شارلي باركر، ثمة أيضا الرهان بشأن الجسد. هذا الذي ليس مرة أخري غير الحياة والفرح.

    وإن استدللت به هنا فليس مرد ذلك إلا لكون نصوص هذا الأديب آهلة بالحياة وككل أدب عظيم تستأهل القراءة.




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de