المكان : حديقة أم درمان الكبرى الزمان : الجمعة التاسع من رمضان الموافق 21/09/2007
الفطور السنوي بحديقة أم درمان كان غاية في الروعة ..... أسراب الحمام بنوعيها تجوب المكان ، حاملة ما لذ وطاب من المأكولات ......... وعصافير أتت من الجنة عطرت المكان ........... وتلت آيات من الذكر الحكيم ..
أهلنا الأنصار يزينون أم درمان وتزدان بهم أم درمان .. العم الباقر قنات ....... رجل شفيف ومحب ..... أنصاري من رأسه إلى أخمص قدميه ، لا يمكن أن يعقد قرانا لأبنائه دون وجود الحبيب السيد الصادق ........ أحب أئمة الأنصار وأحبوه ...... كذلك لا يمكن أن للسيد الصادق أن يفوت مناسبة للعم الباقر ....... أطال الله في عمريهما ......
العم الكامل قنات ....... أنصاري بدرجة أخف ...... رجل ممهول .. ظله خفيف .... متخصص في فض النزاعات .. ولا يذهب بك العقل بعيدا لتخوم السياسة وأزقتها ، إنما النزاعات على المستوى ا لأسري التي غالبا ما يكون سوء الفهم مصدرها ...
عندما كنت بالإمارات كان الأخ عمر تاتاي يمازحني دائما " ياخي أعمامكم الأنصار ديل صعبين خلاص" أقول له : كيف ؟ يذكرني بقصة أحد أعمامنا الذي رافقه باليونان ، اختلف مرة مع الخواجات داخل الحانة وماهي إلا لحظات ويستل عمنا سكينا من جيبه مطاردا الخواجة لمسافة بعيدة مرددا بعض الكلمات هي " ود الكلب ما عارفني أنا أنصاري ود أنصاري " يرد عمر ممازحا : " أنصار شنو ديل القاعدين في البارات" العم محمود الشريف ..... كان حاضرا في توزيع الشهادات للمتفوقين ولأعضاء اللجنة الفائتة ... كم من التعليقات والقفشات صاحب تسليم الشهادات .....
العم إمام قنات ...... كبر عندما سلمت الشهادة لزوجته ، علق الجميع ، حاول أن يكبر مرة أخرى خجلا من الحضور ........العم إمام فاكهة الجمعية و محركها الأساسي - يفعل ما يقول - لا يهمه إن زعل فلان أو علان – لكن قلبه نظيف - لا يقصد شيئا خفيا وراء ما يقول ..
العم سيد قنات ، رجل رائع ... اتصل مرة بأخيكم أثناء تصفحه لبوفايلي بسودانيز أونلاين ، مجموعة من التحقيقات قائلا : " منو ماجد حسن دة العاملو فنانك المفضل أول مرة نسمع بيهو " ومادرى أن ماجد حسن علم على رأسه نار ....... ذهبنا ذات مرة إلى عمنا عبد الخالق الطيب والد زميلنا الدكتور عثمان عبد الخالق .. قدم لنا بيبسي كعادته مارس ماجد الغناء مع عبد الخالق قائلا له : " البيبسي دة فيهو مادة البيبسيدين المطلعنها من شحم الخنزير ، وزي ما عارف يا عم عبد الخالق مادة البيبسيدين دي خطيرة على حياة الإنسان ...." استمر ماجد في ممارسة الغناء بكل صنوفه ، عمنا عبد الخالق أطال الله في عمره يستمع إلى ماجد بشكل غريب ، وماجد يحاول أن يستفز الرباطابي القابع في شخصية عمنا عبد الخالق ..... إلى أن إنتهى ماجد من فاصله الأول .. رد عمنا عبد الخالق بهدوء شديد : نقول شنو يا ماجد أم سنط وولدت .... علما بأن ماجد من أم سنط جنوب مدني . نضحك كثيرا مع عمنا عبد الخالق على هذا التعليق. الوالد الطيب قسم الله ، علاقتنا بأبينا كعلاقتنا بأصحابنا مع تقدير زائد .. قال لي أحدهم : ما وجدت شخصا سمي بالطيب إلا والطيب يفوح من مساماته كالعنبر الذي عتق منذ زمن بعيد .... العم محمد توم المهل : خطب فينا خطبة ذكرنا فيها برمضان وأعمال الخير فيه .... قال لي متصوف متطرف : لو كان كل أنصار السنة كعمك محمدتوم ، لسجلت معهم من اليوم .. محمد توم اشتهر بروح الدعابة والفكاهة ... أنصار ي سنة متطرف ولكنه محبوب من الجميع لما له من روح فكهة وشخصية مرحة تداعب الجميع ... العم الصادق البشير .. قال أبي عندما أتي للركابية قبل أكثر من خمسين سنة لحضور زواج الفاضل البشير الأخ الأكبر للصادق وجد الصادق حذق صناعة العود وعزفه .. مع صديقه عبده قرينات .. الصادق وعبده قرينات ينكرون ذلك على الدوام ولكن تقف الأدلة عاجزة عن الدفاع عنهم ... رحمة حسن بدأ نشاطه يزداد بعد توليه نائب رئيس الجمعية . ... رجل براغماتي كما يصف نفسه . يحب العمل والتطوير ، حث الجميع على معاملة الجمعية كمعاملة العيد ........ ضحك الجميع . والحضور جمع غفير من الإخوة والأخوات ، الخالات والعمات ، والأبناء من البنين والبنات .. وعلى عجالة .... فيصل بانقا ، شيخ ادريس حضيري، الطيب العوض ، عزام ، خالد بانقا، الطيب صديق ، وغيرهم........
وطبعا لم أذكر من النساء إسما واحدا " ياخي أهلنا الأنصار ديل يبعجوني بسكاكينهم" ، وبعدين لا بتنفع مساوة الرجل بالمرأة ولا الحاجات التانية دي الأنا ما بعرفها .. على العموم أمهاتنا شجرات يستظل بظلها القائظون وبناتنا زهرات يرتشف عطره العاشقون المحبون ...... تحياتي لهن جميع وهن يعطرن المكان... كثير من الأسماء سقطت سهوا دون عمد ، لذلك فليعذرني الأحبة ، وهذه محاولة مني للتعريف بالجمعية ..
مع ا لتحية . جمعية قنات جمعية خيرية طوعية مسجلة في وزارة الشئون الإنسانية ، همها الأساس هو العمل الطوعي وتقديم خدمات طوعية بشتى مجالاتها في مساعدة الأيتام ، مساكين الطلاب وغيرهم ممن جار عليهم الزمان ، أي استفسارات يمكن أن ترسل مباشرة لعنوان الجمعية على [email protected]
09-24-2007, 11:00 AM
انور الطيب انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
كانت جدتي أم كلثوم بنت الشهيد فكي أحمد إمرأة من طراز خاص ، زوج أبينا الفكي قسم الله المهل عبد الله قنات - سنعود لقصته في حينها- إمرأة كريمة لها طباع قل أن توجد في بشر .. لا تأكل ما تعمل على تربيته من حيوانات حتى الخراف التي تجلب للمنزل لساعات قبل ذبحها لاتأكلها إن شعرت أنها أصبحت جزءا من مكونات منزلها العامر ... حضرت أياما مع أبيها المقدام ، كان فارسا تهابه الفرسان وعالم يحب الإسلام ويعمل على نشره .... حكت عن اسم جدها بفخر وإعزاز . كان أهلنا من السماحة بمكان ، كل شيء فيهم سمح ، الكلام " النضم" ، الهواء ، الونسة وطق الحنك ...... ما أجمل أن تعاصر أجدادك من جميع الجهات ، تبدأ حبوبتنا أم كلثوم بمقدمة تحبها كثيرا تحكي عن تاريخ أجدادها وأملاكهم وجهادهم الطويل مع الأنصار ومع الحياة ... أم كلثوم وشقيقتها زهراء يقال لهم بنات الشهيد .. الشهيد فكي أحمد قاتل الإنجليز مع عبد القادر ود حبوبة. قبل أن تذهب لحكاية جدودها تعرج قليلا على بطولات أبيها الذي أحبته وأحبت كل رجل من أجله ، عندما كان الرجال رجال مواقف وأحوال ، لا تهزهم صغيرة ولا كبيرة ، يقولون ما يفعلون ، ويفعلون ما يرون دون تردد أو وجل ، عندما كانت المروءة أختهم والشهامة عمتهم و الكرم أصلهم الذي نشأوا عليه . تقول بنت الشهيد فكي أحمد " قنات رجل كريم وهذا اسم " قفر" لقب صاحبه لخصلة فيه ،كان له من الخير الكثير ، بهائم من كل الأنعام ، يقضي النهار في الكد والكسب والليل في القيام والذكر . ليلهم ليل وقيامهم قيام ، ليل ليس كليل أبي دلامة الذي سأله أحدهم يا أبا دلامة أتقوم الليل : قال : بلى . قال : وما ذا تفعل ؟ قال : أبول وأرجع . حتي قيام أبي دلامة ما عدنا نحتمله إلا لمن أصيب بداء السكر أو شيء من هذا القبيل . ثم تعود بنت الشهيد فكي أحمد لتعدد أعداد الإبل ، تعد لنا بالمئات . تسمي الإبل بأعماره المختلفة ثم تعود من جديد للعد . تعدد مرة أخرى ، الإبل والأبالة ، الخيل والخيالة ، البقر والبقارة ، وغيرها من الأنعام .. أكثر ما يشدنا كيف كان أهلنا يفيدون ويستفيدون مما حولهم من البيئة. اللحوم بانواعها ، طازجة ومجففة ، الألبان بأنواعها ، فطيرة وخميره ، الدهون بأنواعها ، سمنها وزيتها . الجلود استخدمت في المسكن والمصلى ، حتى البول استخدم في العلاج . ويستمر السرد والكل ينتظر معنى كلمة قنات ...
نواصل ...
09-24-2007, 11:23 AM
انور الطيب انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
المكان يزدان بوجود حبوبتنا أم كلثوم.... رحمة الله عليها ..
ثوب أبيض يغطي جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين ، سروال طويل ، محفظة تتدلى من جيبها إلى أسفل ، ما إن تحاول إخراج محفظتها إلا والكل يتجمع حولها ، فالمحفظة لا ترد إلا بعد إرضاء الجميع ، تجارا أو أطفالا .. كلمة واحدة تحرص عليها تقولها دائما : " أنا الخمج ما بدورو" . ما إن تسمع بخبر وفاة في قرية مجاورة إلا واصطحبت أختها وحبية قلبها زهراء لأداء الواجب . تجيد الطهي بطرق شتى تناسب زمانها من اللحوم إلى " الويكاب " ، والويكاب كما يقول اللبنانيون عبارة عن يخنة القصب باللبن ، لا أنسى يوما وأنا في الإمارات عندما طالبني أبنائي بوجبة من مطعم صحاري الفاخر ، ذهبت ملبيا للطلب بعد شد وجذب وإستفزاز ، كانت أمهم طابخة لهم في ذلك اليوم " ملاح" بطاطس . ذهبت إلى الجرسون اللبناني الذب عدد كثيرا من الأطعمة والأصناف فهمت منها " يخنة البطاطس بالدعمة" ، أعجبت جدا بهذه الكلمة " يخنة" ، أخذت الطعام ملفلفا إلى أولادي ما إن فتحوه إلا ووجدوه بطاطس بالدمعة ، عاتبوني كثيرا وتحيزوا لأمهم عند تناول الغداء.. ما تجيده حبوبتناكلتوم كثير
اللحوم بجميع أنواعها ، مشوية ، مقلية ، أو مطبوخة ، ما كانت المشاوي تبهر كما تبهر اليوم ، قليل من الملح ثم تعرض للنار مباشرة ، ما ألذ هذا الطعام . اليخنة بجميع أنواعها ، وأفضلها يخنة الويكاب التي تحرق الدهون والويكاب ما هو إلا خليط من القصب الجاف مع الحليب مع بعض التعديلات .. شاي اللبن بالسمن ، وجبة صباحية مليئة بالسمن البلدي ، ترتفع درجة حرارة السمن البلدي عند ملامسته للشفاه ، ماكانت الشفاه كشفاه اليوم ملطخة " بالروج" وقليل من الصلصة ، بل كانت الشفاه شفاه رطبة بالكلم الطيب وكثير من ذكر الله ... يالطيف ما كانت لتغادر اللسان .. نواصل
09-24-2007, 12:45 PM
انور الطيب انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
كانت لجدتي أم كلثوم أعمال يومية تبدأ قبيل صلاة الفجر بقليل ، حيث كان للفجر طعم خاص يبدأ بصياح العتاريف معلنة بذلك ذهاب وإياب الملائكة إيذانا بيوم جديد ، اليوم يبدأ باسم الله وينتهي بالحمد لله ، لذلك كان يوما مباركا بمعنى الكلمة .. صلاة على سجادة عتيقة صنعت من سعف النخيل أو فروة من جلد الضأن ، سبحة جميلة منضومة بخيط أخضر ، تتدلى منها كتلة خضراء غاية في الجمال كأنها عنقود من نخيل لم يبلغ الحلم . كان الماء طاهرا والناس طاهرون والصلاة أيضا طاهرة ، ليس هذا من باب التغني على القديم ولكنها الحقيقة الظاهرة كرابعة النهار. ما أن تنتهي الصلاة إلا وتبدأ الأوراد ، ما أظن أن هنالك شخص ليس لديه أوراد أو وظائف . يكون سبق ذلك جلب الوقود اللازم لشاي الصباح وإشعال النار في حفنة من القصب أو أي أعواد يابسة ، الهواء فقط هو الذي يساعد في إشعال النار ... وقتها لم نكن نعرف أن غاز الأكسجين يساعد على الإشتعال ولكن عندما شرح الأستاذ لنا ذلك لم نتعب كثيرا في معرفة مايريد ، وذلك من الذي تعلمناه من حبوباتنا ... ما إن تنتهي أعمال الصلاة إلا والشاي الأحمر " السادة" جاهز لمن يريد ،لا أعرف من قام باكتشاف الشاي ، لكنه اكتشاف رهيب يرد الروح مع فلق الصبح الناعس . لحظات والحليب يفور على جنبات إناء قديم لكنه نظيف . ما إن نقول كلمة "فار" إلا وتأتي حبوبتنا أم كلثوم لإنزال الإناء من النار دون الحاجة لإستخدام أي عازل خشبي ، بلاستيكي أو غيره . النساء رحمة الله في أرضه يتحملن الكثير من أجل الرجال .
نواصل .......
09-24-2007, 01:29 PM
انور الطيب انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
الشاي عند أمنا أم كلثوم له طعم خاص ، كل أحفادها يكادون يتجمهرون حولها ، بعضهم يعمل على تبريد الشاي بطريقة بهلوانية من عل على بعد أمتار ومن ثم على الكوب الثاني ماهي إلا لحظات ويكون قد وصلت درجة الشاي إلى ماتحت الصفر. بعضهم يرتشف بصوت عجيب كأنما ماء خر من جبل إلى أسفل مغارة عتيقة . في كثير من المناسبات يصاحب الشاي لقيمات يقمن صلبك إلى مابعد الفطور أو الغداء في حالة الظروف الصعبة. ما إن إنتهت مهمة الشاي إلا وبدأت مهمة أخرى روتينيه وهي مراجعة الأغنام مع راعي الغنم ، الماعز ترعى براع يختلف عن راعي الضأن ، لأن الماعز ترجع يوميا للمنزل أما الضأن فمن الممكن أن تغيب شهور عن المنزل ، بل من الممكن أن يذهب بها الراعي شرق النيل إلى تخوم البطانة .
تجمع ما أمكن من روث البقر كوقود عضوي يضاهي في جودته مزيج برنت الآن ......
نواصل .
09-27-2007, 10:32 AM
انور الطيب انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
المكان : منزل رحمة حسن ، الدروشاب محطة 17 ، شرق الصهريج ..
الحضور : الوالد الطيب قسم الله ، العم محمد توم قسم الله ، العم سيد قنات ،
الإخوة رحمة ، فاروق ، محمد العوض ، سامي ابراهيم ، مضوي ، فيصل ، العاقب / أسامة ، وأبناء رحمة حسن .
المناسبة : فطور جماعي مع الأخ رحمة ..
ما يميز أهلنا أنهم يحبون المرح البرئ كما أنهم عندما يجتمعون يذكرون طرائفهم ويذكرون بعضهم بطرائف البعض . كان جل الحديث عن الصلاة وبعض المواقف الطريفة التي ترافقها ..
ابتدر الكلام أبي : قائلا بينما هم في التشهد الأخير فإذا بمجنون يطل من الشباك قائلا السلام عليكم ، فإذا بالجميع يسلمون دون إنتظار الإمام ..
وتذكر عمنا محمد توم قصة السعودي في بدايات عهد الجوال الذي رن هاتفه أكثر من مرة في الصلاة فإذا بالمرة الثالثة يجيب : ألو الله يهديك الوقت وقت صلاة طال عمرك .
واستمرت الونسة إلى قبيل صلاة العشاء ، تحركنا بعدها لزيارة الأخت أمال الفاضل وأسرتها ومنها إلى الحلفاية منزل الوالد وبعدها قمنا بأداء صلاة العشاء والتراويح بأمامين من الأسرة ...
ما أجمل أن تصل رحمك ويصلك خصوصا في هذا الشهر الفضيل .. فالشكر موصول للجميع ونواصل ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
انور الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست