|
اسماء الحسينى جزاكى الله الف خير مقال يثير الضجة بعنوان مناقشات مع مبارك الفاضل المهدي (1)
|
عرفت السيد مبارك الفاضل المهدى منذ سنوات ،وكان حين قابلته فى أواخر التسعينات من القرن الماضى شخصية فاعلة ناقذة فى صفوف المعارضة السودانية ،قياديا بارزا بحزب الأمة وأمينا عاما للتجمع السودانى المعارض ،وبعد توقيع إتفاق جيبوتى مع الحكومة السودانية عام 2000 صحبت وفد حزب الأمة العائد إلى الخرطوم برئاسته ،حيث توجهنا إلى أسمرة لإحضار الدكتور عمر نور الدايم رحمه الله .
وعند وصولنا إلى الخرطوم ركبت مع السيد مبارك فى السيارة التى أقلته من المطار حتى مقر حزب الأمة بأم درمان ......يومها كان قياديا واعدا بالحزب الواعد ....وقد اصطفت الملايين من جماهير الحزب على طول جانبى الطريق الطويل مرحبة بعودته وقيادات الحزب فى مشهد أسطورى مؤثر لايزال محفورا فى ذاكرتى .....يومها ظننت أن الثورة المهدية اندلعت من جديد وأنا أرى العمائم والجلابيب الأنصارية البيضاء ورايات حزب الأمة وشعارات الأنصار تبرق وتدوى فى سماء العاصمة المثلثة ....ووقف وقتها السيد مبارك فى العربة المكشوفة يلوح للجماهير الحاشدة ....وبعد ذلك اليوم جرت فى النهر مياه كثيرة.
وقد يختلف الناس حول شخصية السيد مبارك لكنهم قد لايختلفون على قدراته ......وقد فوجئت مثل غيرى بخبر القبض عليه بتهمة الاعداد لانقلاب عسكرى ،وتذكرت وأنا أسمع الخبر بعض الحوارات التى دارت بيننا على مدى مراحل زمنية مختلفة ، وقد سألته يوما حول مايثار بشأن تورطه كوزير للداخلية عام 1989فى قيام حكم الانقاذ،فقال لى :ليس صحيحا فقد نقلت إلى وزارة الداخلية فى فبراير من نفس العام أى قبل أربعة شهور فقط من قيام الانقاذ وكنت قبلها وزيرا للصناعة ثم للاقتصاد والتجارة الخارجية ثم للطاقة،وكان نقلى إلى وزارة الداخلية إدراكا بأن هناك خطر وأن وأن النظام مكشوف ..كانت الأجهزة الأمنية ضعيفة وكانت وزارة الداخلية وتلك الأجهزة محل صراع بين حزبى الأمة والاتحادى الديمقراطى ،وكانا قد حيدا الوزارة لمد سنة وعينا بها اللواء عباس أبو شامة بعد أن ظلت وزارة الداخلية فى يد الاتحاديين منذ عام 1986.
ويضيف مبارك الفاضل : من الأشياء الخطأو الخطيرة أن النظام الديمقراطى لم يرتب الأوضاع الأمنية بما يحمى النظام ،وأنه حل جهاز المخابرات عند قيام الإنتفاضة .
ويوضح : جئت لوزارة الداخلية وأنا أدرك أن الوضع منهار ،وبالطبع كانت إعادة بنائه فى أربعة أشهر غير ممكنة فى ظل وضع إئتلافى فيه شد وجذب بين حزبى الأمة والاتحادى.
ويقول:كنت أدرك أن جوا إنقلابيا أطبق على البلد ،وقبل قيام حكم الانقاذ بأسبوع نبهت إلى ذلك ليس استنادا إلى معلومات وإنما انطلاقا من حس سياسى ،وقلت وقتها إن الأجواء إنقلابية وأن الأمر يحتاج إلى خطوات سياسية تغير المعطيات ...كان تقديرى أنه يجب علينا قلب الطاولة قبل أن تقلب فى وجوهنا .
ويوضح السيد مبارك:من الناحية الموضوعية كان الانقلاب مستبعدا لكن الفكر التآمرى لايستند إلى الموضوعية بل إلى الرغبة فى الاستحواذ ،ومن يسرق السلطة يفعل ذلك لأن لديه برنامج وليس لأنه على حق أو موقفه صحيحا .
ويؤكد :كان بقاء الجيش شبه مستقل وفقا لما منحه له القانون الذى سنه المجلس العسكرى الانتقالى فترة حكم المشير سوار الذهب يشكل نقطة ضعف فى النظام الديمقراطى ،فقد كان للجيش استقلالية وليس لرئيس الوزراء أى سلطة عليه إلا فى إطار رئاسته لهيئة الدفاع الوطنى ،وكان وزير الدفاع مجرد حلقة وصل بين مجلس الوزراء والجيش ،وجميع الصلاحيات فى يد القائد العام للجيش هو الذى يعين ويفصل ويقرر برئاسة مجلس رأس الدولة متخطيا رئاسة الوزراء .
ويقول مبارك الفاضل : إن هذه الصلاحيات لقائد الجيش جعلت الجيش فى وضع شاذ وجعلته جزيرة مستقلة ولاسيطرة عليه من النظام الديمقراطى.
ويضيف: هذا الوضع جعل رئيس الوزراء يتردد فى عمل اجراءات للسيطرة على الجيش ،كما أن النظا م كله كان فى وضع شاذ وضعيف ،لذلك لما أعلن عن انقلاب المايويين برئاسة الشهيد الزبير ذهبت للقائد العام للجيش فتحى محمد على أطلب منه معلومات عن المحاولة الانقلابية ،فرفض بلباقة إعطائى أى معلومات عنها ،وقال لى :استجوبنا البعض وسنطلق سراح بعضهم وسيعتقل آخرون ،ولما كررت الطلب للحصول على معلومات تفصيلية عن المؤامرة ردد نفس الكلام، وشعرت أنه لايريد إعطاء معلومات لسياسى لأن الجيش مستقل.
ويضيف المهدى : ثم جاءت مذكرة الجيش بعد ذلك وكان للصراع الائتلافى دوركبير فى تشجيعها ،وكانت بمثابة انقلاب مع وقف التنفيذ ،وكان يجب بعدها إبعاد كل قادة الجيش الذين شاركوا فيها للسيطرة على الأوضاع.
ويرى أن التركيز على مسئوليته وحده كوزير للداخلية آنذاك فى قيام حكم الانقاذ إبتسار للواقع لأن النظام كله كان مأزوما وليس عنده أجهزة تدافع عنه.ويقول :لذا كان تفكيرى كوزير داخلية السير فى اتجاهين ،الأول بناء جهاز استخبارات وجهاز أمن قوى يستطيع الحصول على المعلومات عن أى مؤامرة تجرى داخل القوات المسلحة ،والثانى تشكيل قوة عسكرية مدرعة من الشرطة لحماية النظام وخلق توازن مع وجود القوات المسلحة فى العاصمة ولابعاد القوات المسلحة عن الأمن الداخلى وإبعاد آلياتها من العاصمة.
ويقول:علمت بعد ذلك أن امرأة أنصارية أبلغت أحد وزراء حزب الأمة قبيل قيام الانقاذ أنها سمعت ترتيبات لتدبير انقلاب فى إحدى معامل السلاح الطبى فى اجتماع ضم الرئيس عمر البشير والسيدين الطيب محمد خير ومحمد الأمين الخليفة ،ونقل وزير الأمة المعلومة لرئيس الوزراء السيد الصادق المهدى الذى طلب إبلاغها لقيادة الجيش لمتابعتها ،وقد قررت قيادة الجيش وقتها أنه لايوجد محاولة إنقلابية لكنها قررت إبعاد الرئيس البشير وقتها مؤقتا لتلقى كورس فى مصر ،وكان مفروضا أن نأخذ وقتها احتياطاتنا ،ولم أبلغ بذلك وقتها.
ويوضح مبارك الفاضل: لقد أدخلنا الإسلاميين للحكومة وقتها كإجراء وقائى حتى يكونوا جزء من المسئولية ويضعوا أيديهم على النار ،ويشهد لهم أنهم كانوا جادين فى العمل ،لكن قيادة الحزب الاتحادى لم تكن راغبة فى ذلك ،وكانت هناك إشكاليات عديدة.
ويضيف :والحقيقة أن الحكومة الائتلافية عانت من أنه كان يعاد النظر فى قراراتها فى خارج إطار مجلس الوزراء ،وكانت المشاكسات الحزبية تعلو أحيانا على المصلحة العامة ،ولعبت أجهزة استخبارات وأموال كثيرة دورا فى تخريب الديمقراطية وساهمت فى ضرب الحكم وجعلت من السودان معتركا استخدمت فيه صحف وأقلام وسياسيون لتسوية حسابات.
ويؤكد :كانت إخفاقات الجيش نتيجة التقاعس فى الآداء وليس بسبب السلاح ولكن مذكرة الجيش جعلت النظام الشماعة التى يعلق عليها إخفاقاته ،رغم أننى كنت وقت تقديم المذكرة على رأس وفد عسكرى فى الصين لتوقيع صفقة سلاح قيمتها 60 مليون دولار كنت وقتها وزيرا للاقتصاد ،كما قدمت ليبيا وقتها 500 مليون دولار كطائرا ت ميج وأنتينوف كما قدم العراق مختلف أنواع الأسلحة .
آخر الكلام:
يقول الشاعر الفلسطينى محمود درويش فى قصيدته "أمل":
مازال فى صحونكم بقية من العسل
ردوا الذباب عن صحونكم
لتحفظوا العسل
مازال فى كرومكم عناقيد من عنب
ردوا بنات آوى
ياحارسى الكروم
لينضج العنب...
مازال فى بيوتكم حصيرة ...وباب
سدوا طريق الريح
عن صغاركم
ليرقد الأطفال
الريح برد قارس...
فلتغلقوا الأبواب...
مازال فى قلوبكم دماء
لاتسفحوها أيها الآباء...
فإن فى أحشائكم جنين...
مازال فى موقدكم حطب
وقهوة ... وحزمة من اللهب
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اسماء الحسينى جزاكى الله الف خير مقال يثير الضجة بعنوان مناقشات مع مبارك الفاضل المهدي (1) (Re: تاج السر حسن)
|
العم تاج السر حسن الاستاذة اسماء الحسينى صديقة لكل السودانين وانها سودانية بالانتساب وحبها لكل شخصية سودانية غيورة ولاتخاف فى الحق لؤمة لائم احترمها واقدرها فى شجاعتها وطرحها لاسئلتها عندما كان السيد مبارك ياتى لزيارة القاهرة تكون اولى الذين يحرصون لسماع افادت منه ولقد حضرت مع السيد مبارك اكثر من لقاء اجرتة الاستاذة اسماء معة وكانت تساله اسئلة ساخنة وكان يجيبها بكل صراحة
Quote: حذرتها من الكتابه عن السيد مبارك الفاضل لأنها لو انتقدته اغضبت من هم على حال الأبن الصغير محمد عادل "كبارا وصغارا |
والله ياعم تاج السر انا شخصية ماعندى اى مانع ومستعد اسمع اى كلام ينتقد فيه سياسات المناضل مبارك المهدى ولكن باحترام وادب ويكون نقاش موضوعى وليس بيزنطى
Quote: ولو تحدثت عنه بخير أغضبت الشعب السودانى كله!! |
فالحقيقة الشعب السودانى يعرف نضال السيد مبارك الا تكون قاد الحاكمين الشعب السودانى ذى مابقول صلاح غريبة حزب كل السودانين الاوهو حزب المؤتمر الماوطنى سارق الحكم الان هذا المقال اغضب معظم قيادات المؤتمر الوطنى هنا والله السيد مبارك هو ابن السودان وحفيد المهدى وحفيد جبل القمة (جبل الموية)
| |
|
|
|
|
|
|
|