|
شريط النكات (( من داخل حوش المدرسة )) نموذج مصغر للسودان.
|
لعل كل واحد منا قد سمع عن شريط النكات الذى يحمل اسم (( من داخل حوش المدرسة )) ، الشخصيات التى بداخل هذا الحوش هى : منوفلى ، الخير ، ادروب ، تامر ، بيتر وجمباكا.عرف عن منوفلى بانه من الجزيرة والخير من ناس السرحات (( يعنى بقول كلام ما فى زول بتوقعو)) وتامر من مجموعة الحناكيش اهل المدينة وبيتر من جنوب السودان وجمباكا من قبيلة الفلاتة او امبررو ثم الاخ كعبول هو رجل يحب الاكل ولعل التسمية جاءت من (( مسلسل الاطفال - كعبول الكلب الاكول)) والاطفال ادرى ولست أدرى ...هؤلاء الأشخاص شاءت الاقدار ان يعيشوا مع بعضهم البعض فى حوش واحد وهو المدرسة . و رغم التناقضات فهم اصحاب أو جماعة (( شلة )) ، وسودانيا جمعها شلليات (( شين مضمومة لام مفتوحة ثم لام مكسورة وياء مشددة وتاء ساكنه)) ... وكان الاخ تامر نقطة تمركز لهذه المجموعة بسبب الثراء الذى ترفل فيه اسرته... وكان كريما كرم السودانى العصامى الاصيل ومسالم ايضا ....مع مقدرته الفذّة على التعايش مع بقية أفراد المجموعة رغم تناقضاتهم ... التعايش الذى لا يقدر عليه الا من يتسطيع امتصاص الخلافات والتناقضات داخل هذه المجموعة...الخير وادروب (( زى الشحم و النار)) بسبب ان الخير أعتاد على اكل حقوق الاخرين والتى تتمثل فى (( البيرقر خاصة تامر)) بالاضافة الى عتادة (( السفروك)) الذى يفتقده فى بعض المناسبات لتأديب الخير. والسيد بيتر لدية مشكلة كبرى وهى انه مهمل من قبل اسرته (( امه ترى فى غيابه سنتين كاملتين عن المنزل كغيابه ليومين فقط)) وسبب اخير هو إحتقاره للسودانيين من بنى جلدته من (( المندوكورو)) لدرجة انه طلب منه الأستاذ ان ياتى بشى يبداء بالدال ويشتط عليه الاستاذ فى الاسراع بالاجابة ويطلب بيتر من جهته مزيدا من الوقت بقوله وتكراره (( للفظة دقيقة)) يطلب بيترالامهال وهو لا يدرى ان كلمة دقيقة نفسها تبدأ بالدال فيقول (( دا جنا أرب ))... يا أستاذ هذا ابن عرب ...اما الخير فهو زول سرحات (( والمعنى يكون اقرب لو قلنا زول سجارة خضراء- بنقو او ماشابه ذلك من المخدرات )) وجمباكااااء متغيب دائما عن الدراسة لكن لا تفوته دعوات الطعام (( العوازيم )) اما كعبول فهو يحب الطعام والاخ منوفلى رجل يحب ان يعرف بالاشياء ويشرح للآخرين تبعات كل فعل لدرجة انه يعرّض بكعبول بأنه غير قادر على التمييز بين انواع العربات ثم يقع منوفلى فى الخطا نفسه فيدله تامر العارف بمثل هذه الاشياء على علامة السيارة (( ماركتها)) ...فلسفة هذه التناقضات هى عكس لصورة مصغرة للسودان الكبير والحياة فى وسط هذه الشلة حلوة وتكون غير ذات مذاق حال تغيب اى من هذه الشخصيات عن كامل المجموعة ...وكنت فى جامعة الخرطوم و لنا شلة .. شلة جميلة لا يحلو جو المجموعة الا عندما تبدأ هذه المهاترات منها القبلية ومنها الوصفية ولكن عشنا اصدقاء ... ولا تعنى لنا المهاترات القبلية شئيا ما دام كل منا يعرف مقام نفسه ... يموت احدنا من اجل الاخر ليفديه...فيينا الاخ ادروب بدر الدين عبد السيد من كسلا وفينا الاخ الصادق ابو شنب من الكمير بالجزيرة وفينا الاخ رمضان تومبى من قبيلة الباريا (( غندكرو)) وفينا خالد عبد العزيز حسن من حلفا وانا من كردفان وعثمان الشيخ من نيالا ...وهم كثر .... ولا تسألونى من غير الموقع الجغرافى ، من انا من بين أفراد المجموعة ... على كل حال لست كعبولا ...ولا ...... ونحن نحب السودان بهذه الصورة وبهذا الحال ونرفض ولا نحب غير ان نكون فى بلدنا الواحد السودان و لا تحلو الصورة الا بالشكل الذى ذكرناه ...ولكن يجب ان نكون نزيهين فيما بيننا .... عادلين فى قضايانا....مراعين لحقوق بعضنا البعض .... والمتفوق يجب أن يتقدم الصفوف .... ويقول الذين سخّروا امكاناتهم بالصورة المثلى وهامش الخطأ عندهم اقترب من الصفر (( Zero)) فى تخطيطهم يقولون: Show your best and survival for the fittest (fairly) . هذا هو سر تقدم الامم ...فالى متى ونحن نتقاتل والى متى ونحن نتخاصم وفينا أحلى الصفات وهى صفة التسامح ... والتكافل الذى لا يوجد فى اى مكان بالصورة التى يوجد فى السودان. فلنتكاتف ونتصالح ونتسامح من أجل هذا البلد الذى ظل يصرخ من ويلات الحروب وعثرات التخلف لنحقق لشعبنا متطلبات الحياة الكريمة.
|
|
|
|
|
|