رجع كعادته إلى المنزل في وقت متأخر من الليل، و ظلت زوجته كعادتها ساهرة تنتظر قدومه ، إلا أنها هذه المرة قررت أن تجعل حداً لهذا الاستخفاف واللا مبالاة وعدم المسؤولية وعدم تقديره لها وهي لم تقصر في حقه كما أنها تقوم بواجبه وواجب أولادهما خير قيام بلا كلل ولا ملل. نفد صبرها بعد أن يئست من معالجته وقد أعياها السهر وأضناها التعب.
لم تخف غضبها وابتدرته بقولها أما آن لك أن تتوب إلى الله وتعود إلى رشدك، وقد تجاوزت الخمسين عاماً، وكبر أولادك، ألا تراعي مشاعرهم ؟ ألا تود أن تكون لهم قدوة صالحة؟ فما كان منه إلا أن انهال عليها ضرباً ولكماً وشتماً، ولم يكتف بهذا فقذف بها خارج الدار صائحا فيها أنت طالق أنت طالق أنت طالق.
هدأ قليلاً وأدرك أن الفأس وقعت في الرأس ، احتار ماذا يفعل في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟ وقد غادرت زوجته المنزل وتركته وصغاره الذين أفزعهم صراخه . هداه تفكيره إلى الذهاب إلى جده الطاعن في السن، ذهب إليه وطرق باب منزله، فجاءه صوته هادئاً من الطارق؟ فرد عليه فلان، فقال له: " إن شاء الله خير ياولدي"، فصمت ولم يجب ، فانزعج جده ووخاطبه قائلاً: " يا ولدي الحاصل شنو؟" فقال له: جئت إلى البيت متأخراً وتشاجرت مع أم العيال فضربتها وطلقتها. فقال الجد " وكت عملت دا كلو جاييني ليه؟ فقال له: "أنا ما جيتك عشان تعمل ليّ حاجة بس عندي سؤال واحد دايرك تجاوبني عليه"، فقال له: تفضل يا ولدي فقال أنا بس داير أعرف ياجدي إنتو بشر ولاّ ملائكة ؟ كيف صبرتم على النسوان ديل طول عمركم دا؟" فضحك جده وقال: " شوف يا ولدي كان قلت ليك في راجل مرتاح مع زوجته 100% أكون كضبت عليك، وما في بيت ما فيهو مشكلة، لكن يا ولدي بس نحنا فايتنكم بالصبروما بنخلي مشاكلنا تكبر وتطلع وبنكتمها وبنحلها بحكمة .فهم الزوج الدرس ولكن بعد فوات الأوان ورجع إلى بيته وهو يردد في نفسه "ما في راجل مرتاح مع زوجته ولكن نحنا فايتنكم بالصبر".
07-01-2007, 03:20 PM
إسحاق بله الأمين
إسحاق بله الأمين
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1371
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة