حسن الترابي ... خيانة الفكر ، أم خريف الآيدلوجيا* ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 11:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2007, 10:17 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسن الترابي ... خيانة الفكر ، أم خريف الآيدلوجيا* ؟

    طوال الندوة التي قدمها الترابي في جامعة الخرطوم بعنوان : (تجديد الفكر الديني) يوم السبت 22/4/2006 ، والتي بثت على خدمة الجزيرة مباشر. كان المتن الحقيقي لدلالة الخطاب يتوازى على خطين تصادى كل واحد منهما مع الآخر ، فيما أتت موضوعات الندوة على العديد من القضايا القديمة / الجديدة للدكتور حسن الترابي . والحال أن النقد اللاذع للسلطة المنزوعة من يده ، واستعراضه النرجسي لبلاغته الخطابية كانا أشبه بإيقاع تلك الندوة ، التي ملأت الدنيا وشغلت الناس . عبر استقطاب عنيف بدا واضحا ً في ردود فعل القوى السياسية والفكرية والدينية في الخرطوم . والتي كان لها أصداء خارج السودان أيضاً بسبب تلك الفتاوى التي أثارها في العديد من القضايا .
    وبرغم الفراق الذي بدا واضحا بين الترابي والسلطة السياسية في الخرطوم، فإن الكثير من سمات المشروع السياسي الإسلاموي ، كنظرية راهنت على جدواها طوال السنوات العشر الأولى من انقلاب الإسلاميين في يونيو 1989 ، تأتي في بنية الجدل الذي يبدو حاليا ً بعيدا ًعن تلك المأساة السياسية التي وصل إليها السودان .
    فما صرح عنه حسن الترابي الآن من آراء عن تلك القضايا كان الرافعة الفقهية في المشروع الفكري/السياسي الذي طرحه نظريا ً طوال انخراطه في العمل السياسي في العقود الماضية . ذلك أن إنفكاك الترابي عن السلطة السياسية في الخرطوم لا يعني ، بأي معنى من المعاني ، غياب مسئوليته الأخلاقية والسياسية والفكرية عن المصير الوجودي و المأساوي الذي انتهى إليه حال السودان.
    فالرهان الفكري على تأسيس سلطة بلا مجتمع كان هو لب المشروع السياسي الإسلاموي لحسن الترابي .
    وفي هذا الإطار يمكننا أن نفهم تلك الفتاوى التي أسس لها قبل ثلاثين عاما ً، كما صرح بذلك ، وهي فتاوى يتعلق أغلبها بإشكالات الواقع الذي ينشأ غداة قيام سلطة سياسية إسلاموية في مجتمع غير مقتنع بمشروعها ، أو هو غير مستعد لتطبيق شعاراتها . ففتاوى من قبيل الردة السياسية ، وفكرة القياس الواسع ، ومفهوم الاجتهاد الشعبي ، وتأويل نظرية المصلحة على إطلاقها ، واقتراح تطبيقات مجزوءة للحدود الشرعية في السودان ، وغيرها من الفتاوى ، كل ذلك لا يمكن قراءته بمعزل عن منهج حركي إسلاموى ، مشحون بعقدة الوصول للحكم بأي ثمن . والذي كان في صلب رهان الدكتور الترابي الكبير مع الحركات الإسلامية في المنطقة العربية والإسلامية (الإخوان المسلمون) في المنطقة العربية ، و(الجماعة الإسلامية) في باكستان . لكن ثمة فرقا ً بدا واضحا حول طبيعة تلك الفتاوى ، وتوقيتها ، وعلاقة ذلك بالواقع السياسي ، وموقع الترابي في ذلك الحراك . فمن المعروف أن الآراء التي وردت في الندوة ، خصوصا ً ما يتعلق منها بالجانب الفقهي ، غير السياسي ،

    بدت كما لو كانت جديدة لدى عامة الناس ، فيما هي آراء قديمة ، كما صرح الترابي بذلك . لكن التصريح عنها بجرأة على الهواء ، وأمام الجمهور المحلي والفضائي ، هو الجديد فيها . لقد بدا الأمر صادما ومفاجئا ً حتى لبعض أتباعه . ذلك أن توقيت هذه الفتاوى والتصريح عنها لا يرتبط بأي معنى من معاني التجديد الفقهي الرصين ، والمستند إلى الأصالة والمعرفة ، بقدر ما هو مرتبط بالجنوح العصابي ، وبأي ثمن ، نحو الشهرة السجالية. وهذا ما يبدو واضحا في ذلك التوقيت الذي صاحب إذاعة الفتاوى . فالترابي شخصية سجالية على نحو عنيف ، ويمكنه أن يضخ كل معنى قابل للإثارة والتهييج في التأويلات الدينية والسياسية لكي يخلق استقطابا حوله ، دون النظر حتى في التناقضات التي تنشأ عن ذلك في مواقفه السابقة واللاحقة ولو كانت هذه المواقف المتناقضة على نحو فظيع من الأخطاء والخطايا .
    ولعل البعد الدراماتيكي في إذاعة هذه الفتاوى الجديدة / القديمة ، بدا ختام الخبر اليقين لما ظل يكتمه الترابي ، أو يدرجه في منطق الإثارة والغموض الذي ينشئ استقطابا ً يروق له في وجهات النظر بين أتباعه ومخالفيه .
    لقد علـَّـق الترابي طوال ثلاثين عاما ً حسم السجال الذي كان يدور حوله بسبب تلك الفتاوى (أي تلك المتعلقة بالآراء الفقهية) . والذي ترتبت عليه انشقاقات طالت الحركة الإسلامية في السودان ، وردود أفعال ظلت تتردد بين الإسلاميين ، بين من كان ينظر إلى الأمر على نحو من التأويل لتلك الآراء ، وبين من وصل فيها إلى معرفة يقينية ، ولكنها غير شائعة .
    والحال أن الذي امسك عن ترجيح تلك الآراء ونسبتها إليه صراحة ً، كما بدا في هذه الندوة ، هو حسن الترابي شخصيا ً. ولسنا بصدد الكلام عن هذه الفتاوى ، والحديث عن معناها الفقهي والجدلي ، بقدر ما نحاول الكشف عن مغزى توقيتها ، وعلاقته بذلك الجنوح العصابي للسلطة و الشهرة . فالهدف منها كان هذه الأخيرة أي الشهرة السجالية الخالقة للاستقطاب ، بعد أن فقد الترابي السلطة ، مرة وإلى الأبد . وإلا كان بإمكان الدكتور حسن الترابي أن يعالج هذه الفتاوى المثيرة للجدل عبر كتابة يبسط فيها القضايا ويبين عن الأحكام وأدلتها ضمن قراءة جدلية للآراء المخالفة ، ووجوه الاختيار و الترجيح ، وغير ذلك من طبيعة المادة العلمية التي تعالجها تلك الفتاوى . وإذا كان الترابي قد عود النخب السودانية على خطاباته ذات الكثافة التعبيرية والتأويلية العالية ، بحيث يمكن لمعانيها أن تنطوي على تشكيك متعدد ، طوال سنوات ما قبل الإنقاذ ، وكان لتك الخطابات أصداء تثير الإعجاب بفصاحة قرآنية ظاهرة ، فإن الترابي طوال السنوات العشر الأولى من حكم الإنقاذ و بعد خروجه أو بالأحرى إخراجه من سلطة الإنقاذ ، ظل المسئول الأول عن التداعيات المؤسفة للحال المأساوية التي آل إليها أمر السودان . والأمر هنا لا ينحو إلى نوع من التهويل. بل يمكننا القول أن صيرورة النظام في الخرطوم إلى يومنا هذا هي نتاج مفهوم أساس نظـَّر له الترابي شخصيا ً ، وكان بعض تلك الفتاوى ضمن ذلك التنظير . وهو مفهوم إسلاموي قام على قناعة فكرية أشاعها الترابي عبر منهج تغيير انقلابي للحكم يقوم على إكراهات القوة العسكرية ، لتأسيس سلطة بلا مجتمع . ذلك أن أخطر ما في هذه النظرية هو تحويل الشعارات إلى أيدلوجيا ، لا تغني عن الواقع ، ولا تخشى مفاعيلها الكارثية على ذلك المجتمع . فالرهان الذي قدمه الترابي كان هو التعويل على تغيير المجتمع عبر مناهج التعليم ، ووسائل الإعلام بعد قيام السلطة السياسية مستندا ً إلى ذلك الأثر : (إن الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ) متناسيا ً ، كمفكر معني بإنتاج الأفكار وقراءة مفاعيلها الإستراتيجية ، أن ذلك التنظير عبر الانقلابات العسكرية هو الطريق الملكي إلى الخراب، بفعل التناقضات الصارخة التي ينطوي عليها ، وهي تناقضات كشفت عنها سنوات الإنقاذ التي أدخلت السودان في أزمة وجودية نتج عنها التهجير والنزاعات المناطقية ، وشبح التقسيم ، والحرب الأهلية وغير ذلك من مفاعيل الآيدلوجيا الإسلاموية . وحين نقول شخصيا ً فالمعنى أن الترابي ظل هو القيادة الفكرية والسياسية للحركة الإسلامية في السودان أكثر من أربعين عاما ً ، ولقد ظل دائما عبر كاريزما الخطابة، وثقافته المرموقة في الفقه الدستوري ، ودهائه النابذ لأي حضور يطاول مكانته القيادية من الأتباع . بحيث يمكننا القول أن الترابي مارس قمعا ً ناعما ً بـَّـدل باستمرار من هو خلفه في قيادة الحركة . ولعل البعض لا ينسى عندما ترشح أمامه الأستاذ مهدي إبراهيم في المؤتمر العام للجبهة الإسلامية في العام 1988 على انتخاب قيادة جديدة للحركة ، أن الترابي فاز على مهدي إبراهيم بالتزكية !!؟ بعد أن خطب تلك الخطبة التي كثف فيها نعيا ً بديعا ً لقيادته التاريخية .
    كل تلك الحيثيات ربما تبدو أكثر من كافية في المسئولية الأخلاقية لسلوك الترابي الوصولي للسطة ، مدفوعا ً بذلك الجنوح العصابي لها .
    وليس بشيء تلك الحجة الأيدلوجية التي قاس عليها براءته (حين ذكـر، جوابا ً على أحد السائلين في الندوة عن مسئوليته تلك تجاه الواقع السوداني) : بأن قتال الصحابة بعضهم لبعض ليس حجة على صحة منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ، متناسيا أن ما وقع للصحابة كان بعد موت رسول الله ، فيما هو لا يزال حيا ً يحاول مرة أخرى ، وأن حيثيات الفتنة الكبرى لم تكن بصدد مشروع تغيير اجتماعي ، كالذي كان يطلق عليه الترابي : (المشروع الحضاري الإسلامي)، وغير ذلك من الأسباب .
    لكننا حين نتساءل اليوم (بعد خراب سوبا) ، بحسب المثل السوداني ، عن ما إذا كان الترابي ، كمفكر ، أبصر الأفق الكارثي لمنهجه ذاك أم لا ؟ نقول أن الترابي لم تغب عنه تلك النهاية البائسة للمشروع الإسلاموي ، لكنه سلك مركب الأيدلوجيا بديلا عن نهج الفكر ، مدفوعا ً مرة أخرى ، بشهوتى السلطة والصيت . ولهذا رفض الترابي أن يعتذر للشعب السوداني حين طولب بذلك ، مستبدلا الاعتذار بكلام عن عقوية السجن ، وطلب الاستغفار ، كما لو كان ذلك الطلب اعتذارا ً عن أخطاء صغيرة ، لا خطايا مميتة كالتي يشهد السودان آ ثارها المدمرة .
    والحال أن النرجسية الطاغية للترابي بطبيعتها تلك ، لم توفر أي معنى محترما ً للفكر أو الدين ، فهي ذات حساسية طاردة لكل تلك المعاني حين تتناقض مع شخصنة مواقفه وآراءه التي يعيد إنتاجها في سياق يوحي دائما ً خطابا ً تأسيسا ً تحت ضغط الإثارة والكاريزما، فيما هو أداء بلاغي استعراضي لأفكار مستهلكة . فمن يقرأ مثلا ً محاضرته بعنوان( تجديد الفكر الإسلامي) التي ألقاها بجامعة الخرطوم في العام 1977 ، ويستمع إلى الندوة التي نحن بصدد الحديث عنها، وهي بنفس العنوان تقريبا (تجديد الفكر الديني) في العام 2006 وفي نفس المنبر الذي ألقى فيه محاضرته السابقة ، لا يجد فرقا ً في العمومات عن معنى الدين والتجديد والتوحيد وحتى في الفتاوى التي أذاعها في الندوة الأخيرة ، فيما هي صدرت عنه قبل ثلاثين عاما ً . فالتحولات الخطيرة التي جرت في الواقع السوداني ، لا تبدو في ظاهر كلامه (لأنها لا تعنيه أصلا ً) ، سوى ذلك النقد المتعلق بالسلطة السياسية في الخرطوم ، وسوى التوقيت الذي أذاع فيه تلك الفتاوى ؛ بل حتى النعي الذي كان يكيله لرموز الكيانات التقليدية ، الصادق المهدي ، والميرغني ، بدا أليق به بعد أربعة عقود من قيادته المنفردة للحركة الإسلامية في السودان .
    وإذ نتساءل اليوم : ماذا تبقى من الترابي ؟ يمكننا القول أن الترابي ظل يحتفظ بقدرة خطابية تأويلية منفتحة للنص القرآني عبر الانتباه لمعاني خاملة أو مسكوت عنها وإدماجها في سياق يعطي دلالة الآيات القرآنية فهما ً عصريا ً طازجا ً، لكن هذا الفهم يبدو دائما ً وليد اللحظة في خطبة ما ، أو في محاضرة ، ويأتي عادة في سياق ناقض للجمود خصوصا ً لبعض الفهوم السلفية . وهو عرض ينحو إلى التدوير والإعادة لتلك المعاني سواء ً في الكتابات أو في الخطب . فقدرة التصرف البلاغية تدور حول نفسها في موضوع واحد. كما يتبنى الترابي الدعوة إلى تجديد الفكر والفقه الإسلاميَين دون أن يُبين عن منهج تفصيلي لأصول ذلك التجديد ، أو أن يختبر دراسات تطبيقية لتنزيل تلك الدعوى في مدونة أصولية للفقه مثلا ً..
    ربما يعوزنا اليوم استقراء قيمة أخلاقية متماسكة (سوي ذلك الموقف الذي منع به الترابي تداعيات العنف غداة إقصائه من سلطة الإنقاذ في رمضان/ ديسمبر 1999) تناظر طروحات الترابي الفكرية حيال المواقف والمحطات التي أسس لها الترابي في الواقع السياسي السوداني ، والتي اقترنت بالكثير من التناقضات والتقلبات ، والميكيافيلية ، بل والمجازفات الخطيرة التي كشفت عن نرجسية مدمرة .
    ولقد بدا ذلك واضحا ً في ندوته الأخيرة ، من خلال استعراض مخزون هائل من البلاغة ، والمحاكاة ، والتشنج والهمز والخفة (غير المحتملة) ، صاحب أدائه وكلامه الآيدولوجي . كما لو كان الترابي يسابق الزمن في تكثيف لحظة فاصلة أمام ملايين المشاهدين طوال أربع ساعات، حرصا ً على ضخ أكبر قدر من الإثارة الملغومة أصلا في تلك الفتاوى ، وكسبا ً لشهرة سجالية أخيرة ومدوية ، على قياس بيت المتنبي الشهير:

    وتركُـكَ في الدنيا دويـَّا ً كأنما
    تـَدَاولُ كفَّ المرء أنملُه العشرُ

    إن فاعلية الترابي في الحياة السودانية لا يمكن أن تكف عن نشاطها إلا في حالة السجن فحسب . فسواء أكان الترابي في السلطة أو المعارضة الحرة ، ينطوي حراكه دائما على تسخين للساحة ، وتحريك للسجالات السياسوية ، وهي فاعلية قادرة على اختراق الركود وقلب التحالفات ، وإعادة الفرز والاصطفاف حوله ، بفعل مواقفه وآراءه المتناقضة حيال كل القضايا . ولقد استطاع الترابي أخيرا ً أن يخلق ذلك الاستقطاب في الواقع الفكري والسياسي بين مختلف القوى حول المواقف من آراءه وردود الفعل تجاهها ، بصورة نسي معها الكثيرون أن ذلك الاستقطاب إنما هو هامش صغير لتلك التحولات الكارثية التي خلخل بها الترابي بنية المجتمع والدولة في السودان بصورة غير مسبوقة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عن صحيفة الحياة اللندنية 10/6/2006
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de