محافظة ملوط تتهم وزارة الطاقة بانها تسبت فى تدمير (172) قرية، وتلويث المياه بالمنطقة

Quote: السودانى العدد رقم: 618 2007-08-06 أول بــلاغ بيئــي ضــد وزارة الطــاقـة شرعت محافظة ملوط فى تشكيل لجنة تضم عدداً كبيراً من المستشارين القانونيين لمقاضاة وزارة الطاقة والتعدين وشركات البترول العاملة فى مربع (3) بمنطقة فلوج والتى تم فيها تشغيل (36) بئراً وتم ربطها بالخط الناقل للتصدير, وعزت المحافظة تلك الخطوة لما وصفته بارتكاب لجرائم بيئية أدت لإزالة الغطاء النباتى بالمنطقة بطول نحو (7) من الكيلومترات, وتدمير حوالى (172) قرية، منها (4) قرى بمنطقة (فلوج) وتلويث المياه بالمنطقة, و(نفوق) آلاف الطيور الداجنة بالمنطقة، فيما كشفت جولة لـ(السودانى) بمحافظة ملوط عن تدهور الخدمات الصحية وضعف الخدمات. مهددات لصحة البيئة وقال محافظ مقاطعة ملوط طن دينق فى حديث لـ(السودانى ) إن حكومته شرعت فى تشكيل لجنة تضم عدداً كبيراً من المستشارين القانونيين لمقاضاة وزارة الطاقة والتعدين وشركات البترول العاملة فى مربع (3) بمنطقة فلوج، مشيراً إلى أن الشركات العاملة فى المجال النفطى ارتكبت مخالفات كبيرة و"يجب معاقبتها" لما تسببت فيه من مهددات أثرت على حياة المواطنين، متهماً الشركات باستخدام وسائل عقيمة فى عمليات استخراج البترول، وأشار إلى أنه أجرى لقاءً مؤخراً مع وزير الطاقة د. عوض الجاز فى ذات الخصوص, غير أنه لم يتفهم مدى خطورة الأوضاع. وتوقع دينق طرح القضية خلال أيام على مجلس وزراء حكومة الجنوب لمناقشتها, واتخاذ حلول عاجلة للقضية. وحسب المحافظ فإن عملية التغول على الاراضى الزراعية والرعوية أدى لفرار عدد من المواطنين لمناطق أخرى، مبيناً أن حقول البترول فى مربع (3) بفلوج وخط الأنابيب الناقل تسببا فى تدمير (172) قرية، منها (4) قرى بمنطقة (فلوج ) وتلويث المياه بالمنطقة, و(نفوق) آلاف الطيور الداجنة بالمنطقة. وأوضح طون دينق أن وزارة الطاقة والتعدين لم تلتزم بتعويض المواطنين جراء عمليات التغول على الاراضى، مبيناً أنهم أصبحوا بلا أى مهنة مما تسبب فى تزايد معدلات (البطالة). وطالب محافظ ملوط وزارة الطاقة والتعدين بتخصص نسبة (75%) من العمالة لأبناء المنطقة, إضافة لاستيعاب مهندسين من أبناء الجنوب, مع العمل على تدريب الكوادر لاكتساب الخبرات، وزاد أن عدد العمال من أبناء ملوط فى فلوج يبلغ حوالى (400 ) عامل، إضافة الى (200) آخرين من الجنوبين ومهندسين تم تعيينهم "بتوصية" من موسى المك. سلب ممتلكات وكشف محافظ ملوط عن قيام مجموعات لم يسمها بعمليات "سلب" لآليات مصنع سكر ملوط بعد اكشاف النفط بالمنطقة، وقال إنه منذ تسلمه لمهامه فى مايو الماضى وجد أن مجموعات بدأت عمليات تنقيب واسعة فى الارضى التابعة لمصنع السكر. وفي ما يتصل بالتحوطات التى وضعتها محافظته لمواجهة المخاطر البيئية أكد طن دينق أنه أجرى اتصالات مع عدد من الخبراء بالدار الاستشارية فى جامعة الخرطوم لإجراء دراسة فى ذات الخصوص, ومن ثم رفعها لقيادات حكومة الجنوب. وفى رده على سؤال حول مدى مساهمة الشركات العاملة فى مجال البترول فى البرامج التنموية وإعمار المناطق المتأثرة بالحرب قال محافظ ملوط إن الشركات لم تسهم فى ذلك, مشيراً إلى أن نصيبها فى هذا "صفر", لكنه عاد ودعا الشركات النفطية والحكومة المركزية لضرورة الالتفات إلى المخاطر التى تتعرض لها المحافظة جراء تلك الممارسات. وقال المحافظ إن قوة من الجيش السودانى مكونة من (3500) من القوات تمركزت فى ملوط ولم تنسحب حسب الخطة التى أقرها مجلس الدفاع المشترك, وهو ما نفته القوات المسلحة على لسان الناطق الرسمى لها العميد د. محمد عثمان الاغبش، وجدد التزام الجيش بخطة الترتيبات الأمنية واتفاقية السلام الشامل. ويرى محافظ ملوط أن حق حماية مناطق البترول شأن يختص بالقوات المشتركة المدمجة وليس من اختصاصات الجيش الشعبى أو القوات المسلحة، مؤكدا أن ذلك حُسم فى اتفاقية نيفاشا. ودعا مؤتمر جوبا حول مستقبل النفط فى السودان الذى عقد مؤخراً بمدينة جوبا الذى تحصلت (السودانى) على نسخة من مقرراته لضرورة الالتزام بالمعايير البيئية فى عمليات استخراج النفط, التشاور مع السلطات المحلية فى عمليات التنمية الاجتماعية بمناطق البترول, مراعاة القوانين الدولية, احترام المجتمعات المحلية وثقافاتها, ممارسة المسؤولية التجارية الدولية, الاستماع للسلطات المحلية والتشاور معها, واستوجب المؤتمر على أن توجه القوانين والسياسات الخاصة بصناعة النفط بعيداً عن السرية، ودعا للمساءلة والشفافية فى إدارة النفط, ودعا الشركات لاستخدام السكان المحليين وتوظيفهم. ضعف الخدمات وكشفت جولة قامت بها (السودانى) بمدينة ملوط عن ضعف الخدمات الصحية ونقص فى الكوادر الطبية وعدم وجود بنية تحتية بالمدينة, فيما لا يزال الطريق من الرنك إلى ملوط وعراً تصعب معه حركة المرور بين المدينتين, ويبلغ عدد سكان المحافظة حوالى أكثر من (35) ألف مواطن، حسب آخر إحصائية أجريت بالمنطقة، بينما أقر المحافظ بزيادات كبيرة فى سكان الإقليم, مع تزايد أعداد العائدين من دول الجوار خاصة دولة إثيوبيا.