الانقاذ وثورة اكتوبر 1964/جبريل حسن احمد

Quote: الانقاذ وثورة اكتوبر 1964 المشاهد للتلفزيون السوداني هذه الايام ينتابه شعور بان حكومة الانقاذ قررت اجراء الانتخابات و انها بدأت الدعاية لحزبها ودليلنا على ذلك ظهور عثمان خالد مضوي وكبار المنتفعين من الانقاذ و حائكي المكائد و مدبري الانقلابات للحديث عن الحركة الاسلامية ودورها الرائد في كل مفاصل الحياة في السودان والعالم وايهام الناس بان السودان في عهدهم تقدم تقدما يضعه في مصاف النمور الاسوية ، يعرضون كل ما هو جميل في الخرطوم الحدائق الغناء والمياه الرقراقة والوجوه الناعمة والسرر المرفوعة والاكواب الموضوعة والنمارق المصفوفة ويخفون البؤس والفقر والذل والمهانة التي يعيش فيها اغلب اهل السودان . عثمان خالد مضوي من مدبري انقلاب عام 1989 الكبار اليوم يكرر الظهور في تلفزيون السودان ويحكي كما يشاء ، يحكي عن ايامه في الكتاتيب وعن ذاته و اقرانه ومدرسيه ويضخم دوره ودور جماعته التي يحلو له ان يسميها الحركة الاسلامية في ثورة اكتوبر عام 1964 لدرجة لا تصدق وتثير الاستنكار في نفس كل من عايش تلك الايام ومشى في مظاهراتها حتى اذا كان من العامة مثلي ، عندما يصير الكذب وتضخيم الذات منفر يرغم الشاهد ان يقول ما يعرفه مع علمي واعترافي بانني لم اكن من اللاعبين الأساسيين ولكنني كنت شاهد ومستنفر من ضمن الحشود التي اذا تم تفكيكها نجد انها مكونة من افراد هم انا وهو وهي . اقول صراحة لم يكن للذين يدعون انهم اتجاه إسلامي دور يذكر في ثورة اكتوبر المجيدة التي يدعي عثمان خالد أبوتها في الزمن حرموا فيه الآخرين حتى من ألحكي . شهيد اكتوبر الاول احمد القرشي الذي كان اغتياله الشرارة التي أوقدت ثورة اكتوبر من اهالي قرية القراصة الواقعة ضمن ريفي المناقل, درس المدرسة المتوسطة في مدرسة الدلنج الريفية والمرحلة الثانوية في مدرسة الفاشر الثانوية ، دخلها في عام 1958 وكانت دفعته هي الثانية في مدرسة الفاشر الثانوية التي فتحت في عام 1957 لم يشتهر باي صفة تميزه عن اقرانه كان مؤدبا مهذبا ولم يكن رياضيا لانه كان اعرج ، لم يكن من جماعة الاخوان المسلمين الذين لم يكن لهم وجود يذكر في مدرسة الفاشر في ذلك الزمن ولا اظن انه كان كوزا او قياديا عندما كان طالبا في جامعة الخرطوم . يدعي عثمان خالد بان جماعته كانوا فاعلين في إسقاط نظام عبود وكذلك في اسقاط حكومة اكتوبر الاولى التي كانت من المهنيين وان الكل كان يسير خلف اقتراحاته مع اننا نعلم وندرك بان الزمن الذي يتحدث عنه عثمان كان زمن الكبار المحجوب ، زروق ، عبد الخالق محجوب وغيرهم من الفطاحل . الشرارة التي أحرقت نظام عبود كانت من جامعة الخرطوم التى أغلقت ابوابها وسافر طلبتها الذين كان جلهم من ابناء الاقاليم وكانوا يعتمدون في عيشهم على الداخليات كما ان عدد الطلبة من ابناء الخرطوم فى الجامعة في ذلك الزمان كان قليلا حيث ان مستوى ثانويان الخرطوم كان هابطا 0طلبة المعهد الفنى كان لهم دورا بارزا فى تقدم الصفوف ورفع راية الثورة على نظام عبود وقد وفق الله اتحاد طلبة المعهد الفنى فى اختيار الطالب عبد الحميد الفضل رئيسا للاتحاد كان عبد الحميد خطيبا مفوها وطاقة لا يصيبها االضعف والتعب كان مقبولا فى كل الميادين التى وقف وخطب فيها ، كان قائدا ميدانيا للجماهير والطلبة ولم يكن عبد الحميد عضوا فى جماعة الإخوان ولا منتميا لليسار بل انه من أوائل كوادر حزب الامة فى المعاهد والجامعات وهو لا يزال على عهده مع حزب الامة . كافا الشعب نضال طلبة المعهد الفني باختيار عميد المعهد الفنى السيد سر الختم الخليفة رئيسا للوزراء 0ذكر عثمان خالد بان الإسلاميين كتبوا بيانا ضد حكومة اكتوبر ووزعوه فى المساجد و الشيء الذي يعرفه اهل السودان بل البشر قاطبة ان الانسان يكرم اهل الإحسان واذا كان لجماعة عثمان خالد دورا مشهودا فى ثورة اكتوبر وعملا مستحسنا فى اسقاط حكومة ثورة اكتوبر فما الذى جنوه من كل هذا العمل فى انتخابات عام 1965 كل مقاعد الخريجين تقريبا فاز بها اليسار عدوهم اللدود ولم ينالوا مقعدا واحدا من المقاعد الجغرافية 0هذه الجماعة ولدت فى عهد دكتاتورية النميرى وتخلقت بأخلاقها وجها باسما وخنجرا مسموما ، تميز عهدهم بالحروب الظالمة التى حصدت ملايين من البشر والفساد واستعداء الامم المتحدة ومجلس الامن على السودان الذى كان طيب السمعة قبل مجيئهم واستلامهم للسلطة 0 اعلنت جبهة الهيئات التى لم يكن فيها واحدا من جماعة عثمان خالد والاحزاب الإضراب العام فى السودان واستمر الاضراب لفترة ولكن بعض الموظفين والعمال بدءوا يتسللون للعمل و بفضل من الله صدر نداء للجماهير بالتوجه للقصر الجمهورى سارت الحشود وهى تهتف بسقوط نظام الجنرالات الفاشي وكانت أناشيد الفنان محمد وردى الحماسية تملا فضاء المدن الثلاثة وكانت السماء تردد اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق . فى ساحة القصر فتح بعض الجنود النار على الجماهير فمات عدد من الناس كانت دماءهم الطاهرة هي القشة التى قسمت ظهر البعير 0حيث لم يقبل بعض الضباط بقتل الجماهير الثائرة بهذه الصورة فحاصروا القصر واجبروا الفريق ابراهيم عبود الرجل الطيب على التنحى 0كتب قبل ايام وزير الداخلية السابق مزمل غندور في جريدة السوداني مقالا ذكر فيه بان الضابط الذى حاصر القصر وكان سببا فى تنحى عبود هو محمد الباقر احمد وقد كان المقال فرصة للسيد /غندور ان يذكر لنا بانه كان اول الدفعة ومحمد الباقر ثانيها ويا بخت الاوائل يعيشون كل عمرهم رافعين اكتافهم واعناقهم 0 محمد الباقر يبدوا هادئا ورزينا ومحترما ، صار فى عهد النميرى الاسود نائبا لرئيس الجمهورية والحكم يفسد كثير من الكرام ويبدوا ان المحافظة على الكرسي والصولجان تجعل الانسان يركل كل الفضائل ، حدثني احدهم بان الباقر وجههم بان يتخلصوا من الذين سماهم نظام النميرى مرتزقة فى عام 1976بالقائهم فى نهر النيل او المشي عليهم بالدبابات او حفر حفر ودفنهم فيها لان مدينه الخرطوم فقدت أعصابها من صوت الرصاص سبحان الله انتكس الرجل ونسأل الله ان يغفر ويجزيه خيرا على ما قدمه للسودان في ثورة اكتوبر التي رفعت رأس السودان عاليا . جبريل حسن احمد