|
|
 نزار غانم يتذكر جمال محمد احمد و علي المك
|
احبتي
لا شك ان من يتعرف على رجال السودان الافذاذ في نهايات القرن العشرين يجب ان يعتبر نفسه محظوظا و الواقع انني اتيحت لي هذه الفرصة فسعدت كثيرا بمعرفة هذه الشخصيات عن كثب و لم اكتفي بصداقتها لوالدي عليه الرحمة و الذي كان بروفسيرا بجامعة الخرطوم و في الاثر يرد ان من ابر البر ان يبر المرء ود ابيه حسب علمي
و ذات مرة اقترحت ان اروي الجانب الادبي من هذه الذكريات للتوثيق و باسلوبي السلس بدءا بالمرحوم محمد احمد محجوب فقيل لي ان البرنامج المناسب لمثل هذا بتلفاز امدرمان لا يستضيف الا العواجيزو ان مقدمه لم يتقبل ان هناك شخص اجنبي و في منتصف الاربعينات من عمره يمكن ان يرتقي بما سيقول الى اشياء ربما لا يعرفها سواه في تاريخ العلاقات السودانية - اليمانية( السومانية ) و لكن القلم انساب بالرغم مني في هذا المنبر و وجدت ان الغالبية لا تتضايق لكوني غير سوداني و اتناول الشأن الثقافي للسودان الشقيق و بشيء من الصراحة المهذبة و الله ولي التوفيق
كان الانسان الرائع جمال محمد احمد ممن يقدرون وجود والدي استاذا بجامعة الخرطوم و عندما كان وزيرا للخارجية في فترة من حكم نميري قال لوزير الخارجية اليمنية الزائر عبدالله الاصنج ان في السودان الان استاذ بروفسير للادب العربي من اليمن على عكس معظم الجالية اليمنية التي كانت تتعيش من البقالات و دكاكين الناصيةالفاتحة على شارعين !
و قد قرات روائع جمال المترجمة كاكتشاف افريقيا او انتاجه الادبي الفريد سالي فو حمر ثم عندما اصبح امينا عاما للمجلس القومي للاداب و الفنون تطورت علاقتي به عبر صديقين مشتركين الاول هو الصحفي السوداني بابكر محمد الحسن الذي يعيش الان في جدة و امراة يمنية من بنات الجالية اليمنية بكسلا تلك هي المرحومة هند زوجة و شريكة حياة الصديق الودود الراحل الدكتور حسن عباس صبحي و التي كانت سكرتيرة بالمجلس
و قد اهداني جمال كتابه الصغير مطالعات في الشئون الافريقية الذي يتحدث فيه عن زيارته لجنوب اليمن و معروف اهتمام جمال بالبعد الثقافي الافريقي للسودان
و ذات مساء دعاني جمال الى سهرة في منزل صهره السياسي و القطب الاتحادي محمد توفيق الرجل المرح و انضم الينا الشاعر الحبيب الى قلبي دكتور تاج السر الحسن و الزميل دكتور محمد بادى الذي كان نجمه قد اخذ يسطع في الاوساط الثقافية
ثم انضم الى الجمع بروفسير علي المك رحمة الله عليه و بمعيته زوجته و سكرتيرته الاستاذة منى
فابتسم جمال و قال للمك ما اجمل توفيقك بين المنزل و العمل فضحكنا
و كنت اعرف علي المك معرفة اساسها كتابتي عن قصته - اليمن عادت سعيدة - ضمن مجموعته مع صلاح احمد ابراهيم بعنوان البرجوازية الصغيرة التي كتب مقدمتها و ساعد في نشرها عاشق السودان الدكتور احسان عباس و قد تعرفت عليه في بيروت عام 1973م فقد كان يجل والدي و حبكة القصة تسخر من بخل اليمانية اصحاب الدكاكين في الاحياء لكنها تنتهي بنهاية سعيدة تطيب الخاطر
كذلك كان علي المك ممن اسهموا في نشر مقالاتي المسلسلة بعنوان - بين صنعاء و الخرطوم - في الملحق الثقافي لجريدة الصحافة بعد ان تركه الصديق الانسان و المبدع دكتور خالد المبارك الذي كتب والدي مقدمة لمسرحيته - ريش النعام - اما الاستاذة الفاضلة منى فكنت اقابلها عند زيارتي للمك بدار النشر بجامعة الخرطوم حيث عمل ايضاالصديق الوفي الفنان الخالد بادى محمد الطيب رحمة الله عليه
و كذلك قابلتها في برنامج فرسان في الميدان الذي شاركت فيه
يخطيء من يتصور ان جمال منحاز للافريقانية فهو مثقف عالمي حتى قبل العولمة و يزن كلماته بالذهب
اذكر اننا تحدثنا عن طقوس الحج الى مكة و كيف ان بعضها كان موجودا قبل الاسلام ربما من بقايا الابراهيمية الحنيفية و تحدثنا عن قصيدة اراك عصي الدمع و لحنها لكابلي و اخبرنا المك انه خلال زيارة ام كلثوم للسودان هرع الكابلي اليها بلحنه لتقارنه مع لحن السنباطي لنفس القصيدة التي كانت قد غنتها و فهمت ان المقابلة كانت باردة و المك معذور في مثل هذا الراي و هو المتيم عشقا بالاستاذ عبد العزيز داود! اما انا فقد عرفت من صديقي المصري عاشق السودان فؤاد عمر صاحب برنامج حبابك عشرة باذاعة ركن السودان بالقاهرة رحمة الله عليه ان ام كلثوم ذهلت لجمال لحن الكابلي و هنئته على اللحن الجميل و المغاير
و لقد ذكرت في السطور الماضية صديق ليس بالعادي بالنسبة لي هو الشاعر المناضل تاج السر الحسن ساكن حلة كوكوالذي درس في جامعة عدن و كذلك ابنه حسن الذي عمل مع زوجته في صنعاء و لكن لان المواقف و القصائد التي ساستعرضها للتاج عن اليمن كثيرة ساترك هذا البوست على امل ان اكمل المشوار مع التاج في بوستات مقبلة
و كما قال ابو عفان كانت لنا ايام
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: نزار غانم يتذكر جمال محمد احمد و علي المك (Re: Summanism)
|
يا سلام يا سلام يا سلام..
لله درك يا دكتور نزار..
والله إن هذه لبداية لسرد شيق وجميل ومليئ بالأحداث الثقافية والشخصيات المعاصرة...
المذيع (الشهير) ذااااتو ما بكون عارف الحاجات دي يا جميل...
أرجوك تواصل الحكي الحلو دا..
عايزين (نتعلم) منك يا دكتور.. ونحسبك مثقفاً سودانياً أكثر من الكثيرين من حملة الجنسية السودانية وممن يدعون الثقافة...
قد جمعت عندك حبك للسودان الذي كون مخزونك الثقافي العامر..وأصولك اليمنية العربية what a great combination .. فلك الحب والتقدير.. وأرجو أن نلتقي بك في هذه الدنيا الزائلة حتى نتباهى على الآخرين في ذكرياتنا بأننا جلسنا مع الدكتور نزار غانم..
لك مودتي وتقديري وفخري
| |
|
|
|
|
|
|
| |
صلاح شعيب
Ahmed Yousif Abu Harira
abuguta
Mahmoud Mustafa Mahmoud
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست