|
المسيرية: إمتداد من البطولات في ساحات الوطن: لا تختزل في مجموعة أفراد
|
المسيرية: إمتداد من البطولات في ساحات الوطن: لا تختزل في مجموعة أفراد عيسى أمبدي كباشي /بابنوسة قامت بعض وسائل الإعلام وبعض المغرضين في هذه الأيام بالترويج لما أسموه إنضمام قبيلة المسيرية لحركة العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان في محاولة لتصوير إنضمام بعض أبناء المسيرية لهاتين الحركتين على أنه إنضمام للمسيرية فمتى كان إنضمام فرد من هذه القبيلة أو تلك إلى حزب سياسي أو حركة سياسية أو عسكرية يعني إنضمام قبيلته أو أسرته؟! ومتى كان إنضمام الأشخاص يمثل إنضمام لقبائلهم ؟! المسيرية قبيلة لها أعرافها وعاداتها وتاريخها البطولي المشرف في سجل صفحات التاريخ السوداني منذ قيام الدولة السودانية، بل إنها كانت لها يد طولى مع بقية القبائل السودانية في تأسيس الدولة السودانية الحديثة ، حيث شارك أبطالها في الثورة المهدية وواصلوا السير والتقدم البطولي جنبا بجنب مع إخوتهم من النسيج القبلي السوداني تحت راية الإمام محمد أحمد المهدي حتى القضاء على قوات المستعمرين ورفعوا الرايات في أم درمان وما زالت أحياء أم درمان تشهد بذلك، وفي التاريخ الحديث كان لها نصيبها في الدفاع عن الوطن والحق وهم رجال لا يخافون في الحق لومة لائم ، فكيف بنا أن نختزل هذه القبيلة الكبيرة الممتدة من كردفان حتى تشاد في مجموعة لا يتعدى قوام أفرادها الثلاثين فردا إنضموا للعدل والمساواة وألف شخص -وهذا رقم مشكوك في صحته - إنضموا لجيش الحركة الشعبية ؟! ما لكم كيف تحكمون ؟! المسيرية لا يمثلها شخص أو مجموعة أشخاص إختاروا أن ينضموا للحزب السياسي الفلاني أو الحركة المقاتلة العلانية ، فإن حدث مثل هذا يجب أن ينظر له في الإطار الطبيعي لإحقية الأفراد في إختياراتهم ولكن لا ينظر له على أنه إنضمام للقبيلة أو الأسرة التي ينتمي إليها هؤلاء الأفراد، فكم من أشقاء تختلف إنتماءاتهم وخياراتهم ؟! فهل يمكن أن نسمي إنتماء السيد ياسر سعيد عرمان والسيد منصور خالد للحركة الشعبية إنتماءا لقبائلهم ؟! وإن كانت الإجابة بالنفي فلماذا نطلق ذلك على المسيرية ؟ فللمسيرية قيادات تاريخية في الأحزاب السودانية كحزب الأمة والإتحادي الديمقراطي ومثلهم في المؤتمر الوطني والشعبي وكذلك من أبنائهم من إنتمى لحزب البعث العربي الإشتراكي والحزب الشيوعي السوداني وغيرها من القوى السياسية السودانية ، فهل إنتماء هؤلاء ينسحب على إنتماء القبيلة ؟! وهل يعني ذلك أن حزب المؤتمر الوطني هو حزب قبيلة الشايقية التي ينتمى لها رئيس الحزب ؟ فإن كانت الإجابة كذلك فهل بقية عضويته هم شايقية بإنتمائهم لحزب رئيسه شايقي وبالتالي تكون الحركة الشعبية هي حزب الدينكا وبالتالي يعتبر الدينكا جميعهم حركة شعبية ، وينسحب ذلك على منصور خالد وياسر عرمان فيصبحوا هم من قبيلة الدينكا ويصبح رياك قاي شايقيا بحكم إنتمائه لحزب المؤتمر الوطني . للمسيرية إمتدادات كبيرة في خارطة الوطن السياسية فهم متواجدون حالهم حال الجميع في كل ألوان الطيف السياسي السوداني فمنهم من إختار الحركة الشعبية كخيار سياسي ومنهم من إختار حزب المؤتمر الوطني وحزب الأمة والبعث والمؤتمر الشعبي ونحن نحترم كل هذه الخيارات لكن تظل المسيرية قبيلة لا إنتماء سياسي لها إلا إنتماءها للوطن وعند الشدة تكون حاضرة دفاعا عن الوطن بغض النظر عن إنتماءات أبناءها ومشاربهم السياسية لكنهم في الوطن واحد لا يقبل القسمة كلهم مشاريع إشتسهاد ورماح عوالي يقتحمون الوغى ويعفون عند المغانم . بالأمس قال المسيرية قولتهم في العدوان على مدينة ود بندا وحرق السيارات على طريق المجلد الدبب والذي تبنته حركة العدل والمساواة حيث تنادوا ورفضوا ما يجري لأنه يضر بمصلحة الوطن عامة والمنطقة بشكل خاص معلنيين أن ما تم يعتبر سلوكا فرديا مطالبين أبناءهم الذين إختاروا العدل والمساواة أن لا ينقلوا الدمار والخراب لمنطقتهم ،مؤكدين على وحدة الصف متيحين الخيار لكل فرد على أن لا يكون ذلك في ضرر الوطن والمنطقة . يا إخوتي المسيرية لا تختزل في حزب ولا حركة سياسية مهما كان حجمها وبالتالي لن تختزل في شخص أو مجموعة أفراد فهي تاريخ عريق ومجد تليد ورايات سامقات ورماح عوالي وكوكبة من الشهداء إمتدادها بعمر الوطن وستظل كالبدر في الليلة الظلماء .
|
|
|
|
|
|