عندما يتحدث الرئيس عن توفير الامن الغذائي( الخوف) لا (الأمن).. الغذائي..!! )

Quote: الخوف) لا (الأمن).. الغذائي..!! هويدا سر الختم كُتب في: 2007-12-08 صحيفه السودانى [email protected] بعد اداء صلاة الشكر في أعياد الحصاد بولاية القضارف قال السيد رئيس الجمهورية أنه يؤكد على اهتمام الدولة بتوفير الأمن الاقتصادي على اعتباره اهم مقومات الاستقرار بالبلاد. واهتمام الدولة بصغار المزارعين بتوفير التمويل الميسر لهم.. عند كل خطاب للرئيس في المناسبات المختلفة يخالجني شعور أن الرئيس يتحدث من ذات الخطاب السياسي الذي خاطب به المواطنين صبيحة يوم 30 يونيو عام 1989.. لا أقصد الكلمات. لكن بذات الشعارات التي ظلت حكومة الانقاذ ترددها على المنابر.. وكأني بالانقاذ لم تخرج من أسوار القصر لتطلع على أحوال المواطنين، بعيداً عن الاحتفاليات والبهارج أو حتى بعض التقارير الرسمية عن الأوضاع أو احاطات السادة النواب بالمجلس الوطني.. عندما يتحدث الرئيس عن توفير الامن الغذائي.. فإن أول من يسمعه نزلاء السجون في مختلف مدن السودان من المزارعين المعسرين.. الذين دخلوا السجون من ذات الأبواب التي يأمل السيد الرئيس أن توفر التمويل لهم.. إذا لم ينعم المزارع بـ(الأمن) فكيف يوفر (الأمن الغذائي) لغيره.. ثم من قال أن القوى الدولية لم تركع السودان بالإغاثات.. حجم الإغاثات الآن التي يستمطرها السودان من المجتمع الدولي فاقت أى عهد من العهود السابقة.. إذا جفت السماء انتشرت المجاعات وانتشر طلب الإغاثات.. واذا فاضت السماء أيضا خربت الديار والمزارع و مددنا اكفنا بطلب الإغاثات والجسور الجوية من الأشقاء والأعداء على حد سواء.. ونظرة واحدة الى منطقة (أم ضواً بان) في الخريف الماضي تكفي.. هذا بلا حاجة لذكر دارفور.. فتلك منطقة كاملة بشعبها واهلها تعيش تحت بند المنظمات والإغاثات.. والله وحده أعلم متى تخرج من حالها هذا.. الشعارات هي أكثر ما زرعه السودان منذ (18) عاماً وحصده مزيداً من الشعارات.. وليت السيد الرئيس يلقي نظرة خاطفة على برنامج (النفرة الخضراء).. ليرى كيف (نأكل مما نزرع ) من شعارات.. المال الذي ضُخ في الاعلان والإعلام.. ثم الواقع على الأرض.. كم من المساحات زرعها الإعلام.. وكم المساحات الخضراء على الأرض التي استفادت من هذه الاموال؟.. الأمن الغذائي يوفر الأمن الإنساني.. لكن كيف ذاك وقد أصبحت (الزراعة) السبب الأول الذي تستضيف به السجون روادها.. كم عدد المجرمين في السودان الذين يرتادون السجون.. وكم عدد المزارعين.. كيف يكون الأمن خوفاً؟..