|
Re: الفرق بين جيلين جيل أمهات واباء ألامس وجيل آباء وامهات اليوم دعوة للنقاش! (Re: وليد محمد المبارك)
|
خالص التحايا الاستاذ jini
اسمح لي بمداخل قد تصب في نفس سياق البوست...
---------------
هل سيموت الأب وتختفي الأسرة البيولوجية؟
يبدو أن التطورات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة والمتسارعة، التي يشهدها العالم منذ عقود قليلة ، سوف تفرض على المجتمع الإنساني أن يراجع موقفه من كثير من النظم الأجتماعية الأساسية ، التي تعتبر طيلة العصور السابقة من أهم ثوابت ودعائم الحياة الاجتماعية وأن يعيد النظر في كثير في انماط الحياة التقليدية المتوارثة ، وأن يدخل عليها بعض التعديلات الجذرية حتى تتلاءم مع الأوضاع الجديدة ، والتي ينتظر أن تستجد في المستقبل غير البعيد ، وأن يتنازل عن بعض الأفكار التي كانت تؤخذ دائما على انها مسلمات لا تقبل الجدال أو المناقشة ، وأن يستعد لمواجهة بعض التحولات والتعديلات التي سوف تلحق بتلكم النظم الأجتماعية الأساسية، بل والتي قد تعرضها لخطر الاختفاء والاندثار . وربما كانت أخطر هذه التغيرات والتحولات هي التي يتوقع الكثيرون أن تلحق بنظام العائلة الذي كان يعتبر دائما الركيزة البيلوجية الأساسية ليقام الحياة الاجتماعية واستمرار الجنس البشري. فثمة من المؤشرات مايدل على أن يدل هذا المبدأ البيولوجي المهم المتمثل في العلاقات الجنسية المشروعة ، والمعترف بها من المجتمع سوف يتراجع ، أو هو في سبيله بالفعل إلي التراجع كأساس جوهري يبرر وجود العائلة كنظم اجتماعي ، له كيانه ووظيفته ، بل إن ثمة احتمالات قوية باختفاء ما يعرف باسم العائلة النواة [nuclear family] أو الأسرة المكونة من الأب(الزوج) والأم (الزوجة) والأولاد من كلا الجنسين ، والذين يعيشون مع أبويهما حتى تحين لهم فرصة الزواج والانفصال بالتالي لتكوين عائلات نووية خاصة بكل منهم / منهن . فهذه الأسرة الصغيرة المحدودة العدد هي الشكل السائد الآن في المجتمعات الغربية ، كما أنها هي الشكل الذي يتجه نحو التنظيم العائلي في جميع أنحاء العالم بسرعات متفاوته ، بينما تتراجع أشكال العائلة الكبيرة والممتدة ، التي قد يجمع الشخص فيا بين أكثر من زوجة مع أولاده وأحفاده منهن جميعا ، والتي قد تضم الى جانب ذلك عددا آخر من الأفراد الذين ينتمون إلي عدة أجيال ويرتبطون معا بروابط أخوة والبنوة والأبوة والعمومة وملحقاتها وتفرعاتها كما كان عليه الشأن حتى عهد غير بعيد في المجتمعات الغربية ذاتها ، وبخاصة في المناطق الريفية وكما لا يزال عليه الحال في كثير من المجتمعات التقليدية حتى الآن ، ولقد كانت الثورة الصناعية التى بدأت في أوربا في أواخر القرن الثامن عشر هي العامل الأساسي المؤثر في تغير ذلك النظام العائلي القديم إلي الشكل السائد الآن وإن لم تفلح تماما في القضاء على الروابط القرابية الممتدة ، والتي أصابها على أي حال كثير من الضعف والوهن نتيجة للتباعد المكاني.
نواصل..
التحايا النواضر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفرق بين جيلين جيل أمهات واباء ألامس وجيل آباء وامهات اليوم دعوة للنقاش! (Re: معتز تروتسكى)
|
أن التغير الجوهري الذي سوف يلحق بالعائلة الصغيرة النواة، والذي يعطيه بعض الكتاب كثيرا من الاهتمام البالغ ، هو الميل إلي إسقاط المبدأ البيولوجي من الاعتبار كأساس تقوم عليه العلاقات الزوجية الشرعية والمشروعية . فالعائلة نظام إجتماعي يستند إلي أصل بيولوجي يتمثل في العلاقات الجنسية المشروعة- إلي المتعة الجنسية المشروعة – إلي الإنجاب بما يكفل استمرار الجنس البشري بوجه عام . ويميل كثير من العلماء إلي أستخدام مصطلح [العائلة البيلوجية] في حديثهم عن عائلة المستقبل ، ويقصدون بذلك المصطلح العائلة النواة، التي هي أصل كل التكوينات العائلية والقرابية الأكثر تعقيداً ، كما أن المصطلح نفسه يتضمن الاعتراف بطبيعة وشرعيتة العلاقات الجنسية بكل مايتعلق بها من حقوق وواجبات والتزامات متبادلة بين أطراف هذه العلاقة . وإنكار المبدأ البيولوجي والتنكر له والخروج على مقتضياته هو الذي يهدد استمرار التنظيم العائلي المتعارف عليه حتى الآن في الغرب ، وينبئ بتراجعه أمام المحاولات الجديدة التي يراها الكثيرون محاولات شاذة ، وإن لم تكن مغايرة للأساس البيولوجي المألوف [العلاقة الجنسية والطبيعة والمشروعة بين زوج و زوجة- أي ذكر وأنثى] واعتبار هذه العائلة البيلوجية مجرد نمط عتيق أو موضة قديمة تخطاها الزمن ، لأنها تلتزم بقواد وقوانين ومبادئ سلطات أعلى من الفرد دون أن تاخذ في الاعتبار الاختلافات والفوارق والميول والنزعات والرغبات الفردية الخاصة ، المتعلقة على وجه التحديد بالحياة الجنسية ذاتها ، التي تقوم العلاقات بين الزوجين أيا كان نوع هذين الزوجين . وثمة على أي حال ما يشير إلى إنتشار هذه الأفكار في المجتمعات الغربية وظهور أنماط مختلفة من العلاقات الجنسية التي قد يقابلها المجتمع بالاستهجان والاستنكار في أول الأمر ، ولكنها لا تلبث أن تنتشر بين جموع كبيرة نسبيا من الاشخاص من كلا الجنسين ، بحيث هي النظم المألوفة والسائدة في المجتمع الغد . والأدلة عي ذلك كثيرة منها على سيبل المثال العلاقات دون زواج.
نواصـــل...
| |
|
|
|
|
|
|
|