|
|
 هل النظام الغربي الأوروبي هو أقرب الأنظمة للإسلام في عصرنا الحالي؟
|
هي مقولة قديمة وتشبيه متداول عرف به الشيخ الإمام محمد عبده عندما قال (ذهبت للغرب فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام وعدت للشرق فوجدت الإسلام ولم أجد المسلمين)
إن الله سبحانه وتعالي باعث الرسل والرسالات جعل كل الاديان قبل الرسالة المحمدية كالثوب المفصل الذي حين تراه تجزم بأنه ملك فلان أو يصلح لفلان, وقد جعل رسالة سيد المرسلين كالثوب الذي يجزم كل من رآه أنه له, بل يصلح لكل من رغب في إرتدائه فذلك حقا هو الشرط المنطقي للرسالة الخاتمة.
وأهل الفقه والفهم من المسلمين يدركون جيدا أن معجزة الرساله المحمديه تكمن في سر بوحهاوسهولة فهمها وفطريتها المطلقة التي لا تحمل تعقيدا مقيدا يفهمه الذكي ويغفل عنها الغبي, فخالق البشر واحد وهو العالم الكافل لأحوالهم فهو عندما يرسل رسولا للناس كافة ومعه رسالة عالمية لا بد أن تكون هذه الرسالة سهلة واضحة تثمن مكارم الأخلاق وتعيب سيئها, وتأمر بالمعروف لدي البشرية السليمة وتنهي عن كل منكر تنكره البشرية النقية والفطرة السليمة.
فلهذا ولذاك ولما يعلمه الله في خلقه كان النظام في الإسلام يدعوا لمجمل الخير ومجمل المعروف وينهي عن مجمل الشر ومجمل المنكر (ولتكن منكم أمة يدعون للخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فالخير والمعروف هي فطرة تعارفت عليها البشرية جميعها مسلمها وكافرها فكل إنسان يحمل جين البشرية يدرك بفطرته ما هو خير وماهو شر وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم(إنما بعثت متمما لمكارم الأخلاق) وعندما سئل صلي الله عليه وسلم عن من هم أفضل الناس إسلاماقال(أحاسنكم أخلاقا) . والقاري لكتاب الله وأحاديث المصطفي عليه السلام لا تغفل عنه حقيقة أن الإسلام هو دعوة لتوحيد الله وتوحيد عبادته وتحقيق الفطرة الإنسانية السليمة في تنزيل المعرف وكره المنكر.
إذا فالدعوة للنظام في الإسلام هي دعوة للفطرة السليمة في معظمها, وقد أتي بعض التفصيل القليل لبعض الأمور المعروفة أو المنكرة وذلك لإبراز أهميتها ووضع الدوائر الحمراء عليها تشديدا لحقها وليس بغرض إعلامنا أنها هي الدين فقط وأن غيرها ليس من الدين ومن امثلة ذلك الدعوة للذكاة وكفل اليتيم ونصرة المظلوم والرفق بالحيوان وغيرها فهي جميعا من الخير والمعروف وأتي التفصيل لها لإظهارها , وفي الجانب الآخر النهي عن الزني والخمر والرباء والتطفيف فكلها من المنكر فطرة ولكن أيضا فصلت وأظهرت حتي يدرك الناس أهميتها.
وأهل الفقه في الإسلام يدركون أيضا أن الدين بعد الإيمان والتوحيد هو جملة من المقاصد منها :
1- الحرية: وهي أعلي مقاصد الإسلام وأولها حيث يضعف التكليف أو ينتفي في حالة تعزرها, وأعجب ما في الدين أن الله يخلق البشر ويرزقهم ويمتعهم ويقول لهم (فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر) ويقول علي لسان نبيه (يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبودن ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ماعبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين) ويقول لنبيه ( أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين) فعجبا لنا اهل الإسلام خلقنا الله وأطعمنا وخيرنا بأن نؤمن له أو نكفر به , وغيره تعالي من حكامنا طغوا وبغوا علينا, لم يخلقونا ولم يرزقونا وفوق ذلك غبطونا حقنا في الإختيار بحجة أنهم أعرف منا وأدري منا بالحياة وشعابها.
2- العدل : وفيها كلنا راعي وكلنا مسؤول بالعدل في رعيته
3- المساواة
4: التآخي والتراحم
5- التفكر وإعمار الأرض
وغيرها الكثير من مقاصد الشرع
الكثير من أعلام المسلمين يقف متحييرا عندما يسئل عن النظام والدولة في الإسلام ما هو المرجع الفكري والتأريخي له؟ هل هو عهد الرسول الكريم وأصحابه؟ أم هو عهد خلفائه رضي الله عنهم؟ أم هو عهد ملوك بني أمية أو بني العباس أو غيرهم من الخلافاة الإسلامية المتعددة؟ ما هو النظام الإقتصادي الإسلامي ؟ هل هو الرأسمالي أم الإشتراكي أم بينهم؟ وماهو نظام الحكم فيه؟ هل هو الملكي أو الرئاسي أو الخلافي او الديمقراطي أم غيرها جميعا؟
يظن البعض أن العيب في النظام الإسلامي أنه ليس له إجابة محددة لتلك الأسئلة أعلاه, ولكن والحق يقال أن ما يظنه البعض عيبا هو حقا مصدر عالمية الإسلام وسر خلوده , فكل أمة أعمرت الأرض , ودعت للخير وعملت به, ونهت عن الشر وكانت لها مقاصد معلومة للفطرة الإنسانية السليمة وقبل ذلك عرفت لله حقه في التوحيد والعبودية هي بلا شك الامة المسلمة والنظام الإسلامي.
وأخيرا نأتي للسؤال الأول هل نظام الغرب هو أقرب الأنظمة للدين الإسلامي في عصرنا هذا؟
وهنا لا بد أن نكون منصفين ونقول نعم وهاكم ما يفند ذلك:
1- الحرية هي أعظم قيمة في الإنسانية علي الإطلاق , وهي كذلك أعظم مقاصد الإسلام دين الفطرة. فأنظر أخي أين موقع الحرية لدينا في الشرق المسلم وهي تجهض وتوئد وتغتصب. وأنظر لها في الغرب وأمريكيا كيف أنها تعظم وتعطي حقها وافرا غير منقوص.
2- العدل : تجد الحاكم في كل دولنا الإسلامية يتمتع بالقهر والجبروت والثروة , وقد تفوق الميزانية لمصروف مكتبه أو بعض أطفاله في اليوم الواحد حوجة قرية كاملة لمصدر للمياه, أو مشفي للمرضي أو فصل للتعليم. ويصرف الحاكم ووزير التربية والتعليم راتبه بالملايين قبل أن تنقضي أيام الشهر, والمعلم الضعيف بالمدرسة الإبتدائية يقال له أصبر الشهر والإثنين والتسعة أشهر حتي توفر الميزانية ما يكفي لصرف راتبه القليل.
وأنظر في المقابل للغرب حيث القانون هو الذي يحكم الحاكم والشعب , وحيث لا إفراط من حاكم ولا تفريط من محكوم, وحيث يحق الحق ويبطل الباطل.
ونواصل:
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل النظام الغربي الأوروبي هو أقرب الأنظمة للإسلام في عصرنا الحالي؟ (Re: Sadig Sati)
|
ونواصل المقارنة في تطبيق مقاصد الإسلام المعروفة بالدول الإسلامية والدول الغربية
أوردنا سابقا مقصدي الحرية والعدل
3- المساواة: الحقوق والواجبات في دول الغرب يكفلها القانون بصورة متساوية ومشهودة . وعنا نحن فى الشرق فحدث ولا حرج عن إرتفاع الفئة الحاكمة لكل الدول عن سطوة القانون في الحقوق والواجبات, فيأتيك العطاء من هنا وهناك إن كنت حاكما , وتفعل ما تشاء من ما هو في طائلة القانون ولا تحاسب عليه بل يصبح حامي القانون وشرطته هو الحارس الأمين لفسادك, وكأنما القانون قد وضع لفئة دون أخري.
4- الصدق والأمانة والوفاء بالعهد: وجملتها هي من أعز مقاصد الشرع وأنظر معي إلي مجتمعنا الحالي بالشرق كدنا أن نقول أن في بني فلان رجل صادق او أمين او حافظ للعهد, وكلنا يستحضر تجارب لا حدود لها في الحياة وفي الأسواق وفي السياسة والمجتمع من دجل وخيانة ونكوص عن العهود حتي أبغضنا أنفسنا من نتانتها.
وبالمقابل أنظر إلي الغرب وهنا أورد حادثة بسيطة في ألولايات المتحدة أبان التصفية الأولية لرئاسة الجمهورية التي فاز بها الرئيس السابق كلنتون, فقد أبعد من المنافسة واحد لا أذكر أسمه وجدوا في تأريخه أنه إستخدم الهاتف الخاص بدار إتحاد الجامعة في مكالمة خاصة به فأبعد عن الإتحاد لهذا السبب وأبعد عن خوض إنتخابات رئاسة الجمهورية أيضا لهذا التأريخ , فتري من يصلح في مجتمعنا الشرقي ليكون رئيسا للجمهورية إن كان معيارنا مثل ذلك.
5- إعمار الأرض: إن كان السبب الأول لخلق الإنسان في الأرض هو عبادة الله (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) فالسبب الثاني هو عمارة الأرض (واستعمركم فيها)
فما هو نصيبنا في عمارة الأرض, أنظر أخي القاري لما حولك من أشياء , ما هو الموجود منها بفكرنا وصنعنا وجهدنا, أخشي أن لا تجد من حولك مما هو صنع في الدول الإسلامية غير جسدك العاري! ملابسنا - الكهرباء - الكمبيوتر - العربة - كل شي كل شي صنع في أمريكيا او اوروبا او الصين أو اليابان وإن وجدت ماهو صنع في ديار الإسلام فمن المؤكد أنه سيكون بتكنلوجيا من الغرب او اليابان أو الصين . فنحن أمة لا نعمل فكرنا ولا نجهد سواعدنا أمة مستهلكة غبية لا تعمر الأرض ولا تقدم للبشرية حتي الدين القيم الذي نعرفه . فحن نأخذ كل شي من الغرب ونتمتع به بشهوانية حيوانية سافلة وبعدها نلعن الغرب وأمريكيا ونقول هم اهل النار ! فمن أحق بالنار منا ؟
أخي هل فكرت يوما أن تدعوا اهل الغرب للإسلام الذي أنت تعرفه ؟ وهل سمعت أحدا من المسلمين يدعوا الله بأن يهدي أهل الغرب للإسلام والتوحيد بدلا من أن يسبهم ويلعنهم ويطرحهم في نار جهنم وكأن مفاتيحها ملك أيدينا.
إذا أليس من الحق أن نقول أن أقرب المثال للنظام الإسلامي هو النظام الغربي؟
ولكن لماذا كان اهل الغرب أقرب منا للإسلام الذي نعرفه؟
إن أهل الغرب لم يصلوا لمقاصد الشريعة من بوابة الشريعة , ولكنهم وصلوا لها عبر بوابة الفطرة السليمة والإنسانية الحقيقية التي تحب العدل والمرؤة والصدق والحرية والوفاء والتجويد للعمل وتكره الإستعباد والكذب والضعف والإسكانة . فلذلك وصلوا بالعمل والمثابرة وحتما سيصلوا لغيرها من القيم الإنسانية الحميدة الأخري التي لم يدكوها فطرة بعد, وذلك من نفس الباب الذي سلكوه سابقا . وحتما سنجد قريبا المجتمع الغربي وقد عاف الشذوذ الجنسي والزنا ومعاقرة الخمر وهي ما تبقي لهم فقط من فطرة الإنسان السوي.
وقد قال تعالي ( إنما يستجيب الذين يسمعون) وأهل الغرب أفضل السامعين في عصرنا هذا وليتهم يجدوا من يقدم لهم التوحيد بوعي وفهم وحجة قارعة إذا والله سيكسب الإسلام بشرا هم خيارنا في الجاهلية وسيكونون خيارنا في الإسلام. وحتما إخوتي إن كنا موعودين بنصر للإسلام قادم فهو سيكون من الغرب المسلم حينئذ وليس من الشرق الغافل اللاهي .
اللهم أهدي الاوربين للإسلام ....... اللهم اهدي الأمريكان للإسلام ........ اللهم أهدي اليابانين للإسلام .... اللهم اهدي الصينيين للإسلام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل النظام الغربي الأوروبي هو أقرب الأنظمة للإسلام في عصرنا الحالي؟ (Re: Sadig Sati)
|
وأعود للسؤال مرة أخري
ولماذا كان أهل الغرب أقرب للإسلام منا أهل الشرق؟
وهنا أورد سببا واحدا هو:
أن المسلمين وفي أكثر عصورهم لبسوا ثوب التأريخ في حاضرهم, فلما وجدوا الثوب ضيقا ضمروا أجسادهم وعقولهم حتي تناسب هذا الثوب , ولو أنهم أخاطوا ثوبا جديدا يناسب عصرهم من مقاصد الدين الثابتة لكان خيرا لهم وأصلح.
وسأتابع كيف فعل المسلمون ذلك بالمقارنة والرصد
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست