|
لا يا سعادة الفريق ...التجمع ليس طرفاً محايداً د. علي بابكر الهدي – واشنطن
|
لا يا سعادة الفريق ...
التجمع ليس طرفاً محايداً د. علي بابكر الهدي – واشنطن [email protected] التصريح الذي أدلى به الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والذي تبرأ فيه من موقف التجمع من الأزمة التي نشبت بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني مما أدى الى تجميد مشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية تصريح أقل ما يمكن أن نقوله فيه أنه غريب ومرفوض ويجب أن لا نلوذ بالصمت حياله. فالفريق يشغل هذا المنصب الرفيع بأسم التجمع الوطني وبناء على اتفاق لم ينفذ منه المؤتمر الوطني غير المناصب وما تحمله من امتيازات. واتفاق القاهرة جاء بعد نضال طويل راح ضحيته المئات من الشباب الذين يتحدث الفريق بأسمهم مؤيداً للقتلة والسفاحين في المؤتمر الوطني.
التجمع ياسيادة الفريق ليس طرفاً محايداً في الصراع الذي يدور الأن بين الحركة والمؤتمر الوطني بل يجب على التجمع أن يقف بصلابة مؤيداً وداعماً للحركة في رفضها استهتار المؤتمر الوطني لوهذا هو الموقف السليم. كما يجب على التجمع أن يدعو الحركة الى تصحيح مواقفها السابقة والاهتمام بالقضايا القومية وتبني قضايا التجمع لا ليحارب نيابة عنه كما يردّد بعض قادة الحركة ومنسوبيها، وانما لأن هذه القضايا من صميم قضايا الحركة والمهمشين الذين تناضل الحركة من أجلهم، وعلى رأسها قضية التحول الديمقراطي والغاء القوانين التي تتعارض مع الدستور خاصةً تلك المقيدة للحريات لعامة بما يضمن زوال الممارسات الشمولية واحترام الحريات العامة وحقوق الانسان.
ربما فات على سعادة الفريق ان ما تشكو منه الحركة من تباطؤ المؤتمر الوطني في تنفيذ الاتفاقية ووضعه للعراقيل تلو العراقيل أمام تنفيذ الكثير من بنودها هو عين ما يشكو منه التجمع فيما يتعلق باتفاقيته التي وقعها مع المؤتمر الوطني في القاهرة والتي لم يتحقق منها غير المناصب والامتيازات التي نالها البعض من أمثال الفريق على حساب الشهداء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة مهراً للعزة والحرية للسودان وشعبه.
ان اتفاقية السلام الشامل تعتبر بحق وحقيقة انجازاً تاريخياً ضخماً رغم ما شابها من شوائب ، فهي قد أنهت أطول حرب أهلية في أفريقيا وفتحت الباب على مصراعيه أمام انهاء الشمولية والتحول الى الديمقراطية التعددية، وبذلك أتاحت الفرصة لكل أهل السودان للمشاركة ديمقراطياً لازالة الدكتاتورية ودولة الحزب الواحد بهزيمة المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة ومن ثم الالتفات الى بناء دولة السودان الحديث الموحد على أسس جديدة تراعي التعدد والتنوع ويتساوى فيها الجميع دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو الجنس أو الثقافة. ولكن تظل المشكلة أن المؤتمر الوطني لا يريد دفع مستحقات السلام والتحول الديمقراطي فعلى الرغم من توقيع المؤتمر الوطني على دستور انتقالي بناء على الاتفاقية ورغم تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الحركة الا أن المؤتمر الوطني ما زال يصر على السيطرة التامة على السلطة وما زال على نهجه القديم يمارس اقصاء الاخرين وتهميشهم. ولذلك فقدت الشراكة مع الحركة معناها، وما عادت شراكة حقيقية فالمؤتمر الوطني برهن على أنه قادر على التلاعب ببنود الاتفاقية والانفراد باتخاذ القرارات في القضايا المصيرية والحيوية الأمر الذي أدى الى اندلاع الأزمة الراهنة مع الحركة.
المسؤول الأول يا سعادة الفريق عن هذه الأزمة هو المؤتمر الوطني الذي عرف بخرقه للمواثيق ونقضه للعهود وما أكثر الأمثلة على ذلك. لذلك فاننا نستنكر وندين تصريحك ونقول لك بأن الامانة تقتضي أن تستقيل من منصبك الوزاري الذي تحتله بأسم التجمع وتعلن انضمامك الى المؤتمر الوطني.
مثل الفريق خرجت علينا بعض قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي الذين لم نسمع بهم أيام النضال ضد الدكتاتورية بتصريحات في غاية الغرابة اذ يتحدث أحدهم عن الهيئة البرلمانية للحزب الاتحادي الذي يقول زعيمه بأنه غيرممثل في الحكومة بشقيها التنفيذي والتشريعي وربما يجهل الرجل أنه عضو في المجلس الوطني ممثلاً للتجمع الذي لم يشارك في نشاطاته في الداخل أو الخارج ولكنها مصيبة حزبنا الذي أبعدت قيادته كل الشرفاء والمناضلين تاركة الحزب في أيدي سماسرة المؤتمر الوطني الذين ارتبطت مصالحهم الضيقة بمصالحه التي تتعارض مع مصالح الشعب السوداني.
أما ما قالته بعض القيادات اللآخرى فحدث ولا حرج اذ تحدث أحدهم عن وساطة بين الحركة والمؤتمر الوطني وهي دعوة مرفوضة من جماهير الحزب ومن مؤسساته التي لم يعد لها وجود أمام اصرار القيادة على أن يتولى أمر الحزب أصحاب المصالح الشخصية. والى هؤلاء نكرر ما قلناه بأن الحزب الاتحادي ليس طرفاً محايداً لكي يتوسط بين الحركة والمؤتمر الوطني.
نأمل أن تواصل الحركة تحركها وتفاعلها مع القوى السياسية والتنظيمات والحركات المسلحة من أجل الضغط على المؤتمر الوطني لتنفيذ جميع الاتفاقيات ودفع مستحقات السلام والتحول الديمقراطي لنقل السودان الى واقع جديد يسدل فيه والى الأبد الستارعلى ممارسات الماضي الشائنة ، ماضي الحروب والجهاد والشمولية والحجر على الحريات والهوس الديني ونأمل أن يعمل الشرفاء والمناضلين في حزبنا على انتشال الحزب من وهدته والعمل على اعداد مشروع وطني على أساس مواثيق أسمرا ليصبح برنامجاً للانتخابات القادمة سبيلنا لهزيمة المؤتمر الوطني وازالة دولته الدينية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|