|
في ذكرى الشاعر والباحث السوداني/ محمد عبد الحي محمود
|
إلى محمد عبد الحي في حديقة ورده الباذخة خالد أحمد بابكر
(1) مقطع أول
مثلما غاب السمندل في مسافات العدم وانثالَ لحنُ الموتِ شفافاً على أغصان أشجار التبلدي في القدم غابت حديقتنا الأنيقة واستطالَ إطارُها الشمسيُّ في صدر المدائن غنوةً مثلَ السلام على ربا البلد الأمين منْ هؤلاء.. الأقدمونَ - تجيبني سنار منْ هؤلاء.. المتعبون – تجيبني سنار من وجع المدائن تنتشي بالوردة الأولى وتختالُ بين النهر والأنثى طويلا سنارُ ضمي رفاتي في البقيع الرطبِ والشجر المُدلَّى بالثمار سنارُ ها قد جاءَكِ الفهدُ المطرَّزُ بالجسارةْ وألوان الطبيعةِ والفراءْ سنارُ عبد الحي يا لكِ من مقامٍ في النفوسِ وصبوة تجتاحُ أوردتي زماناً مذْ عرفنَا عن جمالك.. منذ ساقتنا مواويلُ الحديقةِ نحو وردتِكَ الأخيرةْ الآنَ عبد الحي سافرَ في الفراديسِ العلية سنارُ تفتح كل بواباتها الكونية.. تفتحها بأضواءٍ من الفسفورْ والألقُ الموشّى بالحضورْ أدخل فأنت على شوارعها إمامٌ زاهد.. قمرٌ تجلَّى عند مدخلها.. وإبريقٌ من الفخّارِ والطين الأصيل.. فكأن مصلاة من الجلدِ الفخيم تشعُّ وضياءُ مسبحة منضّدة من العاجِ الصقيل (مرحى.. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أفق القبول) لغة على ريش الطواويسْ وألحانُ البداءةِ والأفولْ ترنيمة الماء الشفيفةِ أوغلت ْ في الموجِ تشدو لأسرابٍ من الرخم المحلِّق في السهولْ أواه عبد الحيُّ طال دخولنا على رمل الشوارع في مدينتك البتولْ أواه من قرعِ الطبولِ على مشارف النهر وبين تيجان الحقولْ
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الشاعر والباحث السوداني/ محمد عبد الحي محمود (Re: احمد الامين احمد)
|
عزيزي أحمد الأمين شكراً كثيراً لك على هذا الإلمام ولو كان لي سابق معرفة بشخصك لكنت قد نصحت الأساتذة الذين أقاموا ندوة بودمدني في ذكرى الشاعر عبد الحي يوم 6 أغسطس الفائت أن يجعلوك متحدثاً في تلك الندوة.. وعذراً للتأخير في التعليق على مداخلتك القيمة عزيزي: آمل وأرجو وأتمنى إن كانت مرثية شاعرنا الكبير محمد المكي بحوزتك أن تمدني بها إن أمكن.. وأكون ممتناً وشاكراً لك.. ولك ودي
خالد أحمد بابكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الشاعر والباحث السوداني/ محمد عبد الحي محمود (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
العزيز خالد شكرا على هذه القصيدة الجميلة عن صاحب (السمندل يغني) . هذه أيضا قصيدة كتبتها في عبد الحي ونشرت بجريدة (الخرطوم) حين كانت تصدر من القاهرة . في عام 2000 . أتمنى أن تكون إضافة متواضعة للتعبير عن حبنا لهذا المبدع الكبير الذي كان يكتب السودان شعرا ضمن رؤيا عميقة جعلت من الهوية قناعا جماليا للشعر . تحياتي محمد جميل ــــــــــــــــــــــــــــــ
بلد من غبار شعر محمد جميل أحمد
إلى صاحب : (العودة إلى سِنار) ــــــــــــــــــــــــــــ كانطفاءِ المصابيح ِ في ليلةٍ ضلَّ عنها النهارْ تستريح ُ الهموم ُ على جسدٍ أطفأته الرياحْ غارقا ً في التــّجـلي كما الروح ِ حين يشـفُّ الحجابْ لم يكن جسدا ً كالتماثيل ِ أو هيكلا ً في بقايا إهابْ كان محضا ً من الروح .. طيفا ً سرى ومضة ً في سماء الغيوبْ لمحة ً من سراب ْ. لم يكن خيط َ فجرٍ تــّوهنَ في آخر ِ الليل أو غسقـا ً في الدروبْ كان شمسا ً .... نهارْ ورهاما ً تـنـّـزلَ في غابة ِ الروح ِ زخاتِ عشق ٍ ترش ُ على جسدِ الأرض ما تشتهيه الثمارْ المنى ، والهوى ، والصباباتُ ،... بعضٌ من العشق ِ أغنية ٌ للفصول والمدى هـيْـنـَمات ٌ تردد أصداءَها في الدجى حمحماتُ الخيولْ وعلى غبش الفجر تصغي لـ " سِنـّار " و(سنار) تصغي إليكْ لعل الصوى باقيات ٌ على سكة ِ العابرينْ إلى تاج سنار و" سنار" بوابة العاشقين. إلى بلد ٍ حافلا ً يلتـقيك بنزف الطبول والصدى أغنياتْ راقصات ٌ على هيكل " الـِّـزنـج " أو النأي مما تغنى " الرعاة " طالعا من ظلام الظنون ِ إلى زِينة ٍ في النهار
***
هو الآن يا ابن " السمندل " بعدك بين الصُّوى بلد من غبار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الشاعر والباحث السوداني/ محمد عبد الحي محمود (Re: khalid kamtoor)
|
Quote: مرحى.. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أفق القبول) لغة على ريش الطواويسْ وألحانُ البداءةِ والأفولْ ترنيمة الماء الشفيفةِ أوغلت ْ في الموجِ تشدو لأسرابٍ من الرخم المحلِّق في السهولْ أواه عبد الحيُّ طال دخولنا على رمل الشوارع في مدينتك البتولْ أواه من قرعِ الطبولِ على مشارف النهر وبين تيجان الحقولْ |
الصديق العزيز الشاعر والاديب والكاتب المجود /خالد كمتور
شكرا لك على هذا الجمال
والمجد لمحمد عبد الحي في الاعالي
والتحية لكل عشاقه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر محمد عبد الحي من رموز الحداثة الشعرية في السودان (Re: khalid kamtoor)
|
شكرا أخي خالد على مشاعرك . ذلك أن عبد الحي كان على وعد غامض بأن هناك من سيلتقط معانيه ـ التي ستظل طيفا في سماء الهوية السودانية ـ و قناعا جماليا لسؤالها الأنطلوجي . لقد كان عبد الحي يقارب هويته من تخوم الحب والعذاب في داخله . كان تماما كما قال الشاعر الألماني الكبير فريريك هولدرلن : (عندما نفسك تتخطى زمنك وحيدا تجلس حينئذ على رصيف بارد بين أهلك وأنت لاتعرفم)
تحياتي محمد جميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر محمد عبد الحي من رموز الحداثة الشعرية في السودان (Re: khalid kamtoor)
|
أنت الأجمل يا صديقي عجب الفيا.. والجمال منك وفيك يشع في كل أحرفك... في الندوة التي انعقدت بمناسبة ذكرى الراحل عبد الحي تحدث فيها الأستاذ السر سيد أحمد عن تجربته في ترجمة قصيدة العودة إلى سنار... وتحدث مجذوب عيدروس وحرمه الدكتورة عائشة موسى وكان حضورا ابنه المهندس وضاح وابنة وضاح الصغيرة التي استغربت هذا الجمع وقالت للأستاذ مجذوب عيدروس هو جدي دا كان مالو؟ وذكرت الدكتورة عائشة موسى أنها اتصلت بأمانة الخرطوم عاصمة للثقافة في 2005م بخصوص طباعة بعض الأعمال للراحل لكنهم لم يستجيبوا. وقال القاص أحمد الفضل أحمد أن تجربته القصصية الفعلية بدأت على أيام ملحق الصحافة الذي كان يعده عبد الحي ويوسف عيدابي.. وأنه كان يبعث بقصصه لعناية يوسف عيدابي لأنه كان يهاب عبد الحي لما كان يتمتع به من هيبة أكاديمية.
| |
|
|
|
|
|
|
|