|
مذكرات باحث عن بلد يهاجر إليه (3)فى رحاب أسمرا (صلاح ابراهيم احمد)
|
مذكرات باحث عن بلد يهاجر إليه (3) فى رحاب أسمرا ________________________________________ خلال تجوالنا فى أسمرا الجميلة كان مرافقنا يلفت نظرنا إلى المنازل التى كان يسكنها قادة المعارضة السودانية وهى جميعها منازل جميلة فى أحياء راقية مما جعلنا نتسائل ما الذى جعل ثورة ونضال ثلاثة ملايين إريترى ضد إمبراطورية شرسة كأثيوبيا تنجح وكل مقومات تمويلهم هى مغتربيهم فى حين فشلت معارضة السودان التى كانت تدعى إنها تمثل 85% من السكان ومغتربى السودان يفوقون المليون- وشعب السودان لا يقل بطولة وقدرة على الكفاح من الشعب الإريترى. من الواضح أن الضعف وعدم القدرة يكمن فى القيادة ولا دخل للشعب فى ذلك الفشل. عندما قررت القيادة الإريترية مساعدة المعارضة السودانية فعلت ذلك من أجل الشعب السودانى الذى تكن له كل الود والاحترام- وتغاضت عن كل المعاملة غير الكريمة التى وجدتها من الأحزاب السودانية التى كانت تثمن علاقتها بأديس أببا أكثر من إرتريا- ولكنهم تجاوزا هذه المرارات وتقبلوا المعارضة بصدر رحب. ماذا فعلت المعارضة التى تدعى تمثيل ثلاثين مليوناً- وإذا إثتثنينا قرنق وحركته الشعبية وهى حركة من الواضح أنها حركة جادة وتتمتع بالصبر فإن الأحزاب الثلاثة أمه وإتحادى وشيوعى لم يتمكنوا فى أحسن حالاتهم من تجنيد خمسة ألاف محارب. ولقد بزهم جميعاً التحالف المكون من بعض الضباط وحزب المؤتمر الذى استطاع فى فترة قصيرة أن تكون قواته موازية أو أكثر عدداً من قوات الأحزاب الثلاثة مجتمعة. ليتهم بعد كل هذا استطاعوا أن يكونوا قيادة موحدة أو أن يكون لهم خطاباً مقنعاً لمن فى الداخل لينضموا للثورة- كل ما استطاعوا عمله هو الإغراء بالمال أو بالغش حتى يجندوا العمال الزارعين فى منطقة القضارف.وحتى هؤلاء كانوا عاجزين عن إطعامهم واعتمدوا على حكومة إرتريا للقيام بذلك. بالطبع كان الأمل فى أن تكون هذه المجموعة تجمعاً ينجح فى إزالة نظام الإنقاذ هو أمل إبليس فى الجنة- فهم نفس المجموعة التى كونت حكومة ائتلافية فرطت فى الحكم حتى انتزعته منهم حفنة من ضباط الإنقاذ. وكان هذا أيام كانوا يملكون القوات المسلحة والبوليس وخزائن جمهورية السودان والإعلام- فكيف لنا أن نؤمل فى أن تنجح هذه القيادات فى تكوين تجمع فاعل لإسقاط الإنقاذ بعد أن استولت هى على مقاليد السلطة والثروة والقوة وأحسنت توظيفها ؟. وليتهم تعلموا من ثوار أسمرا ميزة الصبر بدلاً عن الانهيار بعد أربعة سنوات من توقيع القرارات المصيرية وتصالحوا مع الإنقاذ موقعين على أبأس وريقة سلام عرفها التاريخ انتهت بشقهم وعدم تنفيذها وتهميشهم. وأما الآخر فبدلاً عن "سلم تسلم" انتهى ب"صالح" تغنم وأصبح يسترجع أمواله وممتلكاته بفوائدها- و للآن يطالب بإيجار لممتلكاته إبان فترة المصادرة. والإنقاذ مستمرة فى سومنا خسف العذاب ونقض العهود وإيداع معارضيها السجون حتى بدون توجيه اتهامات لهم. عندما أعجب بثورة إرتريا وثوارها الميامين فهو إعجاب حاسد وبغران لأن الله لم يقيض لنا قيادة مثابرة جادة صابرة لمدة ثلاثين عاماً-وإلى الآن تلبس شبط الثورة الشهير وتجوب أرجاء أسمرا مشياً على الأقدام- ليتها الشمولية التى أرزح تحتها بدلاً عن شمولية العمارات وفلل النفيدى وعربات الميباخ وعطاءات التلزيم وبيع الأصول لخريجى سجون السعودية. صلاح إبراهيم أحمد 27.10.2007
|
|
|
|
|
|