|
|
 القصر الجمهوري
|
كتب عبد اللطيف البوني بعنوان القصر الجمهوري فى عموده حاطب ليل
http://www.rayaam.net/colum/boni.html
القصر الجمهوري
المواجهة التي حدثت على الهواء مباشرة بين السيد رئيس الجمهورية ونائبه الأول في جوبا في التاسع من يناير عندما اتهم النائب الأول الخرطوم بأنها غير جادة في تنفيذ نيفاشا ورد عليه رئيس الجمهورية بأن الحركة هي التي لا تمتلك آليات التنفيذ بدليل أخذها لستين مليوناً دولار لإحضار عضويتها في مؤسسات الشراكة، فلم يحضر الأعضاء ولم تظهر الستين مليون، هذه المواجهة التي اعتبرها البعض ضرباً من ضروب الشفافية المطلوبة هي التي قصمت ظهر الاتفاقية لماذا!؟ وكيف؟؟
الخلافات في التنفيذ والشيطان في التفاصيل والقمامة في البراميل وعبده الشرب موية الغسيل، كل هذه أشياء معروفة ومتوقعة وطبيعية لا أحد في الدنيا كان يحلم بأن تنفيذ الاتفاقية التي استغرق إعدادها ثلاث سنوات وحشدت فيها تفاصيل ملأت آلاف الصفحات سوف يسير «عديل زي الخيط»، التشاكس والتلاعن بل والتلابع كان متوقعاً، فأية حكومة مكونة من عدة أطراف طبيعي جداً أن تتعارك الأطراف داخلها ما بالك إذا كانت هذه الأطراف قادمة من مواجهة شرسة سال فيها الدم الى الرُكب. لقد كان الأمل في رئاسة الجمهورية أن يتكون صمام الأمان وحائط الصد والملاذ الأخير، «يكورك» الناس التحت ويلعنون سنسفيل بعض و«ينكمشون وينفرون» ويضيقون نقاط الخلاف الى أدنى حد ثم يرفعون ما يستعصى عليهم الى رئاسة الجمهورية، ولكن عندما تنزل مؤسسة الرئاسة من «علاها الفوق» وتخوض مع الخائضين في الوحل والطين فإلى أين سيذهب الناس «التحت» بخلافاتهم؟؟ الى الإيقاد مرة أخرى؟ أم الى العالم الغربي حيث شركاء الإيقاد؟؟
طيب.. عندما يكون هذا العالم مشغولاً بقضايا أخرى أهم من بلاوي السودان ماذا سيحدث؟؟ التجميد، الإضراب، الانسحاب، إعلان الانفصال من جانب واحد؟؟
عوامل موضوعية وإجرائية عديدة تجعل مؤسسة الرئاسة صمام أمان وحائط صد وملاذاً آمناً. فهي مكونة من عدد قليل من الأشخاص «ثلاثة فقط» يمكن فيما بعد أن يضاف لهم رابع من دارفور وربما خامس من مكان ما، لكن خلينا مع الثلاثة في دستور 2005م الانتقالي، كما أن سيادتهم وبحكم مناصبهم يمكنهم أن ينظروا لكل المسائل الخلافية من
ربوة عالية فيرون أدق التفاصيل دون مجاراة القماري واللعب في «موية المطر» وكل إمكانيات البلاد وأهلها، تقاريرها السرية وما يحاك ضدها تحت بصرهم، بالمناسبة المستشارين الكثيرين ديل الذين ملأوا غرف القصر الجمهوري الى أن ضاقت بهم ماذا فعلوا لتقوية مؤسسة الرئاسة؟؟ مجرد سؤال.
عودة الى موضوعنا وإن لم نخرج عنه أصلاً، فإن الأزمة الأخيرة كشفت لنا الثمن الفادح الذي يمكن أن تدفعه البلاد في حالة ضعف أو إضعاف مؤسسة الرئاسة. عليه تكون أول الدروس المستفادة من هذه الأزمة طبعاً هذا إذا انتهت الأزمة ووصلت مرحلة استخراج الدروس هو ضرورة وأهمية، بل وحتمية تقوية مؤسسة الرئاسة وذلك بتحصينها من فيروسات تفاصيل العمل اليومي والصراعات العارضة والمماحكات المستدامة، لا نقصد بذلك فصل الرئاسة عن قواعدها ومجالس شوراها، ولكن فيما يتعلق بنيفاشا لابد من إعطائها التميز الذي يمكنها من ضبط الأمور.
نقلا عن صحيفة الراى العام الاثنين22اكتوبر2007م
|
|
 
|
|
|
|
اسعد الريفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست