|
|
 أن الأوان لتغيــر إســرائيل إستراتيجيتهـا فى حربهـا مع العـرب.
|
أن الأوان لتغيــر إســرائيل إستراتيجيتهـا فى حربهـا مع العـرب، وكذلك العرب، قـد أن لهـم أن يفتحـوا أعينهـم على الواقـع الجديـد، وأن يعيـدوا قراءة تأريخ حربهـم مع إسـرائيل.
وممـا لا شك فيـه، فإن إسـرئيل ظلت تتكسب سياسيـا من أخطـاء العرب منذ ستين عامـا..
ومع الأسف، فإن العرب حتى اليوم لم يستفيـدوا من أخطائهـم تلك.. بل حتى انهم لم يعترفـوا بهـا على مسـوى الحكومات.. ولقـد كانت أخطاء متسلسلـة.. بدأت برفض التقسيـم عام 1948، الذى أعطى للفلسطينيين كل القدس والضفـة والقطـاع.. بل أكثـر.. ولقـد فطن الإسـرائليون لعقليـة الزعمـاء العرب الأرنبيـة، فما أن يصـدر قرار من الأمم المتحـدة، حتى تبادر إسـرائيل بقبولـه، لعلمهـا أن العرب سـوف يرفضونـه.. وهـذا ما كان يحدث دائمـا، حتى ترسـخ عند الرأى العام العالمى، أن العرب لا هدف لهـم، ولا يحبون السلام أو حل المشكلـة.. وأنهـم متخلفون، لا يفكرون لأنفسهـم، بل يتبعـون كل من يدغدغ عواطفهـم مثل الإتحـاد السـوفيتى..
وهنـا بدأت الهجمـة المرتـدة لإسـرائيل! فما أن يصـدر قرار من الأمم المتحـدة، حتى يجد رفضـا فوريا من إسـرائيل.. وتحدى سـافـر للهيئـة الأمميـة، لعلمهـا أن تخلف العرب وجهلـم وعدائيتهـم قـد سـارت بهـا الركبان، فلا أحـد يستطيـع الأن تغييـر الرأى العام العالمى..
هـذا هـو الوضـع السـائـد لدى الطرفين حتى الأن.
أما الأن، فإن رمال الصحـراء العربيـة بدأت تموج، وتميـد الأرض السياسيـة تحتهـا.. ولا يمكن لإسـرئيل أن تستثمـر حماقات الزعمـاء العرب الماضيـة، أو حتى الحاضـرة، الى ما لا نهايـة.. فقـد نشـأ جيل عالمى جـديـد، يتلقى المعلومـات من كل الإتجاهـات.. ولا يرضى أن يكون أسيـرا لمفاهيـم لم يشـارك فى صنعهـا.. حتى داخل إسـرائيل بدأ هـذا التيـار يتبلور.. وعلى إسـرائيل الأن أن تصمم خطـة الإنسحـاب من هـذه الإستراتيجيـة الكلاسيكيـة التى عفـا عليهـا الزمن قبل فوات الأوان.. إستراتيجيـة الإعتماد على الرأى العام العالمى الذى كان مقتنعـا حتى الأمس، أن العرب يريدون أن يرموا إسـرائيل فى البحـر، وأن اليهـود لا وطن لهـم فى فلسطين.
كما أن على العرب، أن يستعـدوا لحل قاسـى لمشكلـة القدس.. وأن يصلوا لحل مع اليهـود، يسمـح لهـم ببنـاء الهيكل تحت المسجـد الأقصى أو أى مكان يرونـه، على أن لا تمس إنشـاءات المسجـد الأقصى أو قبـة الصخـرة.. ولا فرق بين العبادة فى مكانين متجاورين رأسيـا، وبين العبادة فى مكانين متجاورين أفقيـا، كما هـو قائـم الأن فى حائط المبكى، وليعلمـوا أن أرواح الاف الفلسطينيين التى تزهق أكرم وأقيـم عند الله حتى من أحجار الكعبـة، حسب ما ورد فى الحديث النبوى.. ولقـد رجع المسلمون دون فتح مكـة، مهزومون ظاهـراً، حتى تحقن دماء المسلمين وكذلك دمـاء أهل مكة، وعندمـا صـار ممكنـا فتحهـا دون إراقـة دمـاء، تم ذلك.
المسـؤوليـة اليوم تقع على الجانبين، يجب أن ينتهى الإستخفاف بالعرب والتعويل على الإعلام العالمى لتشويه سمعتهـم عند الرأى العام من أجل إستمرار الوضع القائـم.. فإن ذلك الإعلام لم يعـد يملك تلك السطوة التى كان يملكهـا قبل عشرة أعـوام..
وفى الجانب الأخـر، فإن على العرب أن يصحوا على حقيقـة أنهـم لابد أن يقبلوا العيش مع الإسـرائليين جنبا الى جيب، وإن اليهـود لهم حقوق تأريخيـة فى المنطقـة، ولهـم تطلعاتهـم كشعب وكقوميـة يجب أن تحترم، تماما كما نطالبهـم بإحترام حقوق الفلسطينيين فى دولـة فلسطين وحكمهـم أنفسهـم بأنفسهـم.
|
|
 
|
|
|
|
Abureesh
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست