مكالمة هاتفية مثيرة مع سمية هباني .. حرم مبارك المهدي الموجودة بلندن أنا عائدة .. خلال «5» أيام وأولادي وصلوا للخرطوم قبلي طبعا انزعجـــنا .. بل واستغربنا .. ويوســـف ولدي هو الذي بلغــــني بالخبر سامية اتصلت بي من مكتبها .. ثم من بيتي في نفس يوم الاعتقال نعم .. د. غازي صلاح الدين تحدث معي .. وكلامه كله كان «تطمينات»
* السياسة في بلادنا ، شيء مختلف جدا .. ذو نكهة خاصة . تداخل اجتماعي رهيب .. * ولكنك تندهش .. إن اكتشفت أن في البيت الواحد حاكم .. ومعارض..!. يتناقشان بحدة شديدة.. وبعد قليل .. الأم تجيب صينية «الغداء» ليأكلا معاً.. وسرايرهما .. ملصقة .. جنب بعض ..!. * اللاعبون الأساسيون في السودان الآن .. تربط بينهم علاقات اجتماعية متينة جداً: فأولاد مبارك المهدي وأولاد علي عثمان محمد طه .. أولاد خالات ..!. والترابي متزوج من وصال المهدي .. شقيقة الصادق المهدي ، وابنة عم مبارك المهدي ..!. * إذن الحكومـــــة والمعارضة، في السودان .. هي أسرة واحدة .. لذلك فإن الصحيح هو ما يردده كثير من السياسيين .. ببيت الشعر الحزين : إذا احتربت يوماً ، فسالت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها * كل هذا سيستبين من خلال الحوار الهاتفي الذي أجريناه مع السيدة سمية هباني .. حرم السيد مبارك الفاضل .. والموجودة هذه الأيام بلندن .. مع ابنتها الدكتورة حباب والتي تعمل هناك.
** كيف عرفتي بخبر الاعتقال؟!. * بلغني بالخبر ابننا يوسف وذلك في صبيحة نفس يوم الاعتقال، وقد كان ذلك في حوالي الساعة الثامنة صباحاً .. أي العاشرة صباحاً بتوقيت لندن.
الانزعاج ** انزعجتِ شديد .. اليس كذلك؟!. * طبعاً .. انزعجت جداً .. الحكاية كانت بالنسبة لي مفاجأة .. مفاجأة كبيرة .. لم أتصور أن يحدث مثل ذلك .. ومصدر استغرابي ان الحديث الآن كله حول مرحلة جديدة من الحريات والدستور والقانون .. أنا لم اتصور الاعتقال ، مطلقاً .. ولم اتصور أن يتم الاعتقال بهذه الطريقة. كان بالامكان استدعاء السيد مبارك إلى مكاتب الأمن .. الآن اصبح هناك مبرر عند الناس ، إن الانقاذ قد ترجع للوراء ، وتتعامل مع خصومها بالصورة التي بدأت بها.
ثاني المتصلين ** من هو ثاني شخص اتصل بك من السودان ، بعد ابنك يوسف؟!. * أختي سامية هباني .. فقد سارعت واتصلت بي ، وهي في مكتبها .. اتصلت ، بي صباح نفس يوم الاعتقال..
** انها الأخوة .. يا سمية .. لازم تشفق عليك ؟!. * طبعا .. طبعا .. أكيد..
** قالت ليك شنو؟!. * كانت تطمئنني .. حتى لا انزعج مما حدث.. هي نفسها كانت منزعجة جداً .. ثم اتصلت بي من منزلنا ، في العمارات .. حيث اعطتني بنتنا «الشغالة» الاثيوبية . لقد كنت قلقة جداً ومنزعجة على بنتنا الشغالة .. لقد اطمأنيت عليها.
غازي صلاح الدين ** هل تحدث د. غازي صلاح الدين معك ؟!. * نعم ، اتصل بي د. غازي صلاح الدين ، مساء نفس يوم الاعتقال .
** ماذا دار بينكما؟! * أيضا طمأنني
شخصية مبارك ** هل مبارك عدواني .. وبينك وبينه رحلة عمر؟! * أبداً .. أبداً .. مبارك عقلاني جداً.. وهو سياسي جاد وحاسم . وتاريخه السياسي يدل على ذلك .. فهو رجل مصالحات واتفاقات.. وقد عاد للسودان في اطار وفاق ومصالحة.. حقيقة أنا «منذهلة» من الاتهام الذي رموه به .. اتهام لا يصدقه أحد.
التصالح والوضوح ** هل هو أحمق؟!. * لا .. على العكس .. فهو حكيم جداً.. يحسب خطواته باتقان شديد.. شخصيته قائمة على التصالح مع النفس .. والوضوح مع الآخر .. يؤمن بالديمقراطية . الرأي والرأي الآخر .. والحل السياسي والسلام.. لديه مقدرة كبيرة على اتخاذ القرار.
** ولكنه .. غير ديمقراطي؟!. * هذا أيضاً غير صحيح .. فهو رجل ليبرالي جداً .. يؤمن بالديمقراطية ولا يعيب الإنسان كون أنه شديد التمسك بقناعاته .. هو دائماً ما يحاول ، بل ويبذل مجهوداً كبيراً في اقناع الآخر وطبعاً دا اسلوب مقبول ومنطقي .. وهو ايضاً يلتزم بما يراه صحيحاً .. وقد كان موقفه في التجمع واضحاً .. وكذلك موقفه بعد ان عاد حزب الأمة إلى السودان.
** هل من الممكن ان يلجأ للعنف في مواجهة خصومه السياسيين.. بصراحة كدا .. ارجوك ، لاتدافعي عنه ، لأنه زوجك ؟!. * إن كنت تشير للاتهام الذي وجهه جهاز الأمن في مواجهة سيد مبارك .. فهو اتهام يفتقد للأدلة والبراهين المنطقية والمقنعة. أما عن سؤالك حول اسلوب مبارك في العمل السياسي فإن مبارك ملتزم بخط حزبه ومؤسساته.
الأولاد ** نرجع لـ« الانسانيات» مرة أخرى.. هل الأولاد معك في لندن؟!. * لا .. معي ابنتي الدكتورة حباب.. ابوبكر عاد للخرطوم قبل 3 أيام من الاعتقال.. أما صلاح فقد وصل للخرطوم في نفس يوم الاعتقال.
** أكيد تحدث معك الأهل من الخرطوم والنيل الأبيض؟!. * لم يصمت الهاتف لحظة .. الأهل كانوا يتصلون باستمرار .. اخوان مبارك، هنا في لندن كانوا ولازالوا معي باستمرار ، والاتصالات من السودان كانت شيء كثير جداً ،وكذلك من امريكا واوربا واستراليا ، وغيرها.. منهم من يتصل «مكفراً» .. ومنهم من يتصل «مستنكراً»
يوم 15 ** هل فكرتِ في العودة؟!. * أصلاً كان من المرسوم أن يكون مبارك معنا في حدود يوم 15 من هذا الشهر هذا هو الاتفاق بيننا . على أساس أن نبقى في لندن لنحو 7 أو 10 أيام .. أنا الآن مع ابنتي بلندن .. وهي دكتورة، تعمل هنا بالمملكة المتحدة.
الرجوع ** حاترجعي متين ؟!. خلال «5» أيام .. إن شاء الله .. مخططين نرجع خلال أيام.
تطمين ** أنا عاوز اطمئنك .. فقبل ايام اجريت حواراً مع نائب مدير الامن اللواء محمد عطا .. وقد ذكر لي ان الموضوع حايمشي للقضاء .. وان دور الأمن سينتهي بتسليم الملف لـ« النيابة». * شكراً ليك ..
** أرجو ألا تنزعجوا ؟! * لا .. مافي ازعاج . وإنما استغراب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Faisal Al Zubeir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست