|
االعزاء الحسن للشاعر يحى في وفاة زوجته بلد عبود في جدة صباح اليوم 11 نوفمبر2007م
|
بعد صراع عنيف مع المرض وبذات الثقة في خالقها انتقلت صباح هذا اليوم الاستاذة بلد عبود ملبية نداء ربها لتترك الجموع التي جاءت مشيعة لها الى مثواها الأخير في مقابر الفيصلية بجدة يستعيدون ملامح تلك الحيوية. كلهم كانوا هنالك يتقدكهم السفير ابراهيم مطر القنصل العام والسادة نوابه الكرام وموظفي القنصلية السيد عوض قرشوم رئيس الجالية وأعضاء المكتب التنفيذي ورموز المجتمع المدني بجدة وجمهور غفير من المشيعين.
بلد كانت تحمل أجمل صفات البلد ، العزاء الحسن لزوجها المكلوم الشاعر الأستاذ يحي وزوج شقيقتها الأستاذ الشاعر السر محمد أحمد وجميع أهلها وذويها سائلين الله أن يتقبلها بقبول حسن وأن ينزلها منزل صدق عند مليك مقتدر، في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، وأن يثبتها عند سؤال الملكين وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وأن يلهم الصبر والسلوان لزوجها وذويها
وانا لله وانا اليه راجعون
سيف الدين عيسى مختار
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: االعزاء الحسن للشاعر يحى في وفاة زوجته بلد عبود في جدة صباح اليوم 11 نوفمبر2007م (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الأخوة الكرام
يوم الجمعة الموافق 9 نوفمبر (قبل وفاة المرحومة بلد بأيام) نشر الأستاذ الشاعر يحى عثمان الرسالة التالية لزوجته بلد النبي، نشرها في جريدة الخرطوم عدد الجمعة. وهي رسالة معبرة جدا، وكان الأستاذ يحي في آخر مناسبة لمنتدى السودان بنادي الجامعة في شهر شعبان قد ألقى قصيدة عن زوجته سأقوم بنشرها لاحقا، وقد قدم لها بكلمات معبرة منها أنها وجدته مبعثرا فألقت في جياته يد الانسجام، وجدته تائها فادخلته الاسلام، والرسالة التالية تدور في نفس الفلك، فقد كانت بلد النبي امرأة عظيمة وسودانية فارهة عليها رحمة الله تعالى
[Quote: B]الى الأستــأذة بلد النبي عبود وهي على السرير الأبيض بمستشفى الملك عبد العزيز بجدة
أنا هنا أقف على الجانب الأيمن من وجه القمر ، أحاول جاهدا رتق السحاب المبعثر. قال لي أحدهم: (ان عرفت لماذا هو مبعثر بمقدورك أن رتقه) قال ىخر متسائلا: ( ولماذا تحاول رتقه؟) قلت ان هذا ليس مهما لأنني وعلى الرغم من كل شيء لم أكن يوما ماهرا في رتق الأشياء . اذكر مرة أن قالت لى أمي مازحة : أن تحاول جاهدا جمع المبعثر الذي لا يمكن جمعه فأنت أحمق، وأن تحاول بعثرة الذي لا يمكن بعثرته فتلك أيضا حماقة. ونسيت من عباراتها قصة الفأر والأسد برعم حبي لحديثها الذي يشجعني. وعندما أحست بعدم قناعتي بما تقول قالت لى مرة تعال معي نهز السدرة الكبيرة المثمرة لتساقط علينا كل النبق الناضج فيها على الأرض حوالينا، فعلنا ذلك معا فتناثرت حبات النبق من حولنا كبساط مزركش من أحمر وأصفر ، نظرت الى بعينين يملؤهما الدفء وعلى محاياها ارتسمت ابتسامة حانية، قالت هل تستطيع جمعه الآن؟ قلت لها استطيع وبمقدوري فعل ذلك. وفي ساعات قلائل أجابت وتلكم الابتسامة الحانية على محياها : أعرف ذلك لأنك أحمق كبير ، وما دمت قادرا على جمعه فقم بذلك واجمعه لى. ركضت داخل هوة البركان الهامد باحثا عن جمرة اشعلها فتدخل في الدفء والنور والجمال ، وقتها سيبتهج الصباح والأطفال .. آه حبيبتي .. أعرف أنني عاشق للقمر والنيل والمطر والوطن لأنك كل هذه الأشياء مجتمعه. يحى عثمان |
| |
|
|
|
|
|
|
|