طوق النجاة للحركة الشعبية هو الشراكة مع المؤتمر الوطنى

(عدل بواسطة هاشم نوريت on 10-12-2007, 03:29 PM)

Quote: صالح صديق اسماعيل صحيح إن اتفاقية نيفاشا أوقفت نزيف الدم وهذه أفضل ثمارها، ولكن الأصح أيضاً إن نيفاشا أتاحت للإنقاذ فرصاً أوسع للغلبة والتفوّق في فضاءات الشمال وفي السلطة الاتحادية على مستوياتها كافة ولم تترك لأهل الشرق موقعاً سلطانياً فاعلاً ولم توفر لأهل الغرب أيضاً موضعاً سيادياً مؤثراً حيث لا يغيب عن البال أن السلطة الاتحادية هي سنام الكسوب من تحكم فيها حكم وأفاد ومن تغيّب عنها غاب وخاب وأخاب رجاءات منسوبيه ومؤيديه. سئل القائد العظيم قرنق عن فلسفته في عدم ترك سلطة فاعلة للحركات المتمرّدة شرقاً وغرباً في ثنايا اتفاقية نيفاشا كان رد الزعيم قرنق لسائله ينم عن عبقرية خارقة حيث ذكر لهم بأنه لو ترك للشرق والغرب مقاعد اتحادية فاعلة في صلب اتفاقية نيفاشا لتم ملؤها بالقوى السياسية التقليدية وهي قوى معيقة لصناعة السودان الجديد الذي يشكّل هدف الحركة الشعبية المحوري، ثم أردف قائلاً: نحن الجنوبيين تجرعنا مرارة التهميش المركزي وهذا ما قادنا لحمل السلاح لذلك فإن خطنا السياسي يأباه وضميرنا الوطني لن يرضى للآخرين، ومن منطلق التزامي بهذا الخط السياسي أجد أن الحركة الشعبية هي الأقرب إلى وجدان المهمشين شرقاً وغرباً ووسطاً، ومن هنا كان حرصي عالياً في أن أنشئ في صلب الاتفاقية مناخاً سياسياً يعين حراك المهمشين للانعتاق من أسر القوى التقليدية التي ظلت تشكل طوال تاريخها أداة تعطيل وعنصر تكبيل لانطلاقة القوى المهمشة. ثم أضاف قائلاً: وأنا قبل هذا وذاك الأبعد عن الإنقاذ ونقاط التباعد بيني وبينها تتمثّل في الآتي: * الإنقاذ نظام أصولي والحركة الشعبية نظام علماني. * الإنقاذ تأسست على السودان القديم بكل علله السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحركة تدعو لسودان جديد مؤسس على قيم العدل والمساواة والحرية والديمقراطية ولا يعترف بحواجز الأديان والألوان.. ثم ختم الزعيم قرنق حديثه لسائليه بالتأكيد على أن نقاط التباعد هذه وغيرها لا تعين الحركة الشعبية على بناء تحالفات استراتيجية مع الإنقاذ لذلك فإن تحالفه الطبيعي سيكون في مقبلات الأيام مع القوى المهمّشة شرقاً وغرباً ووسطاً، حيث ذكر أن هؤلاء المهمشين بحكم مراراتهم المتراكمة والمتراكبة مع الإنقاذ وبحكم يأسهم من القوى السياسية التقليدية سيكونون زاد حراكي ووقود حركتي وطاقة معركتي في النزال السياسي المرتقب مع الإنقاذ في الانتخابات القادمة وسأقودهم «أي المهمشين» عبر تحالفات استراتيجية محكمة لهزيمة الإنقاذ ووقتها سيكون القصر الجمهوري متاحاً للمهمشين والطريق سالكاً للهامشيين باتجاه المراكز السيادية الفاعلة والمؤثرة.. ثم أنهى حديثه بقوله إنه على يقين بأن هذا التحالف الاستراتيجي الذي ستقوده الحركة الشعبية هو حبل انتشال الشرق وجسر إنتقال الغرب من قاع التخلف إلى قمة التألق وبدونه لا يكون للمهمشين صعود وبغيره لا ينتظر للهامشين نهوض، هذا فضلاً عن أن الحركة قد صممت خطابها وحددت أهدافها لتكون مشروع خلاص وطني لكل أهل السودان لذلك تواضعنا على تسمية حركتنا «بحركة تحرير السودان» وليست تحرير جنوب السودان، ومن هنا أدعو القوى المهمّشة أن تمارس أعلى درجات الإلتفاف والاصطفاف حول الحركة الشعبية لأنها جبل انتشال الجميع وجسر انتقال الكل. نعم تلك هي عبقرية الزعيم قرنق التي صاغت انتفاضة نيفاشا ألا تستحق الحركة الشعبية بعد رحيله أن تستوعب هذا الفهم العبقري لتكون فجر المهمشين الزاحف وأملهم المنتظر. * حقاً وصدقاً، إن الحركة الشعبية دون سائر الحركات والكيانات السياسية ظلت لوحدها تتميّز بنظر استراتيجي ثاقب وعلى القوى الحديثة والمنظومات الشعبية والأهلية أن تستوعب أهمية هذه التحالفات بأبعادها الاستراتيجية وأن تعجم عودها وتجمّر خطاها بالفعل الاستراتيجي الراشد وأن تتحصّن بالوعي اللازم، وذلك لتأمين أعلى درجات الأهلية والجاهزية للتعامل مع الانتخابات القادمة والتي تشكّل المحطة التاريخية المفصلية التي ترسم المسار الأبدي للمهمشين، وعبرها سيكون مصير المهمشين رهين أحد المسارين إما أن يسجلوا في صحائف المتخلفين خالدين وإما أن يدونوا في سجلات المتألقين إلى أبد الآبدين، نعم هذه أهمية الانتخابات القادمة، مفترق طريق، محطة مفصلية بين حاضر مندثر ومستقبل منتصر بإذن الله، ولذلك فإن هذه المحطة يجب أن تكون محل اهتمام الكل المهمّش وموضع هم الجل الهامشي، وهم هذه الانتخابات يجب أن يسمو على كافة الاهتمامات الشخصية والسياسية والقبلية لأنها تشكل أس الصحوة الإقليمية وأساس النهضة السودانية الشاملة. * نيفاشا أفضل ما فيها أنها أتاحت فضاءً رحباً لحراك الهامشيين وأنتجت ظروفاً يعز بل ويستحيل تكرارها لتأهيل المهمشين لرسم خارطة طريق تؤهلهم لوراثة مستقبل السودان عبر تحالفات استراتيجية راشدة ومن خلال تكتلات وطنية رشيدة ومن هنا يجب المجاهرة بالقول بأن الحركة الشعبية هي الأكثر أهلية والأفضل جاهزية لقيادة مثل هذه التحالفات والتكتلات التي تشكّل أنبل مشروع تاريخي للخلاص الوطني. * هذا المدخل أردت من وراء سرده وعرضه وجرده أن أصوّب انتباه أهلنا في الشرق والغرب والوسط نحو إشارات مهمة ومحطات مهمة والتي يمكن إيجازها في الآتي: * الحكومة الحالية هي حكومة انتقالية وأجلها المضروب في الدستور قد شارف الإنتهاء وإنها محكومة بسقف نيفاشا الذي يؤمّن الغلبة للإنقاذ والعلوية للمؤتمر الوطني، كما أن المواقع والمناصب التي خصصت لحركات الشرق والغرب معاً لا تعين على الحراك الحي ولا تسعف شاغليها على الفعل النافذ، لذلك يجب أن لا نشغل البال السياسي الشعبي والخاطر الأهلي المهمّش بالصراعات حول هذه المناصب لأنها لا تفيد حالياً ولا تخدم واقعنا لقد ثبت بالممارسة والمتابعة أن مثل هذه الشراكات والمصالحات ما هي إلا شراك إنقاذية مشبّعة بالمصائد والمكائد ومصممة لاختراق الكيانات المشاركة ولاصطياد بعض رموزها من أصحاب البداوة السياسية والرخاوة القيمية. * الاتفاقيات السابقة دونما استثناء «القاهرة، أبوجا» هي أشبه بالصفقات التجارية اتفاقية أسمرا هي منتج آخر أشبه بالصفقات السابقة التي شكّلت فيها جبهة الشرق إحدى معادلاتها الأساسية والرئيسية ومن هنا يجب التذكير بالبداهة السياسية التي يجب أن يعيها أهل الشرق وهي أن كل الحركات المتمرّدة بالخارج هي رهينة الحاضن الأجنبي، إذا سأل هو أجابت هي، وإذا نادى لبّت، ومن هنا أيضاً يجب استحضار الظروف الموضوعية التي أحاطت بقادة جبهة الشرق بالخارج التي أجبرتهم على البصمة والتوقيع على هذه الاتفاقية عليلة المردود وضئيلة الكسوب، ولكن بعد استحضار هذه الظروف وبعد الإلمام بالحيثيات التي رافقت التوقيع يجب أن يتعاظم الإهتمام بالحراك السياسي الراشد الذي يحيل هذه الاتفاقية الصفقة إلى صفعة لخصوم انطلاق الشرق، ولن يتم ذلك إلا باستلهام السبل والمفاهيم الآتية: 1/ أن يعتبر أهل الشرق وسائر ضحايا الاتفاقيات المماثلة «القاهرة، أبوجا» أن المناصب والمواقع التي خصصت لهم بموجب هذه الاتفاقيات ميؤوس من عائداتها الخدمية للموطن والمواطن والوطن، ولكنها في المقابل هي واحدة من سلسلة معينات مطلوبة لتأمين الجاهزية والأهلية للانتخابات القادمة التي أوردنا أهميتها وعبر هذا الفهم يمكن إخراج هذه المناصب والمواقع من دائرة الصراعات القبلية. * جبهة الشرق مع كثرة العلل المحتشدة فيها إلا أننا يجب أن نعترف بأنها وبحملها للسلاح قد أضافت لأهل الشرق وزناً ولساناً غير مسبوقين ومن هنا يجب على أهل الشرق الإلتفاف حولها بمكوناتهم المجتمعية كافة لتكون بؤرة التحامهم ومنبر التآمهم وموطن أشواقهم، ومن هنا أيضاً الموضوعية والعقلانية تقتضيان أن يجعل أهل الشرق الجبهة رائدة المرحلة وأن تكون هي لوحدها شراع إبحارنا وذراع إنتصارنا. * على قادة جبهة الشرق تقع مسؤولية فتح المواعين وإتاحة الميادين لكافة أهل الشرق بلا حيازة أحادية تحجب مساهمات المجتهدين وبلا احتكارية فردانية تبعد اجتهادات المخلصين لاسيما أن سنام الشرق عامر بأصحاب الخبرات السياسية وظهره زاخر بحملة المؤهلات والتخصصات الرفيعة وهؤلاء على استعداد لرفد مؤسسات الجبهة بالرأي السديد والفعل الرشيد. * الإنقاذ تعي تماماً ضآلة رصيدها الجماهيري في الشرق لأنها راهنت على النجوم الباهتة والنجيمات الخافتة التي أسهم الظلام الإنقاذي على إبرازها وظهورها، لذلك ستسعى الإنقاذ جاهدة لضرب أي التفاف أو اصطفاف يسهم في نشوء كتلة سياسية صماء، وذلك من خلال صناعة تيارات سياسية مظهرها شرقي «بجاوي» ومخبرها إنقاذي، لذلك يجب أن يكون صوت التوحّد والتكتّل حول جبهة الشرق هو الصوت الأعلى والأوحد وما عداه هو أدوات مصنوعة لبعثرة الأصوات في الانتخابات القادمة حتى يتسنى لمرشحي الإنقاذ الفوز بأقل الأصوات، لذلك ينبغي لأهل الشرق التصدي الجاد لمثل هذه الكيانات الوليدة غير المفيدة لواقع الشرق.. صناعة التكتلات الانتخابية هي أفضل انجازات المرحلة، من أفلح فيها عبر ومن أخفق فيها «إنقبر»، ومن هنا تنبع أهمية الخطاب السياسي لجبهة الشرق الذي يجب أن يكون مجيباً لمطلوبات الشرق كافة، ومستوعباً لكل همومه واهتماماته. * من المهم أن يلتقي قادة الشرق الثلاثة بقوى الوعي بالعاصمة من أبناء الشرق، وذلك لقوة تأثيرهم في تشكيل وصناعة رأي الشارع الشرقي فضلاً عن أن مثل هذه اللقاءات تعين على تأسيس ديوان تعاون مشترك بين هذه القوى وبين الجبهة وهو تعاون تتعاظم أهميته في هذه المرحلة المفصلية. * الدعوة لمعارضة جبهة الشرق هي نعي لموضوعية قائليها ولعقلانية مروجيها والداعين إليها ذلك لأن الاتفاقية ليست كلها عيوب وأنها لا تخلو من الكسوب، كما أن تجريد الاتفاقية من الظروف التي أحاطت بها لا يسعف معارضيها على التقييم العادل والنظرة المنصفة لعائداتها الإيجابية ولمردوداتها المفيدة، لذلك أقول بالصوت الجهير بأن الدعوة لمعارضة هذه الاتفاقية تقف وراءها جهالة فكرية وضحالة سياسية وربما عمالة، فضلاً عن أنها منكورة بجاوياً، ومنحورة جماهيرياً، ومقبورة شعبياً ومقهورة وطنياً. * المؤتمر الوطني برموزه الباهتة ومنهجه السياسي المعوج أسهم في إنتاج ظروف خصيمة للإنقاذ التي بدورها أيضاً أسهمت في خلق إنطباع شعبي وجماهيري لا يخدم مستقبل المؤتمر الوطني في الشرق ولا أمل في تبديل هذا الانطباع مهما تعاظمت اجتهادات الإنقاذ في ظل صدارية هذه الرموز الكسيحة التي تفتقد أدنى مناسيب القبول الشعبي حتى في أوساط قبائلها.. هذه الظروف السياسية الخصيمة للإنقاذ تشكّل أفضل منصات انطلاقة جبهة الشرق لذلك يجب اهتبالها بأعجل ما تيسّر حتى لا تصطادها المواعين السياسية الوليدة التي بدأت ملامحها تلوح في فضاءات الشرق. وقر في ظن الكثيرين من قادة الإنقاذ المنسوبين للشرق بأنهم محصلة صناعة مشيئة إنقاذية وليسوا نتاج إرادة شعبية، وأنهم باقون في قمة السنام ما بقيت الإنقاذ ممسكة باللجام لذلك ظلوا في مظهرهم حكاماً للشرق وفي مخبرهم خداماً للخرطوم ومن هنا جاءت عزلتهم وانعزالهم عن وجدان أهل الشرق، أيضاً هناك من بين حملة السلاح من يعتقد بأن الرتب والرواتب والمراتب التي نالوها هي محصلة هبة البندقية التي حملوها وهؤلاء أيضاً تقزّمت في خيالاتهم السياسية أهمية الجماهير لذلك ضربوا حول أنفسهم حواجز سميكة وسواتر عالية أبعدتهم عن قواعدهم الشعبية فغدوا طلاب غنائم لا أصحاب عزائم وصاروا عبدة ذات غايتها تعزيز حظ النفس المحفوفة بالشهوات والمشغوفة باللذات، عند هؤلاء الوظائف السيادية هي سدرة منتهى حياتهم النضالية التي استبدلوا فيها شقاوة الخنادق بحلاوة الفنادق وجحيم الرعية بنعيم الراعي. لذلك نحن نربأ بقادة الشرق أن يختطوا ذات درب الذين سبقوهم إلى عوالم المصالحات الإنقاذية ومن هنا أيضاً ندعوهم لتحصين أنفسهم باستحضار العبر الدينية واستذكار الدروس التاريخية، ليكونوا بحجم المأمول فيهم وبقامة المطلوب منهم. رجوع

Quote: الأخ هاشم ...كل عام وأنت بخير .....ردي علي كلامك هو ....كضبآ كاضب ....بل العكس هو الصحيح ....والصحيح هو أن....طوق النجاة لحزب المؤتمر الوطني تحالفه مع الحركة الشعبية وإنفاذ إتفاقية نيفاشا بحذافيرها وبسرعة وقبل فوات الأوان ....إن ما قامت به الحركة الشعبية هو أمر إيجابي للغاية وضربة في مقتل ...بل إنه أول رد فعل إيجابي للحركة وهو يصب في مصلحة قوي المعارضة والأحزاب السياسية الأخري ....ولك ودي راشد