|  | 
  |  مدير ( كوز) تفزعه كلمة (عملاء ) |  | مدير ( كوز) تفزعه كلمة (عملاء )
 
 في أيام الإنقاذ الأولى ، عندما هيمن الملتحون على المؤسسات الوطنية ، بعد أن قضى قطار الصالح العام على كل من وقف في وجه النظام ، أستقر لهم الوضع وطاب بهم المكان ، فشرع الدخلاء الجدد في وضع لمساتهم الفنية في الوزارات  والشركات التي وصلوا إليها ، وقد حدث أمر جلل في إحدى هذه الوزارات  أصاب المنسوبين بالذعر ، ووضع كل من حضر الحادثة يده على قلبه وهو يتشهد ويدعوا الله قائماً وقاعداً : اللهم أجعل العواقب سليمة .
 المدير الملتحي ولج إلي الوزارة  مسرعاً ، فهو يحاول دائماً أن يُري من تبقى من منسوبي الشركة قوته وجبروته ، لذلك يقرع الأرض برجليه وهو يحدث جلبة عظيمة ، فيكف اللاعب ويسكت الناطق  مخافة قطع لقمة العيش ، يفتح باب مكتبه بقوة ، وبعدها يبدأ في مقابلة الموظفين الواحد تلو الآخر ، لكنه في أغلب الأحيان يقدمُ إليه في البدء الذين هم من بطانته ، يرفعون له التقارير المطلوبة عن سلوك كل موظف ، تصرفاته ، وهل يصلي أم لا؟؟ وهل له  أراء مغايرة لما يجري في الساحة من تغييرات سياسية هامة ؟؟
 في ذلك اليوم رأي المدير المُلتحي لوحة صغيرة ، كُتبت بحبر  أزرق وعُلقت على شباك المنتظرين ، كُتب عليها : شباك العملاء .
 كلمة (العملاء ) أثارت غضب المدير الجديد ، وزاد حنقه حتى يبس لسانه ، فلم يقدر على أن يقول شيئاً ، حرك يده وهو يشير إلي اللوحة وقال وهو يصرعه الغيظ : أتوني بالفاعل ؟؟
 ذُهل الحضور من ردة الفعل ، وحدث هرج ومرج ، فيا ترى من الذي أغضب السيد وجعله يخرج عن طوره ، وبدأ الجميع في طرح التساؤلات ، بعضهم رأي ربما تكون اللوحة قد كُتبت بخط غير واضح ، وبعضهم قال ربما يكون السبب أن المدير لا يطيق الكتابة في الحيطان ، لكن إذا عرفنا السبب بطل العجب ، جاء الخطاط وهو من حسن الحظ كان من ( الجماعة ) ، تبسم المدير في وجهه ضاحكاً وخاطبه : لولا ثقتي في إجتهادك وعلمي بحسن نيتك لكان لي معك شأن آخر
 فالمدير الملتزم بخط الجبهة الإسلامية أفزعته عبارة ( العملاء ) والتي كان إعلام الإنقاذ يلوكها كل ما أراد الحديث عن التجمع الوطني الديمقراطي أو الحركة الشعبية ، وكانت هذه العبارات تأتي على النحو التالي : تجمع السفهاء الذين تنسيهم الراح بالليل ما يقولونه في وضح  النهار ، ربيب الطائفية أو أحياناً صبي الطائفية المدلل ، تجمع المارقين والخونة ، قيادات الطابور الخامس والإرتزاق ، تجمع العملاء ، مهزوم بائد ، خشي المدير الجديد أن يكون أحد هولاء العملاء من مرتادي وزارته ..لذلك كان كل هذا الجزع .
 |  |  
  |     |  |  |  |