إدارة الصــــراع بالطريقــة الســـودانية.... د. حيدر إبراهيم على

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 11:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2007, 05:25 AM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إدارة الصــــراع بالطريقــة الســـودانية.... د. حيدر إبراهيم على

    الأحداث 22-10-2007

    إدارة الصــــراع بالطريقــة الســـودانية



    د. حيدر إبراهيم علي

    تنعكس الثقافة السائدة في مجتمع ما على ممارسة السياسة وبالتالي إدارة الصراع والنزاعات الناتجة عن العمل السياسي، لذلك كانت الأزمة الراهنة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان دليلاً ساطعاً على تأثير الثقافة والشخصية الأساسية في العمل السياسي. فقد تصرّف الطرفان بسودانية يحسدان عليها، وسمعنا تعبيرات المفاجأة وعدم التوقع وتغيير المواقف والضغوط والمؤامرة، وهي مفاهيم تسود في السياسة العاجزة وسياسة الصدفة وعدم التخطيط والتوقع وقراءة المستقبل.

    ونحن نعلم ان أهم مميزات السياسي قدرته على التحليل السليم والصحيح. وبالتالي يستطيع ان يتوقع ويضع الاحتمالات، ويكاد يتنبأ بسلوك الآخر ولكن السياسة البلدية كما في السودان، مثل مركب على الله تسيّرها الرياح والظروف ولا تعرف إلى أين تسير ومتى تقف؟ فمن الواضح ان الأمور داخل حكومة الوحدة الوطنية تمضي بقوة دفع ذاتية أولى، بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل. وعاش الطرفان في شراكة لا تعرف الحوار والتواصل وبالتالي النقد والمراجعة. ورغم ان الطرفين يلتقيان داخل مجلس الوزراء على الأقل مرة في الأسبوع، ولكنهما يفضلان إثارة خلافاتهما أو اختلافاتهما في وسائل الإعلام.

    يتميز السوداني بقدرة غريبة، إذ يمكن ان يقبل بأمر يرفضه في داخله، فهو قد يتزوج من لا يحب، أو يعمل عملاً لا يرغب فيه، وهذا ما حدث في اتفاقية نيفاشا، فقد فهم المؤتمر الوطني من البداية وهذا ما أعلنه نافع علي نافع، ان هذا الاتفاق هو أحد وسائل تفكيك نظام الإنقاذ سلمياً. وهذه هي السياسة الأمريكية بعد العام 1996م، والتي ترى إعطاء النظام فرصة ما سمى بالهبوط الناعم (smooth landing) فقد أصبح السودان مثل طائرة مخطوفة ويجب عدم التضييق على الخاطفين لدرجة تجعلهم ينسفون الطائرة بقصد أو دون قصد. والمتمعن لنصوص وتفاصيل الاتفاقية يصل إلى نتيجة واحدة، وهي ان هذا الاتفاق لو طبق حرفياً لن يبقى من حكم الإنقاذ أي اثر غير تاريخ ماض. وكان المفاوضون الانقاذيون يدركون هذا الهدف ولكن لم يكن لديهم أي بديل تحت ضغوط العالم واستحالة الانتصار في الحرب التي كلفتهم كثيراً وقد يكون المستقبل أسوأ خاصة لو أغضبوا الوسطاء. وبدأ المؤتمر الوطني مبكراً خطط إفشال الاتفاقية أو إفراغها من مضامينها الحقيقية، وقد ظهر ذلك في تطويل المفاوضات وخلق العراقيل وعودة الوفود الى الخرطوم في كل صغيرة وكبيرة، وإرهاق المفاوضين. وشرب المؤتمر الوطني السم، كما قال الإمام الخميني عند قبوله وقف الحرب مع الخليج. ولكن كما صرح أحد قادة المؤتمر الوطني لا يمكن أن يمارسوا انتحاراً سياسياً. ومنذئذ بدأت عملية كيف تأكل (الكيكة) وتحتفظ بها في نفس الوقت؟ هذا فعل لا يستطيعه إلا الحواة وهذا ما عشناه مع الإنقاذ التي رفضت ان تتحول إلى حكومة وطنية إذ مازال نافع يصرّح بان القرارات هي محاولة لتحقيق حلم القضاء على الإنقاذ! وكأن نظن انها قد ذابت في حكومة الوحدة الوطنية أو حكومة البرنامج.

    اما الحركة الشعبية، فقد قبلت بالاتفاق لانها أدركت عدم قدرتها على كسب الحرب، فالحركة وعدت منذ سنوات بدخول جوبا ولكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي والمعنوي، واعتبرت نفسها غير خاسرة في الاتفاق الذي يعطيها كل الجنوب وبعضاً من الشمال. ومن ناحية أخرى كانت خطة التفكيك التدريجي ستمضي بنجاح تحت قيادة جون قرنق بكل ما يملك من قدرات واهمها ثقته في قدراته هذه ولكن السماء انحازت للإنقاذ وأخذت قرنق إلى عالم آخر. وجاءت الحركة الشعبية، بعد حزن وضياع، للحكم في الخرطوم مع شريك يملك كل أدوات الخبث والاختراق والابتزاز. ولقد صدق احد الإسلاميين حين اعتبر نظامهم الحالي دولة بني امية الحديثة أو الأمويين الجدد. وبالفعل فيهم الكثير من سلوك معاوية البرقماتي والذي يعطي الغاية قيمة عليا ولا تهمه قذارة الوسائل فقد كانت أجهزة الإنقاذ تمتلك ملفات شخصية لكل الأعضاء لا ترصد صفاتهم السياسية وفعالياتهم فقط، ولكن أضافت إلى ذلك معلومات عن أهوائهم وهواياتهم وأمزجتهم وحين حل وفد الحركة الشعبية في فندق (green village) كانت الأجهزة قد بدأت الاختراق والابتزاز. ومن جانبها الحركة الشعبية لم تستغل زخم الاستقبال وآمال شماليين كثيرين في سودان جديد ولا يمانعون من قيادة الحركة بل سعوا للانضمام لها. ولكن الحركة تعاملت معهم بتعال فائق. وظنت انها قادرة على مقارعة الإنقاذ، وتعاملت بعقلية الأنصار والمهاجرين، فهنا كمقاتلين و(commanders) لا يمكن مساواتهم بثوار منتديات العاصمة، وفي نفس الوقت نسيت الحركة الشعبية تماماً حلفاءها الموقعين معها على ميثاق القضايا المصيرية في اسمرا العام 1995م. ورفضت اي تعليق أو نقد للاتفاقية حتى من المؤيدين.

    استفرد حزب المؤتمر الوطني المنظم والغنى والمهيمن على مفاصل الدولة والقابض على الإعلام، بالحركة الشعبية والتي أتت قياداتها وكوادرها من الغابة وحرب العصابات الى السلطة والسياسة الملتوية، وهي في الأصل حركة وليست حزباً، لذلك نتوقع التيارات والتكتلات المتصارعة داخل الحركة وصعوبة الاتفاق على القرارات مهما كانت حاسمة ومصيرية. وتركت الحركة وزراءها كل يحارب معركته بالطريقة التي يريدها لذلك قد يتمرد محمد يوسف احمد المصطفى أو تنحنى تابيتا أو يصمت بيتر كوك. وفي النهاية هنالك فريق متماسك هو المؤتمر الوطني يلعب أدواره بدقة. وفريق آخر لا تجمع بين أفراده اي خطة جماعية هو الحركة الشعبية، وركن وزراء الحركة إلى الشكوى، رغم ان الشكوى لغير الله مذلة، والى النقنقة لدرجة يتغلب دورهم المعارض على موقعهم كشريك. ولم يحاول وزراء الحركة الشعبية ممارسة السلطة التي منحتهم اياها اتفاقية السلام الشامل. وصرنا نسمع أمورا غريبة مثل ان وكيل الوزارة في الوزارة الفلانية هو الوزير الفعلي. ولكن علينا الا ننسى ان حزب المؤتمر الوطني قد قتل القط للحركة الشعبية في نزاعهم حول وزارة النفط والطاقة. وفي ذلك لوقت كان المؤتمر الوطني على استعداد لفض الشراكة أو على الأقل هدد بذلك لو أصرت الحركة على موقفها، وتنازلت الحركة. والآن عليها ان تتحمل بشجاعة تداعيات عدم تمسكها بحقوقها المنصوص عليها في الاتفاقية. كما استطاع المؤتمر الوطني استمالة بعض وزراء وتنفيذيي الحركة وانحازوا إلى قرارات وتوجهات المؤتمر الوطني. ولم تحاسب الحركة الشعبية أعضاءها ولم تتابع أداءهم وتركت الأمور تتدحرج حتى وصلت إلى قرارات جوبا.
    من أهم سمات الشخصية السودانية، عدم تعبير السوداني عن مشاعره الحقيقية. فالسوداني لا يعبر عن آرائه ومواقفه تجاه الآخر مباشرة وأمامه. ويسمى هذا السلوك تهذيباً وأدبا سودانياً. بينما هو النفاق نفسه وغياب الشجاعة الأخلاقية، وتساءلت لماذا صمتت الحركة الشعبية وصمت المؤتمر الوطني طوال هذا الوقت خاصة بعد المواجهة العلنية بين كير والبشير؟ كان علي نافع وعبدالقادر والخطيب ان يخجلوا وهم يعددون كل هذه الفترة وكان يمكن ان يستمر الصمت والتواطؤ على انتهاكات الحركة للاتفاقية لو لم تفجر قرارات مؤتمرات جوبا. ومن الواضح سوء النية في المؤتمر الوطني فهو يرصد أخطاء الحركة ليس بقصد إصلاحها ولكن لاستخدامها، في مثل هذا اليوم. وهذا دليل ناصع على عدم الجدية والصدفة في الوصول إلى سلام حقيقي ووحدة جاذبة، فالشريك الأكبر يمد حبل الأخطاء لشريكه ويستمتع بعجزه في الأداء الوزاري. ويمارس المؤتمر الوطني جرأة منقطعة النظير في الحديث عن الفساد في الجنوب، والحركة لانها أقرت ببعض الممارسات تقف موقف المدافع ولكن عليها بنفس الطريقة مهاجمة الفساد المستشري في الدولة. ونفس الشيء عن الديمقراطية، يتجرأ شخص لم يستطع حتى الآن نفي تهمة التعذيب عن نفسه، وينبري لمهاجمة حديث عن الديمقراطية، وينطبق قول الشاعر تماماً على الحركة: (ومن يهن يسهل الهوان عليه).

    هذه ملاحظات حكمها حيز المقال، ولكن حتى الخروج من الأزمة ستحكه الثقافة السودانية: الأجاويد، الحلول الوسط، التأجيل والمماطلة..الخ، ولكنها فرصة أخيرة للطرفين لإحياء عملية. وهذا يتطلب من المؤتمر الوطني ان يكون قومياً وديمقراطياً ونفس الشيء من الحركة الشعبية. قضية تهم السودان كله ولا تحل إلا بوسائل ديمقراطية حقيقية.


    http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...ID/1539/Default.aspx
    = = = = =
    السودان لكل السودانيين
    المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
                  

10-22-2007, 07:05 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إدارة الصــــراع بالطريقــة الســـودانية.... د. حيدر إبراهيم على (Re: sultan)

    مشكور يا sultan وبالفعل تُلقي الشخصية السودانية بظلالها على الكثير من أوجه الممارسة السياسية.

    Quote: فقد أصبح السودان مثل طائرة مخطوفة ويجب عدم التضييق على الخاطفين لدرجة تجعلهم ينسفون الطائرة بقصد أو دون قصد
    المشكلة تكمن في أن بعض "الخاطفين" قد لا يتورّعوا عن نسف الطائرة بقصد حتى بعد هبوطها وهذا سلوك يجب أن يسعى السودانيون للحصول على براءة إختراعه.

    تحيّاتي
                  

10-22-2007, 07:19 AM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إدارة الصــــراع بالطريقــة الســـودانية.... د. حيدر إبراهيم على (Re: sultan)

    الاخ سلطان
    شكرا على هذا المقال المهم لفهم ما يدور حولن و لو (جزئيا)
    و فيه الكثير من الواقع السودانى الموغل فى الدرامية
    لكن حكاية ال (smooth landing) دى هى الخلت أمورنا دائما بين (الرمادى الغامق و الرمادى الفاتح)!
                  

10-22-2007, 08:19 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إدارة الصــــراع بالطريقــة الســـودانية.... د. حيدر إبراهيم على (Re: اسعد الريفى)

    Quote: ولكن حتى الخروج من الأزمة ستحكه الثقافة السودانية: الأجاويد، الحلول الوسط، التأجيل والمماطلة..الخ، ولكنها فرصة أخيرة للطرفين لإحياء عملية. وهذا يتطلب من المؤتمر الوطني ان يكون قومياً وديمقراطياً ونفس الشيء من الحركة الشعبية. قضية تهم السودان كله ولا تحل إلا بوسائل ديمقراطية حقيقية.


    او ان يقوما بحلها سويا وحدهما فهما الذان قاما بتحييد وعزل 80% من اهل السودان فلماذا الولولة الان!
    جنى
                  

10-22-2007, 08:43 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إدارة الصــــراع بالطريقــة الســـودانية.... د. حيدر إبراهيم على (Re: jini)

    good analysis , thanks for sharing
                  

10-22-2007, 08:57 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إدارة الصــــراع بالطريقــة الســـودانية.... د. حيدر إبراهيم على (Re: sultan)
                  

10-22-2007, 09:04 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إدارة الصــــراع بالطريقــة الســـودانية.... د. حيدر إبراهيم على (Re: sultan)

    شكراً د. حيدر على المقال الضافي
    شكراً سلطان على إشراكنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de