استغربت كثيرا لاحتجاج بعض كتاب الصحف وبعض مسؤولي الحكومه علي تقرير اصدره احد مراكز البحوث الامريكيه قال فيه ان السودان دوله فاشله او انه افشل دوله. ومصدر استغرابي هو ان هذه الجهه لم تات بجديد سوي انها اشارت الي حقيقه قائمه منذ 1956. وفي واقع الحال فقد ولد السودان ( المستقل) كدوله فاشله. الغريب ان بعض اهل الانقاذ وكتابها اعتبروا ان الامر ( مؤامره صهيونيه تستهدف الوجود العربي الاسلامي والمشروع الحضاري) ولو تبصر هؤلاء قليلا لقالوا لتلك الجهه ( اننا نعلم ذلك قبلكم وانكم لم تاتوا بجديد). اكبر معايير الفشل التي ساقتها تلك المنظمه او الجهه تتمثل في عدم الاستقرار السياسي والاقتتال الداخلي. وهذا السبب وحده يكفي لوضع السودان علي راس القائمه. فواقع الحال يقول ان السودان لم يستقر علي حال منذ ( استقلاله). ومن الخطاء رد كل ذلك لحكومة الانقاذ وحدها. واكبر اخطاء الانقاذ انها استولت علي دوله فاشله فاقم منهجها الشمولي المتطرف في الحكم فشلها حتي تعقدت مشاكلها واستفحلت و اصبحت هنالك ضروره لتدخل العالم للممساعده في جلب السلام لبلد مزقته الحروب منذ ميلاده. لم يكن السودان في يوم من الايام ( دوله قوميه) موحده، ومن الخطاء افتراض ان السودان يمكن ان يصبح دوله قوميه ( ناجحه ومستقره) علي نفس الاسس والمقومات التي تركها الخديوي محمد علي. فدولة كوش لم تحكم كل السودان برقعته الحاليه، وكذلك دولتي علوه والمغره، ولا دولة سنار، ولا الحكم التركي، ولا الثنائي. ففي العهد الثنائي ظل اغلب الجنوب خارج اطار سلطة الدوله حيث استمرت قبائل النوير في قتال الانجليز حتي سنة 1930م. وحصر الانجليز نشاطهم في نقاط محدده ظلت هي مراكز الجنوب حتي اليوم. . اما الدوله المستقله فقد ظلت تقاتل لفرض سلطتها علي جنوب السودان منذ 1955 دون طائل. ثم جاءت فترة عشر سنوات ( 1972 -1982) قبل فيها الجنوب ان يخضع بكامله لسلطان الدوله، و ما كاد الامر يستقر حتي خرج عليها من جديد بعد ان تنكرت لحقوقه. ولذلك يزداد الاستغراب بالنظر لؤلئك الذين يعزون قضية الجنوب الي قانون المناطق المقفوله، اذ من البديهي ان تمنع السلطه المواطنيين من الذهاب الي مناطق يدور فيها القتال ( مناطق عمليات)، إذ كيف كان يمكن للشماليين عبور مناطق اعالي النيل والاشتباكات دائره بين النوير وبين السلطه الحاكمه. هذا من ناحيه ، من ناحيه اخري، يتهافت هذا الزعم (الزعم بان قضية الجنوب تسبب فيها قانون المناطق المقفوله) ايضا بالنظر الي الفتره الزمنيه من ناحييتين، اولاهما، اين كان (العرب) منذ دخولهم السودان 642م وحتي 1924، حوالي (1282) سنه، اين كانوا كل تلك الفتره لكي يكملوا أسلمة الجنوب ويعربوه، ولماذا انتظروا كل ذلك الوقت حتي ياتي الانجليز ليمنعوهم من دخول الجنوب. اما الناحيه الثانيه، فهي قصر فترة قانون المناطق المقفوله (1924 – 1945) اي حوالي 21 سنه، ولكن دعنا نقول ان القانون استمر حتي سنة 1956، اي 32 عام، هل يصدق احد ان هذه الفتره كافيه لاسلمة وتعريب الجنوب! والمنطق السليم يقول ان الذي لم يستطع اسلمة الجنوب في قرابة ال 1300 لن يستطيع انجاز ذلك في ثلاث عقود. إن فشل الدوله السودانيه ياتي من قصور الفهم المتجزر عند بعض الساسه بان السودان ( دوله قوميه) وما هي كذلك! جاء مفهوم الدوله القوميه لافريقيا مع الحقبه الاستعماريه، فقد كانت اروبا قد خرجت لتوها من حرب الاربعين عاما التي شهدت نهاية الدوله الرومانيه وانعتاق الكثير من القوميات منها ومن الكاثلوكيه ( سلطة الكنيسه) وتشكلت دويلات صغيره علي اساس عرقي، ووزعت اراضي واعيد تقسيم بعضها ودفعت تعويضات وغيرها فيما عرف في التاريخ السياسي لاروبا بمعاهدة (وستفاليا 1648م). غير ان شوكةالدوله القوميه قويت بعد حقبة الحروب النابليونيه واندحار جيوش نابليون في مناطق عديده وفشله في اخضاع اروبا لسلطته بالرغم من ما حققه من نجاحات سقطت كلها بعد هزيمته في اخر معاركه في موقعة ووترلوا في عام 1815. شهدت اروبا بعد ذلك تغيرات اجتماعيه عديده انتهت بالتدافع نحو العالم الخارجي للحصول علي الموارد خاصة بعد تنامي معدلات النمو الاقتصادي نتجة للثوره الصناعيه. نقل الاربيون معهم الي مستعمراتهم الجديده اخر تجاربهم في الحكم ( الدوله القوميه) وقسمت افريقيا الي مناطق نفوذ لم يكن من بينها العامل القومي للشعوب التي تحت حكمهم. كان ما يعرف اليوم بالسودان احد تلك الدول التي حددت حدودها السياسيه حسب نفوذ الدوله المستعمره في ذلك الزمان. ودخل الانجليز السودان تحت راية العلم المصري حيث كان العالم يعتبر ان الاراضي جنوب مصر تابعه لمصر بما يعرف ( بحق الفتح)، وقد عرفت الماده الاولي في اتفاقية مارس 1899 الموقعه بين المملكه المتحده ومصر الخديويه السودان بانه ( الاراضي التي لم تخليها مصر نتيجه للتمرد، او الاراضي التي فقدتها موقتا، او الاراضي التي ستيعد الدولتين فتحها ). اذن لم تكن للسودان حدود دوله معينه يمكن الحديث عنها كدوله ، وما تقوله هذا الماده يعني بان حدود الدوله مفتوحه لكل ما يمكن ان تضيفه الدولتان لتلك الاراضي الشاسعه التي تسيطران عليها. لكل ذلك فان الحديث عن دوله قوميه اسمها السودان حديث غير دقيق، فالدوله القوميه لم تقم اصلا في السودان حتي يتم الحديث عن فشلها من عدمه. وما كان يحدث في السودان منذ الاستقلال لا يتعدي محاولات فاشله من نخبه حاولت حمل كثير من المجموعات المتعايشه داخل الدوله بقوة السلاح علي القبول بثقافتها وسطوتها. غير ان هذه النخبه وقعت في اخطاء جسيمه تتمثل في تمسكها بهياكل الدوله التي خلفها المستعمرون، ولم تشاء النخبه النظر بجديه في تغيير جوهر تلك الهياكل والمؤسسات التي لم تعد تناسب حياة المواطنيين في دوله مستقله. لذلك انشطرت الدوله في السودان واصبحت جسما غريبا عن المجتمع واصبح الحديث عن هيبة الدوله اكثر من الحديث عن حقوق المواطنيين، وكأن الدول توجد اساسا للدفاع عن هيبتها وليس للدفاع عن المواطنيين وحمايتهم. ويكشف التجاوب الشعبي وموقف الاحزاب السياسيه المختلفه من دخول قوات الامم المتحده الشعور الشعبي والحزبي العام المتمثل في القنوط من الدوله السودانيه الحاليه وفقدان الامل فيها وفي مؤسساتها. وليس مستغربا ان تجد حكومة الانقاذ نفسها وحيده بلا سند شعبي في مواجهة اخطر ازمه تمر بها البلاد. والامر هكذا لن تجد الحكومه مخرجا من ازماتها المتكرره داخليا وخارجيا إلا بإعادة تعريف الدوله وإعادة تثبيت حقوق المواطنه والتاكيد عليها وازالة الارث الاستعماري للمؤسسات التي بناها الخديوي واعادة توظيف المؤسسات العامه وتوجيهها لخدمة المواطن وليس للبطش به باسم هيبة الدوله. إن الاصلاح العام يقتضي ان ينظر السودانيون ومعهم العالم الي ان الممارسات والانتهاكات التي قامت بها الانقاذ من زاوية ان الانقاذ اوصلت مؤسسات الحكم القائمه الي نهاياتها الطبيعيه التي في جوهرها مؤسسات استعماريه تبطش بالمواطن و لاتعينه علي الحياه في وطنه. وهذه محمده للانقاذ رغم كل ما حدث لان ممارساتها في الحكم كشفت للعالم وللسودانيين الطبيعه القهريه لمؤسسات الدوله في السودان كما بينت هذه الممارسات الحوجه الماسه للاصلاح حتي تستقر البلاد. ومن الخطاء النظر لممارسات الانقاذ بمعزل عن السياق التاريخي لتطور الاحداث وتداعياتها في السودان. فواقع الحال يقول ان الممارسات والتجاوزات في حقوق الانسان والانتهاكات الخطيره وقعت حتي في عهود يسميها بعض الناس ديمراطيه وكأن الديمقراطيه تعني الانتخابات فقط، والأمثله عديده لا تزال حيه في ذاكرة الكثيرين . اذن فمن دون الاصلاح سيستمرالاحتراب والاقتتال دون توقف، وحتي لو انفصل الجنوب وتبعته دارفور سينتقل القتال الي مناطق اخري بالضروره لان هياكل الدوله الاستعماريه لا تناسب حاجة المواطنييين للحريه والعيش الكريم ولا مناص من تغييرها اذا رغب السودانيون في العيش بسلام. اذن فحقيقة ان السودان دوله فاشله حقيقه قائمه منذ 1956 حاولت النخبه الحاكمه استغلال التوازنات العالميه لاخفائها دون طائل، اذ قد جاء وقت العولمه وثورة الاتصال وبلغت انوار المعرفه اقصي زوايا الارض ولم يعد اخفاء الفشل ممكنا. لكل ذلك فان مشروع السودان الجديد اصبح هو المخرج الوحيد لوضع حد نهائي لقضية فشل الدوله السودانيه. والمؤسف انب بعض الكتاب والمحللين يرفضون مشروع السودان الجديدفقط لانه اتي من غيرهم او من الحركه الشعبيه ومؤسسها الراحل المقيم الشهيد الدكتور جون قرنق، وتستنكف هذه المجموعه النظر في موضوعية الطرح وتفاصيله وما يوفره من مخرج جيد للازمه الوطنيه الخانقه. وتخطي الحركه الشعبيه كثيرا لو رهنت نفسها لما هو قائم من مؤسسات في الدوله جوهرها استعماري، اذ انه في وجود هذه المؤسسات ستندلع الحرب مره اخري لا محاله اذ ان الحرب تبرر لهذه المؤسسات سبب وجودها واستمراريتها خاصة وان خلف هذه المؤسسات جيش جرار من المستفيدين نمي وترعرع ووطن نفسه علي دوراب الحروب في السودان منذ ايام الخديوي وهؤلاء سيتمسكوا بتلك المؤسسات وسيستميتوا في الدفاع عنها ومن الخطاء الافتراض بانهم سيقبلون بالتننازل عنها بين يوم وليله. و الاستغراب الاخير هو ان بعض دوائر المعارضه فرحت بذلك التصنيف بافتراض ان الحكومه هي المعنيه به وان الفشل بداء في 1989م، وهذا الامر من الخطوره بمكان، اذ من الواضح ان بعض دوائر المعارضه تعتقد ان المشكله بداءت في 1989م. وبصرف النظر عن اتفاقيات السلام ومالاتها، اصبح امام السودانيين خياران لا ثالث لهما: إما اعادة تركيب الدوله لتستوعب كل مكوناتها بما يوفر لها الاستقرار او الاستمرار في الفشل الذي سيقود حتما الي تفتت البلاد.
08-13-2007, 06:08 AM
المسافر
المسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061
Quote: إنت رحت وين مرة كدة انقطعت أخبارك عن البورد
كنت في السودان لقترة قاربت الشهرين...
اما اتفاق القاعه فلا جديد فيه والامل ما يزال معقود ان يضع حل نهائي لقضيه محلوله من اصلها وكما تعلم بناء علي الاتفاق تم اجراء استبيان واختار اكثر من 70% من المتاثرين البقاء حول البحيره ولكن يبقي السؤال هل ستنصاع الدوله لارادة المواطنيين! الايام القادمه ستخبرنا!
Quote: شويتين تلاتة شفنا موضوع يتعلق بأبناء ولاية نهر النيل واسمك فيه
تحالف ابناء نهر النيل هو وضع لاتفاقية السلام وتنفيذ لها علي الارض والتزام ببنودها والغرض منه كسر سطوة المركزيه القابضه ونقل السلطات للولايات ومن ثم للمواطن، هنالك احساس عام عندالمواطنيين وبين مختلف القوي السياسيه ( حتي المؤتمر الوطني) ان ( الطريق راح في المويه) علي السودانيين. صدقني لم يعد انتقاد الجبهه او الانقاذ ذا قيمه، ليس ذلك دفاعا عنهم ولكن الامر اصبح اكثر من ذلك بكثير، الامر اصبح قضية وطن ( بما فيه المؤتمر الوطني) يدور بكامله في حلقه مفرغه يفرخ كل يوم ازمه ودماء لا مبرر لها، فالازمه تطال الجميع ولا بد من تدارك الامر قبل ان ينفلت. ارجو ان تقراء لي قريبا عن التحالف وانوي نشر بعض المقالات عن التحالف في الصحف السودانيه. بعدين ما شايفك علقت علي التحالف منتظرين رايك...
اشكرك وتحياتي....
08-13-2007, 06:44 AM
ahmed haneen
ahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982
اشكرك علي الاطراء وهي كما تعلم محاولات نحاول من خلالها المساهمه في ايجاد مخرج من الازمات المستمره للوطن.
نعم في هذه المرحله من تاريخنا هنالك حوجه ما سه للتسامي فوق الجراح والعمل من اجل السودان.... لن يجد الكثير من البكاء علي اللبن المسكوب..نعم لقد وقعت اخطاء وارتكبت حماقات وسالت واريقت الكثير من الدماء.. ولكن الوقوف عند ( اطلال خوله) لن يخرجنا من هذا المازق الصعب. نتوقع مساهماتك في بناء التحالف وتطويره وانت رجل صاحب فكر وقلم... وكما تعلم يحتاج تعمير الولايه الي الكثير والي جهود كل ابنائها اشكرك علي المرور والمساهمه
عسكوري
08-13-2007, 10:00 AM
Asskouri
Asskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734
Quote: ومبروك تحالف نهر النيل .. والنجاح الباهر والقبول لدي الجميع
نععم سنعمل علي بناء التحالف بكل ما نستطيع... والتحالف مفتوح لكل ابناء الولايه للمساهمه ويبقي الالتزام الوطني والالتزام بالقانون والعمل السلمي هو المنهج، وكل من له مجهود ويود المشاركه فمرحبا به في التحالف... التحالف يركز اساسا - كما جاء في البيان - علي الولايه وقضاياها وانسانهاوكل من يود الاسهام فمرحبا به. نتوقع مساهماتك
وتحياتي للاخوه بالمملكه
عسكوري
08-13-2007, 12:03 PM
المسافر
المسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061
Quote: ارجو ان تقراء لي قريبا عن التحالف وانوي نشر بعض المقالات عن التحالف في الصحف السودانيه. بعدين ما شايفك علقت علي التحالف منتظرين رايك...
أخي عسكوري اشكرك لإهتمامك والرد على الاستفسارات التي قدمتها ولا أخفي عليك أهتممت لموضوع تحالف أبناء نهر النيل .. وخاصة عندما وجدت أسمك فيه .. لمعرفتي بصدق النوايا .. كما تعلم أننا مازلنا حبيسين الحير القديم .. ( زمن تقسيم المديريات ) والحوش الكبير ( كما سماها المرحوم محمد طه) أما عصر الولايات هذا لم نعاصره حيث قاربنا لربع القرن خارج الديار.. أضف إلى ذلك إحساسنا بالمنازعات القديمة حول الأودية والبطون ونزوح القبائل وتمددها.. وذلك لا يمنع أن نؤيد الإنصاف وإقاق الحق ونصرة المظلوم.. ( ما استطعنا إلى ذلك سبيلا..) أو كما يظن البعض أن انقضاء زمن اللقاء بين جيل البطولات وجيل التضحيات قد قدم لنا جيل الانج - ذاتي ( أي أنجو بذاتي) .. فكانت الغربة خارجياً(المنافي شرقاً وغرباً) والنزوح داخلياً ( من الإمتداد الشرقي بعطبرة .. إلى ضواحي الحاج يوسف )..
طيلة هذه المدة نسمع التحالف الفلاني والتوالي الفرتكاني .. التجمع الأولاني والتوافق المتآني.. وكأننا ياليلى لنا في الهوى العذري ساق وقدم.. ننشد طالما كان العهد غير ذميماً ولم يجرنا نحو الديار غاليا..
نتمنى لكم التوفيق..
08-13-2007, 04:52 PM
Asskouri
Asskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734
مقال وتحليل رصين وقراءة جيدة لتاريخ السودان. المؤسف ان نظرة معظم مفكرينا ومؤسساتنا الحزبية لتاريخ السودان لم تخرج من اطار النظرة الاحادية للسودان كدولة عربية والاسلامية، فبالتالي يظهر القصور في فهم خصوصيات الثقافات الاخرى. ولذلك كل حلولهم لانهاء اذمة السودان تولد ميتة. أنا لست متفائلا في استمرار السودان الحالي كدولة واحدة.
08-14-2007, 08:42 PM
مهيرة
مهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1057
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة