|
الناس في بلدي !
|
القصة الأولى:
في أواخر عام 99 كنت ضمن رحلة مسافرة من الخرطوم للشمال ولم يكن السفر وقتها بنفس السهولة التي يحسها المسافر الان ولاسباب وعورة الطريق وصلنا متاخرين بعض الشى لبداية مناطق الشمالية وتحديدا منطقة القرير وكنا صائمين ولم يتبقى لآذان المغرب الكثير..
فاذا بنا نفاجأ بعدد كبير من بسطاء تلك المنطقة يسدون الطريق أمام البص ليضطر السائق للتوقف فجأءة مما أثار إنتباه الجميع وحين توقف البص تقدم أحدهم من السائق وحلف بان ينزل جميع الركاب للافطار وكان جاداً وحاسماً في عرضه ولم يترك حتى المجال للمناقشة..
فنزلنا وفطرنا أجمل إفطار صائم تناولته في حياتي ....
القصة الثانية:
وفي واحدة أيضا من نفس السفريات تعرض الباص لعطل كبير في الصحراء حوالي الساعة الرابعة عصراً وكنا صائمين أيضاولم يكن معنا اي طعام باعتبار أن السفريات تصل قبل المغرب في العادة وأفطرنا علي الماء وظللنا في الانتظار وتم إصلاح العطل حوالي التاسعة مساءاً وواصلنا السير لنصل مروي حوالي الساعة 12 وطبعا لايوجد اي مطعم او بقالة وافترشنا الارض باعتبار اننا سنفطر غدا مضطرين لذلك وبعد ان توسدنا الأرض فاذا شيخ كبير يوقظنا من النوم وهو يحمل في يده "جردلين" واحد مملوء "قراصة" والثاني "ملاح" وتجمعنا جميعاً في أجمل عشاء علي وجه الأرض بعد صيام عن الأكل لـ 24 ساعة ونوينا الصيام واصبحنا صائمين..
التحية والتقدير لهؤلاء الرجال ولامثالهم في جميع نواحي السودان ورمضان كريم عليهم وأسال الله أن يغفر لهم وأن يتقبلهم بما صنعوا معنا
وتسؤالي هل مازالت هذه القيم موجودة أم إندثرت مع ما إندثر من أشياء جميلة !
|
|
|
|
|
|