|
تأجيل مفاجئ لزيارة ديبي وتضارب في أسبابه
|
قطعت الحكومة السودانية مباحثاتها مع الوفد التشادي برئاسة وزير الدولة بوزارة البنى التحتية، بسبب إرجاء الرئيس التشادي إدريس ديبي زيارته إلى السودان بصورة مفاجئة، التي تضاربت المبررات بشأنها بين الجانبين، وفيما أكدت الخارجية السودانية أنها تلقت صباح أمس اعتذاراً رسمياً عن زيارته بسبب حالته المرضية التي حالت دون الخطوة خلافاً لما ساقته مصادر بالقصر الجمهوري بأن الحكومة طلبت ذلك لوفاة "أحد قياداتها- مستشار رئيس الجمهورية المرحوم د. مجذوب الخليفة"، غير أن وزير الخارجية أكد لـ(السوداني) أن الحكومة السودانية أعدت برامج للرئيس التشادي يضطره للمكوث بالسودان لمدة ثلاثة أيام، في حين أن لديه ارتباطات خاصة وأنه حضر لتوه أمس الأول من زيارة لجنوب تشاد، ويتجه غداً إلى بنين ومن ثم يتجه إلى أكرا لحضور القمة الأفريقية، وأن ديبي قرر تأجيل زيارته إلى حين انفضاض الاجتماع المقرر ليوم واحد، وأشارت مصادر أخرى -فضلت حجب اسمها- إلى أن الحكومة السودانية تشكك في مصداقية ما ساقه الرئيس، وكشفت عن أنه تلقى اتصالاً من مستشاريه يحفزه على التأجيل بحسبان أن زيارته إلى الخرطوم حالياً تقلل من ضغطها على المعارضة التشادية للتوصل إلى نقاط التقاء على المائدة.
وعلى الصعيد نفسه أكد زعيم المعارضة التشادية د. حسن جنيد رئيس الوفاق الوطني التشادي لـ(السوداني)، أن المفاوضات تسير بصورة جيدة وأزاح النقاب عن الموقف التفاوضي بصورة عامة، مبرزاً مطالبهم إلى جانب وجهة نظر الحكومة التشادية. وأبلغ الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية بأن وزارته تلقت صباح الأمس اتصالاً هاتفياً بنقل اعتذار الرئيس ديبي لأسباب مرضية. وأكد أن المباحثات رفعت بصورة تلقائية وأن الوفد طوال يوم أمس لم يدر أي مناقشات مع الحكومة، في حين أكد أحمد علامي أن الوفد أكمل مهامه في الخرطوم وهيأ الأمر إلى حين زيارة ديبي المرتقبة والمقررة بعد قمة أكرا، وقال "كل الأشياء أصبحت جاهزة لزيارة ديبي". وأكد آدم يونوسمى لـ(السوداني) نفس المبررات التي أبزرها أحمد علامي.
ونفى مسؤول الإعلام العربي في القصر الرئاسي بانجمينا جبريل محمد آدم وجود ضغوط ليبية على بلاده بتأجيل زيارة رئيس بلاده إلى الخرطوم، وقال "لا تستطيع طرابلس الإملاء بأن نقيم علاقات مع أي جهة". ورداً على سؤال إن كان إبعاد القنصل الليبي من الخرطوم قبل يومين ذا علاقة بتأجيل الزيارة، أجاب "نحن لا نتدخل في شؤون البلدين سوى أننا يمكن أن نتوسط بينهما إذا شابها أي شائب أو توتر، مثل ما فعلت ليبيا بين الخرطوم وانجمينا في وقت مضى"، معتبراً أن العلاقة بين الدول الثلاث المتجاورة تشهد تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة.
وعلى صعيد ذي صلة كشف رئيس الوفاق الوطني التشادي د. الجنيد عن أن المعارضة تتمسك بمشاركة المعارضة الداخلية في تشاد ومنظمات المجتمع المدني وقيام حكومة وحدة وطنية، إلى جانب تعديل عدد من مواد الدستور لإتاحة العمل الديمقراطي، مؤكداً أن الحكومة التشادية لا تمانع في منح المعارضة منصب رئيس الوزراء، لكنها تتمسك بعدم تعديل المادة في الدستور التي تمنح الرئيس صلاحيات إقالة أو تعيين الوزراء، وأبرز مطالبة الحكومة التشادية بوقف إطلاق النار، فيما لم تحدد المعارضة بعد موقفاً من الخطوة.
السوداني
|
|
|
|
|
|