|
Re: الشيوعية و البوتقة و مزرعة الحيوانات (Re: معتز القريش)
|
تعد مسرحية (البوتقة) The Crucible للكاتب المسرحى الشهير ارثر ميلر و رواية (مزرعة الحيوانات) Animal Farm للروائى الانجليزى جورج اورويل من اميز الاعمال الادبية السياسية فى منتصف القرن المنصرم, الشئ الذى مكنهما من حجز جذب الاهتمام العالمى لنقدهما المدرسة الشيوعية, و ان تباعدا فى ذلك سلبا و ايجابا. تدور احداث مسرحية البوتقة فى القرن السابع عشر و ان كانت حقيقة يرمز بها الى خمسينيات القرن المنصرم حيث المكارثية McCarthyism و ملاحقتهم للشيوعيين فى اميريكا. اما رواية مزرعة الحيوانات فتدور احداثها فى زمن ما غير محدد, استطاع اورويل و بكل ذكاء فى جعلها رواية فى الحاضر على الرغن من انها كتبت بصيغة الماضى,لتواكب احداث الثورة الروسية (1917-1945), علما بان اورويل الفها بين عامى 1943-1944.
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعية و البوتقة و مزرعة الحيوانات (Re: محمد فرح)
|
البوتقة:
1/ التعصب الدينى: اختار ميلر مكان و زمان المسرحية بعناية فائقة , فكانت بلدة سيلم (فى ماساشوستش) فى القرن القرن السابع عشر, و التى تعتبر فيها الكنيسة و الحكومة شيئا واحدا, و يتميز الدين فيها بصرامة واضحة من قبل طائفة البيوريتان التى تنتمى الى البروتيستانت. لذلك كانت حرية الفرد و خصوصيته ملك مشاع للجميع . بكل بساطة يمكن القول انه يتم تمحيص اعمال الفرد و ارجاعها ام الى الله او الى الشيطان. و فى الفصل الثالث يقول دانفورث – قائد المحاكمات – (اما ان يكون احدكم مع هذه المحكمة او ضدها). و هنا يتضح التعصب الدينى فى المحاكمات القسرية التى اجريت بتهمة السحر و الشعوذة.
2/ الهيستيريا: ظهر تاثير الهيستيريا التى اصابت المجتمع واضحا و جليا, الشئ الذى ادى الى تفتيت نسيج المجتمع , فانعدم المنطق تماما و صار الناس يتشككون بجيرانهم و يظنون بهم الظنون من محالفة الشيطان و قتل الاطفال و ما الى ذلك. فسرت الشائعات سريان النار فى الهشيم و طفت الاحقاد على السطح, فكان اتهام ابيقيل (احدى اهم الشخوص) اليزابيث بروكتر - زوجة بطل المسرحية جون بروكتر – بممارسة السحر و الشعوذة فقادتها الى السجن. و تمكن توماس بوتنام الثأر من فرانسيس نيرس باتهام زوجته ان نيرس بقتل اطفاله . فالهيستيريا قادت الكثيرين للانتقام تحت ستار تنقية المجتمع.
3/ السمعة: فى بلدة سيلم الصغيرة , كان للسمعة اثرها فى منح الافراد مكاناتهم الاجتماعية, لذا حينما حلت الكارثة كان جل مايحاول الفرد فعله هو عدم المساس بسمعته. فانتشر الخوف اثر ذلك , و ليس هذا فحسب بل تبرأ الكثيرون من اصدقائهم و من كانت تربط بينهم اواصر صداقة و محبة حتى لا تحوم الشبهات حولهم. و من اشد المتاثرين كان جون بروكتر – بطل المسرحية – فمنذ بداية المسرحية كان بامكان بروكتر ايقاف الاحداث بتقديم شهادته ضد ابيقيل و لكنه خشى على سمعته لاسيما وانه كان يمارس الجنس معها . و فى ختام المسرحية قام بروكتر بدور بطولى بعد ان رفض ان يدلى بشهادة كاذبة ليبقى على حياته , ففضل الموت على المساس بسمعته و هنا يصرخ قائلا فى وجه دانفورث : ( لقد منحتكم روحى فاتركوا لى اسمى).
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيوعية و البوتقة و مزرعة الحيوانات (Re: ابوبكر على)
|
مزرعة الحيوانات:
1/ فساد الاسس الاشتراكية: حازت الرواية شهرة طاغية فى الغرب لنقدها الثورة الروسية و متابعتها للشيوعية منذ بدايتها مرورا بمراحل تطورها , كما عبرت مجازيا عن القوة التى اكتسبها جوزف ستالين شيئا فشيئا. ففى الرواية , ساد الائتلاف الديمقوقراطى و التفاهم المتبادل بين الحيوانات و نتج عنه الاطاحة بالسيد جونز , و لكن من جهة اخرى رسخ لقوة الخنازير , مثل الذى حدث فى روسيا تماما من حيازة النخب السياسية على ارفع المناصب القيادية , و هكذا تمكنت الخنازير من الاستحواذ على لقب الطبقة الحاكمة فى المجتمع الجديد. ظهر الصراع بين ستالين و ليون تروتسكى و اضحا فى التنافس المحموم بين الخنزيرين نابوليون و سنوبول , و نجح الماكر ستالين (نابوليون) فى اقصاء المثالى ذو النفوذ السياسى الاقل تروتسكى (سنوبول). بعدها قام ستالين باقصاء خصومه غير المرغوب فيهم , و التى تظهر واضحة فى الرواية بقيام نابوليون بالقاء التهم جزافا بسبب واقعة انهيار الطاحونة الهوائية. خلاصة القول ان انحراف ستالين عن المبادئ الاساسية للثورة الشيوعية تماثل مع تحول الخنازير للحكم الاستبدادى. على الرغم من اعتقادات اورويل الراسخة بمثالية الاشتراكية , لكنه فى اخر الامر تيقن من ان الاتحاد السوفيتى طبقها بشكل مخيف و مروع , لذا جاءت تلمحياته بفساد مفهوم (الحيوانية) بسبب الذين كانوا على سدة الحكم.
2/ طبقات المجتمع: تقدم الرواية حكما واضحا على الطبقة المستبدة - مستر جونز- و ايضا ميل الانسان لاعادة صياغة مجتمع كان اصلا يقوم على مبدا التساوى. و تسترسل فى الوحدة التى كانت عليها الطبقات - حيوانات المزرعة- فى بادئ الامر فى مواجهة العدو – الانسان - , و كيف ان هذه الوحدة تلاشت بظهور الصراعات الداخلية بين الحيوانات بعد زوال العدو. فجلاء السيد جونز من المزرعة خلف فراغا هائلا تسبب فى الانقسام الحاد الذى ارتكز على المقدرات الذهنية و الجسدية للحيوانات , فاضحت الخنازير – لحيازتها مقدرات ذهنية عالية – نخبة المجتمع و تمكنت من قيادة الجميع اينما شاءت لخدمة مصالحها الخاصة.
| |
|
|
|
|
|
|
|