|
Re: الصحافة وامتحان القيد الصحفي؟ (Re: Gafar Bashir)
|
كتب عثمان ميرغيني:
الامتحان يتكون من خمس مواد يجلس إليها غير الحاصلين على مؤهل من كليات الإعلام.. بينما يجلس خريجو كليات الإعلام لامتحان القيد في ثلاث مواد فقط.. ورغم ذلك يجتاز الممتحنون من غير خريجي الإعلام الامتحان وبسهولة.. بينما يتعثر كثير من خريجي الإعلام ويفشلون في الحصول على القيد ربما أحياناً لعدة سنوات. والعيب – في تقديري - ليس في خريجي كليات الإعلام.. لكن في الامتحان نفسه.. أمس مثلاً كانت ورقة امتحان (المعلومات العامة).. لا أعرف من وضع أسئلة الامتحان.. لكني متأكد أن أي طالب راسب في هذه المادة يستطيع بدوره أن يضع امتحاناً في المعلومات العامة يرسب فيه واضع هذا الامتحان نفسه. فالمعلومات عامة.. غير ذات مدلول.. تصوروا.. صحفي شاطر جداً.. ومتخصص جداً في الاقتصاد.. وربما بالتحديد في النفط مثلاً.. يجلس لامتحان فيجد سؤالاً عن فوز فريق كرة القدم العراقي بكأس آسيا؟؟ فيسقط في الامتحان.. ما علاقة تخصصه بهذه (المعلومات العامة). لكل إنسان اهتماماته التي تشكل (معلوماته العامة).. وقد يكون المرء حجة في المعلومات العامة التي يهواها.. لكن ليس بالضرورة في المعلومات التي يهواها واضع امتحان (المعلومات العامة).. وأذكر في إحدى السنوات كان مطلوباً الإجابة على سؤال (أذكر خمسة من أسماء مديري الجامعات السودانية؟؟).. من المؤكد أن واضع هذا السؤال له علاقة بالجامعات وإداراتها.. لكن ليس بالضرورة أن يجيب على هذا السؤال طبيب تقدم لامتحان القيد.. فهو قادر على ذكر كل أسماء مديري كل مستشفيات السودان.. لكنه لا يعرف أسماء مديري الجامعات. من الظلم جلوس خريجي الإعلام لهذا الامتحان.. فهم خضعوا لأربع سنوات من التعليم النظامي وخاضوا غمار عشرات الاختبارات في كلياتهم حتى نالوا درجة البكالوريوس.. فلماذا يفترض أحد أن عليهم اجتياز امتحان آخر (مهني!!).. ألا يهدر ذلك الثقة في من امتحنوهم في الجامعات ومنحوهم درجة البكالوريوس وهم أستاذة متخصصون.. وتلقوا على أيديهم سنوات من التعليم.. كيف يتحطم كل هذا على صخرة امتحان مهني عاجل؟؟ في تقديري.. الأفضل إلغاء هذا الامتحان.. فمهنة الصحافة لا يستطيع أن يتسلق فيها غير قادر.. فالصحف تدفع أجوراً للعاملين فيها.. ولا يمكن أن تدفع لعاجز عن العمل.. والأفضل أن يتحول (السجل) وليس (القيد) الصحفي إلى نقابة الصحفيين.. بشروط محددة.. مثلاً أن لا يدرج صحفي في سجل النقابة إلا إذا مضى على عمله صحفياً أو كاتباً بصورة راتبة في الصحف عامين (مثلاً).. وهذه مدة من الصعب أن يظل فيها عابر سبيل.. يصبح المطلوب اجتياز تجربة عملية مهنية حقيقية.. وليس مجدياً اختبارات يعلم الجميع أنها غير صادقة في تحديد مستوى وأحقية من يجلسون إليها. ولمزيد من التجويد الأفضل أن لا يكون القيد دائماً.. فالذي يتوقف عن العمل الصحفي لفترة محددة (خمس سنوات مثلاً) يلزمه إعادة تسجيل بعد فترة إضافية من العمل الراتب.. هذا حتى يكتسب الجل حرمته وقيمته الأدبية.. والمادية معاً.
| |
|
|
|
|