|
ديمقراطية . . شذر . .مذر
|
لكل منا تأريخه الخاص فللبعض تاريخه الرياضي ولغيرهم تاريخهم الثقافي , الإجتماعي , السياسي , النضالي , إلخ , أما أنا فلي تأريخ لغوي فهناك كلمات مرت علي وإستقرت في وجداني اللغوي من تلك الكلمات (شذر مذر) , (شغف) , (إبان) وغيرها من كلمات فإبان تحديدا" مرتبطة لدي بتاريخ لغوي قريب وهي مربوطة لدي بكلمة الإنتخابات (إبان الإنتخابات!!) ولا أدري من ربطهم هكذا بذاكرتي اللغوية وشغف مثلا" مربوطة عندي بالمسلسلات والأفلام ــ غير السودانية ــ أما شذر مذر فمربوطة عندي ــ لا ادري لماذا ــ بالديمقراطية ولتأمين وضعي القانوني أقر بأني أقصد عموم الديمقراطية السودانية دون تحديد حقبة محددة (هذا لأترك ثغرة لمحاميي إن إحتاج الأمر وظهر متهور وزج بي فيما لا تحمد عقباه من إجراءات) ولكن لا مانع من ذكر نموذج لإحدى تلك الديمقراطيات الشعبية وهي ديمقراطية الكوتش ) والكوتش هذا لا نعرف له إسما" إلا الكوتش عدا خيال طفولي سماه حينا" (هاشم ) وحينا" (قاسم ) وحينا" (الخير ) ولكننا نعلم فقط أنه الكوتش مدرب التيم ومالك الكرة والفنايل المصبغة بصبغة أرادها الكوتش زرقاء فجاءت مبرقعة كزي شرطة الإحتياطي المركزي الحالي والكوتش ذلك كان (حقارا" ) إتضح لاحقا" أنها مرادف لــدكتاتورا" وكنا نطيعة طاعة عمياء كرها" وطوعا" وحبا" في الإستفادة من كرته وفنائلة المبرقعة / الزرقاء ونتحمل عنه كل الهزائم التي كنا نمنى بها فلم يكن بيننا من( شاكال) والتي تعني لاحقا" (معارض) إلا (علي دج) وعلي دج هذا لم يكن أساسيا" في الفريق ولكنه كان أكثر حبا" للكرة وغاسل الفنايل وحافظ الكرة ونافخها وأكثرنا معارضة لآراء الكوتش الذي كان يكرهه ولا يستطيع أن يبقى دونه فهو مخطط الملعب وجامع رماده وناثره في الخط وغسال ومكوجي التيم إلخ, حتى كان يوما" إجتمع فيه الكوتش معنا" بعد أن عاقب (علي دج) بالجري حول الملعب ثلاثين مرة !!! وحتى لحظتها لا نعلم سببها لا نحن ولا على دج ولا الكوتش نفسه وجاهر الكوتش في ذلك الإجتماع بأنه يريد إشاعة الديمقراطية ــ هكذا قالها لنا نحن الأطفال ــ ثم شرحها بأنه يريدنا أن نساهم في إختيار الكابتن من بيننا بإقتراع سري ــ إن كنت أذكر ــ دون تدخل منه وذلك لإختيار كابتنا" مهذبا" مطيعا" مواظبا" كـ (فيصل ) ثيردباك الفريق وليس مشاغبا" غير مهذب مناكف كـ (علي دج ) فتنافس علي دج وفيصل على الكابتنية وفاز بها فيصل بإجماع عدا صوتا" واحدا" إختار علي وهو صوت إستبعده الكوتش ــ لا ندري لماذا ؟ ــ وبسببه ظل علي يجري 30 مرة حول الملعب لمدة أسبوع !!! ثم فارق بعدها التيم وتفرغ لإعداد الفتة مساءا" من دكان( الحويج) فتة لا تسمن ولا تغني من جوع , ذات مذاق سالب وفائدة غير مرجوة ولكننا كنا نقبلها على مضض لتعودنا الخضوع ولان مساهماتنا فيها لم تكن لتصنع أفضل من ذلك فكانت فتة (على ) شذر مذر كديمقراطية الكوتش الفاسدة . . . [B]ملحوظة : لا أدري لماذا كل ما حاولت مراقبة ديمقراطيتنا تذكرت ديمقراطية الكوتش وفتة علي دج ؟!!! لا أدري .
|
|
|
|
|
|