إنهت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجدل في أهم إعلان في مجال حقوق الإنسان، فأخيراً أعترفت الأمم المتحدة بحقوق الشعوب الأصيلة. بعد 60 سنة من إجازتها لهذا الإعلان، أمضت الأمم المتحدة 22 سنة منذ مناقشة الإعلان الأول لحقوق الشعوب الأصيلة، و3 سنوات لإجازة الإعلان الثاني الذي نص على شيئين هما: حق تقرير المصير، والسيطرة على الموارد المحلية. أيدت الإعلان 143 دولة من جملة 192 دولة، حيث أمتنعت كل من نيجيريا وبورندي من افريقيا عن التصويت، وعن سبب امتناع نيجيريا عن التصويت هو خوف نيجيريا من تفاقم مشكلة الشعوب الأصيلة داخل أراضيها وخاصة في قبيلة ((أوغوني)) التي تريد المحافظة على تاريخها وتراثها وأرضها وتعيش هذه القبيلة في منطقة المرتفعات حيث تستخرج شركات بترول غربية البترول وسط مظاهرات، واختطافات، واغتيالات، ورهائن، وإرهاب حقيقي، وخلد قضية قبيلة ((أوغوني)) الكاتب سارو ويودا الذي أعدم قبل عشر سنوات لأنه دعا لرفع الظلم عن قبيلته. ومن الأسباب التي دعت بعض الدول الامتناع عن التصويت، أو معارضة قرار الاعتراف بالشعوب الأصيلة هي أنه بموجب هذا القرار يحق للشعوب الأصيلة استخدام حق الفيتو في البرلمان، وكذلك حقها في المطالبة بتعويضات على ما تراه من ((ظلم)) مئات السنين. ودافع با كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، عن إعلان حقوق الشعوب الأصيلة فقال: "هذا يوم نصر لجميع الشعوب الأصيلة، وغير الأصيلة، هذا يوم تاريخي، إنه أول اتفاق من نوعه بين شعوب الأمس وشعوب اليوم". وفرحت منظمات المجتمع المدني وقال جوماندا غيلكبون رئيس شعب كالاهاري الأول: "نحن سعداء جداً لأن الشعوب المتطورة وافقت بعد مئات السنين على إنصاف الشعوب الأصيلة". ويصف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الشعب الأصلي بأنه هو الذي ولد وعاش وتوالد وصار جزء من مكان معين وله ثقافة وتاريخ معين، ويريد المحافظة على عاداته وتقاليده وثقافته، وهو الذي يعاني من الظلم لأنه يختلف عن الشعب الذي يسيطر على الحكومة، ولأنه ظل في نفس المكان قبل أن تسيطر على الحكومة الشعب الآخر. وفي تقرير آخر للأمم المتحدة ذكرت فيه: "أن الحكومة التي تريد تدمير ثقافة الأقلية في وطنها، تريد أن يحدث ذلك فعلاً، لكن تنسى هذه الحكومة إمكانية الاستفادة من ثقافة هذه الأقليات، وتنسى أنها كانت يوماً ما ثقافتها هي، إنها ثقافة الجدود، جدود من ينتمون إلى القديم وجدود من ينتمون للجديد". إن العالم يجب أن يحمي شعوباً لا تريد أن تترك أرضها، ولا تريد أن تتغير عادات وتقاليد هذه الأرض، أي يريد أن يتشبث الانسان بأرضه وقبيلته ولونه. إن العالم يعيش في حالة صراع حضاري ثقافي إرثي بحثاً عن جذوره الضائعة، ومحاولات الانتساب لحضارات أخرى، ففي الوقت الذي يذخر فيه السودان بشعوبه الأصيلة، وحضارته الممتدة لآلاف السنين قبل الميلاد، تعمل حكومة الدمار في السودان على اقتلاع تلك الشعوب من جذورها، فجنوبنا الحبيب ما زال يعاني من ويلات الحروب وتعثر خطى السلام، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي في غربنا الأغر، والإبادة الجماعية، ومعاناة الأحبة من أمراض المجاعات، ومحاصرة البجة في شرقنا المفدى، وآخراً وليس أخيراً تعمل حكومة السودان جاهدة على تدمير أقدم حضارة في العالم وهي الحضارة النوبية، وإحلال شعوب أخرى مكان شعبها الأصيل في شمالنا الأبي. صوت النوبة عبد الشفيع سوركتي فادي فرح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Medhat Osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست