عزراً مسئول الهيئة القومية للمياه مبرراتك لعدم تلوث المياه الجوفية بالخرطوم غير مقنع

Quote: الميــاه الملوثــة خطــر جـديــد يهــدد الصحـة .. (2/2) تحقيق: رحاب عبدالله جامعة الخرطوم: المياه الجوفية بولاية الخرطوم تتعرض لتلوث خطير!! فى الجزء الاول من التحقيق اكد لى البروفسور تاج السر بشير عبدالله مدير كرسى اليونسكو لتقنيات المياه بكلية "كمبيوتر مان" الجامعية وعضو البرنامج الدولى للمياه ان التحاليل لعدد من الآبار الجوفية اثبتت وجود تغيير نوعى كيميائى تمثل فى ارتفاع نسبة النترات اكثر من الحد المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية والتى تؤدى الى الموت الفجائى للاطفال بعد اصابتهم بمرض الازرقاق ، وتغيير ميكروبى تمثل فى زيادة عدد بكتريا القولون والتى مصدرها الغائط البشرى ليؤكد بذلك حدوث تسرب من شبكة الصرف الصحى الى شبكة المياه منبها الى ان الامر مربك وخطير ويشكل صافرة انذار ويوافقه فى ذلك الطيب محمد ابراهيم بإدارة صحة البيئة والرقابة على الاغذية ،مؤكدا ان معظم مياه الخرطوم بها مؤشر للتلوث وعزا ذلك الى ان حفر آبار السايفون اصبح يأخذ عمقا اقرب للمياه الجوفية وهذا مؤشر لاختلاطها مع مياه الصرف الصحى، مبينا ان الاسهالات المائية الاخيرة والتى ضربت عدداً من المناطق سببها الماء الملوث. الدكتور اسماعيل الكامش يشير الى ان 80 % من الامراض مرتبطة بالمياه و40 % منها عبارة عن اسهالات الامر الذى يعضد الحديث حول تردى صحة البيئة ورغم ان وزير التخطيط الاسبق د. شرف الدين بانقا يناهض الحديث وقال إنه يرفض التعميم بأن المياه ملوثه الا أنه يقر بإمكانية التلوث عبر المواسيرالمهترئة . سلطات المياه تعزل عدداً من الآبار بسبب الأضرار!! كل هذه دلائل ومؤشرات تؤكد تلوث مياه الآبار الجوفية والتى تكتسب اهمية قصوى وفقا لدكتور جمال الدين مرتضى عبده رئيس قسم الهندسة المدنية كلية جامعة الخرطوم فى حديثه لى بمكتبه امس الاول رغم ان الخرطوم تتمتع بمياه سطحية وفيرة جدا بين النيلين الازرق والابيض والنيل الرئيسى الا ان المياه الجوفية تغطى اكثر من 70 % من احتياجات مياه الشرب فى مناطق الاستهلاك وهى دائما لاتحتاج الى تنقية مثلما يحدث فى المياه السطحية التى تكلف تنقيتها من الطمى العالق كثيرا من الاموال بالاضافة الى المواد المستخدمة فى التنقية على صحة الانسان والبيئة النهرية التى يتم فيها التخلص من فضلات التنقية. خطورة تلوث المياه الجوفية ويؤكد د. جمال عبده ان المياه الجوفية بولاية الخرطوم تتعرض لتلوث خطيرواذا لم تتم اتخاذ التدابير اللازمة سيتم القضاء على هذا المصدر منبها ان لخطورة تلوث المياه الجوفية ورأى انها اكثر خطورة من تلوث المياه السطحية حيث ان تلوث المياه السطحية يظهر للعيان وبالتالى يمكن اكتشافه بسهولة ومن ثم معالجته اما تلوث المياه الجوفية يحدث تحت سطح الارض وهو غير ظاهر وينتشر فى الخزان الجوفى ويؤثر على مساحات كبيرة قبل اكتشافه مثله مثل مرض السرطان تماما وذكر ان معالجة تلوث الخزان الجوفى شبه مستحيلة ولايمكن استعادة الخزان الجوفى الملوث الى وضعه الطبيعى الاول. مصادر التلوث ولأن الحديث مجمله يصب فى تجريم نظام الصرف الصحى وتؤكد المعلومات صحة الاتهام الموجه للسايفون والمتمثل فى التركيب الخاطئ يؤكد د. جمال ان اهم مصدر لتلوث المياه الجوفية فى ولاية الخرطوم هو نظام الصرف الصحى حيث تنتشر آبار السايفون بكميات مهولة فى كل مناطق العاصمة وهى تصب مباشرة فى المياه الجوفية فى الطبقات العليا وتنتقل بمرور الزمن نحو البئر الى ان تصل بئر الضخ ونوه لخطورة انتشار شركات حفر آبار السايفون التى تعمل دون رقابة وتصل الى اعماق بعيدة بحيث تكون قريبة جدا من الاعماق التى تسحب منها مياه الشرب الامر الذى يؤثر بسهولة على ابار مياه الشرب . دراسة تؤكد انتقال الملوثات لعمق 200 متر وكشف د. جمال عن اجراء دراسة لتلوث المياه الجوفية بولاية الخرطوم بتمويل من منظمة اليونسكو ضمت عددا من الخبراء يعتمد على نموذج رياضى باستطاعته مع المتغيرات المتاحة التوقع او التنبوء بأن المياه بسبب المهددات هذه يمكن ان يحدث فيها هذا او ذاك وقد اثبتت الدراسة ان هنالك مناطق عالية القابلية للتلوث نسبة للخصائص الهايدروجيلوجيه للخزان الجوفى نفسه ،مشيرا الى ان هنالك مناطق منها الرياض والمنشية والصحافات ، مشيرا الى ان ذلك تبعه تطوير نموذج رياضى بالحاسب الالى للخزان الجوفى بولاية الخرطوم والذى اوضح ان الملوثات يمكن ان تنتقل الى اعماق بعيدة تصل اكثر من 200 متر خلال 20 عاما وهو العمق الذى تسحب منه ابار الشرب تقريبا فى مختلف مناطق العاصمة . ولكن لم يكن الخطأ فى تركيب السايفون وشبكات الصرف الصحى المصدر الوحيد لتلوث المياه الجوفية حيث اشار دكتور جمال الى ان هنالك مصادر اخرى منها استخدام الاسمدة فى المزارع ومكبات النفايات المنتشرة فى اطراف العاصمة وهى غير مصممه بالطريقة العلمية السليمة وبالتالى يسهل انتقال الملوثات منها الى المياه الجوفية . والشاهد ان هنالك حديثاً كثيراً حول تجديد شبكات المياه المهترئة وتعتقد جهات عديدة ان هناك ضرورة لتجديدها بعد ما اصبحت سببا لتلوث مياه الشرب وينفى مديرهيئة مياه ولاية الخرطوم المهندس خالد على ان تكون شبكة المياه سببا فى التلوث وقال فى اتصال هاتفى معى الاربعاء الماضى ان برنامج التجديد بدأ منذ منتصف العام الحالى وذلك لعدة اسباب هى عدم كفاءة هذه الشبكات وانتهاء العمر الافتراضى لها حيث انها تآكلت بعامل الزمن بجانب انه سعتها الاستيعابية صارت ضعيفة نتيجة للتوسع السكانى الافقى حيث انه كانت قد صممت وفق خطة اسكانية محددة. وقال ان هذه الاسباب ليس من بينها التلوث مشيرا الى ان الشبكات المهترئة كانت سببا لفقدان كمية من المياه والتجديد بهدف تقليل الفاقد وقال " لم نشعر اثناء عملنا لتجديد الشبكة بأى اثر لتلوث المياه بسبب هذه الشبكات" . ولكن هنالك عدداً من آبار مياه الشرب قد تم عزله من الشبكة نتيجة للتلوث ويقول د.جمال إن الشبكة المهترئة تمكن بسهولة دخول المياه الملوثة واختلاطها بمياه الشرب لاسيما وان هنالك عددا كبيرا جدا من موتورات المياه بالمنازل والتى تساعد على سحب المياه الملوثة واختلاطها بالمياه العذبة، وشدد على اهمية معالجة هذه الشبكات والتخلص من الموتورات اما بأمداد كميات كافية من المياه للمنازل او عمل صهاريج ارضية بالمنازل تصب فيها المياه بواسطة الجاذبية ومن ثم استخدام الموتورات لرفعها الى صهاريج علوية . وللمياه رائحة !! وبما ان المواطن يفهم ان صحة المياه تعنى خلوها من الروائح والطعم واللون فإن مواطنى منطقة جبل اولياء والكلاكلات واللاماب والشجرة يشتكون من وجود رائحة بالمياه وهنالك مايعضد شكواهم حيث ان من خصائص المياه ان تكون خالية من الرائحة والطعم. ويؤكد المهندس خالد على ان الرائحة بالمياه فى هذه المناطق ترجع لطبيعة الآبار الواقعة على النيل الابيض مبينا انها ليست تلوثا ويؤكد ان لديهم رقابة على وصول مياه صحية للمواطن بأجراء عمليات تحليل شهريا بمعمل وزارة الصحة ومعمل استاك القومى بالاضافة لمراقبة تركيب الابار وعدم السماح بتركيبها الا بعد اختبار المياه على ان يحدد المعمل صلاحيتها ثم يتبع ذلك المرور على الآبار ووضع التعقيم . كيفية حماية المياه الجوفية من التلوث ويؤمن علي حماية المياه الجوفيه باعتبارها موارد مائية لاجيال قادمة موضحا ان ادارة المياه الجوفية تحرص على ان يتم حفر البئر بالمواصفات الموضوعة واتباع المعايير اللازمة لحجز مياه الصرف عن المياه الجوفية، كل ذلك يشير لاهمية حمايتها من التلوث.. إذن ماهى الكيفية التى نأمن بها هذه الحماية؟ .. رئيس قسم الهندسة المدنية الدكتور جمال مرتضى عبده يوضح ان ذلك يتم بالتخلص تدريجيا من نظام ابار السايفون وعمل شبكات مجارى لتجميع مياه الصرف الصحى من المنازل ومعالجتها فى محطات معالجة بدلا من التخلص من هذه المياه التى تحمل تراكيز عالية من الملوثات فى المياه الجوفية وذلك بتجميع مياه الصرف الصحى ومعالجتها ومن ثم يمكن الاستفادة من هذه المياه المعالجة لاغراض الزراعة مشيرا الى ان هنالك بعض الدول تصل مراحل التنقية فيها الى مراحل متقدمة جدا بحيث يمكن شرب هذه المياه المعالجة ونبه لضرورة ايقاف عمليات حفر آبار السايفون بواسطة الماكينات ووضع مواصفات الزامية لحفر بئر السايفون واحواض التنقية وشدد على ضرورة المراقبة بواسطة السلطات المختصة ووضع القوانين اللازمة لحماية المياه الجوفية والعمل على انفاذها بواسطة السلطات ومعاقبة كل من يخالف هذه القوانين ،وتمكين السلطات المختصة وتوفير المعينات التى تمكنها من تنفيذ هذه القوانين ومراقبة نوعية هذه المياه بالفحص الدورى واجراء التحليلات الكيمائية والهايدرولوجية وتدريب العاملين بالمياه الجوفية على التصميم السليم للبئر وكيفية حمايتها من التلوث مع كيفية اختبار الموقع الصحيح للبئر . مفارقات رغم هذه الشواهد التى تؤكد تلوث المياه الا ان من مفارقات وزارة الصحة تعتبر ان الحديث حول تلوث المياه حرب تشنها شركات انتاج المياه المعدنية والاجهزة الاعلامية ،حيث اعتبر حسن بشير مدير ادارة صحة البيئة بوزارة الصحة ولاية الخرطوم ان الحديث عن تلوث المياه حرب تشنها بعض الجهات ذات المصلحة منها شركات المياه التى تسعى للربح من وراء ذلك. ورغم ان ادارة صحة البيئة لديها صلاحيات ونفوذ فى الحصول على معلومات اكثر من التى تحصلت عليها ، لتتأكد من خلالها من تلوث المياه من عدمه، حرصا منها على صحة المواطن ان كانت احدى اهتماماتها بدلا من رفضها الخوض فى أحاديث تهم صحة المواطن !! ©2004 Alsahafa.info. All rights reserved.