|
حوار صامت!
|
كمال حنفي
[email protected] حوار صامت!
سيدة كانت تنتظر داخل غرفة الانتظار بصالة سفر احدى المطارات الكبرى.. كانت تعرف بأنّ ساعات انتظارها ستطول حتى يحين موعد الاقلاع ولذلك ذهبت الى مينى ماركت بالمطار فاشترت كتابا وباكو من قراقيش البسكويت لتلتهم بهما ساعات الانتظار!
جلست الى ركن قصى بصالة السفر وبدأت القراءة فى نعومة.. وضعت بجانبها باكو قراقيش البسكويت.. وجلس بجانبها من الناحية الأخرى رجل.. فتح الرجل مجلته ليقرأ وحينما أكلت السيدة البسكويتة الأولى التقط الرجل بسكويتة أيضا.. استغربت السيدة لكنها لم تتكلم.. وأخذت البسكويتة الثانية فأخذ هو الثانية
أيضا.. فكظمت غيظها لكن كان دمها يغلى كلما تأخذ هى بسكويتة يلتقط هو بسكويتة.. قالت لنفسها لو كنت عصبية لفقأت عين هذا الرجل!
وحينما أوشكت على البسكويتة الأخيرة قالت سأرى ماذا سيفعل هذا الرجل المتخلّف.. ففوجئت بانّ الرجل يلتقط بسكويتة اخيرة ويقتسمها معها.. نصف له ونصف لها.. فأخذت كتابها واشياءها ورحلت الى ركن آخر وهى فى ذروة انفعالها!
جلست السيدة فى ركن آخر تتوقّع قدوم الرجل وراءها فلم يأت.. ثمّ أتى نداء ركوب الطائرة فهرولت الى عمق الطائرة وبدأت ترتيب اشيائها فى ارفف الطائرة.. فتحت السيّدة حقيبة يدها للبحث عن ورقة ففوجئت بباكو قراقيش البسكويت كما هو لم تمسسه يد!
دار رأس السيّدة فقد أدركت أنّها هى التى كانت تأكل من باكو الرجل.. شعرت بخجل داخلى جامح.. واعترفت لنفسها بأنّ الخطأ كان خطأها.. وأيقنت أنّه مضى الوقت المناسب للاعتذار لانسان لن تلتقيه ثانية.. ولم يبق لها من أمل فى تصحيح الموقف غير أن يبتلع المطار قصتها فى جوفه!
أربعة أشياء لا تعود: الحجر اذا رميته على أحد.. والكلمة اذا خرجت للمجال السمعى.. والفرصة حين تهدرها.. واللحظة حين تعطينا ظهرها!
انظر جيدا للساندويتش الذى بيدك الآن.. فقد تكون اخذته عن طريق الخطأ من جار يدوس على قدميك الآن فى حافلة لا تعرف كيف تدخل ساحة استاد الخرطوم!!
|
|
|
|
|
|