|
|
 الكتاب (المغضوب عليهم) و(الضالين) !!
|
استمعت إلى المقابلة التي أجرتها الزميلة النابهة رشا كاشان، لفائدة هيئة الإذاعة البريطانية، مع الزميلين الهندي عزالدين، وفيصل محمد صالح، إضافة إلى الشيخ إبي زيد محمد حمزة، والدكتور الطيب زين العابدين.
والحقيقة إنني تابعت عن كثب، المعركة (الدونكشوتية) التي شنها الزميل الهندي ضد سودانيز أون لاين. ثم استمعت لدفوعاته التي طرحها خلال المقابلة.
وما رغبت أبدا في التعليق، قبل أن تتكشف جوانب كثيرة، وقبل أن يفرغ الزميل الهندي من طرح ما لديه، بشكل كامل. وها قد استكمل حلقاته، فقد آن للجميع أن يدلوا بدلائهم. فالواضح، أن الزميل الهندي عزالدين، ليست لديه حيلة - في معاركه كلها في ما يبدو - سوى الاستقواء بالسلطتين السياسية و(الدينية). وبشأن الأخيرة، فهو يقصد في كل مرة، أن يدعو أبعد الناس عن متابعة التكنلوجيا الحديثة، للتصدي لما يعتبره هو من وجهة نظر ثقافية وتحليلية (متواضعة للغاية) مدعاة لشن معارك في غير معترك.وكأني به، ذلك الداعي لإنشاء مسجد (سابع) في القرية الصغيرة التي لا يجد مواطنوها العلاج ولا التعليم !!
والمشكلة أن الأساس الذي بنى عليه الزميل الهندي معركته، انهار تماما خلال المقابلة.فالشيخ أبوزيد، والدكتور الطيب زين العابدين - وهما إسلاميان بصورة أو بأخرى، ولا ينتميان لقبائل اليسار والملاحدة والعلمانيين والمغضوب عليهم والضالين (حسب رؤية الهندي طبعا) - أوضحا بشكل جلي، ما يجب أن يعيه الأستاذ الهندي بصورة واضحة، وهو أن (الدفاع عن الله) لا يتم بهذا الشكل، الذي يستدعي القروسطية في أكثر صورها فجاجة و(هبلا). فمحاكم التفتيش، لن تعقد مجددا.وهي انتهت إلى غير رجعة.وكمّ أفواه و(أقلام) غير المؤمنين بالله، لا يجدي، لا من الناحية الفكرية ولا من الناحية العملية.ففضاء الانترنت واسع جدا.والثورة المعلوماتية، باتت تدك حصون (الدول المتخلفة) و(العقول المتكلسة).ومن الناحية الفكرية، ليس المطلوب (قمع غير المؤمنين بالله، والمتشككين في وجوده).بل على العكس، مطلوب محاورتهم، إلا إذا كان الهندي ومن هم على شاكلته، ليسوا قادرين على محاورة الحجة بالحجة، خاصة أن المسألة هنا تتعلق بأبعاد فلسفية ووجودية، أكثر مما تتعلق بـ(صراع على مقاعد الدوائر الإعلامية التابعة للمؤتمر الوطني) !!
ولو كان الهندي قارئا جيدا، للتراث الإسلامي، خاصة، الفلسفي منه، إبان عصور النهضة، والحركات الفكرية، والحوارات الوجودية المعمقة، لأدرك أن ما يفعله، يدمغه بتهمة الدفاع عن عصور (الانحطاط)، وهي تهمة، لا يمكن نفيها عنه.فالانحطاط السياسي، هو نتيجة حتمية لانحطاط فكري، أو طبيعة انتهازية !!
أما بخصوص تهم الشذوذ الجنسي، فهي تهم لم تبدر عن الموقع كـ(جهة اعتبارية)، ويمكن للزميل الهندي أن يسأل ذوي الاختصاص عن معناها، وإنما عن شخص أو أشخاص، هم بالضرورة، مسؤولون قانونيا عن كل ما يكتبونه، ولا فارق في ذلك بين صحيفة تصدر عنوانها بـ(يا خرطوم جوطي جوطي..) وبين ما كتب هنا، رغم استهجاننا لأي صياغة مشابهة، ولأي طرح يبلغ هذا الحد في الخصومة !!
والزميل الهندي الذي ينتقد الآخرين على حدتهم و(خروجهم عن النص) شهد له هذا المنبر، كما شهدت له مقالاته الأخيرة، بحدة تصل إلى درجة الوقاحة، خاصة حين يرمي التهم، ويوزع الأوصاف (جزافا) على الغالبية هنا، وفي هؤلاء، من هو أعلم وأكثر ثقافة وتحضرا وعمقا، بآلاف السنوات الضوئية عن الهندي.
إن المرء ليتملكه العجب من أن تكتب أوصاف شبيهة بحق كوكبة من العلماء والمثقفين (المهذبين.. عفيفي اليد واللسان والقلم) ودعنا نسوق مثالا الأستاذ فضيلي جماع.ومثله كثر، ممن لو تفرغ الهندي بقية عمره، لينجز عشر ما أنجزوه من منجز ابداعي أو ثقافي، أو كقيمة أضيفت للمجتمع السوداني، وللبشرية، فما أخاله سيقدر على ذلك.
الهندي يطالب بمنبر نظيف !! ويطالب بهيئة صحافية تقوم مقام الرقيب على المنبر !! لكن متى كانت المواقع الحوارية هكذا؟؟ وهل أضاف الهندي قيمة حوارية أو حتى عف قلمه وعلم الآخرين معنى من معاني احترام الرأي الآخر حين منح عضوية المنبر، التي أدعى أنها (سلبت منه) في غضون أسبوعين؟؟
وهل المنبر إلا انعكاس لحال مجتمعنا ولحال كل المجتمعات؟؟
أصحيح أنه لم يضف شيئا سوى البذاءة والفسوق والانحلال؟
أصحيح أن ملايين القراء أدمنوه لمجرد موضوعات محددة؟
ألم يطرح المنبر قضايا فكرية وسياسية وثقافية ونقدية ورياضية واجتماعية وفنية في غاية الأهمية؟
أين كان الهندي من كل ذلك، وهو عضو بالمنبر؟؟
أم أن الأمر برمته، معركة دفع (آخرون) الهندي لشنها على سودانيز أون لاين، حين أعجزتهم مقارعة الحجة بالحجة، وبات المنبر مهددا حقيقيا لمشروعاتهم؟؟
الهندي صاحب قلم - للأسف - ، يطالب بكمّ الأفواه وتقييد الحريات.
لم نقرأ له يوما عن أخطاء حكومته بشكل منهجي صارم.لم نعهده يوما في صف من يطالبون بالحرية والديمقراطية.في آوان الشدة - 97 و98 - كان الهندي يكتب عن (عجز قيادات الأحزاب) ويطالب باحالتها إلى المعاش.
الهندي - يا سادتي - لم يخبر برد المعتقلات، وسخونة الجو (هناك).
ولم يذهب يوما إلى السجن، لا في قضية نشر (إنحنائي للأستاذين عروة ومدني )، ولا في قضية حريات.
ولم يدافع يوما عن المظلومين.
الهندي معني بالبحث في الموضوعات القديمة - كموضوع رودا مردا - لتأليب من يعرف جيدا أنهم لا يعرفون الانترنت.
الهندي شتم (الروائي) محسن خالد وقارئيه بأقذع الألفاظ، مع أنه لا يفهم شيئا في النقد الأدبي.ولو أحيل موضوع النشر في العالم لأمثاله، لما كنا قرأنا كتابا بخلاف الشياطين الـ 13 و(ميكي جيب) !!
الهندي لا يعرف شيئا عن (غانيات ماركيز الحزينات) ولا (الكاماسوترا) التي كتبها الهنود قبل آلاف السنوات !!
وإلا ما كتب بمثل تلك الفجاجة عن أديب، ومن وجهة نظر لا تمت بصلة، لا من قريب ولا من بعيد للأدب.
الهندي أساء أيما إساءة - في صحيفته في ذلك الوقت على ما أذكر - لزملائه في المهنة.عرّض - بتشديد الراء - بالزميل نشأت الإمام، وراح يتساءل عن (أهو أنثى أم ذكر) مستعرضا قدرا لا يستهان به من الاستعلاء (الذكوري) الفج.
الهندي ألب أكثر المشايخ تشددا على محسن خالد، في ما يشبه التحريض على اباحة دمائه !!
ولو كان محسن في السودان، لربما لحق بـ(فرج فودة)، فالسودان لا يعدم المهووسين الذين يعتبرون أن كل ما يكتب في الصحف، هو يصدر عن كتاب لديهم مسؤولية تجاه القلم !!
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الكتاب (المغضوب عليهم) و(الضالين) !! (Re: خالد عويس)
|
وقـطـعـت جـهـيـزة قـول كـل خـطـيـب".
بعـد كـلامك ده ياخـالـد ... ماعـنـدي إضافـة الا الـمثل الفـوق!!!
اللـه يـديك العافيـة.
مـلحـوظة:
أمـنيـتـي انو الكتاب يـكفوا عـن الكتابة عن الزول ده لانـو
في مـواضيـع أهـم .. زي الأنتخـابات مـثلآ واسـتعدادات الـمواطـنييـن
.. دعـم الوحـدة والسـلام.. ابـيي .. كـردفان.. غسـيل الأموال.. الـمعتقلييـن السياسـييـن والصـحـفييـن.. الغلاء والفقـر.. النـهب والأختـلاسات .. الـخـصـخصـة وبيـع السـودان بالـمـتـر للأجانب.. الإيـذر وامـراض الكلي والسرطان.. الانتهاكات في الـحريات الاساسـية للـمواطـن..
التعليـم بالعمـلةالصـعبة.. الضـرائب..كـجـبار..- ومـواضيع اخـري!!.
وبالـمناسـبة،
فـي مـوجـة مـقالات ماعـنـدها اي مـعنـي نزلت في "الـمنبـر العام" وبتنـسيـق شـديـد ومـرتـبة بـهـدف ازاحـة ومـزاحـمة الـمواضيـع الوطـنية الـجـادة وتـحـطيـم جـديـة "سـودانيـز اون لايـن "... فيـاريـت
" كـل لبيـــــــــــب يـفـهـم مايـجـري فـي "الـمنبـر العام"!!.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الكتاب (المغضوب عليهم) و(الضالين) !! (Re: بكري الصايغ)
|
لكما الشكر الجزيل.
الحق ما قلت يا بكري، فهناك قضايا في غاية الأهمية.والهندي بما يكتبه هذه الأيام، وبالأقلام الصديقة التي تسانده، يكشف عن حاجة مستمرة لكتابات وأقلام أخرى ملتزمة بالدفاع عن الحريات العامة ضد كم الأفواه والأقلام.
إنحنائي
للسيد علي محمود حسنين
للسيد مبارك الفاضل المهدي
للسيد محجوب عروة
للسيد نور الدين مدني
للسيدة منى أبو العزائم
| |
|
|
|
|
|
|
| |
يوسف الولى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست