|
العلاقة بين الحبشة والعرب :الطيبي-عجب الفيا-سبيل-فرانكلي-(بشاشا رغم أنفه)
|
Quote: العلاقات بين الجزيرة العربية والحبشة قبل الإسلام
الحلقة الأولى
بقلم / أمين توفيق الطيبي
· أستاذ جامعي فلسطيني في أكسفورد
· إعداد متكل أبيت نالاي
ان البلاد المعروفة اليوم باسم اثيوبيا لم تعرف عند العرب قبل الإسلام وبعده بغير اسم الحبشة ومن التسمية العربية أخذ الأوروبيون تسميتهم للبلاد Abyssinia .
والتسمية الحبشة نسنة إلى قبيلة ( حبشت ) التي قدمت من اليمن ( مهرة بحضرموت أو تهامة اليمن ) واستقرت في الألف الأول قبل الميلاد في مرتفعات اريتريا ومقاطعة تجراي – Tigrai بشمال هضبة الحبشة واشتهرت من ممالكها مملكة أكسوم منذ القرن الأول الميلادي .
وفي العصر الحديث ، وإلى عهد قريب استعمل الكتاب والرحالة الأوروبيون إما الحبشة وإما أثيوبيا عند الحديث عن أثيوبيا ونزع الكتاب باللغة الرومانسية ( المشتقة من اللاتينية ) إلى استعمال أثيوبيا بينما نزع الكتاب باللغة الانكليزية إلى استعمال الحبشة Abyssinia اسماً للبلاد .
عناصر السكان
الحبشة بلاد متعددة الأجناس والثقافات واللغات وقد أصاب المستشرق الايطالي كونتي روسيني إذ وصفها بأنها ( متحف شعوب ) ويمكن القول إجمالا ان الجنس الغالب في الحبشة شبيه عرقياً بسكان جنوب الجزيرة العربية وليس ذلك بالأمر الغريب إذ ان الهجرات من اليمن وحضرموت إلى الحبشة تواصلت منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد ، ان لم يكن قبل ذلك التاريخ . واختلط الوافدون بسكان البلاد الأصليين ( الأجاو( (Agaw) وتزاوجوا ونقلوا إليهم لغتهم وثقافتهم .
وأكثر اجزاء الحبشة اصطباغاً بالسامية الجزء الشمالي ( اريتريا وتجراي ) أي الرقعة التي قامت فيها مملكة أكسوم منذ القرن الأول الميلادي .
والسكان الأصليون بالحبشة حاميون ، ويعرفون بالكوشيين بحيث يمكن وصف الأحباش بأنهم كوشيون اصطبغوا بالصبغة السامية ومن المتفق عليه إجمالا بين علماء الأجناس البشرية ان مهد الحاميين آسيا، ولعله بالتحديد جنوب الجزيرة العربية وينبغي النظر إلى ان الجنسين الحامي والسامي تطورا من أصل واحد ،كما تدل على ذلك صفاتهما المشتركة ثقافياً، وتقارب لغاتهما فضلاً عن وضوح صلاتهما فيزيولوجياً .
ان بني عامر أكبر المجموعات القبلية في إريتريا ينتمون إلى أصول عربية ، وكذلك الحال بالنسبة إلى قبائل عفر ( الدناقل ) و ساهو القاطنة في شرق الحبشة حتى ساحل البحر الأحمر ، فانها ترجع أصولها إلى الحجاز واليمن وحضرموت .
اللغات
من بين المساهمات الكثيرة التي قدمها لإفريقيا المهاجرون الوافدون من اليمن لغة سبأ التي عرفت في الحبشة باسم جعيز Geez ، نسبة إلى القبيلة اليمنية التي كانت تتخاطب بها .
ويبدو ان عمر الجعيز كلغة تخاطب كان قصيراً نسبياً ، إذ اختفت كلغة حية في حدود 1000م . وكما حصل للغة اللاتينية في أوروبا ، فان الجعيز بقيت لغة الأدب والطقوس الدينية في الحبشة إلى يومنا هذا و الجعيز أم اللغات الرئيسية الثلاث التي يتخاطب بها اليوم في الحبشة وإريتريا ، وهي التجرينية ، والتجرية ، والامحرية .
أما التجرينية فهي لغة التخاطب في مقاطعة تجراي مملكة أكسوم القديمة ويمكن لذلك اعتبارها الوارث المباشر للجعيز وسمى الناطقون بالتجرينية لغتهم حبشة Habesha أي اللغة الحبشة دون سواها .
وأما التجرية Tigre وتعرف في مقاطعة كسلا بالسودان باسم لغة البني عامر نسبة للأغلبية المتحدثين بها فهي لغة التخاطب بين سكان المنخفضات في شرق اريتريا ، وفي سهولها الشمالية والغربية وكذلك بين قبائل بني عامر والحباب والسمهر والماريا والمنسع . واللغة التجرية غير مكتوبة ، وهي آخذة في التقهقر أمام انتشار اللغة العربية .
واللغة الأمحرية نسبة إلى مقاطعة أمحرة هي لغة معظم سكان الهضبة الوسطى . وعرفت منذ زمن بعيد بلسان النجاشي إذ كانت لغة البلاط.ومع ان الأمحرية تشتمل على مفردات كوشية كثيرة ،فان أساسها يبقى سامياً. |
http://farajat.com/minbarhur/minbar2007/Matkaabyet_24_6_07.htm
|
|
|
|
|
|