|
|
 بيتر بيننا: محمد المعتصم حاكم في صفوف الحركة الشعبية/بقلم: فخرالدين كرار*دبلوماسي سابق
|
بيتر بيننا: محمد المعتصم حاكم في صفوف الحركة الشعبية
بقلم: فخرالدين كرار*
سعدت حقاً وأنا أتلقى نبأ انضمام المناضل الجسور الأستاذ محمد المعتصم حاكم "بيتر" إلى صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان. فقد عرفت حاكم الذي يشتهر بين ثلة أصدقائه المقربين بلقب "بيتر" بعد أن قابلته في صحبة أصدقائي وزملائي بكلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم في الفترة من منتصف السبعينيات إلى مطلع ثمانينيات القرن العشرين، ومنهم الراحل المقيم الزعيم ابن الزعيم محمد إسماعيل الأزهري والدكتور إسماعيل أحمد إسماعيل أبو، أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم والدكتور الفاضل أحمد علي كرار أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزيرة والأخ الصديق الاقتصادي سيف الدولة التجاني وصديق العمر وزميل رحلة الحياة المهنية والاجتماعية الدبلوماسي عصمت كامل قباني رد الله غربته. كان حاكم حينها يعمل في مكتب التربية الرياضية بجامعة الخرطوم برفقة مديره المايسترو يوسف مرحوم. وكان حاكم أو بيتر، وهو رجل اجتماعي لا يمكنك أن تمل رفقته وأنسه، هو المحرك لشعلة النشاط الرياضي في الجامعة وكان مكتبه قبلة للطلاب والأساتذة والرياضيين والصحفيين وأهل الفن والرموز الرياضية والاجتماعية من خارج أسوار الجامعة. وقد عرفت بيتر رجلاً دمث الخلق ومثقفاً مطلعاً وصاحب همة لا تفتر في المساهمة في الشأن العام، ويكفيه هنا تاريخه النضالي المشرف.
غير أن حفاوتنا بانضمام بيتر للحركة الشعبية ينبغي أن لا تُفهم من باب الشماتة في الحزب الكبير الذي جاء منه الرجل، فلسنا ممن يستسيغون هذا نهج المكايدات الذي عانت منه الساحة السياسية في بلادنا خلال عهودها المختلفة وعلى الأخص في عهد الإنقاذ الحالي، بعد أن تواترت خلال العقدين المنصرمين ظاهرة الهجرات المتواصلة لكوادر قيادية من أحزاب إلى أحزاب أخرى، وهي الظاهرة التي لم توفر حزباً في السودان بما في ذلك الحزب القابض على زمام السلطة نفسه. وأنا أعتبرها دليل حراك وحيوية في الحياة السياسية، وبالطبع فهي ليست بدعة مقتصرة علينا، فقد شهدناها حتى في الدول ذات التجارب الحزبية العريقة، ولذلك ينبغي أن لا تثير أي حساسية. فالأحزاب في نهاية المطاف مؤسسات يؤمها البشر ويعملون في إطارها، ومن حق منتسبيها إن يبدلوا مواقعهم فيها إن قصُرت برامجها أو ضعُف أداؤها إلى الحد الذي لا يلبي تطلعات الأعضاء في تحقيق رؤى التغيير إلى الأفضل أو يمنعهم من تحقيق طموحاتهم في الارتقاء بمجتمعاتهم أو حتى تحقيق رغبتهم في الوصول إلى أعلى مراقي هرمها التنظيمي. صحيح أن الولاء للحزب مطلوب والالتزام بالمبادئ والرؤى واجب مقدس، غير أن هذا لا يعني إلزام الأعضاء بالاستمرار في القبض على جمر الولاء بينما يتجاهل التنظيم أو الحزب أمر عضويته التي هي وقوده وشعلته الدائمة، فلا يقيم لها قيمة ولا يستفيد منها ولا يستمع إلى رأيها. هذا أمر ينسحب على جميع أحزابنا التي تسعى إلى تأسيس ممارسة حزبية راشدة ومعافاة من الاستبداد والعبث التنظيمي والخواء الفكري والافتقار إلى البرامج اللازمة لمعالجة مشكلات البلاد الكبرى. وكان حرباً برجل كهذا أن يصعد إلى مرتبة تليق بأدائه المتميز ككادر حركي وفكري، ولكنها "الكنكشة" التي أعيت من يداويها في طرفي الحكم والمعارضة.
بقى أن نشيد هنا بمحمد المعتصم حاكم الذي ناضل في صفوف الحزب الاتحادي الديمقراطي وكان مدافعاً شرساً عن قيم الحرية والديمقراطية والعدالة والنزاهة التي التزم بها سلوكاً ومبادئ لا يحيد عنها. وذهب حاكم إلى حد الدفاع عن هذه المبادئ في ساحات القتال فكان كما عهدناه ثورياً شامخاً لا تفتر له همة ولا تثنيه الصعاب عن سعيه الدءوب لتحقيق أحلام الجماهير الكادحة التي أتى من صفوفها. وكانت لبيتر إسهاماته الفكرية الواضحة في الدعوة إلى الديمقراطية الحقة والتبشير بقيم التسامح والتعدد ونبذ التطرف والغلو والهوس الفكري والديني وهو من نعرف صلابة في منازلة الأنظمة الاستبدادية. وقد تابعنا بإعجاب كتاباته المستنيرة وإسهاماته التي لم تنقطع، خاصة عاموده الثابت في صفحة السودان الأسبوعية بصحيفة الوفد المصرية إبان فترة النضال المستميت ضد القمع والاستبداد الذي جاء به نظام الإنقاذ في مطلع التسعينيات من القرن الماضي والذي تواصل بدرجات متفاوتة إلى يومنا هذا. وكانت لبيتر مساهماته المهمة في إسقاط دكتاتورية جعفر نميري وكلها أدوار تشكل رصيداً نضاليا لا يستهان به وسيحفظها له التاريخ في صحائف بيضاء.
ظل بيتر ملتزماً أدبه الجم وتواضعه الكبير وقد عرفه الجميع "زول شغل" خلال فترة عمله بجامعة الخرطوم، وله يعود الفضل في تنشيط العمل بمكتب التربية الرياضية الذي كان يديره المايسترو يوسف مرحوم. وتولى يوسف مرحوم تطوير المنشط الذي أجاد فيه على مستوى الفريق القومي السوداني وهو كرة القدم، فكانت منافسات منتخبات الكليات وكان منتخب جامعة الخرطوم المتميز لكرة القدم، بحارسه العملاق "كرم" من كلية الهندسة الذي جعل علي قاقارين يقول "والله كرمكم دا أتعبنا" في تلك المباراة الشهيرة بين منتخب الجامعة وفريق الصنداي "نجوم العهد الذهبي لكرة القدم في السودان"، ومحمد عبدالله مازدا من كلية الآداب، اللاعب الخلوق الذي ما يزال عطاؤه الكروي يتواصل حتى اليوم. أما بيتر فقد سخر تخصصه العملي في التربية الرياضية وركز على تطوير الألعاب الجماعية والفردية الأخرى مثل الكرة الطائرة وكرة السلة والسباحة والتنس الأرضي والاسكواش والهوكي العشبي. وأذكر هنا أنني قد انتميت لفريق الهوكي العشبي الذي كان يدربه البروفيسور سنغ، أستاذ علم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة الخرطوم في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين. وبفضله ازدهرت هذه اللعبة وتكونت فرق في مراكز الشباب ومنها فريق مركز شباب السجانة. وحققت الجامعة حضوراً متميزاً باسم السودان في بطولات قارية ودولية للجامعات في لعبتي الكرة الطائرة وكرة السلة. وهذا جهد مهم لأنه يضاف إلى رصيد النشاط العام لبيتر المتعدد المواهب.
وها هو بيتر ينضم إلى صفوف الحركة الشعبية بهذه الخبرة الكبيرة في العمل السياسي والصحفي وبهذه الخلفية الثرة من النشاط الاجتماعي الواسع. ونتمنى على رفاقنا في قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأخص منهم أستاذنا الدكتور منصور خالد والقائد باقان أموم الأمين العام للحركة ومالك عقار أمين قطاع الشمال والدكتور محمد يوسف أحمد المصطفى والقائد ياسر عرمان، أن يعملوا على الاستفادة من هذه الطاقة الفكرية والقيادية الجبارة لدى الرجل في رحاب الحركة الشعبية لتحرير السودان المدافع الأول عن قضايا المهمشين أينما كانوا.
نرفع التحية لمحمد المصطفى حاكم أو بيتر كما يلو لنا أن نسميه ونحن على ثقة من أنه سيكون إضافة كبيرة لرفاقه في الحركة الشعبية لتحرير السودان وسيجد متسعاً فيها يتيح له الإسهام الفاعل في تحقيق برامج الحركة وإنجاز رؤية زعيمها التاريخي الراحل المقيم الدكتور جون قرنق دي مبيور وحادي ركبها الحالي القائد الأشم الفريق سلفا كير ميارديت الذي أقسم أن لا تنطفئ الشعلة التي أوقدها دكتور جون حتى نرى سوداناً جديداً يسع الجميع من دون أي تمييز أو ظلم. وتتواصل المسيرة المجيدة بعزم الرجال وجهدهم وتضحياتهم.
* دبلوماسي سابق
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بيتر بيننا: محمد المعتصم حاكم في صفوف الحركة الشعبية/بقلم: فخرالدين كرار*دبلوماسي سابق (Re: بكرى ابوبكر)
|
| Quote: نرفع التحية لمحمد المصطفى حاكم أو بيتر كما يلو لنا أن نسميه ونحن على ثقة من أنه سيكون إضافة كبيرة لرفاقه في الحركة الشعبية لتحرير السودان وسيجد متسعاً فيها يتيح له الإسهام الفاعل في تحقيق برامج الحركة وإنجاز رؤية زعيمها التاريخي الراحل المقيم الدكتور جون قرنق دي مبيور وحادي ركبها الحالي القائد الأشم الفريق سلفا كير ميارديت الذي أقسم أن لا تنطفئ الشعلة التي أوقدها دكتور جون حتى نرى سوداناً جديداً يسع الجميع من دون أي تمييز أو ظلم. وتتواصل المسيرة المجيدة بعزم الرجال وجهدهم وتضحياتهم. |
وبعزم النساء كذلك..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
بكرى ابوبكر
Adil Osman
Murtada Gafar
Anwar Elhaj
shahto
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست