هل الديمقراطية عند العرب تعني حروبا اهلية!؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2007, 03:04 AM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
هل الديمقراطية عند العرب تعني حروبا اهلية!؟

    ليس للعرب تاريخ ديمقراطي مميز يفتخرون به او يتكلمون عنه، ولا حاضر ديمقراطي يتواكب مع مسيرة الانسانية والمدنية والحضارة. وكل ما تتسم به طبيعة الحكم السياسي لديهم هو التسلط ونظام القهر والدكتاتورية والشمولية، وذلك منذ ان نشأت هذه الدول والي يومنا هذا. وبقيت الديمقراطية كلمة جميلة فارغة المعني تتعلمها الاجيال في كتب المدرسة وتقرا عنها في الكتب والصحف اليومية وتسمع بها اثناء اصغائها للمذياع او مشاهدتها للتلفاز، ولكن اكثرنا لا يدري ما المقصود بها وماذا تعني في حقيقة الامر وقلب الواقع! بقينا هكذا غافلين عن حركة الزمن ومسيرة الحضارة وكاننا نعيش في كوكب تائه غير كوكب الارض! وبين الفينة والاخري تحصل هزة ارضية غير طبيعية في مكان ما من بلداننا العربية ولكن ليست علي مقياس ريختر وانما علي مقياس الهيجان البركاني النفسي الذي يثور بين الحين والاخر في نفوس وضمائر العرب ثم سرعان ما يخمد ويزول و(ترجع حليمة الي عادتها القديمة) كما يقول المثل العراقي الشائع.
    ولكي لا نبتعد في اغوار التاريخ وبطونه باعطاء الامثلة والذكريات عن ذلك، فلننظر الي تاريخنا المعاصر ونقف علي المحاولات الجادة التي جرت من اجل ارساء دعائم الديمقراطية في بلداننا العربية ونتوقف علي نتائجها. فلبنان كان البلد الاول في نظام الديمقراطية بين البلدان العربية، حيث تحصل فيه انتخابات ويتم اختيار رئيس جمهورية ورئيس وزراء ومجلس نواب وبطريقة ديمقراطية نسبية وان كانت عن طريق المحاصصة. ولكن ما الذي حصل وماذا يحصل بين الفينة والاخري!؟ الجميع يتذكر الحرب الاهلية اللبنانية التي انطلقت شرارتها في 13 نيسان 1975م، والتي بالرغم من انتهائها رسميّا فان الامور في هذا البلد لم تستقر وبقيت متأزمة ومتشنجة وغير واضحة الي حد هذه الساعة!
    كما ان الحركة التصحيحية في السودان والتي قادها السيد سوار الذهب كانت محاولة حقيقية وجادة في ارساء اسس الديمقراطية ودعائمها. ولكن لم تلبث هذه التجربة الاّ قليلا ثم سرعان ما عادت الدكتاتورية الي الساحة بعد ان وصلت البلاد الي اعتاب الحرب الاهلية في ضفاف تلك الديمقراطية! وتجربة ديمقراطية اخري قد حصلت في بلد عربي آخر الا وهو الجزائر ابان حكم الشاذلي بن جديد الذي اراد ان ينهي فترة حكمه بدخول التاريخ المعاصر حينما سعي جادا باقامة انتخابات حقيقية وحرة في هذا البلد. وقبيل ان تولد الديمقراطية تم اجهاضها بالقوة وحصلت حرب اهلية راح ضحيتها الكثير من المدنيين الابرياء علي يد عصابات سياسية ارهابية. وهكذا قد اجهضت العملية الديمقراطية قبل ولاداتها في هذين البلدين المتجاورين، وسرعان ما رجعت الدكتاتوية.
    لقد تولد من خلال هذه التجارب الخاصة في الديمقراطية خيبة امل وحبوط في نفوس رعاة الديمقراطية وروادها. وقال المتفائلون بان فشل هذه التجارب هو فشل مؤقت وبسبب ظروف خاصة. ونظر عشاق الديمقراطية الي الامام بعيون التفاؤل والامل بان طريق الديمقراطية آت لا محال ومهما اشتدت الصعوبات وكبرت الهوة. وانتظر الجميع تجارب ديمقراطية اخري تطرق ابواب بلداننا المتراجعة بهذا الشان الانساني المحض. وسرعان ما تكررت التجربة الديمقراطية مرة اخري، حيث دقت ابواب فلسطين والعراق. وسرعان ما عادت خيبة الامل وعاد كابوس الحرب الاهلية. فالعراق طامس من راسه حتي قدمه في نزاعات وصراعات مدمرة. وفي فلطسين تتربص فيها الاحزاب بعضها لبعض، وصلصلة السلاح ورائحة البارود ليستا بعيدتين عن المسرح السياسي الهش. حيث يري المراقب وكأن الموقف المتأزم علي شفي حفرة الانزلاق الي الهاوية، فبين الحرب والسلم خيط اوهي من خيط العنكبوت. وهنا يقف عشاق الديمقرطية ومحبوها حياري مستغربين وعلي وجوههم الف علامة استفهام وتعجب!. اذ ان تجارب العرب في الديمقراطية اما فاشلة او علي حافة الفشل. وكل ما يستنتجه المرء من خلال هذه التجارب هو ان هناك اسبابا رئيسية تجعل مجتمعاتنا العربية غير قادرة علي هضم الديمقراطية واساليب ممارستها. وربما الامور التالية لها القدح المعلي في ميكانيكية هذه الحقيقة:
    1- ظاهرة الحرمان في المجتمعات العربية: ان الحرمان المادي والثقافي والاجتماعي والسياسي الذي تعاني منه غالبية المجتمعات العربية يلعب دورا هاما واساسيا في عملية تكوين الشخصية العربية وسلوكياتها. ان هذا الحرمان هو حرمان مزمن (قديم ومتأصل) يعشش في هذه المجتمعات منذ ازمان واجيال متتالية. والحرمان المزمن يترك علامات وآثار تتاصل في نفسية الفرد وذاته. وهذه العلامات تتجلي في صور ميل الانسان العربي الي التطرف والمبالغة في التصرفات والخيارات والافكار والرؤي. وهذا المظــهر النفـــسي المتفاعل للشخصية العربية هو عبارة عن ردة فعل واضحـــة لمكــامن الحرمان المتأصلة في نفسيتها وكيانها.
    ان من نتائج هذا التطرف الفكري شعور المواطن العربي بعدم الثقة في واقعه الحالي، اذ يؤدي هذا بالتالي الي فقدان الثقة بكافة القوي السياسية المعتدلة والمعروفة في الساحة السياسية. وهذا ما يجعل المواطن يميل في خياره الي الافكار المتطرفة سواء كانت الدينية (بالدرجة الاولي) او القومية وبطريقة لاشعورية او ارتجالية. وهذا ما يفسر صعود التيار الديني في كل انتخابات حقيقية حصلت في مجتمعاتنا. ان نجاح التطرف وتنحي الوسطية في العملية الديمقراطية الوليدة يجعل عملية التحول الديمقراطي في مجتمعاتنا تمر في مسار ومخاض عسير وصعب. اذ ان السياسة المتطرفة في كل العهود والازمان لم يكتب لها النجاح والتطور، ولم تصل الي الاهداف المرجوة من قبل الشعوب والامم.
    2- ضعف الحالة الثقافية: رغم التراث التليد الذي يملكه العرب وحضاراتهم العتيدة، الاّ انه - ومع الاسف - يشكو المواطن العربي اليوم من انتكاسة ثقافية وعلمية واضحة، تؤثر علي سلوكياته ومفاهيمه وتطلعاته. وهذا التخلف الثقافي المشهود يعتبر حجر عثرة امام المجتمعات في السير المضطرد مع حركة الزمن ومع التطور الحضاري والثقافي والفكري العالمي. الديمقراطية دون شك هي ظاهرة حضارية وعلامة دالة لامارات التمدن والتطور الانساني. ومن اجل فهمها وحسن ممارستها يجب ان تتوفر في المجتمعات التي تتبناها شروط التحضر والمدنية والتي بها وفيها سوف تنمو الديمقراطية وتنشأ وتتطور.
    الثقافة العامة وثقافة الديمقراطية امران وعنصران هامان وحيويان في انجاح عملية التحول الديمقراطي في المجتمعات. الديمقراطية هي سلطة الشعب فان كان الشعب جاهلا في امور الديمقراطية ومستلزماتها كانت سلطته جاهلة ايضا بهذا المضمار. والسلطة الجاهلة لا تسمو الي ادارة شؤون بلد متعب وهو في الطريق الي النهوض والي النور. وقد تنقلب الديمقراطية وباء علي المجتمعات التي لم تحضر تحضيرا علميا وثقافيا حقيقيا لعملية التحول الديمقراطي هذه.
    3- الظروف الاستثنائية والخاصة: من الملاحظ ان الديمقراطية عند العرب قد جربت في بلدان تمر بظروف استثنائية وخاصة مما تجعل الحالة العامة للمجتمع قلقة وغير مستقرة. ففي فلسطين والعراق مثلا، ولجت الديمقراطية اليهما وهما يرزحان تحت نير الاحتلال العسكري الخارجي. وحالة الاحتلال لا توحي بحالة استقرار نفسي وسياسي واجتماعي في اي مجتمع من المجتمعات. ومن دون شك ان الوضع النفسي الخاص المتأتي من جراء الاحتلال وافرازاته كفيل بان يجعل المواطن العربي يتطرف في خياره وكنتيجة تفاعلية غريبة لوضع استثنائي غريب. ان حالة رد الفعل هذه هي حالة فسلجية نفسية لوضع غير عادي او غير سليم.
    ومن العوامل الاستثنائية والخاصة التي لعبت دورا في فشل تطبيق عملية الديمقراطية او تهديد مساراتها التركيبة المعقدة للمجتمعات التي مارست الديمقراطية. فالعراق مثلا مركب من قوميات واديان وطوائف واعراق متباينة. والتباين في امر واحد من هذه الامور كفيل بان يؤدي الي تفتيت الدولة وتقسيمها حتي في البلدان المتطورة والمتقدمة في كافة الشؤون. وينطبق الحال تماما علي باقي البلدان ذات التجربة الديمقراطية.
    4- تدخلات المحيط الخارجي والدول الاستعمارية: لم تمارس العملية الديمقراطية بمعزل عن التاثيرات الخارجية في اي من البلدان التي طبقت فيها الديمقراطية. وهذا التدخل الخارجي في الشان الداخلي المحض لدولة ما او مجتمع سوف يؤثر سلبا علي مسار العملية الديمقراطية ومستقبلها. ان تدخل الاطراف الخارجية في الشان الداخلي سيضعف روح الديمقراطية وأسسها المبنية علي مباديء النزاهة والحرية الشخصية وذاتية الخيار. وستنبعث اطر ومسارات ثانوية تغير من الاتجاه الصحيح للمسيرة الديمقراطية الخالصة. وهذا التدخل المباشر وغير المباشر بالشان الداخلي قد يفضي الي انحراف المسار الديمقراطي وافشاله جملة وتفصيلا واغراق المجتمع في صراعات داخلية بين الفرقاء قد تصل الي درجة الحرب الاهلية.
    5- غياب المرحلة الانتقالية في عملية التحول الديمقراطي: اعلان عملية التحول الديمقراطي في مجتمع ما يجب ان تتم بطريقة مدروسة ومنتظمة وليس بطريقة عشوائية وارتجالية. المجتمعات المحرومة من الحرية السياسية والتي يؤلمها العوز المادي وتنقصها الثقافة الاجتماعية تكون من اصعب واعقد المجتمعات في تطبيق الديمقراطية. اذ يجب ان يتحلي مسار التحول الديمقراطي بالتدريجية والتأني في تطبيق مراحل التغيير الديمقراطي في هذه المجتمعات، وان لا تدخل الديمقراطية دخلة واحدة فيختلط الحابل بالنابل !.
    ان المرحلة الانتقالية بين مرحلة الدكتاتورية والديمقراطية يجب الاّ تكون مغيبة، وانما يجب ان تكون حاضرة وطويلة ومركزة في مجتمعاتنا المحرومة. حيث تملاأهذه المرحلة ببرامج التثقيف الديمقراطي من اجل تاهيل المجتمع الي ممارسة هذه العملية الحضارية بالطريقة الصحيحة والسليمة. كما وستكون هذه المرحلة الحاجز الامين ضد اعداء الديمقراطية والمتربصين بها والذين يبحثون عن مواقع الخلل من اجل اجهاض علي هذه العملية وتخريبها.
    دون شك هناك الكثير من الملاحظات والاسباب الاخري والتي لا يتسع المجال لذكرها والتي من شانها تعكير صفو الديمقراطية وتغيير مسارها، الاّ ان الاسباب المذكورة اعلاه ربما تكون الاسباب الرئيسية والتي من شانها ان تجهض العملية الديمقراطية في بلداننا او تهدد وجودها ومستقبلها. وعلي عشاق الديمقراطية ومحبيها الاّ يياسوا من اخفاق مجتمعاتنا فيها، بل عليهم ان يشخصوا مواقع الخلل ومكامن الفشل ويحاولوا علاجها قبل ان تتورط مجتمعاتهم في ممارسة خبرة جديدة في طريق الديمقراطية غير المعبد والذي قد يؤدي الي اجهاضها في منتصف الطريق واجهاض مجتمعاتنا الحبلي بحرمانها ومعاناتها ومآسيها معها.

    محمد مسلم الحسيني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de