|  | 
  |  من عيون الشعر العربى |  | وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ
 
 وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ
 
 رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
 
 تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
 
 وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ
 
 يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ
 
 وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
 
 يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ
 
 وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ
 
 عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ
 
 وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ
 
 إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ
 
 وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ
 
 وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ
 
 وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ
 
 يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ
 
 وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ
 
 يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ
 
 وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ
 
 يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ
 
 وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ
 
 وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ
 
 وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ
 
 وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ
 
 وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ
 
 زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ
 
 لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ
 
 فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ
 
 وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ
 
 وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ
 
 سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ
 
 وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ
 
 
 من روائع زهير بن أبي سلمى
 
 |  |  
  |     |  |  |  |