تفاصيل اللحظات الأخيرة لرحيل د. مجذوب النوم غالب السائق .. ود.مجذوب أصر على السفر ليلاً ...!!

Quote: تفاصيل اللحظات الأخيرة لرحيل د. مجذوب النوم غالب السائق .. والخليف أصر على السفر ليلاً ...!! الخرطوم: أمير عبد الماجد - الصحافة *علي المستويات كلها بدأ طريق التحدي أمس ... امام تحد جديد والبصات القديمة والجديدة واللواري والبكاسي والسيارات الرسمية والشعبية تسعي علي الاسفلت الضيق متجهة صوب طيبة الخواض بعد ان فجعت البلاد برحيل الدكتور مجذوب الخليفة احمد احد ابرز قيادات الانقاذ والرجل الممسك بملف دارفور اثر حادث حركة مؤسف على طريق الخرطوم- شندي صباح امس. *الحادث الذي ادي لوفاة د.مجذوب الخليفة وشقيقه الاكبر الخواض الخليفة الذي شغل في وقت سابق منصب المنسق المقيم لبعثة الحج السودانية بالمملكة العربية السعودية وقع علي طريق الخرطوم - شندي وتحديدا في منطقة البكاش بين الواحدة والنصف والثانية صباحا . وقالت مصادر طبية امس إن روح الدكتور مجذوب فاضت عقب الحادث مباشرة بينما توفي شقيقه بعد ساعات من وقوع الحادث. * اللواء احمد التهامي مدير الادارة العامة للمرور اكد لي ظهر امس عبر الهاتف وكان عائدا للتو من ولاية نهر النيل ان الحادث وقع بعد ان غادر اطار السيارة الامامي ، وهي من نوع نيسان، الاسفلت لمسافة حوالي مائة متر، واصيب بعطب قبل ان تعود مرة اخري للاسفلت، واضاف «بعدها اصيب الاطار الشمالي ايضا بعطب ومع اندفاع السيارة حاول السائق النزول عن الطريق فضغط علي مكابح السيارة مما ادي لفقدانه السيطرة عليها فانقلبت ثلاث مرات » ، وتابع اللواء احمد امام « واضح لدينا ان النوم غالب سائق سيارة د. مجذوب التي كانت تقل الي جانبه وشقيقه الخواض سبعة اشخاص آخرين جميعهم نجوا من الحادث بمن فيهم سائق السيارة »، وقال « ان السيارة وهي من نوع نيسان باترول قد تعرضت لتلف شديد » ، واضاف « لا وجود لدماء في السيارة ، مايشير الي ان الاصابات غالبا كنت عبارة عن نزيف داخلي ». * د.مجذوب الخليفة المولود في العام 1952م بمدينة شندي ولاية نهر النيل حاصل علي درجة البكالريوس في الجراحة من كلية الطب جامعة الخرطوم اضافة الي درجة الماجستير في الأمراض الجلدية والتناسلية من جامعة عين شمس في مصر عام 1987م ، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية قبل ان يتولي العمل كوزير دولة بوزارة العمل ثم وزيرا للدولة بوزارة التخطيط الاجتماعي وواليا لولاية الخرطوم في الفترة من 96حتي 2001م.ثم وزيرا لوزارة الزراعة والغابات و في 20/9/2005م تم تعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية والممسك بملف التفاوض في دارفورحتي وفاته امس. * مصادر مقربة من د. مجذوب الخليفة اكدت لي أمس انه اصر علي مغادرة الخرطوم والسفر ليلا لاداء واجب العزاء في عمه . وطلب ان يغادر مساء حتي لايعطل دولاب العمل وحتي ينجز المهام الموكلة اليه كلها وقضي يومه في التحضير لزيارة الرئيس التشادي التي كان من المفترض ان تتم اليوم وتم تأجيلها لوقت لاحق، فالدكتور الراحل احد اهم اعمدة اية مفاوضات او تفاهمات يجري الترتيب لها في ملف دارفور وملف العلاقات السودانية التشادية ... سيارة الدكتور ومرافقيه تحركت من الخرطوم حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف مساء ...ووقع الحادث بين الساعة الواحدة والنصف والثانية صباح الاربعاء بمنطقة البكاش. * كان من المفترض ان يغادر د.مجذوب الخليفة الخرطوم الي بورتسودان خلال الايام الماضية لحضور ورشة دعا لها ببورتسودان بمشاركة الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي لمناقشة ماينبغي عمله لدعم سلام دارفور في الفترة القادمة، لكن الاعلان عن قرب موعد وصول الرئيس ادريس دعاه للاعتذار عن رئاسة الورشة واسند المهمة الي د.تبسي توت وزير الدولة بالصناعة ، فيما ترأس الورشة السيد سايمويل وضمت الي جانب الحكومة اعضاء من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمانحين وكان هدفها ان تجلس المجموعات العاملة علي الارض وتضع خطة لعملها . * عندما جلس الوفد الحكومي مع د.مجذوب قبل ساعات من المغادرة الي بورتسودان التي وصلها الوفد الاثنين الماضي .. طلب اعضاء الوفد بعد التوضيحات من د. مجذوب وعندما دخل النقاش الي مرحلة التفاصيل ، قال « هذه خطوط عريضة ..أعملوا عليها بمسؤولية ... مجذوب قاعد لي متين ..شوفوا شغلكم الموت والحياة ما معروفة ». * قرية طيبة الخواض شهدت أمس تدافعا جماهيريا ورسميا كبيرا رافق جثماني د.مجذوب وشقيقه الخواض الي ان ووريا الثري بمقابر القرية .. حيث تقدم الحشد الرئيس عمر البشير وعدد من كبار المسؤولين ... واهل القرية وسكان مدن وقري نهر النيل الذين ودعوا المجذوب بدموع ساخنة ورضاء بقضاء الله وقدره ... فقد قدم الرجل الكثير لاهل المنطقة وعرف بينهم ك« شيخ عرب» حلا للاشكالات ووقوفا عند سرائهم وضرائهم. * في مقرالمؤتمر الوطني جلس د. لام اكول وزير الخارجية والي جانبه د. مصطفي عثمان اسماعيل ود. منصور خالد ود. غازي صلاح الدين الي جانب د. نافع علي نافع بخيمة نصبت للعزاء وسط الدار ... الوفود جاءت الي المقر من كل مكان ... ولاة الولايات يتقدمهم الفريق عبدالرحمن سر الختم والي الجزيرة. ...والدبلوماسيون العرب والافارقة والغربيين ... لحظات ثم وصل رئيس الجمهورية قادما من طيبة الخواض بنهر النيل ... وقف الرئيس لساعات وتلقي العزاء في احد اقرب معاونيه ... * رئاسة الجمهورية كانت نعت الي الامة السودانية وفاة الخليفة وقالت ان الرجل كان رمزا من رموز العمل الوطني والاسلامي وعلما من أعلام السودان فيما قالت سفارة الولايات المتحدة بالخرطوم انها ستظل تذكر محادثات جرت بينه واعضاء السفارة قبل ثلاثة ايام عبر من خلالها عن ايمانه بامكانية الحوار وتحسين العلاقات بين السودان والولايات المتحدة الامريكية واضافت السفارة في نشرة صحافية وزعتها امس انها فجعت في رحيل د. مجذوب ووصفته ب« النشط والمؤيد لسياسات بلده»، وقالت ان الخليفة كان يعمل جاهدا لحل قضية دارفور سلميا من خلال اتفاق ابوجا والاتفاقات التي تلتها ....وقدمت ليبيا تعازيها للرئيس البشير في وفاة د. مجذوب الخليفة .