|
ما بين وادى هور وجوبا وباريس
|
دارفور هذا الاقليم الذى لم يتجاوز عدد سكانه السبع مليون نسمة تقريباً تمثله اكثر من عشرين حركة وتنظيم مسلح , وتعمل على رفع شعارات واهداف تنادى برد المظالم والمزيد من التمثيل فى حكومة المركز والحكومات الاقليمية , هذه الحركات المسلحة بدات كحركتين ناشطتين فى الاقليم وبعدها انشطرت الى اكثر من ست وعشرين حركة وتنظيم مسلح , وهذه التشققات حدثت بعد اتفاق ابوجا المثير للجدل الذى قصم ظهر ثورة المهمشين مما كلفها ثمنا باهظاً فى اعادة التماسك مرة اخرى , اصبح الجهد المبذول فى تفعيل الثورة جهدين , الاول يتمثل فى المهام العسكرية والميدانية والمواجهات المسلحة مع جيش الحكومة ومليشياتها والثانى انصب فى كيفية توحيد هذه الحركات وضبط فوضى الانشقاقات و لعنة الانقسامات التى حاقت بها , تجمع جوبا يعتبر الاكثر مخاطبة لوجدان انسان الاقليم الذى يريد لابنائه ان يكونوا على قلب رجل واحد حيث لا يهمه ان يسطع نجم فلان ويصبح من نجوم السياسة هذه الايام و موضة الالقاب والانواط والشارات , صمدت مجموعة من القادة الذين نظن بهم خيراً فى جوبا عاصمة حكومة جنوب السودان واعلنوا عن ميثاق للوحدة تنازلوا فيه عن الالقاب وهذا من حيث النظرية يعتبر افضل ما توصل اليه قادة هذه الحركات المسلحة حيث شكلوا فيه شئ من التنوع الذى تجاوز فيه بعض المجموعات العنصرية والموغلة فى التطرف الى فيه يكمن خطا هذه التنظيمات التى لا زمها مدة طويلة من الزمن . اما ما تناوله الدكتور خليل ابراهيم رئيس العدالة والمساواة فى مؤتمر حركته الرابع فى الخطاب الذى القاه من بين ثنايا ضؤ خافت من ( مسرجة )فى فيافى وادى هور ومعه اصحاب العمائم الملثمة (الكدمول) كان فيه نوع من الايجابية اذا اخذناه من جانب نظرى حيث فيه خرج عن المالوف بانتقاده للاحزاب السابقة ومن بينها حزبه السابق وعرابه حسن الترابى وقد ذكره منتقداً لسياسته فى الحقبة الانقاذية الاولى وهذا ما كان يجب ان يقوله قبل زمان سلف حيث ان اى ارتباط بهذا العجوز الكهنوتى هو الفشل بعينه و لا يوجد عاقل سياسى يربط نفسه بهذه الاحزاب البالية (امة – اتحادى – جبهة) والتى اسست لكل حكومات ما بعد الاستقلال التى نكلت بشعبنا واذاقته مر المعاناة والتهميش , كما كانت للدكتور ومناداته لاخوته فى الحركات المسلحة الاخرى ان ياتوا الى كلمة سواء بينه وبينهم امر مطلوب لكن فات عليه انه وقبل انعقاد مؤتمره هذا خرج عنه مؤسسى حركته الاستاذ بحر ابو قردة و القائد عبد الله بندة اللذان بذلا طاقة جبارة فى الميدان طيلة الاربع والخمس سنوات الماضية من تنظيم وادارة للجيوش فكان عليه ان يحافظ عليهما ويكافاهما وان لا يستخدم اسلوب الاقصاء والابعاد حيالهم لان من كان هذا سلوكه يتشكك الناس فى ان ياتوا اليه ليتفقوا معه على كلمة سواء , فقد شهدت حركة العدل والمساواة خروج اكثر الكوادر خبرة وحنكة فى خلال السنة الماضية وهذا ان دل على شئ انما يدل على ضيق افق مستشارى رئيس العدالة والمساواة و هبوط همة من يمثلون مرجعية له فى المناصحة والمشاورة. ان التنازع الذى تم فى اوساط كوادر هذه الحركات المسلحة حول مواقع و القاب داخل تنظيماتهم هو دلالة على وجود اطماع شخصية واهداف ذاتية وهذا لا يخدم القضية فى شئ وسوف لن يؤسس لمستقبل لهذه الحركات سياسياً لان مرحلة ما بعد الحرب تتطلب التاهيل السياسى و ضرورة تحول هذه الحركات الى تنظيمات سياسية حيث لا وجود للبندقية بل الصراع والنضال الحقيقى هو الذى سيكون بعد الدخول الى دهاليز وردهات مؤسسات الدولة وهنا نستحضر ما يدور هذه الايام فى اروقة سلطة دارفور المناوية التى مورست فيها القبلية والعنصرية فى ابشع صورها وذلك فى احتكار ما جادت به حكومة المؤتمر الوطنى لهم به من حفنة وظائف وقد قالها البشير فى مؤتمر حزبه الاخير صراحة (اخوانا ديل بعد ما جو طالبوا بالوظائف اديناهم وبعد داك قالوا عاوزين القروش قلنا ليهم ما عندنا قروش بتندفع كاش) هذا هو المصير الذى نخشى ان تصله ما تبقت من حركات مسلحة و التى يجب ان تاتى بما ينسخ اتفاق ابوجا ويرمى به فى مزبلة التاريخ بما سببه من اساءة وذلة للموقعين عليه قبل اهل الاقليم الذين ما زالت معاناتهم مستمرة . على الاستاذ عبد الواحد الاهتمام باجماع كل الحركات الفاعلة فى ارض الاقليم لانها هى من سيحسم الصراع وليس الاجندة الفرنسية و الدولية الاخرى وعدم الاغترار لمفردة القائد المؤسس لان التاسيس والمؤسسية لا تقوم على التعنت والجمود والتعصب للراى والاقصاء , على القائد ان تتوافر فيه خاصية احتواء الاخر المختلف معه فى الراى وما خروج كثير ممن ضاق بهم المجال فى العدالة والمساوة وتحرير السودان الا تاكيد على ضيق صدر قادة هذين التنظمين و وعدم مقدرتهما فى تحمل وقبول الاخر , ان وحدة هذه التنظيمات المسلحة و وحدة اهل الاقليم لا تقوم بها من فيه شئ من نواقص كالعنصرية والقبلية والجهوية ويتخذ اسلوب التفرقة بين الناس للمحافظة على موقعه كرئيس للتنظيم حتى لو كان هنالك من هو اكفا واكثر منه خبرة ودراية بشئون ادارة و جمع الناس حوله , فلن ينصلح حال هذه التنظيمات الا بعد ان تكون ممثلة لتعدد وتنوع هذا الاقليم الثقافى والاجتماعى واذا كان من اختط كلمات و معلومات الكتاب الاسود هم من ابناء هذا الاقليم واشهر ما جاء فيه ارجاعهم سبب اختلال ميزان العدالة فى السودان الى (جعللة و شقشقة و دنقلة ) المؤسسات واجهزة الدولة السودانية فنقول لقادة حركات دارفور انكم الان تاتون نفس الخلق الى نهيتم عنه الا وهو (زغووة وفوروة ومسلتت) هذه التنظيمات التى اسستموها وحتى هذه اللحظة لم تتخذ اى خطوة فى سبيل ادماج قطاعات كبيرة من مجتمع الاقليم فى هذا الامر بل الادهى والامر ان التنازع اصبح بين ابناء البيت الواحد على زعامة هذه الحركات المسلحة , نحن نقول لاخوتنا فى هذه التنظيمات اخرجوا بهذه التنظيمات الى المؤسسية و جنبوها امراض التخلف لتكونوا الانموذج الامثل لحل قضايا اهل السودان وليس فقط دارفور . من سلبيات كوادر حركات دارفور المسلحة فى الجانب الاعلامى والصحفى والثقافى ان كثير من الكتاب لا يقدرون حجم القضية التى يكتبون عنها فجعلوها ساحة لتصفية الحسابات و نفث سموم القبلية و تكريس لروح الكراهية العنصرية و نسيان الهدف الاسمى لكلمة نضال وثورة لان الثورى لا يركن الى صغائر الامور بل يتجاوزها الى ما هو ابعد من ذلك حيث المثل والاهداف الكبرى , ففى المنتديات والمواقع الاكترونية تجد منظرى وكتاب هذه التنظيمات يطرحون قضايا اهلهم ومجتمعاتهم بشكل شائه بخروجهم عن الخط الهادف الى دعم القضية باستخدام الاساءات والسباب والشتائم لمجموعات سكانية سودانية لا ناقة لها ولا جمل فى هكذا شئون بل هى ايضاً عانت ما فيه الكفاية من بطش و ظلم الانظمة المتعاقبة فى حكم البلاد مثل هؤلاء الكتاب مضرين ضرراً كبيراً بهذه القضية وما اظن ان قضية اهل دارفور هى الانتقام من مجتمعات اهل شمال ووسط السودان بقدرما هى قضية مطلبية بالدرجة الاولى واسترداد حقوق سياسية بحتة متى ما تحققت عاش انسان دارفور مع اخوته فى اقاليم السودان المختلفة فى امن وامان , النضال والثورة لا تكون بسطحية الفكر وضحالة المعرفة بل تكون بمعرفة المناضل لقضيته و الطريق المؤدية الى نجاحها و ذلك بعلو الهمة وسمو الروح وترفعها عن اضغاث الاحلام . ان التحديات التى تواجه ابن الاقليم فى الداخل هى اكبر بكثير من تلك الخارجية اذ ان التركيبة المجتمعية المعقدة لهذا المجتمع تحتاج الى من يمتلك المقدرة والحكمة وسداد الراى فى تنقيح تداخلات هذا المجتمع واحترام مكوناته والسعى الى ايجاد دور لكل هذه المكونات فى مشروع يستهدفهم وان لا يستغل هذا التنوع فى بذر بذور الفتنة والخلافات بين ابناء الوطن الواحد فبغير هذا الاتجاه لن يصيب احد فى تحقيق مشروع اهلنا الطيبين فى الرفاه والحياة الكريمة .
سمــــــــــــــــــــــــاعين
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين وادى هور وجوبا وباريس (Re: الصادق ضرار)
|
شكراً اخى ول ضرار
اجد نفسى مع اكثر الاجسام تمثيلاً لالوان الطيف الاجتماعى والسياسى والاثنى فى دارفور وحتى الان لم تتمكن كثير من هذه الحركات من الوصول الى تشكيلة انموذج لانسان الاقليم لكنى اتفائل بما هو قائم الان بجوبا من تنازل لكثير من القادة عن القابهم ومسمياتهم التى لم تقدم للقضية فى ايامها السابقة غير التفتت والتمزق اذا سار الاخوة فى الحركات المسلحة جميعها وفعاليات المجتمع الدارفورى على هذا النهج الذى تم فى جوبا وجعلوا الاولوية لوحدة الجسم الذى يمثل قضية انسان الاقليم سوف يكون كثير من ابناء الاقليم داعمين لهذا الخط.
سماعين
| |
|
|
|
|
|
|
|