20 اغسطس 1998،: قـصـفت اميريكا السودان بصـاروخـين ففهـم البشير الرسالة واطاح بالترابي!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2007, 11:24 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
20 اغسطس 1998،: قـصـفت اميريكا السودان بصـاروخـين ففهـم البشير الرسالة واطاح بالترابي!

    إن الذي يقلب صفحات كتاب التاريخ السوداني، يجد أن مدينة الخرطوم لم تتعرض، وطوال تاريخها الطويل، إلى أي قصف جوي أجنبي إلا مرتين فقط.. لقد كانت المرة الأولى عام 1943 ـ إبان فترة الحرب العالمية الثانية ـ عندما أغارت إحدى الطائرات الحربية الألمانية، وألقت بقنبلة على إحدى ضواحي العاصمة فقتلت (كما يقول المؤرخ المرحوم حسن نجيلة في كتابه ذكرياتي في البادية) حُمارة كلتوم "ست [بائعة] اللبن"!! أما المرة الثانية، والتي تعرضت فيها الخرطوم لقصف أجنبي آخر، فقد جاء في 20 أغسطس 1998، أي بعد 55 عاما من القصف الألماني في سنوات الأربعينيات، وذلك عندما قامت بارجة أميريكية، كانت متواجدة خصيصاً لهذا الغرض، بإطلاق صاروخين، فأصابا مصنع "الشفاء للأدوية" بدقة متناهية، ودون أن يصيبا أية مبانٍ أخرى مجاورة للمصنع بأي أضرار أو خسائر، (المسئولون السودانيون يؤكدون أن المصنع قد استهدف بخمسة صواريخ، بينما الوثائق الأمريكية تقول، أن البارجة أطلقت صاروخين فقط لا غير). ودون الدخول في تفاصيل هذا القصف الأميريكي، أو تناول ذكر الخلفيات والأسباب التي استندت عليها واشنطون في تدمير هذا المصنع "والتي أصبحت رواية يعرف كل سوداني كامل خفاياها ودقائق تفاصيلتها"، رأيت اليوم وبمناسبة ذكرى الاعتداء على السودان أن أطرح سؤالا يقول: لماذا تمر مثل هذه الأحداث التاريخية الهامة مرور الكرام بلا ذكرى، أو حتى مجرد كلمات بسِنّة قلم أي من الصحافيين السودانيين أو المهتمين بالتوثيق ورصد الحقائق أو من المؤرخين وعلماء التاريخ؟ ومما يؤلم ويحبط النفس والروح، أن نجد بعضاً من الصحف العربية الكبرى في الخارج، تقوم دوماً ونيابة عن مؤرخينا وصحافيينا بإحياء ذكرى أحداث بلادنا الهامة.

    أكتب اليوم، عن بعض التعليقات الساخرة المُرة، التي اقترنت بالشماتة الشديدة على حال الإنقاذ وحكومتها بعد القصف، وهي تعليقات جاءت بصورة عفوية وكمتنفس لانفعالات ظلت مكبوتة طويلاً وتفور في الصدور، ولم تجد لها وسيلة للخروج إلا بعد حادث القصف. تقول إحدى هذه التعليقات، أنها عندما احترق المصنع، كانت مدينة الخرطوم بحري وقتها غارقة في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وما أن ارتفعت هالة كبيرة من اللهب بعد القصف مباشرة في شكل كرة حمراء شغلت مساحة كبيرة من الفضاء الأعلى للمصنع، وظلت متوهجة زماناً طويلاً وأعطت مساحة كبيرة من الضياء على حساب ظلمة الليل، حتى قام بعض الساخرين بالتعليق : "بحري نوّرت"، وعلق آخرون "حلة تنوري"، والتي هي مقطع من أغنية "مروي" للاستاذ الكبير الفنان عبد الكريم الكابلي. آخرون سخروا من تصريح الرئيس البشير، والذي لم يعرف في بداية الأمر أن المصنع قد قُصف بصواريخ من خارج البلاد، وتسرع وندد بالقصف الجوي بالطائرات؛ وتساءلوا هل يُعقل لفريق كبير وجنرال (قدر الداهية) أن لا يستطيع أن يميز بين ما هو قصف بالقنابل، وما هو ضرب بالصواريخ!!؟؟ مجموعة أخرى (شطحت بأفكارها بعيدا)، وراحت تؤكد، وعن اقتناع لا يقبل الجدل بصحة روايتهم، التي تقول، أن الصاروخ الأميريكي الأول كان موجهاً نحو القصر... والآخر (الكبير والمليان) كان هدفه "المنشية"!! ولكنهما سقطا بسبب خطأ تكنيكي في أجهزة الإطلاق بالبارجة على المصنع "المسكين"!! وأوردوا، لتأكيد صحة مقولتهم حول هذه الرواية، ذكر تفاصيل تلك الحادثة التي تقول أن البارجة الأميريكية، التي أطلقت الصاروخين على السودان من عرض البحر الأحمر، هي نفسها البارجة التي قامت وفي نفس اللحظة والمكان، بإطلاق قذيفة صاروخية على باكستان مستهدفة مقراً ظنت المخابرات الأميريكية وقتها، أن أسامة بن لادن كان متواجداً فيه لحظتها، فانحرف هذا الصاروخ هو الآخر ـ كمثيليه الآخرين على الخرطوم ـ فسقط في مكان آخر من الأراضي الباكستانية مودياً بحياة بعض المواطنين الأبرياء في المنطقة!! إنهم يقولون وبحسرة شديدة، لو كان القصف على السودان حقق أغراضه، وأيضا على باكستان، لكانت الخارطة السياسية الآن مختلفة كماً وكيفاً في البلدين وفي المنطقة العربية والإسلامية برمتها!!

    تقول أحداث ما بعد القصف، أن أميريكا قد قامت بتقديم اعتذار رسمي عن الحادث للحكومة الباكستانية، وفي نفس الوقت رفضت بشدة التحاور مع حكومة الخرطوم حول تعويضات مالية لصاحب مصنع "الشفاء للأدوية"، والتي طلبتها الخرطوم من واشنطون. تساءل عدد آخر من الشامتين سؤالا يقول: هل حلقت طائرات القوات المسلحة السودانية فوق البحر الأحمر، بحثاً عن البارجة وتأديبها، عملاً بالقول المعروف "العين بالعين .. والسن بالسن.. والبادئ أظلم"؟؟ أم أن الأمر ـ وبحسب كلام هؤلاء الشامتين ـ (طائراتنا الحربية أسد عليّ وفي الحروب الأمريكية ... نعامة!!؟؟)

    نعود لتحليل أسباب هذه الشماتات، والتي كانت في غاية القسوة، وجاءت من قطاعات كبيرة مختلفة في الأمزجة والآيديولوجيات، وراحوا كلهم، وغير عابئين بالفادحة الاقتصادية وبتداعياتها السياسية، يكيلون أنواعاً من النكات والسخرية، والتي تجاوز بعضها حدود الأدب واللياقة للنظام الحاكم وأهله. نقول أن عام 1998 (عام القصف على السودان)، كان من أسوأ أعوام حكم الجبهة الإسلامية خلال أعوام التسعينات، كان عاماً مليئاً بالإحباطات والتردي المريع في كل أنواع الخدمات، والفشل الحكومي التام في تحسين أحوال المواطنين المعيشية والحياتية، فقد انشغلت الحكومة بقضايا فارغة وانصرافية، أبعد ما تكون حتى بالاهتمام بالحفاظ على هيبة ومكانة الدولة. في ذلك العام، طفح على السطح بصورة حادة وواضحة، ذلك الصراع (المقرف) ما بين البشير والترابي، وذلك بعد أن تسيّد الترابي على الموقف تماماً، واستطاع أن يحجّم سلطات رئيس الجمهورية، وأبقاه رئيساً "فخريا" "صورياً" للبلاد، حتى أن الرئيس المصري حسني مبارك، ضمن حربه الباردة وقتها مع البشير بعد واقعة الاعتداء عليه ومحاولة اغتياله في أديس أبابا، راح يصف البشير بأنه ليس أكثر من "سكرتير للترابي"!!! في ذلك العام أيضاً بالذات، ظهرت قوة تجار الجبهة الإسلامية، الذين عاثوا فساداً في الاقتصاد واحتكروا أعمال البنوك والمصارف، وما كانت هناك سلعة أو بضاعة دخلت البلاد، إلا وراءها "مافيا إسلامية" محمية من الحكومة وحزب الجبهة الإسلامية، وفي ذلك العام أيضاً، كانت أخبار السودان (محلياً وعالمياً) مليئة بأخبار حروب الإبادة، والجوع في الجنوب، ودخلت مجازر "الجنجاويد" المدعومة من الحكومة أجندة المنظمات الدولية وفتحت الدول الأوروبية بشدة ملف المناطق السودانية المهمشة والآيلة للزوال من الخريطة السودانية، ومما زاد من إحباطات السودانيين أيضاً، أن لا أحد في السلطة كان عابئاً بقلق الرأي العام العالمي على السودان. فالحكومة والحزب الإسلامي بالتعاون مع إيران، انشغلوا بتحقيق حلم الترابي بإقامة "إمبراطورية إسلامية تمتد من القاهرة وحتى جنوب أفريقيا"!! وهو المشروع الذي لم يخفيه الترابي عن أعين الصحافة والإعلام. أما عن وضع رئيس الجمهورية في ذلك العام (199، فقد كان مزريا، وفي حالة يُرثى لها على كل المستويات المحلية والعالمية. فقد انهالت عليه الاتهامات (عربياً وعالمياً)، وحتى من أقرب أصدقائه الرؤساء في اليمن وليبيا ودولة الإمارات العربية، بأنه يأوي الإرهابيين ويساند الأنشطة الإرهابية ويحمي المرتزقة في بلاده، التي فتحها لكل من هب ودب ولمن هم مطلوبون في بلادهم بتهم خطيرة وكبيرة، وأنه يعمل بصورة لا تخفى على العيان على تشجيع حملات الإبادة ضد الأقليات الغير عربية في السودان، أحياناً حرباً وتقتيلاً، ومرات بمنع قوافل الإغاثة من دخول المناطق المتضررة بالمجاعة، وبأنه يسكت (خوفاً من الترابي والمافيا الإسلامية) على الفساد الاقتصادي والسياسي والإداري، وانتشرت في البلاد أيضا وقتها أنه (أسير) لجهاز الأمن الذي يحصي عليه خطواته وأنفاسه.. وقد راحت الصحف العالمية تكتب عن "أطفال المجاعة"، في الجنوب والغرب، وتصورهم وهم يقتاتون من المخلفات وصناديق القمامة.. وقد كانت اللقطة الفوتوغرافية لإبن حسن الترابي (الأنيق القيافة) وهو وسط خيوله العربية الأصيلة (والتي تجد العناية والاهتمام الصحي، أكثر مما يجده آلاف من الأطفال "الشماسة") محل نقد إعلامي عالمي واضح لسياسات دولة تنادي بتطبيق شعائر الإسلام!!

    لقد حفل عام 1998، أيضاً بأخبار كثيرة محبطة نشرتها الصحف العربية في لندن وقتها، وأبرزت بعضها بالخطوط الكبيرة في صفحاتها الأولى، وحملت عناوين مثل "سفراء يلجئون لأوروبا ويرفضون العودة.. رجال أمن يعترفون بارتكابهم مخالفات ضد المعتقلين.. إنهيار بنوك وإعلانها التفليسات بسبب قروض كبيرة لإسلاميين وتجار جبهة".. وطفحت أخبار الاغتصابات التي يقوم بها بعض من رجال القوات المسلحة ورجال "الجنجويد" ونددت صحف عربية بهذا الاستهتار بالقيم والأخلاق، ولكن من المؤسف أنه وبدلاً من أن تقوم الحكومة بالاهتمام والتحليل العلمي لما ينشر عنها عالمياً، راحت توجه رجال الأمن باعتقال المراسلين الصحافيين الأجانب، وليلقى بعضاً منهم أنواعاً من التعذيب النفسي والبدني في مراكز الاعتقال، وأغلبهم عملت الدولة على إبعادهم وإغلاق مكاتبهم بالخرطوم. لقد شهد ذلك العام أيضا، مآسي تكميم الأفواه ومراقبة الصحافيين والمحامين بصورة خاصة، وإغلاق بعضا من دور الصحف، وبسط رجال الأمن سيطرتهم على كل المرافق والمصالح، مستندين إلى قانون الطوارئ، الذي كان يجدد لصالحهم منذ عام 1989 ..

    من أخطر الأمور التي وقعت في ذلك العام، تلك الأخبار، التي تسربت من الحزب الإسلامي، تقول أن النائب الأول الجديد وقتها (علي عثمان محمد صالح)، والذي جاء خلفاً للقديم المقتول بصورة غامضة، الزبير محمد صالح، أنه هو الذي سيقود البلاد بدلاً عن البشير، وأن توجيهات النائب الأول ستكون صورة طبق الأصل مما يجري في إيران، وفي ظل كل هذه الأجواء المحبطة وغيرها، ما كان المواطن السوداني يعرف ما يجري في بلاده إلا من خلال ما تبثه محطة "الجزيرة الفضائية القطرية، والإذاعة البريطانية "بي بي سي". لقد كان السودان معزولاً عربياً وعالمياً، ومكروهاً إفريقياً وإسلامياً، ومُنتقداً أوروبياً وآسيوياً، أما أميريكا فإنها، وبعد أن يئست من إصلاح الإنقاذ لنفسه، قررت أن تعاقب الخرطوم بحزمة من القرارات الصعبة القاسية، فكان هناك القرار بالمقاطعة الشديدة، والتي أيضا أيدها بعض من الدول الأوروبية، وكان هناك أيضا تجميد فوري لأرصدة بعض المؤسسات الاقتصادية، وصدور قرار (ما زال ساريا منذ عام 1998 حتى اليوم)، بمنع دخول الدبلوماسيين لأميريكا، بل ومن مهازل القدر، أن الرئيس البشير، هو الرئيس الوحيد منذ عام 1989، الذي لا ترغب أي دولة أوروبية في استقباله أو دعوته لزيارتها!!!.

    لقد بلغ اليأس بالناس حداً جعلهم يتمنون زوال هذا النظام الفاشي، سلماً أو حرباً، أو حتى بانقلاب عسكري، دموياً كان أو أبيضا، أو بفرج من "دولة الاستكبار"!!. ولما جاء العدوان الأميريكي وقصفت البارجة المصنع، وجد الناس في المناسبة فرصة لا تعوض للتنفيس عما هو ممتلئ ومخزون في الصدور. تقول أحداث ذلك اليوم، أنه ما إن خرجت المظاهرات في شوارع الخرطوم، والتي نظمتها الحكومة بالتنسيق مع منظماتها الإسلامية للاحتجاج على العدوان الأميريكي، حتى فوجئ البشير بكم هائل وضخم من النكات اللاذعة والتهكمات تنهال عليه دفعة واحدة، وبصورة تكاد تكون شبه منظمة ومدبرة مسبقاً، بل وأكثر ما صدم أهل الإنقاذ، أنهم فوجئوا بضآلة حجم المظاهرات، وأنها ليست بالمستوى المطلوب لإظهارها عالمياً كمستند على حب الناس لنظامهم!! وكان الرئيس وبطانته يأملون في مسيرة تكون بمثابة الرد على تهكمات الشامتين، فجاءت المظاهرات أقل بكثير من مظاهرات "المليون" التي كانت تخرج في مناسبات أقل بكثير من القصف الأميريكي، فقد قدر عدد المتظاهرين وقتها ـ وبحسب شهادات الدبلوماسيين الأجانب ـ بنحو 80 ألف متظاهر لا أكثر، وهو ما زاد من حجم السخرية على النظام. عندها عرف البشير تماماً، أن نجمه بدأ في الأفول، وأن الشارع السوداني، لا يسانده ولن يقف معه مجدداً، حتى لو تعرض نظامه للقصف بالصواريخ. تقول أحداث ذلك الزمان أيضاً، أن البشير راح يراجع أوراقه، فوجد العلة في وجود الترابي معه في السلطة، فقرر إزاحته بانقلاب أبيض، لا يخلف وراءه أي فتح ملفات قديمة أو إثارة مواضيع تحتها ألف خط أحمر ما بينهما، فتولى (ثعلب الجبهة وخبير الانقلابات) علي عثمان محمد طه موضوع إزاحة شيخه، الذي فوجئ أن الضربة قد جاءته ممن حماه سابقا في قضية محاولة اغتيال الرئيس المصري [المتهم بها علي عثمان كمدبر]، ويقال أن الترابي وبعد أول مقابلة له مع النائب الأول (علي عثمان)، وبعد إزاحته ولجوئه للمنشية، قال له "حتى أنت يا بروتس"؟؟!!.

    جاء ديسمبر من عام 1999، وفيه جاءت الأخبار أن الترابي لم يعد رجل السلطة القوي، وأن تركيز السلطات الجديدة قد وقعت في أيادي البشير والذين كانوا وطوال عشرة أعوام من عمر الإنقلاب اليد اليمنى للترابي، والذين أصلا جاء بهم الترابي من قاع وظائف الخدمة المدنية، وهم الجماعة التي تطلق على نفسها زهواً "جماعة القصر"!!

    تمر اليوم الذكرى التاسـعة (المنسية) على الاعتداء الأميريكي وقصف مصنع "الشفاء للأدوية"، والتي نسي الناس تداعياتها وما تلاها من أحداث. لقد انشغل أغلب الناس في الخرطوم، ومنذ أعوام طويلة ـ وتماما بعد القصف ـ في تقليب ملف شخصية صاحب المصنع الغامضة (صلاح إدريس). ولا غرابة أن نجد الآن هناك بعضاً من الناس راحوا يطلقون عليه تهكماً بسبب غموضه وعدم وضوح تصرفاته مصطلح "جيمس بوند السعودي" أو "007 السوداني".. لقد أصبح معروفا عنه أنه شخصية تحصلت على "السعودة"، وتخلت عن السودانية، وهذا شئ لا غبار عليه، ولكن أن يقطن بصورة دائمة في السودان ولا يقرب بلده الأصلي، ولم يعتب السعودية منذ أن وقعت أحداث تدمير مصنعه (بحسب روايات نشرت عنه سابقاً)، فهذا غموض يحتاج إلى تفسير، فهل هو مرفوض في بلده الأصلي كما في أميريكا، أم هناك موانع أخرى لا نعرفها؟ إن الشئ المريب أيضاً، أن لا أحد يعرف من أين له هذه الملايين، ولا كيف حصل عليها، ولا من أين جاءته؟ ومما يزيد الغموض حوله أيضا، أنه لم يكن معروفاً ولا مشهوراً بين أوساط السودانيين بالمملكة العربية، ولكنه برز فجأة كرجل أعمال وصاحب مشاريع ضخمة بالبلاد، وراح يفرض نفسه بقوة في المجتمعات السودانية، ووجد له مساحات واسعة من الاهتمامات بفضل أمواله.. وكما يقول نزار قباني "بدراهمي، بدراهمي.. لا بالحديث الناعم" أصبح هو "رامبو" الذي لا منافس له في كل المجالات.. الإعلامية.. والفنية.. والرياضية.. والإجتماعية، وليس هناك ميدان جديد إلا وهو فيه.. إنه نوع من الرجال كما يقول المثل المصري "يلعب بالبيضة والحجر" دون أن يكسر الأولى!! إنه شخصية غامضة وستظل غامضة حتى على أقرب الملتفين حوله، وبعض من الصحافيين الذين شغلوا الناس بأخباره وصوره..

    تُرى هل كانت المخابرات الأميريكية هي الجهة الوحيدة التي تعرف كل خفاياه وأسراره، وتعرف تماما لماذا يلف نفسه بهذا الغموض، وتدري أيضا حقيقة أعماله الاقتصادية، فضربت مصنعه كإنذار أميريكي له، حتى لا يتمادى ويتوسع فيما يرمي إليه مستقبلا!!!!؟؟
                  

08-16-2007, 12:17 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 20 اغسطس 1998،: قـصـفت اميريكا السودان بصـاروخـين ففهـم البشير الرسالة واطاح بالترابي! (Re: بكري الصايغ)

    تقرير سرى يكشف قصة ضربة مصنع الشفاء .. من الالف الي الياء.
    ---------------------------------------------------------
    منتــــديات " ســـودانيز أون لاين "

    26 اغسطس 2005

    في عام 1998 تعرضت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا الي عمليات تفجير تزامنية أدت الي مقتل مائتي شخص جلهم من السكان المحليين ، وبعد مرور عشرة ايام علي هذا الحادث كتب الدكتور قطبي المهدي رئيس المخابرات أنذاك مذكرة الي المخابرات يطلعها علي قيام السودان باعتقال شخصين يحملان الجنسية الباكستانية وقد أكتشفت بالصدفة وجود تزوير علي جوازات سفرهم ، وكان هذين المشتبهين قادمين علي متن الخطوط الجوية السودانية في نفس اليوم الذي تم فيه الهجوم علي السفارتين في نيروبي ومومباسا، تجاهلت الادارة الامريكية هذا الاستجداء من قبل الدكتور قطبي المهدي وفضلت في المقابل تدمير وكر الثعابين مرة واحدة بدلا من الاستفادة من سمومها في محاربة الارهاب . تم اختيار هدفين من قبل وزارة الدفاع الامريكية ، الاول كان مصنع الشفاء والثاني كان مدبغة لم تشر التقارير الي اسمها ، صرفت الادارة الامريكية النظر الي الهدف الثاني بسبب وقوعه داخل منطقية سكنية مكتظة بالسكان ، تم قصف مصنع الشفاء بالصواريخ في مساء يوم 20أغسطس 1998 وأصابت الصواريخ الهدف بدقة متناهية ولم تنجم عن الحادث خسائر بشرية كبيرة لأن الضربة تمت في خارج ساعات الدوام الرسمي ، ونجت المعامل واجهزة التبريد من القصف وفي السياق التالي سوف أحاول تسليط الضوء علي المعلومات التي تملكها الولايات المتحدة عن مصنع الشفاء .

    يعتبر تاريخ هذا المصنع مجهولا علي الرغم من أدعاء النظام بأن هذا المصنع يوفر نصف احتياجات البلاد من الدواء ، وهناك من أعتبره بأنه من اكبر مصانع الدواء في افريقيا ، ويقال ان منظمة التجارة التفضيلية هي احد المساهمين في رأسماله ، وقد حامت الشكوك حول علاقة مديره السابق عثمان سليمان بتنظيم القاعدة حيث تم ترحيله من السعودية عام 1995 لأسباب أمنية ، والمخابرات الامريكية أبقت هذا المصنع تحت المراقبة منذ عام 1997 ، وكان المصنع يقع في منطقة شبه مدنية ولا توجد أي شبهات حول قيامه بالنشاطات العسكرية ، فلا توجد حراسات غير عادية أو قيام دوريات من الجيش بمسح المكان كما تفعل في حالة حراستها للمنشأت العسكرية كما لا توجد لوحات حظر الدخول الي مباني المصنع ، اشارت المخابرات الامريكية في تقاريرها الي اسوار المصنع العالية وقيام بعض الوفود العراقية الرسمية بزيارة المصنع من حين لآخر ، وفي عام 97 تمكن مخبر من أخذ عينة من التربة المحيطة بأرض بالمصنع وذلك قبل تسعة اشهر من تاريخ الهجوم ، وعند عرض هذه العينة للتحليل المخبري تأكد تلوث هذه البقعة بمادة (emta) والتي تدخل في صناعة غاز (VX) المضاد للأعصاب ، وقد بلغ التلوت أكثر من مرتين ونصف عن المعدل الطبيعي للتربة العادية ، وفي 24 يوليو من عام 98 أنتهت المخابرات الامريكية من اعداد تقريرها حول مصنع الشفاء ، وأعتمدت مادة التقرير علي بعض الصور التي التقطت بواسطة الاقمار الصناعية بالاضافة الي عينة التربة التي أشرنا اليها في السابق ، وتحدث التقرير عن شكوك قوية ولكنه لم يؤكدها بالادلة القاطعة ، وأتضح بعد قراءتي لنص هذا التقرير بأن المخابرات الامريكية كانت تعاني ندرة في المعلومات الخاصة بالسودان بعد اغلاق مكتبها في الخرطوم عام 96 حيث أصبحت تعتمد علي المخبرين المحليين في رصد المعلومات ، وقد كشفت عملية اصابة الهدف بدقة متناهية وفي الوقت المحدد هوية الواشي المجهول الذي نقل المعلومات اليها وكل الدلائل تقول بأن المعلومات صدرت من داخل المصنع وليس من خارجه كما يعتقد الكثيرون.

    سمع الاهالي صوت الانفجار الهائل وقد أرتفعت ألسنة اللهب عاليا الي عنان السماء ، وهرعت قوات المطافئ الي مكان الحادث في محاولة مستميتة من أجل اطفاء النيران ، كانت الضربة مفاجئة وغير متوقعة وقد جاء الرد الحكومي الرسمي متأخرا والسبب يعود الي اقدام رموز النظام علي الاختباء في معسكرات سرية حرصا علي حياتهم ومن أجل الاحتماء من القصف الصاروخي ، ولقد علموا من وسائل الاعلام الاجنبية والتي قطعت برامجها الرئيسية ونقلت المؤتمر الصحفي لوزير الدفاع الامريكي وليام كوهين ورئيس هيئة الاركان الجنرال هنري شلتون ، وكانت هناك مخاوف من تجدد القصف للمرة الثانية وعندما أحست رموز النظام بالامان خرجت الي واجهة الفضائيات وهي أكثر ضجيجا وزعيقا من سابق عهدها ، وذكر الرئيس البشير لأجهزة الاعلام بأن سبب الضربة هو محاولة الرئيس الامريكي التغطية علي فضيحة مونيكا لوينسكي المتدربة السابقة بالبيت الابيض ، ومن الممكن أن تكون هذه النظرية مقنعة للعوام ولكنها ليست مقنعة لرجل الشارع المثقف وذلك لسببين أولهما أن أمريكا كانت ترتاب في هذا المصنع منذ عام 1997 ، والسبب الثاني أن قرار الحرب في أمريكا لا يملكه الرئيس وحده بل تملكه كل مؤسسات الحكم ابتداء من دائرة الضريبة (IRS) في واشنطن وانتهاء بضباط السفن الحربية الحاملة للصواريخ في الخليج العربي والبحر الاحمر ، ووسط هذه الفوضي عمدت الانقاذ الي انقاذ نفسها ورمي قفيص النحل المنتشر في صدر الاستاذ/ صلاح أحمد ادريس ، أعترفت الدولة بأن هذا المصنع لا يخصها بل يخص رجل الاعمال السعودي السوداني صلاح ادريس ، وهنا تنبهت الادارة الامريكية لهذا الاسم لأنه لم يكن مدرجا في قوائم الرصد ، فتم نبش تاريخ الرجل فعثرت المخابرات الامريكية علي علاقة كانت تربطه بالشركات الحكومية العسكرية الخاصة بالتصنيع الحربي ، وبناء علي هذه العلاقة قامت الولايات المتحدة بتجميد مبالغ وقدرها 24 مليون دولار كان صلاح أدريس قد أودعها في مصرف بانك اوف أمريكا ، والادارة الامريكية لم تكن تعلم بانتقال ملكية مصنع الشفاء لصلاح ادريس الا بعد الضربة ، وفي محاولة الانقاذ لفك الطوق من حول عنقها بدأت في اطلاق الكثير من هذر الكلام والذي اصبح يشكل خطرا كبيرا علي سمعة صلاح ادريس كرجل أعمال حيث افادت بأن هذا المصنع قد صنف من قبل لجنة الامم المتحدة المشرفة علي صفقات النفط مقابل الغذاء في العراق ، وهنا وجدت الادارة الامريكية الدليل الذي كانت تبحث عنه من أجل اثبات ادعاءاتها فزعمت أن المصنع ينتج موادا كيماوية لصالح العراق حتي يستخدمها في الاغراض العسكرية ، ورفضت الادارة الامريكية فكرة قبول صلاح ادريس كرجل أعمال وأصرت علي كونه وجه مستعار لتنظيم القاعدة (Front Face) ، استطاع صلاح ادريس وعن طريق الاستعانة بمحاميين دوليين من تخليص مبالغه المجمدة في الحسابات الامريكية وقام قام ايضا برفع قضية ضد الولايات المتحدة مطالبا اياها بتعويضه مبلغا و قدره 50 مليون دولار مقابل الاضرار نجمت من قصف مصنع الشفاء .

    هذه قصة مصنع الشفاء باختصار شديد والذي اصبح الان قميص عثمان الذي يحرك مواجع تنظيم الجبهة الاسلامية ، وقد باعت الانقاذ صلاح أحمد ادريس بثمن بخس مقابل النجاة من العقوبة وقد أدخلته أيضا في الكثير من المآزق والتعقيدات وكاد الرجل أن يفقد كل ثروته بسبب شبهة الارهاب التي حامت حول رجال الانقاذ والتي أعتبروها عيبا لا ينكرونه وشرفا لا يدعونه ، وقد اثبت صلاح ادريس بأنه رجل شجاع وشهم عندما رفض عرض الحكومة بفرض الضرائب علي المواطنين من أجل تعويض خسارة المصنع ، وقد اثبت مراسل النيويورك تايمز والذي زار موقع المصنع بعد الهجوم فرضية الخطأ المميت الذي وقعت فيه الادارة الامريكية عندما أستهدفت هذا المصنع المدني والذي كان وقتها ينتج بحق وحقيقية أمصال علاجية فقط ولا علاقة له بالنشاط العسكري ، أما نشاط المصنع قبل أن تؤول ملكيته لصلاح ادريس فهذا أمر قد خفي علينا وبقي سرا مثل سر بقاء وزارة الطاقة مع د.عوض أحمد الجاز .

                  

08-16-2007, 02:04 PM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 20 اغسطس 1998،: قـصـفت اميريكا السودان بصـاروخـين ففهـم البشير الرسالة واطاح بالترابي! (Re: بكري الصايغ)

    لم تظهر كل جوانب الموضوع
    لكن من الواضح أن سياسة الجبهة بعده
    لم تعد كما كانت قبله

    إذ تخلت عن التشدد مثل المؤتمر العربي الإسلامي
    وطردت المجاهدين او باعتهم
    ولم تعد تردد "على أن لاقيتها ضرابها"
    ووضعت دستور
    وسمحت بالأحزاب
    واتجهت للإتفاق مع الحركة

    لقد كانت نقطة التحول الأساسية

    الباقر
                  

08-16-2007, 02:38 PM

Sobajo
<aSobajo
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 1978

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 20 اغسطس 1998،: قـصـفت اميريكا السودان بصـاروخـين ففهـم البشير الرسالة واطاح بالترابي! (Re: Elbagir Osman)





    ما تتوقعون ان يكون مصير السودان بعد احداث الحادي عشر من سمبتمر

    في حال ان الترابي كان على صهوته ؟؟؟
                  

08-20-2007, 10:20 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 20 اغسطس 1998،: قـصـفت اميريكا السودان بصـاروخـين ففهـم البشير الرسالة واطاح بالترابي! (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب،
    الباقر عثمان،
    الأخ الحـبوب،
    سـوباجـو،

    تـحـية الود والأعـزاز لكما، والشكر علي مـداخلاتكما الواعية الـمقـدرة.

    من كان يتابع عن قرب وكـثب تاريـخ انقلاب الانقاذ يـجـد ان عام 1998 كان عـامآ ممـيزآ في تاريـخ هـذا الانقلاب وحفل بالعديـد من الأحـداث الكبيرة الهامـة التي غيـرت فيما بعـد مسـيرة الانقلاب.

    1- فـفي عام1998 سـقطت طائرة النائب الأول السابق الزبيـر محـمد صالح ولقي حـتفه ومعه مجـموعة من الضباط والمـدنيين واشارت اصابع الأتهام وقتهاصـراحة نـحـوالترابي وانه الفاعـل. وتشكلت لجـنة للتحقيق في سـقوط الطائرة ولما كان الترابي وقتها هـو اقوي رجـل في النظام وممسـك بكل الخـيوط فلم تصـدر اللجـنة وحـتي يومنا هـذا نتائـج اعمالها!!!

    2ـ بعـد مـصرع الزبيـر تـدخل الترابي وفـرض علي البشـير وان يقبل بتعييـن علي عثمان محـمد نائبآ اولآ له، وقـد اسـتغرب الناس هـذا التعييـن الغريب خـصـوصآ وان سـمعة علي عثمان كانت قـد مـلاءت الافاق بانه مـجـرم وحـاول اغتيال الرئيـس المـصري وان اسـمه يتردد في المنظمة العالمية بنيـويورك بانه مطلوب للعـدالة. واسـتلم علي عثمان منصـب النائب الأول وليكون عـيـن الترابي في القـصـر ومـنفذ اوامـره!!!

    3- قام الترابي بـتعييـن الدكتور مـصطفي اسـماعيل ليكون وزيرآ للخارجـية بـدلآ عـن علي عثمان الذي كان وزيرآ للخارجـية قبل تعييـنه نائبآ اولآ.

    4- اجـري الترابي تعـديلات في جهاز الأمـن وتـم تعـييـن صـلاح عـبداللـه قـوش مـديرآ للجهاز واحالة المدير السابق للصالح العام.

    5ـ وهـكذا امسـك الترابي بكل الخـيوط بـدء من القصـر ومـرورآ بالخارجـية وانتهاءآ بالأمـن، ولـم يهـتم الترابي كثيرآ بباقي الوزارات فكلها كانت تـخـضـع فعليآ له!!!

    6ـ تفرغ الترابي للشـوؤن الكبيرة والمتعلقة بالسياسات الخارجـية وراح اول شـئ ويناصـب مـصـ العـداء السافر ويعـزز من قـوة الأسلامييـن الاصـولييـن الهاربيين من مصـر ويفتح لهم ابواب الـخـرطوم، وجاء عـمر عـبـدالرحـمن الضـرير الذي راح ومن عبـر السـودان ويـحـض الاسـلامييـن في الـداخل علي الثورة ضـد"الطاغوث" الفرعوني، وجاء ايـمن الظواهـري رجـل "القاعـدة" القوي وبسـط نفوذه تحـت حماية الترابي، راح الترابي ويفتح نيران غـضبه علي السعودية ودول الخليـج ويتهمها بفتـح كل الابواب للجـنود"الكـفرة" وليـحتلوا كل المنـطقة لحـماية أل سـعود وباقي المشائخ العـرب وأسـرهم، هـاجـم الترابي يـوغندا وكينيا واثيوبيا وانها دول تسانـد جـون قرنق ضـد الشمال الاسـلامي الحـضاري، هـاجـم اميـريكا ودول الغرب ووصـفها بـدول " قـوي الاسـتكبار "، راح ويلعن المنظمة الـدولية وانهاتـخـطط لـؤاد النظام الأسـلامي في السـودان.

    7ـ راح يـصـدر غـرائب الفتاوي لاحـبآ في الاجـتهاد وانما كـيـدآ في الأزهـر الشـريف وعلماء الديـن في السـعـودية!!

    8ـ وقعـت في عام 1998 حـادثتي نسـف السفارة الاميـريكية في نيروبي ممـباسا ولسـوء الـحـظ كان من ضـمن الذين تـم اعتقالهـم بنيـروبي بعض السـودانييـن المتطرفييـن، وهنا بـدآت اميـريكا اهـتمامها الفعـلي بالسـودان وراحـت ترصـد كل حـركاته داخليآ وخارجـيآ.

    9ـ كان بالسودان وقتها"1998 " نـحـو 7 الف جـندي ايراني تابعييـن للـحـرس الثوري الايراني وجاءوا يقـدمون خـدماتهم وخـبراتهم في مجالات الأمـن وتـدريب قوات الـدفاع الشـعبي، كان حـزب "حـماس" قـد ارسـل مجـموعة من رجـاله المسلحيين لحـماية نظام الترابي، كان بالبلاد ايـضآ وقتهاجـماعات "التكفير ةالهـجـرة" و "الجـماعة الأسـلامية" و "الـجـهاد" وفصائل من بقايا جـيش الصـومال و"الافغان العرب" وكان هناك ايضـآ اسامة بن اللادن وأسـرته التي امتلكت " المـدبغة الحـكومية" ومـزارع كبيـرة بكـسلا، كانت جـماعـةمتـمرد"جـيش الرب" اليوغندي تلقي دعـمآ ماليآ كـبيرآ من الحـكومة في الخـرطوم وافردت لها مسـاحات واسـعة بالاقاليم الجـنوبية لتتحـرك منها وتضـرب يـوغنـدا التي كانت تسـانـد جـون قـرنق.

    10ـ اشـتكت دول الـجـوار السـوداني من تـدخـلات الترابي وبصـورة واضـحـة في شـوؤنها الـداخلية وبصـورة تخـلو من الاحـترام، وكان الترابي ويقول انه يـود اقامة "امـبرطورية من النيل الي جـنوب افريقيا!!!"

    11ـ حـتي وبعـد خـروج الجـيش العراقي من الكويت عام 1991 كان الترابي هـو العربي الـوحـيـد الذي واصـل الهـجـوم علي الكويت وباقي " دول عـبيـد اميـريكا" بـحـسب كـلامه وقتها.

    12ـ جـاء انفـجـار المـدمرةالامـيريكية" كـول" في اليـمن ليزيـد من محـن السـودان.

    13- ارادت اميريكا ان تلفت نظـر البشـيـر " الـمهـمش فعليآ وعـمليآ" الي مايـجـري في بلـده من احـداث وان الترابي غـدا يشـكل خـطورة علي المنطقة بتحـويله السـودان الي " بؤرة ارهـاب".

    14ـ قـصـفت اميـريكا مـصنع الشـفاء بالخـرطوم بـحـري، وفـهـم البشـيـر الرسـالة والتحـذير الامـيريكي الجـاد.

    15ـ جـمع البشـيـر هـمـته وراح يتـصل بضـباطـه في القيادة العامـة ويسـألهم الانـقلاب علي السـاحـر الكـبيـر، واجـتمع بضـباط الأمـن والشـرطـة وتـجـار الـجـبهة الأسـلامية الذين ايـدوه وخـوفآ علي مصـالحـهـم وتهـدهاامـيـريكا بتـدخل عـسكري.

    16ـ وفي ديسـمبـر 1999 انقلب البشـير علي رئيـسه الترابي وجـرده من كل صـلاحـياته السياسـية والـحـزبية وابقاه مـعزولآ في "المنشـية".

    لـولا القصـف الاميـريكي لكـان الترابي وحـتي الأن ينـعم بـكل الـمناصـب، ولكن ومـن غـرائب الأمـور ان البشـيـر مازال مـهـمشـآ لايـحـل ولايـربـط و..." كـل لبيـب بالأشـارة يفـهـم!!!!!".
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de