|
حركة العدل والمساواة تتعرض لأكبر ضربة في تاريخها
|
خاص : سودان سفاري عاد حوالي (806) من أبناء المسيرية الذين كانوا جنوداً في حركة العدل والمساواة المتمردة والرافضة للسلام في دارفور، عادوا من صفوفها قبل يومين وسلموا كل عتادهم الحربي المحتوي على خمسة سيارات لاندكروزر و(36) مدفع أربجي و (8) مدافع كلنكين بالإضافة إلى البنادق والجيم ثري والكلاشنكوفات التي كان يحملها كل واحد منهم للسلطات الأمنية في مدينة المجلد بكردفان. وقد حضر المناسبة وفقاً للأنباء التي وردت من هناك جمع غفير من أمراء ووجهاء القبائل بالمنطقة بالإضافة إلى بعض المسؤولين الولائيين هناك، وأفاد العائدون، أن عدداً آخراً يصل إلى (202) فرد، في طريقهم للعودة والانسلاخ من الحركة وهم الآن في منطقة تدعي (دخرة) وكان المقرر وصولهم مع المجموعة التي وصلت، ولكن انعدام التنسيق بينهم حال دون ذلك. ومما لا شك فيه أن هذا الانسلاخ الكبير بكل المقاييس والغير مسبوق يعني في أبسط معاينة انهيار حركة العدل والمساواة وهي بمثابة الضربة الأخيرة القاتلة لحركة فقدت النظرة الاستراتيجية منذ نشأتها واعتمدت العمل الإرهابي التخريبي كهدف ووسيلة ولم تكن في أي يوم جادة أو تتعامل بجدية في الشأن السياسي. وليس أدل على ذلك من ما صرح به العائدين ، إذ أن السبب الأساسي الذي دفعهم للانسلاخ عن الحركة والعودة منها - كما أكدوا بأنفسهم - هو أن قيادة الحركة طلبت منهم تنفيذ عمليات عسكرية في المناطق التي تتواجد فيها قبائل المسيرية ، وكان من الطبيعي أن يرفض هؤلاء العائدين أن ينفذوا عملاً إرهابياً وتخريبياً في مناطق أهلهم وكان من الطبيعي والمحتم أيضاً أن يدفعهم هذا الموقف للخروج نهائياً من حركة ليس لها من برامج وأهداف سوى تنفيذ العمليات العسكرية والتخريبية ضد المواطنين وإلحاق الأضرار بهم - لقد كان الدرس المستخلص من هذه الكارثة التي حاقت بحركة العدل والمساواة ، هو أن العمل المسلح في دارفور في قدر كبير منه ، قائم على أهواء ، وعلى مجرد أفكار وقضايا شخصية ، بعيدة كل البعد عن مصلحة أهل الإقليم وهذا يبدو أكثر وضوحاً في حركة العدل والمساواة، التي ظلت تتشظى منذ سنوات، وينسلخ عنها المئات، ويتراجع عن التعامل فيها الكثير من قادتها الميدانيين، لا لشئ سوى لأنها خاوية من القضايا الاستراتيجية الجادة ، كما أنها ظلت وباستمرار ترفض الجلوس للتفاوض، وتراوغ دوماً وتتفادى مناقشة الأزمة في دارفور، بل وخرجت حركة العدل مؤخراً بموقف بالغ الغرابة أعلنت فيه رفضها ومناهضتها لوصول البعثة الفنية الصينية التي وصلت دارفور ضمن إطار العمليات الهجين المقرر انفاذها هناك، وهددت باستخدام القوة ضدها! لقد كان من الطبيعي، أن تخسر حركة العدل والمساواة كل هذه الخسارة المهولة، فمن لا يملك المبادئ والاستراتيجيات لابد أن يلقي هذا المصير!
|
|
|
|
|
|