|
|
 فضائل السودانيين المشهودة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صل وسلم وبارك علي سيدنا محمّد الذي
ملأت قلبه من جلالك وعينه من جمالك وعلى آله وصحبه وسلم
فضائل السودانيين ( الكتلة العربية الإسلامية من القطر السوداني الأفريقي ).
كنا قد شاركنا ببوست في الأسبوع المنصرم عن فضائل السعوديين على ذكر فضائل الشعوب والجماعات وقدمناهم على غيرهم لتقديم الله تعالى لهم بأن جعل جزيرة العرب محلا لبيته الحرام و مهد الإسلام واصطفى من قبائلها أشرف السلالات وجعل منهم خير الرسل وأفضل المخلوقات وهلمجرا .. ومن يجد في نفسه نفور وفتور في إعتقاد ذلك فليتدارك نفسه قبل رمسه .
ولما كان لشعب السودان من الفضائل المتراكمة والمآثر المتواترة التي شاعت في أرجاء الدنيا وسارت بها الركبان حبب إلينا أن نفتح الباب لكل من له نية صالحة وهمة فالحة أن يشاركنا بما عنده ورائدنا في هذا شكر النعمة ( وأما بنعمة ربك فحدث ) لا الفخر والتباهي التي هي من الأخلاق الذميمة والخلال السقيمة . عسى أن يكون في ذلك ما يلي :-
1/ التأمين على ما لشعبنا من حسن الشمائل وكرم الخلال ليتوارثها الأبناء عن الأجداد ويعوها ولا يضيعوها .
2/ تذكير من غفل وجرته تقلبات الزمن وقرعته صدمات المدنية الزائفة عن القيم الدينية الربانية والأعراف الإجتماعية التي إستخلصها الأجداد من بين فرث التجارب ودمها لبنا خالصا سائغا للشاربين .
3/ إحياء مشاعر الحب والولاء للوطن والمجتمع ورعاية موروثاته النبيلة وآثاره الكريمة .
4/ تسويق معطيات حضارتنا السودانية الثمينة في ناظر الشعوب لتنتفع بها ومن ثم ّ يكون السوداني في كل بلد كالغيث النافع أينما وقع نفع ، رسولا عن شعبه للشعوب يعبر عن عظمة شعبه وارتفاع قيمته وإضافاته الحيه في حضارة العالم .
5/ رفع الهمم للعودة لقراءة مصادر تاريخ السودان القديم و الحديث وكتب التراث الشعبي والديني والإبداعي بكل ضروبه النافعة حتي يكون كل متعلم ومثقف موصول بتاريخه مشدود بحاضره متطلع لحسن مستقبله .
•ولنشرع في ذكر بعض ما يعن لنا من فضائل أبناء شعبنا ، ولا يلتفت عاقل لتخريصات من به عوج ممن به عنصرة وجاهلية من شعوب الدنيا في كثير مما يقولون أو مما يوسمون به أبناء شعبنا من كسل لعلة نفسانية فاسدة قامت بهم أو لما يتفوه به بعض أبناء بلدنا سخرية بنا لخبل وسوء خلق فيهم وإنفصام .
* منها : الكرم والجود والسخاء .
( الكريم قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس ) الحديث الشريف ، ونرجو أن يكون بذلك شعبنا أقرب الشعوب إلى الله تعالى مع حسن ديانته وكمال مروءته .
وشواهد الكرم في هذا الباب أوسع من أن تذكر . وكما قال واحد منا : فينا من يشيل الزول بحماره في سيارته على الطريق !!! وفينا عووضة ود عمر الدنقلاوي الذي قاده جوده لبيع فرسه – آخر ما عنده – وفرق
ثمنه على المساكين ففتح الله عليه لتوه فصار يقول للعاقر : أديتك ولد وأديتك ولد إلى أربعة واديتك بت تمسك البيت !!!
•ومنها : الفتوة والشهامة والنجدة .
قال سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه : الفتوة والله أن يضع أحدكم خوانه ( صينية الطعام ) على عتبة داره . وقد إختلف الناس عندنا في القرن قبل الماضي أيهم اكثر فتوة قمقم أم بدوي أبو دليق فكان لكل منهم أكثر من خمسمائة تلميذ يتوليا تربيتهم وإطعامهم . أما عمدة فداسي يوسف محمد الأمين فوجد الإنجليز قد جلبوا العمال والخيم لكمائن الطوب لمباني الحكومة فنهاهم وقال لهم : كل هؤلاء العمال ضيوفا علىّ ومن هنا حتى الكاملين ما تندق خيمة !!! أما محمد على خليل ببلدتنا رحمه الله فكان يغرى حشود الضيوف في المآتم لآخرهم فإذا دعوه للأكل في النهاية فرك كلتا يديه قائلا : والله شبعان تب !!! اين نحن الآن من هذه السقوف العالية ؟
•ومنها : شدة محبة شعبنا للنبي (ص) وكثرة صلاته عليه :
ونحسب أنّه لا يماثلنا شعب في أنحاء البسيطة في هذا المضمار ، وقد فشت فينا بحمد الله كثرة رؤيته عليه الصلاة والسلام مناما ويقظة . وامتزنا الآن بإذاعة الكوثر ( إذاعة محبة النبي (ص) ) كما يسميها أصحابها البررة الغر الميامين جزاهم الله خيرا .
•ومنها : شيوع الأسماء الإسلامية في طول البلاد وعرضها للأفراد :
فلا تجد شعب من الشعوب العربية أو الإسلامية تطغى فيه أسماء النبي (ص) وآل بيته وصحابته الأكرمين وتابعيهم والأئمة المهديين والعلماء والصالحين مثل ما تجده عند شعبنا برغم جغرافيته الأفريقية وتمازجه الحضاري مع شعوبها ، وهذا أدل دليل على إرتفاع الوعي والشعور في وجدان شعبنا
وتربع أسوته في ذاكرته .
•العفو والمسامحة والإيثار :
وهذه فضائل أوشكت على الإندثار في الدنيا وبقيت منها صبابة حازها السوادنة . من منا تطيب نفسه بالدية ويتغزى بها عياله !!! وكم كم سوداني دعمت سيارته وعفا عن المخطيء وهو أحوج ما يكون لكل فلس .وحتى حكامنا ينفقون العفو كل مرة وبدأ حكام العالم يحاكوننا في ذلك أخيرا . نتذكر عناق النميري للصادق المهدي عام 76 وعناق البشير لناس اسمرا وهلمجرا .
• ومنهاحفظ الأنساب :
معرفة النسب من ثقافة العرب القديمة واخلاق الإسلام الرصيتة . ونحسب أنّه لا يوجد بمجتمع عربي آخر مثل ما عندنا من نسابات محترفين وموهوبين يكثرون في كل ركن من أركان بلادنا ، يجمعون شتات مجتمع به ما يربو على ثلاثمائة قبيلة ومائة لغة ولهجة محلية ، ينسجون روابطه القبلية ووشائجه الرحمية . رحم الله ودضيف الله وعون الشريف والطيب محمد الطيب وأضرابهم .
•ومنهاالتراحم والتكافل والترابط .
السوداني موصول بأهله ، خيره لغيره كما لنفسه، إبرته تشيل خيطين ، وشجرته ترمي ثمرها بعيدا
في وقت اندثرت فيه هذه القيم الفاضله في جل بقاع الدنيا ، وبقي شعبنا صلدا جلدا يحمي ظهر أمته
وموروثاتها العظيمة .
•ومنهاالحنين والشوق والإلفة :
معاني أصيلة ترتسم في باطن كل سوداني وتدور بوجدانه سيما في غربته عن الوطن ، وتمتليء بها ملفاته الغنائية ولوحاته الفنية وتعبر عنها بطاقات إعادة الشحن الهائلة المنفقة !!
•ومنهاالإباء والعزة والعصامية :
شعبنا عزيز بأصوله كريم بشيمه وقدر نفسه ، لا يقبل الهوان والضعة . وفي ذاكرة التاريخ حرق إسماعيل باشا ، وقطع رأس قردون باشا القائد الإنجليزي المحنك ، وحتى طلاق الرئيس البشير وإ ن كان بائنا بينونة صغرى !! لكنه ما قصّر إذ لم يعط الدنية من دينه يا ناس البورد العنيدين على أي حال !!!
وهذا غيض من فيض ولنترك الإستطراد في هذه الحلبة الفسيحة لغيرنا من مهرة بلادنا ومثقفيها وحسبنا
القليل عن الكثير .
|
|
 
|
|
|
|
الرشيد حسن خضر
bayan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست