|
موقف إسرائيل من الأزمة في دارفور
|
أطباء إسرائيليون يعالجون لاجئين من إقليم دارفور في مخيم بكينيا. التصوير: يورام بنيتا GPO
Quote: إن إسرائيل التي أقيمت كملاذ لضحايا قمع اليهود واضطهادهم, لن تظل غير مكترثة بمعاناة الغير. وقد أعربت إسرائيل في مناسبات عدة, عن عميق صدمتها وقلقها من الفظائع وما يتبع ذلك من وضع إنساني في إقليم دارفور.
إسرائيل ملتزمة بالعمل مع المجتمع الدولي من أجل إيجاد حلول إنسانية ملائمة, والمشاركة بهمة ونشاط في المساعي الرامية إلى مد يد العون لضحايا الأزمة في دارفور.
وبادرت إسرائيل إلى القيام بعدة مشاريع لإغاثة لاجئي دارفور في أفريقيا، مثل تقديم المساعدة الطبية للاجئين في مخيم كاكوما في كينيا، والتبرع لبرنامج تعليمي لأطفال من دارفور في مخيمات لاجئين في تشاد، كما تعد إسرائيل العدة لإرسال منتجات ومعدات إلى اللاجئين في دارفور وذلك بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وسوف تشمل التبرعات نظم لتنقية المياه، ومعدات طبية وأدوية.
وفي إطار التزام إسرائيل الأخلاقي تجاه ضحايا أزمة دارفور، قررت حكومة إسرائيل منح الملجأ لمجموعة من طالبي حق اللجوء وعددهم 500, وهم يتواجدون حاليًا في إسرائيل. وتُعتبر هذه الخطوة من جانب إسرائيل خطوة بارزة، مقارنة بغيرها من الدول، نظرا لصغر حجم إسرائيل وعدد سكانها ومواردها.
أما فيما يتعلق بالمتسللين من إفريقيا الذين وصلوا إلى إسرائيل بطريقة غير مشروعة مجتازين الحدود من مصر، فقد كان الدافع لدى معظمهم هو الاهتمامات الاقتصادية والبحث عن عمل في إسرائيل. وبات واضحا بأن هذا السيل من المتسللين إلى إسرائيل لا يتكون بحال من الأحوال من سكان دارفور وحدهم, بل يتألف وبصورة رئيسية من عدة جنسيات إفريقية (منهم أيضا سودانيون) ممن يسعون إلى تحسين أوضاعهم المعيشية.
لقد تم الاعتراف ببعض السودانيين الذين وصلوا إلى إسرائيل كلاجئين من قبل المندوب السامي للاجئين التابع للأمم المتحدة في القاهرة (UNHCR), ومنحتهم السلطات المصرية مكانة لاجئ.
مما لا ريب فيه أيضا أن إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة فيما يتعلق بالحرص على مراقبة حدودها ومنع أي تدفق غير مشروع لأشخاص إلى البلاد، وخاصة في ضوء الوضع الأمني, وبسبب خشيتها من تسلل عناصر إجرامية وإرهابية إلى داخل حدودها. وتجدر الإشارة في هذا المجال, إلى تواجد عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي في السودان، مما يدفع إسرائيل إلى إبداء الحيطة والحذر, كيلا يحاول الإرهابيون التسلل إليها في زيِّ اللاجئين.
فيما يتعلق بالأفراد الذين قدموا من السودان، وبخاصة من إقليم دارفور، يجدر التنويه إلى عدم وجود حدود مشتركة بين إسرائيل والسودان، وهو بلد لا يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بل يكرس حقيقة كونه في حالة حرب معها. ولقد كان اللاجئون الذين يسعون إلى دخول إسرائيل قد اجتازوا الحدود إلى مصر قبل اجتيازهم الحدود المصرية الإسرائيلية، فانتفى بذلك السبب القريب لفرارهم من دارفور، وأصبحت مصر أول بلد يلجؤون إليه. ويشار إلى أن مصر- وهي موقعة على الميثاق المتعلق بوضع اللاجئين من عام 1951 – هي المسؤولة عن سلامة هؤلاء اللاجئين.
عندما تتم إعادة اللاجئين إلى مصر- فإن ذلك يتم بالتنسيق الكامل مع المندوب السامي التابع للأمم المتحدة من جهة ومع السلطات المصرية من جهة أخرى, مع الحصول على تأكيدهما بأن هؤلاء الأشخاص لن يعادوا إلى السودان. ويمنح هؤلاء المعادون حق الاستماع لأقوالهم قبل إعادتهم إلى السلطات المصرية, للتأكد من أصولهم وأوضاعهم, والاطمئنان بأن عودتهم لن تعرضهم لأي خطر.
فيما تحافظ إسرائيل على التزاماتها كدولة ذات سيادة، فإنها لا تستطيع أن تكون الجهة الوحيدة المسؤولة عن حل هذه القضية المعقدة. وفي هذه السياق نؤكد أننا أكثر من راغبين في القيام بدورنا بالتعاون مع المجتمع الدولي على أساس متعدد الأطراف من أجل حل هذه القضية.
|
|
|
|
|
|
|