|
نجيب نور الدين: مقال إستعادي في الذكري السادسة لرحيل مصطفي سيد أحمد
|
مقال إستعادي في الذكري السادسة لرحيل مصطفي سيد أحمد أدخل الاغنية السودانية حيزاً غير مسبوق من الاكتمال
بقلم: نجيب نور الدين
* صوت صديقنا الأديب سامي سالم يشق ليل القاهرة في ليلة من ليالي الشتاء الباردة قليلا بعد منتصف الليل، يهاتفني وعبرة تسكن الصوت ويلقي إليّ بالخبر: مات مصطفى سيد احمد هذا المساء بالدوحة... في لحظة نشر الموت معطفاً من الحزن الكبير وسكن في كل شيء.. نزلت الى الشارع في منتصف القاهرة بمنطقة الجيزة والبرد يسيطر على كل شيء في تلك الليلة الشاتئة جدا.. عقلي بارد ايضا وقلبي ساخن مفجوع.. احاول جمع شتات روحي ولوعة عظيمة تشملني من جميع اقطاري.. شعرت بأن دورة الزمان توقفت للحظة لتعلن هذه الاضافة قبل يوم من ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه. وكأننا على قدر مع الأحزان الكبيرة هنا وهناك، فجراحنا التي لا تبرأ تزداد.. كنا في منتصف طريق الاحلام والآمال نترقب بزوغ الفجر وان يتنفس صبح الميلاد. ونحلم بمصطفى في الخرطوم الجديدة عائداً طيباً ليتقاسم احزانه النبيلة مع تلك الاجيال الجديدة التي صاغها وشكلها نغماً فريداً ومتجدداً.. تلك الاجيال التي أشاع فيها مصطفى سيد أحمد روحه المبدعة وشخصيته المثال في انحيازه التام الى القيم العليا الرفيعة من غير مزايدة او ارتداء الثياب التي تطول على البعض.. فكان مصطفى سيد احمد ابرز المجددين الكبار والمبدعين الكبار الذين يقفون ضد قطع الاعناق والارزاق ودهس الزهور.. لقد اشاع مصطفى أفقا جديدا في الغناء للحبيبة والوطن. وادخل الاغنية السودانية حيزاً من الاكتمال غير مسبوق. وهو يطرق الاساليب الجديدة في الصياغات اللحنية. واختيار القصيدة الغنائية النافذة المشحونة بالمفردة الصادقة المدهشة، فكان بذلك رائداً في تقديم لون جديد من الشعر الغنائي. ومحرضاً على كسر دائرة التقليدية في تعاطي المفردة الغنائية.. كنت احلم بمصطفى في الخرطوم أحلام يقظة أراه في احد الدور الشاسعة استاد الهلال او الخرطوم او المريخ.. فلقد ادخل مصطفى جيلاً كاملاً من الهامش العريض الذي خرج اليه مجبراً ومقهورا عندما بدأ إخراس صوت الاغنية. ويذهب خوجلي عثمان فدىً ورمزاً ومنارة وخزياً للظلاميين على مدى التاريخ
يتواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نجيب نور الدين: مقال إستعادي في الذكري السادسة لرحيل مصطفي سيد أحمد (Re: Alsadig Alraady)
|
وفي اليوم التالي اجتمع بصحيفة «الخرطوم» بقاردن سيتي شارع عائشة التيمورية يوسف الموصلي، فيصل محمد صالح، مرتضى الغالي، عبد الله كارلوس، احمد عبد المكرم وشخصي وآخرون. واقيمت ندوة قيّمة وجدت طريقها للنشر في عددين من صحيفة «الخرطوم» غطت بفكر وشفافية رحلة مصطفى سيد أحمد. وجمعت بين العلم والثقافة والانطباع القوي المؤثر.. وكنت دائما ما اتذكر هذه الندوة والناس يجتمعون للاحتفال بذكرى رحيل مصطفى. ولكنهم لا يقدمون الينا جديدا، بل ان كثيراً من تلك التجمعات بعدت عن روح الاعتدال والموضوعية. وراحت مقحمة ذكرى الرحيل في قلب السياسة، فانحاز اليها كثيرون فقط لمثل هذا البريق. ولكن قامة مصطفى اكبر ورسالته اعمق. ولكن كثيراً ما يُقال إن الشراهة لا عفة لها!! حتى الكتابات عن مصطفى سيد احمد بدأت كثيرة الرموز والعلامات المبتذلة. وكاد كل ذلك يقود الى طريق مسدود يحجبنا عن قيمة هذا المبدع الكبير. وهو دون ادنى ريب احد كبار المجددين وصاحب اضافة وبصمة قوية ناصعة في مجال الابداع الموسيقي والغنائي في السودان.. وفي سبيل تحقيق مشروعه الفني احتمل مصطفى مشواراً مضنياً وكابد مشقة عظيمة ولجأ الى الدوائر الصغيرة حوله. وهو صاحب فكرة جلسات الاستماع واشراك جمهوره واصدقائه في تجاربه الجديدة... ولقد تحقق مشروع مصطفي الفني واصبح رقماً صعباً في خارطة الغناء السوداني..
صديقي مصطفى سيد أحمد رحل وترك لنا ثروة غالية من الغناء الجميل، ينفتح كل يوم عن شموس جديدة. وسيبقى هذا الغناء لكل الاجيال القادمة.. ضياءً ونوراً وغذاءً جميلاً للوجدان. قلت يوم رحيله إن حياته وموته متسقان في هارموني لا يعرف النشاز. وحتى تشييعه الاسطوري من مطار الخرطوم لمعهد الموسيقى والمسرح وصوره في الصحف «وعلاقات المفاتيح» والبوماته التي تصدح من كل نافذة وحافلة وبيت في كل مكان، كانت ايضاً كسراً لماتعارف عليه الناس من ظهور المطربين عبر القنوات التقليدية «الاذاعة والتلفزيون» فكانت ألبومات مصطفى القادمة عبر المطارات والموانيء والحقائب تقول إن مصطفى حي باقٍ معنا.. ولروحك الف الف مليون سلام
حاشية:
سادتي وأنا اعيد نشر هذا المقال وصديقنا الصعلوك النبيل (سامي سالم) كما وصفه بروفيسور محمد المهدي بشري قد غادرنا أيضا في المنافي البعيدة، كما غادر مصطفي قبل أن تتحقق أحلامهم بسودان جديد.. ولكن دعونا نكمل مشوار أحلامهم وهذه دعوة للتفاكر في إحتفال الفكرة والقيمة للذكري القادمة بعد شهرين ونصف لرحيل الفنان مصطفي سيد أحمد، في يناير من العام 2008 نستطيع ان نقدم جديداً ومفيدا من خلال طرح أفكار ممكنة التنفيذ في كل مكان من العالم حيثما وجد سودانيون يحملون معهم حب الأوطان، وحب مصطفي..
ـــــ نجيب نور الدين ـ صحفي وكاتب أم درمان/هاتف جوال:912862969+00249
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجيب نور الدين: مقال إستعادي في الذكري السادسة لرحيل مصطفي سيد أحمد (Re: Alsadig Alraady)
|
أخي الخواض
الشكر أعمقه لك ولك التقدير أينما حللت
أخي أحمد الأمين أحمد
أسعدتني كتابتك عن الشاعر الصديق سيد أحمد بلال، وفي الحقيقة فرحتي بصدور الكتاب حجبتني عن إدراك أن التوقيت لم يكن مناسبا لفتح البوست (فتح البوست قبل ايام قليلة من الأرشفة)، على الرغم من أنني أعددت مادة معقولة لتكوين خيط إحتفالي بصدور الكتاب أولا وخيط يجتمع عليه أصدقاؤه ومحبي شعره وعارفي أسرار غوصه في مجالات الإبداع والعمل والعام. أفكر في فتحه مجددا، كما فعل صديقنا الخواض في خيطيه (لاهوت الوردة2 و أيها المكان 2) ويسعدني أن استصحب معي شهادتك الثرية هنا. شكرا مرة أخرى حتى الملتقى هناك
أخي شعيب
شكرا لك، وبالطبع الشكر للإعلامي المعروف نجيب نورالدين نحو طرحه المنشور في هذه المساحة
أخي نزار حسين
شكرا لك أيضا على المرور والمشاركة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجيب نور الدين: مقال إستعادي في الذكري السادسة لرحيل مصطفي سيد أحمد (Re: Alsadig Alraady)
|
أخوتي الاعزاء: أسامة الخواض أحمد الأمين صلاح شعيب نزار حسين صلاح عبد الحليم
أسعدتني إطلالتكم على مقالي عبر الصديق الصادق الرضي، والمقال الذي بين أيديكم تم نشره في العام 2003م، الذي صادف الذكرى السادسة لرحيل الفنان مصطفى سيد احمد والفكرة الآن فيما ورد في الحاشية، فأنا أطمع في تفاكر الناس في إخراج إحتفال ذكراه القادمة في 2008م بما يحقق الكثير الذي أشرت إليه في ذلك المقال الاستعادي فدعونا نجعل الدعوة متقدة طوال ما تبقى من أيام للذكرى وسأكون قريبا من صديقي الرضي للتفاكر.
نجيب نور الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجيب نور الدين: مقال إستعادي في الذكري السادسة لرحيل مصطفي سيد أحمد (Re: Alsadig Alraady)
|
الزميل الصادق الرضي
مشتاقين مرة اخرى
أذكر أنني حين كنت بالمرحلة المتوسطة أقرأ للاستاذ نجيب نور الدين أفانينه الفنية التي كان يطرحها بصحيفة الايام وكان من أكثر النقاد الفنيين الذين يعرفون مسائل النقد هذا بجانب أنه صحافي كشكول ومتمكن في المهنة وحينما ولجت المهنة بعد الانتفاضة تعرفت عليه ووجدته أخ أخوان وتتلمذنا على يديه وفتح لنا المجال لنشر المقالات والحوارات التي كنت أجريها مع المبدعين ولا أنسى الحوارات التي نشرها لي في صفحة جريدة الخرطوم مع المبدعين مصطفي سيد احمد والعطبراوي ومصطفي سند وفضيلي جماع وعيسى الحلو وكان هو والزميل مختار دفع الله يهتمان بي وينشران لي في الاستراحة التي كانت تضم خيرة الكتاب بما فيهم زميلنا بالبودرد الكاتب الكبير صلاح يوسف وكانت هناك آمل عباس والفاضل عباس ومرتضى الغالي وصلاح عمسيب وكنت أبن العشرين الذي يتناوب الاستراحة مع هؤلاء العمالقة ومنها تعمقت علاقتي بالاستاذ نجيب وتزاملنا عبر الخرطوم القاهرية وصرت صديقا له وإمتدت علاقاتنا أسريا فيما أصبحت علاقتي بزوج أخته الراحل اللواء محمد عثمان مالك قاسما مشتركا في حبنا لهذا اللواء الاديب الذي رحل وترك في حلقنا غصة. يمتاز النجيب بالعمق في تناوله الصحفي والنقدي وهو أبن أمدرمان الذي أشبعته بالثقافة والمعرفة وفوقا عن ذلك علاقاته الواسعة بالفنانين واهل الابداع وخبرته الصحفية الثرة وحلو معشرته ولقد كنا على حظ كبير أن نتعلم منه ونمتص خبراته وعبره تعرفنا على المبدعين وخلق هذا المستقبل الصحفي الذي نحن فيه.. لم استمع لنناسي عجاج بما فيه الكفاية لاحكم عليها رغم معاصرتي لتجربتها الاولى للغناء حينما كنا نزور والدها المبدع عجاج وكانت دائما تحتل ركنا قصيا في جلساتنا ولكن أثق في تقييم الاستاذ نجيب ونأمل أن تكون نانسي الصوت النسائي الذي نفتقده. من هنا تحياتي لاستاذي نجيب نورالدين ومن المؤسف أن يكون بعيدا عن الصحافة في وقت يحتل المناصب فيها من لم يعرفونه. دنيا والتحية لنناسي بهذا الحكم القيمي حول تجربتها والذي جاء من قبل النجيب. بخصوص ما كتبه الاستاذ نجيب حول مصطفى أعتقد أنه شهادة كبيرة من ناقد كبير خصوصا وأن هناك بعض الاصوات حاولت في الفترة الاخيرة التقليل من شأن ما بذله مصطفي تطوير الاغنية ويا ريت الاستاذ نجيب يواصل في التنقيب عن سحارة مصطفي سيد أحمد ويقدمنا بحثا مطولا عن إضافاته الموسيقية وهو الناقد المدرك وعازف العود الماهر وتحياتي الاخ الصادق للاستاذ نجيب ونأمل أن ينضم إلينا في البورد حتى نستفيد أكثر من خبراته النقدية.
وشكرا صديقنا الصادق
| |
|
|
|
|
|
|
|