|
قولوا حسناً....للخروج من المأزق.....محجوب عروة
|
قلنا أمس إن الأزمة الحالية بين شريكي نيفاشا هي مأزق حقيقي ليس للطرفين وحدهما بل لكل أهل السودان، لأن أي انهيار سياسي ودستوري سيؤدي بالضرورة إلى انهيار اقتصادي عندما تنشب حرب حقيقية ليست كالحروب الأهلية السابقة.. بل ستلتقي الجيوش على طول الخط الحدودي بين الشمال والجنوب، وسيتوقف البترول تماماً فتنهار المنظومة السياسية والاجتماعية في البلاد.. هذه هي الحقيقة عارية كما أراها.. رغم ذلك فلا يزال هناك أمل أن يسود العقل وتحل الحكمة بين أهل السودان. للخروج من الأزمة لا بد أولاً أن يدرك طرفا نيفاشا أن الخطأ الأساسي الذي أدى لمثل هذا الموقف هو خطؤهما معاً عندما استبعدا بقية القوى السياسية من المشاركة والاتفاق، ولم يتسصحبا خطأ اتفاقية أديس أبابا عام 1972 عندما انحصرت الاتفاقية بين مايو والأنانيا.. فبرغم عشر سنوات سلام عادت الحرب بينهما فانهارت وانهار معها نظام مايو والجنوب معاً. هذا السودان لا يقوم إلا بالتراضي بين جميع مكوناته، ومن المستحيل أن يحكم بحزب واحد أو اثنين.. للخروج من الأزمة لا بد أن تحول اتفاقية نيفاشا إلى اتفاقية قومية شاملة وتأخذ كل قوة سياسية على مستوى المركز نصيباً معقولاً وقسمة مرضية لحين قيام الانتخابات. أما على مستوى الولايات فمن الأفضل أن يعاد تقسيم الولايات لتصبح خمس ولايات وتكون العاصمة قومية (الجنوب يتمتع بنفس ما أعطته له نيفاشا)، وبنفس القدر تنشأ ولاية الغرب فالشرق فالشمال فالوسط.. نعم خمس ولايات تتمتع كل ولاية بنفس ما تمتعت به حكومة الجنوب، ويتم تقسيم الثروة بقسمة مرضية. أما تقسيم السلطة فيكون مجلس رئاسي برئاسة المشير البشير ونوابه من ولايات السودان الخمس كافة.. ثم يعاد تركيب المجلس الوطني وفقاً للوضيعة الجديد ويعدل الدستور وفقاً لذلك وتقسم الحقائب الوزارية بالطريقة العادلة على أن لا تتخذ القرارات المصيرية إلا بالإجماع الكامل خاصة فيما يتعلق بقانون الانتخابات والقوانين الأخرى التي يجب تعديلها لتتوافق مع التطور السياسي والدستوري الجديد. هذا هو الحل المناسب للخروج من الأزمة الحالية والمأزق الذي وقعنا فيه.. حل قومي سلمي شامل لكل أهل السودان.. تراضٍ وعدالة وحكمة وتعقل والقبول بالآخر والتنازل له حتى يرضى.. هذه تحل قضية التعديل الوزاري الذي قصم ظهر البعير بين الشريكين.. أما القضايا الأخرى التي أثارتها الحركة الشعبية وأثارها المؤتمر الوطني فهي أكبر وأخطر من أن يحلها طرفان متشاكسان ولا بد من وسيط جديد يوفق بينهما وحتما هو القوى السياسية الأخرى ولدينا الآن مبادرتان.. مبادرة الميرغني ومبادرة جمع الصف الوطني.. فعّلوهما واجعلوهما منطلقاً لحل سياسي قومي شامل.. إلا تفعلوا تكن فتنة في أرض السودان وفساد كبير.
|
|
|
|
|
|