منذ 11 سبتمبر.. أصبحنا «الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب» توماس فريدمان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

Quote: منذ 11 سبتمبر.. أصبحنا «الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب» قبل فترة قصيرة نشرت الصحيفة الهزلية «The Onion» قصة خبرية زائفة تبتدئ هكذا: أعلن رودي جولياني عمدة نيويورك السابق عند موقع مبنى المركز التجاري الدولي يوم الاثنين الماضي عن خطته للمشاركة في الانتخابات الرئاسية لـ11 سبتمبر. وقال: «زملائي مواطني دولة 11 سبتمبر، باعتباري رئيسا لـ11 سبتمبر.. أنا أبشر بـ11 سبتمبر جديدة للجميع»، وفيما لو انتخب فإن جولياني سيرث كل الواجبات المترتبة عن 11 سبتمبر من الرئيس جورج دبليو بوش بما فيها رسم تعابير وجه كالحة، ورؤية العالم من خلال منظار الخير والشر وحمل قرون ثور في كل الوظائف الحكومية. ومثل كل عمل ساخر ذي نوعية جيدة فإن القصة جعلتني أضحك وأبكي معا لأنها تعكس شيئا حقيقيا يتمثل في كوننا منذ هجمات 11 سبتمبر أصبح اسم بلدنا «الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب». لا يسمح لكتّاب أعمدة صحيفة نيويورك تايمز أن يؤيدوا هذا المرشح أو ذاك لكن ليست هناك قاعدة ضد قول من هو الشخص الذي لن أصوِّت لصالحه. فأنا لن أصوت لأي شخص يشارك في الانتخابات على أساس هجمات 11 سبتمبر. نحن نريد رئيسا لـ12 سبتمبر. وأنا سأصوت لمرشح الـ12 سبتمبر. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن 11 سبتمبر جعلنا أغبياء. أنا أكرِّم كل أولئك الذين قتلوا في ذلك اليوم وأبكي عليهم. لكن رد فعلنا على 11 سبتمبر ـ بما فيها رد فعلي ـ أفقد أميركا توازنها تماما ولذلك فإن الوقت قد حان لتصحيح الأمور. هذا لا يعني أنني كنت مقتنعا آنذاك ببروز أعداء جدد لنا والآن ما عدت مقتنعا بذلك. نعم، نحن بحاجة إلى إجراءات وقائية جديدة وحواجز جديدة لكننا بحاجة أيضا إلى عاداتنا القديمة وشعورنا القديم بالانفتاح. فبالنسبة لي يكون مرشح 12 سبتمبر هو الشخص الذي لن يفهم فقط من هم أعداؤنا بل من نحن. قبل 11 سبتمبر كان العالم يظن أن شعار أميركا هو: «كل شيء ممكن لأي شخص». لكن ما عاد هذا الشعار شعارنا. فحكومتنا ظلت تصدّر الخوف لا الأمل. «اعطني بصماتك المتعبة والفقيرة». قد تظن أن خليج غوانتانامو هو معسكر اعتقال في كوبا لإرهابيي القاعدة والكثير من سكان العالم يظنون أنه المكان الذي نبعث إليه بالزوار الذين يفشلون في الإجابة عن الاسئلة المتعلقة بالهجرة. أنا لن أصوت للمرشح غير الملتزم بتفكيك سجن غوانتانامو وتعويضه بمستشفى مجاني لفقراء كوبا. وخليج غوانتانامو هو نقيض تمثال الحرية. وأبلغني روجر داو، رئيس جمعية صناعة السفر، ان الولايات المتحدة خسرت الملايين من الزوار الاجانب منذ الحادي عشر من سبتمبر، على الرغم من أن الدولار ضعيف. وقال داو ان «الولايات المتحدة فقط هي التي تخسر عددا كبيرا من المسافرين من بين دول كبرى وهو ما لا يسمع عنه في عالم اليوم». وانخفض وصول الزوار من رجال الاعمال والشركات التجارية الى الولايات المتحدة بنسبة 10 في المائة خلال فترة عامي 2004 ـ 2005 وحدها، بينما زاد عددهم الى أوروبا بنسبة 8 في المائة في الفترة ذاتها. وتوصلت دراسة حديثة لصناعة السفر الى ان «عملية دخول الولايات المتحدة خلقت مناخ خوف وإحباط يبعد الزوار من رجال الاعمال والشركات التجارية ورواد قضاء الاجازات الأجانب ويلحق الضرر بصورة اميركا في الخارج». وأولئك الذين لا يزوروننا لا يعرفوننا. وأود أن أرى أنفسنا وقد أنقذنا شيئا معينا في العراق يمكن ان يساعد على دفع الشرق الأوسط باتجاه مسار اكثر تقدمية. وكان ذلك وما يزال ضروريا لتحسين أمننا. ولكن الضروري يكون في بعض الأحيان مستحيلا، ولا يمكننا ملاحقة قوس قزح بهذه الطريقة. انظروا الى بنيتنا التحتية. فليس الجسر وحده هو الذي سقط في مسقط رأسي، منيابوليس. سافروا بالطائرة من مطار زيوريخ الأحدث الى مطار لاغارديا البائس. ولا أزال غير قادر على الحصول على خدمة هاتف خليوي غير متقطعة بين بيتي في بيثيسيدا ومكتبي في دي سي. ولكنني اشتريت في الفترة الأخيرة هاتفا خليويا للجيب في مطار بكين واتصلت مباشرة بزوجتي في بيثيسيدا وكان الاتصال أوضح ما يكون. وكنت قد حضرت مؤخرا مؤتمر السيارات النظيفة في الصين، حيث تتباهى شركات تصنيع السيارات بأن سياراتها لعام 2008 ستلبي معايير الاتحاد الأوروبي المتعلقة بانبعاث الغازات. لقد اعتدنا أن نكون المعيار الذهبي، ولم نعد كذلك. ففي يوليو افتتحت مايكروسوفت، التي سئمت من القيود الأميركية على تصدير العقول، أحدث مراكزها لتطوير البرامج الالكترونية في فانكوفر، في كندا. وإذا كان بوسع ديزني وورلد أن تبقى مكان انفتاح وترحيب، بأمن أوسع ولكن غير منظور، فلماذا لا تكون أميركا على هذا النحو؟ لا يمكن أن نستمر على هذه الحماقة! يتعين علينا أن نستعيد قدراتنا. نحن بحاجة الى رئيس يوحدنا حول هدف مشترك وليس حول عدو مشترك. القاعدة تدور حول الحادي عشر من سبتمبر، أما نحن فحول الثاني عشر من سبتمبر، وحول الرابع من يوليو، وهو السبب الذي يجعلني اتمنى ان تكون الهزيمة من نصيب الذي يترشح اعتمادا على برنامج الحادي عشر من سبتمبر. * خدمة نيويورك تايمز

Quote: أنا أكرِّم كل أولئك الذين قتلوا في ذلك اليوم وأبكي عليهم. لكن رد فعلنا على 11 سبتمبر ـ بما فيها رد فعلي ـ أفقد أميركا توازنها تماما

Quote: But that is what bin Laden and the jihadists have become: utter nihilists, responsible for killing more Muslims than anyone in the world today and totally uninterested in governing, only in making life ungovernable.

Quote: في العراق نهدر عقولنا ومستقبلنا.. الصين لا تفعل ذلك شيء رائع أن يصل المرء بلدا لا يذكر العراق فيه أبدا. مع ذلك يكون هذا الشعور مغلفا بقدر من التوتر حينما يكون هذا البلد حاليا أكبر منافس للولايات المتحدة من الناحية الجغرافية والاقتصادية: إنه الصين. كم يبدو جميلا أن يكون البلد قوة عظمى ومركزا في الوقت نفسه كل جهوده من أجل حل المشاكل المحلية؟ لكنني لست من دعاة الانعزالية فللولايات المتحدة خصوم حقيقيون بعكس الصين ولذلك علينا أن نوازن دورا يتعلق بالأمن العالمي في أماكن مثل الشرق الأوسط مع المتطلبات المحلية. لكن هناك شيئا غير متوازن مع أميركا. ففي الوقت الذي قضت الصين السنوات الست الأخيرة وهي تتهيأ للألعاب الأولمبية، غرقنا نحن في الديون التي انفقناها على أجهزة آي بود و«القاعدة». حاولنا بعد 11 سبتمبر أن نغير في قلب العالم العربي المسلم عن طريق محاولة إنشاء حكومة تقدمية في بغداد. وأنا مقتنع أن هناك منطقا استراتيجيا وأخلاقيا لتحقيق هذا الهدف. لكن الاستراتيجية فشلت لملايين الأسباب والآن حان الوقت للاعتراف بأن علينا أن نركز على معرفة الكيفية التي تمكننا من عزل انفسنا من حالة عدم الاستقرار في ذلك العالم عن طريق سياسة طاقة حقيقية كبداية وكيف نحمي مصالحنا الأمنية هناك بطرق أكثر نجاعة وكيفية العودة إلى تطوير بلدنا. لكن الآن يجب أن يكون واضحا أن العراق في طريقه لأن يصبح شيئا آخر. فنحن لم يكن في حوزتنا عدد كاف من القوات كي نصوغ العراق وفق صورتنا. نحن ببساطة لن نتمكن من تكريس جنود ومصادر أميركية كثيرة في العراق والعراقيون سيتعلمون ذات يوم كيفية العيش معا من دون قمع صدام ومن دون حمايتنا لهم. لذلك إما أن نحصل على مساعدة من أطراف أخرى في العراق أو ننسحب. وإذا كان الرئيس بوش ما زال مقتنعا أن بقاءنا هناك سيجعل المستقبل مختلفا للعراق فإنه بحاجة إلى طلب المساعدة من بعض الحلفاء لأن الشعب الأميركي سيكون عاجزا عن تحمل المسؤولية لوحده على رهان يرى أن هناك إمكانية لبناء شيء ذي قيمة في العراق. ساعدت زيادة القوات الأميركية الأخيرة في تحقيق هدوء للعراق لأن أكثرية السنة أدركت أنها خسرت وأن كلا الطرفين المتطرفين: القريب من القاعدة والآخر القريب من الشيعة المتطرفين، هما أكثر خطورة عليها من الأميركيين الذين ظلوا يطلقون النار عليهم. حالما نبدأ بالانسحاب سيبدأ العراقيون بحساب مصالحهم بشكل دقيق. وقد يقررون إنهم بحاجة إلى أنهار دم أخرى لكن الاحتمال الأكبر هو أنهم سيصلون إلى حالة التوازن. أنا لم أذهب إلى داليان الصينية منذ ثلاث سنوات. وهي مدينة جميلة وتتمتع بأماكن فسيحة، وفيها ناطحات سحاب ومساحات خضراء وجامعات. قال «جينبينغ أو» رئيس جامعة داليان إن تركيزه الجديد هو على بحوث الطاقة وان هناك 100 طالب يحضرون للدكتوراه عن موضوع مشاكل الطاقة، بينما لم يكن هناك إلا القليل في هذا المجال قبل سنوات قليلة. وأنا استمع إليه أخذني عقلي إلى العراق حيث كنت قبل اسبوعين وحيث سمعت هذه القصة من ضابط أميركي في بغداد: كانت وحدة الضابط في دورية حينما تعرض أفرادها إلى انفجار قنبلة مزروعة عند حافة طريق. ولحسن الحظ انفجرت القنبلة بشكل مبكر جدا ولم يصب أي شخص من الدورية. تمكن رجاله من القفز من خارج العربة المصفحة وتعقبوا سلك التفجير الممتد مسافة 1500 قدم في المنطقة. كانت هناك مروحية من نوع بلاك هوك في المنطقة فأنذرت الجنود الأميركيين بوجود شخص هارب على دراجة. وطلب الجنود المساعدة من الطائرة التي استخدمت شفراتها الدوارة الحادة في إسقاط المتمرد عن دراجته فتمكن الجنود من القبض عليه. تلك الصورة لطائرة هليكوبتر تبلغ قيمتها 6 ملايين دولار وتمتلك أعلى أنواع التكنولوجيا مع طيار مدرب تدريبا عاليا تقوم بالنفخ على متمرد لتسقطه من دراجته تجسد الواقع الخالي من معنى لوضعنا في العراق. ولعل المؤرخ اللبناني الكبير كمال صليبي وضعها بصيغة أفضل حينما قال «على القوى العظمى ألا تتورط في السياسات الخاصة بالقبائل الصغيرة». هذا هو وضعنا في العراق. نحن نهدر عقولنا. نحن نهدر شعبنا. نحن نهدر مستقبلنا. الصين لا تفعل ذلك. * خدمة «نيويورك تايمز