|
|
 مشاهدات من السودان (من المطار إلى المستشفى مباشرة لزيارة مريضة لا أعرفها مصابة بالجلطة)
|
ما زلت أسجل لكم بعض مشاهداتى عن السودان الجميل ، ولكن هذه المرة سأبدأ من اللحظات الأولى التى وصلت فيها بالطائرة السعودية الجامبو من جدة إلى الخرطوم ،
كنت قد إتصلت على ثلاثة أشخاص فى السودان وأعلمتهم بموعد إقلاع رحلتى من جدة ، وهم شقيقى همرور شيخ الدين ، وإبن خالتى وصديق عمرى عبدالباقى بشير أبوعاقلة ، وبوردابى ظريف لم يسبق أن إلتقينا من قبل ، وهو العضو النشط المعروف أخى أحمد موسى
ثم توجهت فى الصباح الباكر لأدرك رحلتى التى أقلعت عند السادسة والنصف من صبحة يوم الأربعاء 15 أغسطس 2007م
هنالك فى المطار عقدت صداقة حلوة ولطيفة (حقت السفر ديك) مع شاب ظريف ولطيف فكنا نجلس سويا فى صالة المغادرة بجدة ، وعرفنى بنفسه وعرفته بنفسى ، فعلمت أنه طبيب بأحدى مستشفيات المملكة العربية السعودية الكبرى من ضمن مجموعة مستشفيات السعودى الألمانى ، ودار الحديث بيننا حول السودان وطول المدة التى لم نزور فيها البلد والحبان ، فعلمت منه أنه مسافر فى أمر طارىء وهو أن شقيقته مصابة بجلطة وقد تم تحويلها وتنويمها بأحدى مستشفيات الخرطوم وهو مسافر خصيصاً للإطمئنان على صحة شقيقته وسيعود فى اليوم التالى ، فدعوت لها بالسلامة وأن يطمئنه الله عليها ، ثم شرحت له ظروف سفرى أيضا وأنها مسألة يومين ثلاثة لحضور فرح شقيقى (حتى أنى خجلت أمام موقفه الإنسانى من موقفى وسبب سفرى) ،
ثم ركبنا الطائرة سوياً ، ونزلنا صالة مطار الخرطوم سوياً ، وإفترقنا فى الصالة وودعته وخرجت من المطار
وكانت المفاجأة ... 
لا يوجد اى أحد من المستقبلين الثلاثة
يا الله ، ما هذا يا سودان؟؟؟
الغائب عذرو معاهو ،
وأنا أتلفت وأتفرس وجوه الناس ، ومشاعرى ممزوجة بين دهشة وغربة ومحبة بدون سبب للناس الموجودين حولى وشوق وشجن ،
فى هذه الأثناء أكمل صديق السفر الطبيب المحترم إجراءاته ، وخرج ، ووجدنى واقف (منتظر) ، وجاء أشقاؤه لإستقباله فى عربة لاندكروزر فارهة ، وطلب منى الذهاب معهم ، بطيبة السودانيين الغير متناهية ،
يلا يا زول نمشى من هنا المستشفى قريب ، وبعدين الجماعة بيوصلوك أم درمان ، فركبت معهم
وعلى طووووووول المستشفى
والله لا أعلم إسم المستشفى ولكن أذكر أن المستشفى قريب وليس بعيد ، وأظنه قريب من الماريديان أو منطقة مستشفى الخرطوم القديم أو ما جاورها ، المهم ، المستشفى خاص وفخم ، حتى أنى لم أندهش وأنا الواصل توى من جدة ، وجدت نفسى فى مستشفى تشبه مستشفيات جدة من حيث الفخامة ،
نزل الجماعة من اللاندكروزر فنزلت معهم ، دخلوا المستشفى ، دخلت ، صعدوا الأسانسير ، صعدت ، دخلوا ردهة طويله حيث غرف المرضى ، دخلت ، فتحوا باب الغرفة وولوجوا فيها ، ولجت
وهناك فى الغرفة وجدت فتاتان سودانيتان شابتان ترتديان الثوب السودانى ، أحدهما المريضة والأخرى شقيقتها المرافقة ، فدخل الدكتور أمامنا وهاك يا عناق وبكاء ودموع بطريقتنا السودانية الجميلة ، ثم دخلت من خلفه وسلمت على البنات ، والحقيقة فرحت جداً لأنى كنت أتصور مريض الجلطة يكون محاطا بالدربات والأجهزة والأطباء ، ولم أكن أتصور أنه لا يمكننى أن أعرف من هى المريضة ومن هى (الشديدة) إذ كان كلاهما فى صحة جيدة ، فقلت فى نفسى الحمد لله الوضع مطمئن ما دام الأمر مثل الذى أراه أمامى
ثم طلب الدكتور من شقيقه توصيلى إلى أم درمان ، وودعتهم وإنصرفت ،
عندما نزلنا إلى الشارع وهممت بالركوب ، فإذا الموبايل فى جيبى يرن ، وفيه شريحة موبايلى السعودية (أى نفس رقمى فى السعودية) وتفاجأت بأنها تعمل فى الخرطوم ، رددت عليه فوجدت المتصل شقيقى همرور ، فسألنى ياخ إنت وين؟؟؟ فقلت له أنا فى مكان ما فى الخرطوم ، ولا أعرف أين أنا ، فطلب منى التحدث إلى شقيق الدكتور فوصف له المكان الصحيح الموجود فيه ، فطلب منى الإنتظار فى مكانى ، فأخرجت عفشى من اللاندكروزر ، وبقى معى شقيق الدكتور لدقائق معدودة حتى أتى شقيقى همرور ومن بعده أتى إلى نفس المكان (عبدالباقى) ثم إتصل وأنا واقف فى نفس المكان (أحمد موسى) ، وتقاطر المستقبلين فى هذا المكان ، وودعت شقيق الدكتور ، وركبت مع همرور وتبعنا عبدالباقى بالسيارة ، إلى أين؟؟؟؟
كانت المحطة الثانية ، هى مطعم البربرى ، القريب أيضا من نفس المكان ، وهنالك فطرت مع الجماعة ، بوجبة سمكية لم أتذوق طعمها منذ عدة سنوات ،
وبعد الفطور المدنكل توجه الركب إلى الثورة الحارة السابعة
ويا له من إستقبال يا سودان
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
يازولyazoalيازول
رقم صفر
صالح عبده
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست