|
إبراهيم الباشا مات!
|
قذفها ياسر فى وجهى وانتحب, هرب الباقون من الغرفة لَئلا يشهدوا انهيارًا مؤكدًا, تحركت امعائي فى محاولةٍ لِلفظ بقايا عرقى مرزوق المغشوشْ, ضرطتُ بصوتٍ عالٍ, أسندتُ ِرسغى إلى الحائطِ, وتركتُ دموعى حرةً تحفِرُ اخاديداً فى صفحة وجهى الذى تغضّن بفعل الجوعِ والهّم والاجتماعاتِ العقيمة. لحظة مغادرة المشيعين مقابر أحمد شرفى, وبعد ان تأكدتُ من أن أبى قد أصبح مجرد ِنتؤٍ فى رقعة غريبة,كئيبة, تخلصتُ من مخزون دموعى ولم ادخرُ قطرةً لأحد, لكن هاهو إبراهيم الباشا يعاود استحلابها دماً. فى ظهيرةِ خميسٍ ماطرٍ التقينا فى السوق الشعبى امدرمان, تحت مظلة من الزنك تقينا والسابلة البلل, باسماً كعادته حيانى, تحرك وابتسامته تتسع: شايفك فى الجامعة الاهلية والحارة خمستاشر. اجبته باننى أدرس هناك وأسكن حيث اشار. كعادتى لا أستطيع إبتدار ونسة من اى نوع, قلتُ ببلاهة: شايفك برضو فى قاعات بيئية.قلتها كاذباً لاننى اعرفه جيداً. صمتُ قليلاً, فجاة حدثنى مشجعاً وكأنه لمح اصابع الجوع تمسك بخناقى: شكلك جعان؟؟!! اجبته نعم. أمسك يدى بحميمية من خبِر الجوع وتحركنا غير عابئين بالمطر إلى مطعمٍ يبدو أنه أحد زبائنه, إذ أسرع الجرسون لتربيزتنا منظفاً بقايا طعام واضح أن صاحبه قد إلتهمه على عجل, حيا الجرسون إبراهيم: وينك يا أستاذ طولنا ما شفناك! خاطبنى إبراهيم مطمئِناً: أطلب أى حاجة, فى قروش كتيرة. أجبته غير مكترث لدخان الشواء: كمونية! إلتهمتُ الكمونية وتحركنا صوب مواصلات الإمتداد, لدهشتى اكتشفتُ أننا نسكن نفس المنطقة, إفترقنا بعد أن دس فى يدى مبلغاً احسستُ بضخامته: الليلة الخميس! احسستُ بوخزاً مؤلماً فى رِسغى, استلقيتُ بلا وعى على أقرب سرير. أمامى مباشرةً إرشيف صحيفة الميدان الذى رتبته فى اليوم السابق, مختلساً بعض الأعداد التى انوى قراءتها بعمق بعيداً عن ضجة معتز, لم القِ بالاً لتهديدات بهاء من عدم جدوى السرقة محاججاً أن أخوه سيكتشفها ويطردهم من المنزل, كنت قد حددت بخبث ما انوى سرقته, وليذهب بهاء وأخوه للجحيم, إخترتُ اعداداً متسلسلة كتب فيها اقتصادى ذيل دراسته باسم صدقى كبلو وكتب عنواناً تساؤلياً مثيراً: "من يقود الرأسمالية السودانية؟!", واعداداً أخرى كتب فيها احمد الطيب زين العابدين, دراسة نقدية لمسلسل تلفزيونى اسمه " الدخيل!", إختلست الأعداد التى إنتقيتها ,ليلتها تناقشت مع قريبى ومضيفى الإقتصادى بمنطق االعليم ببواطن الإقتصاد السودانى وميكانيزم تطوره. بعد إنتهاء حلقة المرشحين عزمنا ابرإهيم الباشا لزيارة أصدقاءه القدامى من جامعة جوبا, وجدنا أن "أنور؟" من أبناء الإستوائية, كان قد دعا سلفاً صديقته لنهارٍ بهى, لم نشأ أن نجهض ذلك اللقاء الحميم وتحركنا فى مايو بحثاً عن مكان نشرب فيه المريسة قتلا ً للوقت, تناولنا المريسة بحرفنة وطقوسية حسدنا عليها مرافقينا, تفرقنا بعد ان قضى صديقنا انوروقته وتفرغ لنا باريحية ابناء الإستوائية. فى عودتنا تعرفتُ على إبراهيم عن قرب, حدثنى أن منشأه قرية الجبلين, ذكر معارفه وأقرباءه بتسلسلٍ مدهش, حتى صحِتُ عند ذكر أحدهم: دا استاذى فى الثانوية, وملهمى لهذا الطريق الوعر اللذيذ بالعطاء! أحببته اكثرومضينا. حدثنى معلمى الحزبى بقلق: ابراهيم عندو سرطان! سفهت قوله لأنى كنت اعتقد جازماً أن الناس السودانيين يموتون فقط من الملاريا والكوليرا والتايفويد, وأحياناً بالغُبن من حكامهم. لكننى تذكرت بغتة أن مشروع إبراهيم للتخرج كان حول علاقة الإسبستوس بمرض السرطان, قلبتها يميناً ويساراً وضحكت من نفسى: إنت جنيت ولا شنو؟ سرطان دة ما مرض بروتاريا! صحوتُ على صوت ياسر: يلا نمشى الحاج يوسف لاهله! انهار معتزواحتضننى قائلاً: ليه اصحابى بس يموتوا وإنتو يا أولاد الكلب عايشين؟ ينعل"...". راوغت كثيراً فى تلبية اى مقترح لزيارة إبراهيم فى المستشفى,متعللاً مرة بإجتماع مهم ومرات بالفلس, لكننى رضخت تحت الحاح ياسر. فى صغرى تلصصت على همسٍ دار حول عمنا ادم عمر وتشاؤم ذوى المرضى من زيارته, فعادة ما ينتهى أمر المريض المنكوب بالوفاة بعد زيارة عمنا مباشرةً, وقيل فى تلك النميمة التىإستبحتها أن ادم عمر يعلم سلفاً مصير ضحاياه, فبعضهم يزوره عن عمدٍ بقصد إنهاء معاناته, والبعض الاخر نكايةً فى اقرباءه, حتى همس الهامسون أنه عجّل بوفاة الثرى حسين عزالدين لثأر قديم بينهما, وأن حسيناً اجهش باكياً عندما راه وتلا وصيته على إبنه البكر, لم تمهله غبينة ادم عمركثيرا فمات قبل اذان المغرب. تشجعت واستقليت احدى الحافلات المتجهة إلى بُرى, فى الطريق حاولتُ رسم صورة قاتمة لحالة إبراهيم حتى لا يهلكنى وخز الضمير بالمسئولية عن موته, ادخلتنا الممرضة لعنبر فاحت منه رائحة موتٍ حديث, صُعِقت حين وجدت إبراهيم يتحدث لضيوفه بصوتٍ عالٍ, وقهقهات حيةً تجلجل فى فضاء العنبر, ارتبكت, فثقافتى الصحية عن مرضى السرطان لم تتعد موتهم الوشيك, لعنت فى سرى كثير من المجلات والصحف التى عتمت على ذهنى إدراك عقار الرغبة فى الحياه, سلّم علينا بالأحضان وربطنا بحديثه بسرعة, أسهب فى بسط تطلعاته الشخصية, ولم يغفل العام مطمئِناً لنا بزوال كابوس الجبهة الإسلامية بقليل من التنظيم والجدية. غادرته ونفسى تتضاءل امام نفسى, زاد احساسى بالتضاؤل إصراره على مرافقتنا حتى الباب الخارجى. ظل تضاؤلى يزداد حتى احسست بنفسى فى حجم ناموسة, مكننى هذا الشعورمن الإلتصاق بسهولة بحافلة متجهة للخرطوم, تجولت بلا هدى فى السوق العربى, قادتنى قدماى الى دكان مبارك, حدثت نفسى بصوت مرتفع بقرب موت إبراهيم اليوم او غدا, تحسس مبارك جبينى, نفحنى مبلغاً من المال واوصلنى لموقف حافلات الثورة, أكثر من الوصايا بأن أبتاع قليلا من العرقى حتى انام. لا أدرى ما هى الكمية التى احتسيتها, لكنهم اخذوا ثمن العرقى من جيبى واستأجروا عربة كارو لتوصيلى, تكومت فى السرير حتى الصباح, لم اعتنى بكى القميص, لفحته مهرولا لحى العرضة لمقابلة الشباب. هزنى ياسر بعنف: قوم نمشى الحاج يوسف نشيل الفاتحة!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: Elsuhaili Magzoub)
|
Quote: He was one of the best men I ever met |
الاخ السهيلى سلمت يا من طببه فى لحظات مهيبة لا يصمد فيها كثيرون عزائى فى ابراهيم لا ينقصى بالمراسم الشرعية والعرفية, ولا بالسنين التى مرت على وفاته المفجعة,عزاء احتاجه بمرارة كلما التقيت من عاصره اوقابله فى اى مناسبة\مكان\زمان, هو حزن اضيف لاحزانى المقيمة فى هذا الكون اجتره فى صمت وفى صخب كيفما اشاء. عشت مع سفيان وبابكر اسحق فترة طويلة, تجئ سيرة ابراهيم فنلوذ بصمت ندرك منتاه, لا يشفينا من مرارة الحزن الا هيامنا فيما تبقى من زقلوناوكمية من العرقى تتجرعه بطوننا كالسم! ايوة عرقى, حزننا ونحن احرار فى كيفية تهدئته. يا صديق ابراهيم وصديقى, ابراهيم وروحه يدفعانى دفعا للجنون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
[قذفها ياسر فى وجهى وانتحب, هرب الباقون من الغرفة لَئلا يشهدوا انهيارًا مؤكدًا, تحركت امعائي فى محاولةٍ لِلفظ بقايا عرقى مرزوق المغشوشْ, ضرطتُ بصوتٍ عالٍ, أسندتُ ِرسغى إلى الحائطِ, وتركتُ دموعى حرةً تحفِرُ اخاديداً فى صفحة وجهى الذى تغضّن بفعل الجوعِ والهّم والاجتماعاتِ العقيمة.] لا اعرف لماذا تذكرت الان رفيق روحى زهاء الطاهر بنوعية تلك الكتابة المباغته والجريئة كتابة من صخر القلب منحوتة شكرا لك يا محى شكرا لك كثيرا ليس لانك تذكرنى بمن مضى لكنك تكتب بمقدرة عالية على التوهان تتوه قارئك فى روحك ويتوه معك فلا يود انسرابا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
الاستاذة سلمى الشيخ شكرا لك لمشاطرتنا هذا الحزن الذى نكابده, والمرحوم زهاء الطاهر لن تبلغ خربشاتى القاتمةهذى سن حذاءه, وهذا حزن اخر على كاتب مجيد بحق فى زمن وضيع. اكتبى لنا عنه تشملك رحمة عرضها السماء والارض.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: abubakr)
|
Quote: سفهت قوله لأنى كنت اعتقد جازماً أن الناس السودانيين يموتون فقط من الملاريا والكوليرا والتايفويد, وأحياناً بالغُبن من حكامهم. لكننى تذكرت بغتة أن مشروع إبراهيم للتخرج كان حول علاقة الإسبستوس بمرض السرطان, قلبتها يميناً ويساراً وضحكت من نفسى: إنت جنيت ولا شنو؟ سرطان دة ما مرض بروتاريا! |
Thx Mohieldin for the painful narration.x
May his soul rest in peace.x
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: abubakr)
|
الاخ العزيز ابوبكر انسربت لنا الحميمية ممن كانت تضج بها مساماتهم حباً مطلقاً للحياة والناس, إمتصوا السلبى والانانى بقدرة مدهشة ومضوا غير مودعين لتيقنهم من اللقيا. ولتشمل الرحمة الجميع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
محى الدين
الحزن لا يتخير الدمع ثيابا كى يسمى بالقواميس بكاء
الصادق الرضى غناء العزلة ضد العزلة
وابراهيم قد رحل عرفته فى سنين غابرات كان وقتها طالبا بجامعة جوبا من اول لحظة كان حبيبا للقلب بطيبته وعفويته وحميميته قلت له انك تشبه صديقى عبدالرحمن محمد حسن قال لى من الجبلين ؟ قلت نعم قال: انه قريبى قلت: اذن يظل النهر لمجراه امينا. وتواصلنا فصل من جامعة جوبا وواصل فى الاهلية ولم ينهزم بل كان اكثر ثباتا وايمانا بزمن اجمل فتجده فى جمعيات المجتمع المدنى مرة مع الطفولة المشردة ومرة فى حماية البيئة والامل يشع من وجهه المنهك فوداعا ياصديقنا الجميل وسلام عليك فى العالمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: Tariq Mohamed Osman)
|
العزيز محي الدين ابكر (أبو سامي )
Quote: قذفها ياسر فى وجهى وانتحب, هرب الباقون من الغرفة لَئلا يشهدوا انهيارًا مؤكدًا, تحركت امعائي فى محاولةٍ لِلفظ بقايا عرقى مرزوق المغشوشْ, ضرطتُ بصوتٍ عالٍ, أسندتُ ِرسغى إلى الحائطِ, وتركتُ دموعى حرةً تحفِرُ اخاديداً فى صفحة وجهى الذى تغضّن بفعل الجوعِ والهّم والاجتماعاتِ العقيمة. لحظة مغادرة المشيعين مقابر أحمد شرفى, وبعد ان تأكدتُ من أن أبى قد أصبح مجرد ِنتؤٍ فى رقعة غريبة,كئيبة, تخلصتُ من مخزون دموعى ولم ادخرُ قطرةً لأحد, لكن هاهو إبراهيم الباشا يعاود استحلابها دماً.
|
Quote: فى ظهيرةِ خميسٍ ماطرٍ التقينا فى السوق الشعبى امدرمان, تحت مظلة من الزنك تقينا والسابلة البلل, باسماً كعادته حيانى, تحرك وابتسامته تتسع: شايفك فى الجامعة الاهلية والحارة خمستاشر. اجبته باننى أدرس هناك وأسكن حيث اشار. كعادتى لا أستطيع إبتدار ونسة من اى نوع, قلتُ ببلاهة: شايفك برضو فى قاعات بيئية.قلتها كاذباً لاننى اعرفه جيداً. صمتُ قليلاً, فجاة حدثنى مشجعاً وكأنه لمح اصابع الجوع تمسك بخناقى: شكلك جعان؟؟!! اجبته نعم. |
Quote: حدثنى معلمى الحزبى بقلق: ابراهيم عندو سرطان! سفهت قوله لأنى كنت اعتقد جازماً أن الناس السودانيين يموتون فقط من الملاريا والكوليرا والتايفويد, وأحياناً بالغُبن من حكامهم. لكننى تذكرت بغتة أن مشروع إبراهيم للتخرج كان حول علاقة الإسبستوس بمرض السرطان, قلبتها يميناً ويساراً وضحكت من نفسى: إنت جنيت ولا شنو؟ سرطان دة ما مرض بروتاريا! |
ما اروعك و انت تكتب هذا الحزن العميق و هذه الاحاسيس الانسانيةالصادقة .. تابعت كل ما كتبته كلمة كلمة ..و اعدت القراءة لأكثر من مرة ..و كنت كلما أفعل أجدني اخرج بقناعة ان السياسة و متفرعاتها قد حرمتنا من ادب يضرب بعمق في الارض و يتعلق بقوة بجذور تلك الارض ..
----
الرحمة و المغفرة للفقيد الراحل ابراهيم الباشا .. و ليحسن الله دائمأ عزاء اسرته و اصدقائه ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: Tariq Mohamed Osman)
|
الاخ طارق محمد عثمان إبراهيم كان شعلة من النشاط الذهنى والتنظيمى والمدنى لم تنضب حتى اخر لحظاته, وقريبه صديقك الاستاذ عبدالرحمن محمد الحسن هو من قصدت, عرفته مدرساً لى, ورياضياً وجارا, وزميلاً, هذا الرجل هو الوحيد الذى لم يختلف الناس فى نبل اخلاقه...واظن منه ابراهيم اخذ الكثير, التحية له وهو يضئ حتى الاحتراق, رافضا تحويل الحق الاساسى للبشر الى دكانة خاصة تبيع العقول النجاح الكاذب ولإبراهيم الخلود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
عزيزي محي الدين ,,,,,,, اذهلتني و ابكيتني ,,,,اذهلتني ياسلوبك المليان احساس و نبل و قدرة فائقة و صادقة عن التعبير ,,,,,,,,, حزنت علي الباشا و انا الذي لا اعرفه شخصيا و لكن بكيت لان ما كتبته اناب عن عدم قدرتي في التعبير عن اعزاء فقدتهم و فقط بكيت عليهم,,,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
ياسلام يامحى الدين كتابة راقية تعنى بالصدق والإنسان والذكرى ولابراهيم الباشا لم يعد للنبع غير المنحنى ارهف القلب على نبض المناجل ما المنايا انها اقدارنا وامتداد البحر احضان السواحل لا الوم الليل والنجم هوى يعتلى المتاريس الجنادل
او كما قال عمك الشاعر الحى جيلى عبد الرحمن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: Osman Musa)
|
العزيز محي تحياتي هانذا مجبر للدخول مرة اخري لهذا المنتدي من الشباك عبر باسوورد العزيز عاكف فقد اجبرتني كتابتك السلسة وذكري العزيز الباشا علي الدخول. تعرفت علي الراحل الباشا عن طريق ابن اختي احمد رمرم زميل دراسته في جوبا وزميله في التنظيم والفصل فتوجه احمد للفرع وتوجه الباشا للاهليةولم تنقطع الصلة بينهم........ كان يحدثني عن تفوق الباشا الاكاديمي (اول الدفعة حتي تخرج علي ما اذكر) في زمن كان الزملاء يتم تخفيضهم في (ج.د) اكاديميا ,, فقد كان وجها زاهرا جمع بين الابتسامة والجدية ولا اخفي سرا اذا قلت انني احببت (ابو شنب) في شخص الباشا. تخريمة: صديقي محي الدين خفف العرقي شوية حتي لا نفقدك ايضا. صديقك ابدا ادهم عبد الرحمن نصر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: عاكف مختار)
|
الاخ محي الدين، تحياتي قلبت علينا مواجع كنا نهرب منها كثيرا بمشاغل الحياة اعدتني الي ذلك الحزن والفقد الجلل في شباب يندر في هذه الحياة ان تلتقي بهم مرة اخري ، كانت لهم روح صوفية حقيقية ، وحب كبير لشعبهم ، وعشق بلا حدود لخدمة قضايا الشعب في الحرية والديموقراطية وكرامة الانسان وهم اتوا من تلك الفيافي اذ ان فخري هارون صديقي العزيز من نيالا وانت تعرف كيف كان يتسامي فوق الصغائر ، وكذلك الباشا القادم من النيل الازرق ، وهما بتلك النحافة في الجسم والضخامة في المسؤولية وعزة النفس كانوا يبحثون عن درب يشقون به طريقا للاخرين ، لا يكلون متاعب الحياة وعنفها وكلاب الامن تطاردهم تجدهم يؤسرون علي انفسهم ، تلك طاقة جبارة .... انا حزين جدا ولا استطيع ان اواصل هذه السيرة النبيلة لانهم في مقام عال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: مصطفي سري)
|
الأخ مصطفى سرى- معلمى الحزبى وغير الحزبى اعرف أن سيرة إبراهيم وفخرى تجلب الحزن والشقاء, تلجم الاقلام وتبعثر العقول, ووصفك لهم كأحد معاصريهم عن قرب شديد لا مزيد عليه, وهنا موطن الجرح والالم, اننا نفقدهم مجانا هكذا! مقدر واعشم فى مزيد من الحديث عن فخرى وابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: عاكف مختار)
|
الصديق العزيز أدهم نصر الشكر للاخ عاكف الذى جعلك تطل علينا بعد هذه السنين التى طالت ومسخت علينا الحياه على مساختها المزمنة, ابراهيم كما ذكرت كان ذكيا جدا ومجتهدا, لو قدر له العيش لفعل الكثير من اجل احبته من فقراء الارض. كان وجها مشرقاوشيوعى حقيقى, الشيوعى الذى اراده الشهيد عبدالخالق فى (اصلاح الخطأ), وكان ما كان وكان.
Quote: صديقي محي الدين خفف العرقي شوية حتي لا نفقدك ايضا. |
شكرا لنصيحتك يا غالى وقد عملت بها منذ مدة. راسلنى ياصديقى, فاخبارك تهمنى جدا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: عمر ادريس محمد)
|
الاخ عمر اديس محمد فى ابيات الشاعر العظيم جيلى بعض العزاء, لكنهم, اصدقاءئنا ورفاقنا يمضون, تاركينا لعذابات الفقد وضياع البوصلة, كنا نتكئ فى ارواحهم اللطيفة هربا عن عنت وجبروت الاسلام السياسى وتوابعه, مضوا وتركونا نتخبط فى طرقات اشد وعورة مما كانت, اخشوشنت النفوس واجدبت قلوب, كان ابراهيم فى قمة الانهاك والضغط لا تجده الا باسما مخففا عن نفسه وعنك, محترقا من الداخل كى تبقى انت, يوهن جسده النحيل كى تستمد القدرة على المسير, ترياقا كان ضد اتراجع والانكسار والشعور بالهزيمة واللا جدوى...كان ابراهيم وكان, كان بعض اله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
الاخ محي الدين... اعرف الاخ ابراهيم الباشا... زميل دراسه في جامعه جوبا... و انا قد تركت السودان قبل سنين و في احدي المرات اتصلت بصديق عزيز و زميل دراسه و رحت استرجع معه تلك الفتره و زملاء الدراسه... فاخبرني بوفاة الاخ الباشا... رحم الله الاخ الباشا و اسكنه فسيح جناته...
محجوب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
Quote: لحظة مغادرة المشيعين مقابر أحمد شرفى, وبعد ان تأكدتُ من أن أبى قد أصبح مجرد ِنتؤٍ فى رقعة غريبة,كئيبة, تخلصتُ من مخزون دموعى ولم ادخرُ قطرةً لأحد, لكن هاهو إبراهيم الباشا يعاود استحلابها دماً. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: Elsuhaili Magzoub)
|
الاخوة الاعزاء ابوبكر احمد يوسف ابوحريرة طارق محمد عثمان محمدين حمد اسحق خالد العبيد عدالغفار محمد سعيد أشرف الحلبى السهيلى مجذوب عمر إدريس محمد عثمان موسى ادهم نصر مصطفى سرّى محجوب عبدالله شكرا لمروركم والتعبير عن حزنكم لفقدنا الاليم, الاخ العزيز إبراهيم الباشا والذى اعتبره فى مقام الشهيد واعتذر عن تأخرى فى الرود والبوست ملككم وساعود للرد عليكم فردا فردا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: نهال الطيب)
|
الاخت نهال الطيب شكرا لهذا الدفق من المشاعر, وهم يا اختى اصدقاء اخصب فترات حياتنا الحافلة بعذابات الجسد والروح والعقل. لك مثلها وللرائعين ممن مروا فى حياتنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
سلامات .. لك محي ولروحه الطاهرة رحمه الله من شقيقة روحي وصديقته إبتهال(نورا) :
Quote: هاهو مفجوع آخر برحيلك ياباشا يظهر بجرح جديد قديم دامي وكنت أظنني وحدي أبكيك ليل نهار ،مشكلتي في رحيلك إني أكرهه ،أرفضه وأتحاشاه ما قدرت ـ إلى أن جئت يامحي الدين وكأنك تخضني خضا أن أبكيه ـ ـ ـ كفى ،ولكني لا أستطيع ولا أدري إن كنت أريد أصلا أن أعلن وأقر لنفسي برحيله بدمعة ،بل العكس تجدني كلما ركت عصفورته في البال أغني أهزوجة لاأذكر من ألفها من الأصحاب حينها "أوعك تقطع صفقة شجرة ـ ـ ـ عشان مايجونا شهاب والباشا " ـ ذهب منا أجملنا يا صديقي ، موت الأصدقاء يجعلنا أيتام من نوع فريد ـ رحمة الله على نزار عثمان ، نصر الدين الرشيد ، فخري هارون و ـ ـ ـ ـ ـ إبراهيم الباشا!
تسلم عزيزي محي الدين
بهلة |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: تماضر الخنساء حمزه)
|
الاخت تماضر شكرا لك ولنافذتك التى اطلت منها الصديقة ابتهال, وابتهال لو تعلمين ممن يندر ان يتكرر نبلهن فى هذه الحياه, واذكر لها الكثير مما ينبئ عن معدنها, وحتما سيجئ وقت الكتابة عن ملح الارض, اصدقاء ذلك الزمن , المختبر الحقيقى لقوة افكار الناس وانسانيتها. ويا ابتهال اعذرينى لنبش هذا الالم, لكننى مثلك لم استطيع الاحتمال, فكلما تمر الايام تزداد ذكرى ابراهيم توهجا وحضورا, حتى خلت ان موت ابراهيم محض وهم, فقلبت كراريسى واتيتكم به يقطر دما لتعينونى. سلام يغشاك اينما كنت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
رحم الله من غمروكم بذكرياتهم الطيِّبة .. وإنتصرت هذه الذكريات على الزمن .. فأجدكم تتحدَّثون وتحكون..وكأن الرحيل كان بالأمس..أو في ذات اليوم.. شكراً محي..إبتهال..
شكراً لمن رحل وترك فيكم أجمل مافيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: محمدين محمد اسحق)
|
ود ابكر اتذكر كيف هضربت في ذلك النهار المريسي وانت تقراء شنوا اجيبي بلغة الخواجات ( الاشياء تتداعى ) انا واصدقائي اولاد البلاد الفقيره رسمنا لك ذلك الفخ المسرحي ان اعشناك في ذلك الوهم .. ولكنا نجحنا في ان نجعلك تؤمن بان تلك اللحظه هي الحقيقة عندما كشحنا للاسلاف قليلا مما نشتري بغالي النفوس ود ابكر اكتب ما تعطيه لك تلك الذاكره الجميله واترك لنا باقي الرسومات ونحبك الجمام معتصم حمد محمد كابو مرهف سامي ابنك منعم وفاطمة وذلك البيت اللعين في الحارة كم وعشرين والكهرباء المســــــــــــــــــروقه من الشارع ليذاكر اولاد الشوارع واحبــــــــــــــــــــتك معتصم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: معتصم ود الجمام)
|
ابو مرهف سلام وتحايا اذكر تلك الايام, ايام "الغابة التوحشة", وقد اسميناها على ماوصف شينوا اتشيبى فى تلك الرواية الرائعة. كل ذلك مدون يا معتصم, موت ابراهيم يا صديقى ادخل الخوف من اندثار الذكرى فى وجداننا, نكتبها ليقرأمرهف و سامى كيف أن لهم اعماما وزملاء عاليى المقام, لم تنجب مثلهم إمرأة فى طيننا السودانى قط... جهز فرشاتك, لم انس لحظة من تلك الايام, خصوصا نهار القبض على ومحمد مرزوق, وانتم منتظرون حضورنا وحلة عدسكم الشهى تملأ اثير الاتنين وعشرين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبراهيم الباشا مات! (Re: تماضر الخنساء حمزه)
|
الاخت تماضر شكرا جميلا... كثيرون هم من غمروا ارواحنا بعاطر الذكرى, من فرط حياءهم لا استطيع ويا للاسف الكتابة عن الاحياء منهم, فهذا الوطن كنز سطا عليه لصوص اشد لؤما من اصحاب على بابا, لكنهم لن يستطيعوا سلبنا ذكريات عزيزة لناس ساهموا هم ذاتهم فى تسريع غيابهم. تحياتى لابتهال.
| |
|
|
|
|
|
|
|