|
الاتفاقية أعطت السيد سلفا مطلق الحرية في الجنوب، الأمر الذي كان مستعصياً عليه أيام الحرب،
|
حاطب ليـــــــل عبد اللطيف البوني
عائد وعودة لابد من أن نبارك للفريق أول سلفا كير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب منزله الحكومي الجديد بحي المطار، ذلك المنزل التحفة المكون من طابقين كما ذكرت صحيفة «الصحافة» الغراء، ولعله من حسن الطالع ان سيادته دخل المنزل الجديد لأول مرة متنقلاً اليه من منزل بشارع الجامعة بعد الإشاعة التي انطلقت في العاصمة زاعمة اغتياله، فقد كان في جوبا ساعة الإشاعة ماكثاً فيها قرابة الشهر بعيداً عن الخرطوم وجاء في احدى الصحف أنه كان «حرداناً» من شركائه في الحكم حيث أنهم همشوه وهمشوا حركته بعدم استشارتها في أخطر القرارات، هذا اضافة للتلكؤ في تنفيذ اتفاقية السلام الشاملة الذي تتهم به الحركة شريكها المؤتمر الوطني. في تقديري الخاص ان الاشاعة كانت فطيرة جداً ولم يصدقها أحد حتى الذين أغلقوا متاجرهم، والذين ركبوا عرباتهم و«قبلوا» تجاه منازلهم والذين هرعوا للموبايلات متصلين بذويهم أو لإخطار أصدقائهم أو ترويجاً للشمار، كل الذين فعلوا هذا لم يكونوا مصدقين للإشاعة ولكنهم كانوا يخشون من تنفيذ بند آخر ربما كان في جعبة مخطط الإشاعة. على العموم إن كان من أهداف الإشاعة إخراج النائب الأول من «حردته» في جوبا وجرجرته الى الخرطوم وإدخاله المنزل الجديد فقد نجحت، وقد تكون للإشاعة أهداف قريبة وبعيدة ومن جهات قريبة وبعيدة وغريبة وبالتالي لا يمكن قياس مدى نجاح الإشاعة أو إخفاقها نسبة لعدم تحديد الأهداف والجهات تحديداً قاطعاً ولكن الأمر المؤكد ان هناك نتائج قد تحققت لم تكن في الحسبان، فالجهات المخططة يمكن ان تتحكم في البدايات ولكن لا يمكن ان تتحكم في التداعيات والنهائيات، لذلك يستحسن عدم «اللولوة» و«المشي عدل» بعدم استخدام سلاح الإشاعة.
ان يمكث السيد النائب الأول الأسابيع لا بل والشهور في جوبا أمر
طبيعي فحكمه الحقيقي في جوبا والجهة التي تستحق جهده هي الجنوب وساعة الانتخابات والاستفتاء سوف يسأله مواطن الجنوب ماذا فعلت في الجنوب، كم مدرسة فتحت وكم طريقاً شيدت وكم وباء كافحت وكم فداناً زرعت،..؟ لن يسأله أهل الجزيرة عن التركيبة المحصولية ولا مؤتمر البجا عن موسى محمد أحمد ولا أهالي كجبار عن عدم إطلاق سراح المعتقلين منهم، ولكن تظهر المشكلة عندما يكون السيد سلفا في جوبا ومنها يطلق الرسائل التحذيرية القوية لشركائه، ولعل آخرها ما قاله عن قدرة الحركة على حمل السلاح والعودة الى الحرب مرة اخرى فمثل هذا التصريح يقول لأهل دارفور لا تصالحوا ولا تسالموا ولمؤتمر البجا مكانك سر ولكل من يود حمل السلاح ان يفعل لأن جون قرنق قد قال قبل رحيله إذا عدنا للحرب هذه فلن نعود وحدنا إنما ستكون هناك ست جبهات، وما لم يقله قرنق
صراحة هو أن العاصمة ستكون الجبهة رقم «1» وليس جنوب السودان.
لئن قلنا من قبل إن على المؤتمر الوطني ان لا يتلاعب بالاتفاقية وأن يثبت مصداقيته فلا بد لنا اليوم من القول للحركة أن تكف عن اللعب بكرت الحرب فاتفاقية السلام كلها ثقوب وكلها عيوب ولكن الناس قبلوها لأنها أوقفت الحرب، ومهما قلنا عن تنفيذ الاتفاقية فهي الآن أعطت السيد سلفا مطلق الحرية ان يفعل ما يشاء في الجنوب، الأمر الذي كان مستعصياً عليه أيام الحرب، فالأفضل للجنوب والشمال والنائب الأول أن يكروا ويفروا من اجل السلام بدلاً من استسهال العودة للحرب، فعودة السيد سلفا للخرطوم والسكن في حي المطار عودة حميدة، أما تلك العودة فلا وألف لا..
|
|
|
|
|
|